رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى 5 لنورا محمد علي - الفصل 51- 1 - الجمعة 4/10/2024
قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر
من قصص وروايات
الكاتبة نورا محمد علي
الفصل الواحد والخمسون
1
تم النشر يوم الجمعة
4/10/2024
كانوا يجلسون في انتظار نزول دانا وداليدا إلى حيث هم وهم يتبادلون الحديث، ما بين المزاح والجد والبعض يشعر باللهفة والبعض يشعر بالترقب، وها هن يتهادين فيه خطواتهما..
بجمال يخطف القلب، و الروح وابتسامة رسمية جعلتهن صورة طبق الأصل لا يوجد أختلاف بينهن
مما جعل التساءل يسكن عقول الجميع، ما هذا الاثنين يرتدين نفس الثوب!
ونفس تسريحة الشعر.. نفس الميك اب، وكأن كل واحدة منهن تريد ان تحصل على تأكيد أخير من انه قد يعرفها..
فالأمر لا يقتصر على الشكل؛ بل القلب وما يشعر، به..
في اللحظه التي لم تتعرف عليهم امهم وابيهم.. وجي على رحيم واحمد ان يفرق بينهم، نظر رحيم لأحمد بابتسامة وهو يقول:
_عاجبك كده؟!
تكلم في المطلق والآن يوجه الكلام لها هي وهو يقول:
_دي تاني مرة، كده خلاص؟ ولا هنعيده تاني؟
سال احمد بدهشة: تقصد ايه؟
_ اقصد ان أحنا اللي موجودين في البيت، مفيش حد غريب بينا، الكل عارف كويس انا ايه؟ وبشتغل ايه؟ يعني وارد اكون قاعد وبهزر وبضحك وبمدح فيك وعقلي مش فيا!
أدهم: بمعني؟!
نظر لوالده وهو يقول: بمعني اللي هتقف قدامي مرة تانية على انها تخصني، تستحمل النتيجة رد فغلي ممكن يبقى...
ترك الكلام معلق وهو ينظر في عين داليدا بتحدي وهو يقول:
_ فاهمة ولا عندك أستعداد تغامر، وفي النهاية اقف انا وأحمد قصاد بعض...
ازدردت لعابها وهي تنظر الى اختها بوجه جامد، تدرك أنه لا يهدد.. التحدي في عينيه وهو ينظر لها في عينها يخصها هي بتحدي، ربما لأنه مدرك مقدار غيرتها ويعلم أنها لن تقبل ان يقترب من غيرها، حتى لو كانت توأمها، وحتى لو كان الامر بداعي المزاح..
نظر له ادهم بغضب وهو يقول:
_ ايه البجاحة دي يا ابن أحمد، انت بتهددها وانا قاعد
_ بـ اهدد مين فيهم؟ تقدر تطلع لي داليدا؟
أحمد تدخل في الحوار وقال: أنا عن نفسي عارف اللي تخصني..
نظر لهم أدهم بصدمة، فوقف هو يرفع عنه الحرج، وهو يقترب من تلك التي تقف في الجهة الاخرى، بالقرب من احمد وعائلته، وهو يمد يده لها، يحتضن كفها يرفعها الى شفتيه، وهو يهمس:
_ مش محتاجه الفيلم الحمضان ده عشان اعرفك، انا بعرفك بقلبي مش بعيني
كانت تشعر انها قطعة من الثلج تنصهر تحت وطئ نظرته المحملة بالحمم، هل يعشقها كما يظهر في عينيه؟
بينما الحال لم يختلف كثير عند أحمد ودانا الذي كان يبتسم لها منذ وقفت هناك شئ بداخله يأكد له أنها هي..
بعد تبادل النظرات الصامتة وذلك الحاجب المرفوع وهو ينظر لها من البداية تكلم عادل وهو يقول:
_ ورغم ان الحركة زعلت الشباب بس عجبتني وفي النهاية كل واحد عرف حبيبته
ادهم: ايه يا شيخ عادل، خلي بالك من كلامك قال حبيبته قال
رحيم: امال حضرتك فاكر ايه يا عمو هي لو مش..
نظر له والده ليصمت وهو يقول:
أحمد الديب: نقرا الفاتحة ورفع كفه أمام وجهه وبدأ في القراءة بصوت واضح نظر له أدهم بغضب لكنه ردد فاتحة الكتابة وهو يشير لبناته ان يجلسوا..
ما ان انتهوا اطلقت الجدة زغرودة طويلة رغم وهن صحتها إلا أنها فرحة مزدوجة تبعتها سهام باخرى وبعض الخادمات حتى صدح صوت الفرح في الفيلا بأكملها ..
اخرج رحيم علبة من المخمل بها خاتم سوليتير والتونز والدبلة من الذهب الأبيض..
ادهم : دي فاتحة
_بدل الموافقة موجودة ايه يمنع انها تلبس دبلتي وبعدين دي مش شبكتها
نظر له أدهم بهدوء وهو يقول:
_ وانا هاخد منك حق ولا باطل أنت وأبوك اللي قاعد بكل ثقة وكأنه هو ابو العروسة وعمال يشرط ويهدد كان يوم…
أحمد: ماله اليوم يا ابن…
أخرج أحمد هو الأخر علبة من المخمل بها ما يوازي ما قدمه رحيم، مع أختلاف الحجر الكريم وهو يقول:
_ بستأذن حضرتك يا عمي ينفع..
نظر له ولم يجد ما يقول وهو يهز رأسه بموافقة ، بينما أحمد أقترب من دانا وهو يقول:
_ ألف مبروك يا قلبي ربنا يجعلها جوازة العمر
أكتسح الخجل وجهها ونظرت له بلمعة تتألق في عينيها، وهي تقول:
_ ربنا يبارك ليا فيك يا أحمد
هنا استطاعت إلينا أن تتنفس وهي تدعي بداخلها أن يتم الله عليهم بخير وفرح وسعادة، فقد رأت بريق في عينيها..
بعد وقت تناول الطعام في جو عائلي بين الجميع لم يخلوا من مناوشات أحمد لأدهم..
بعدها كانوا يذهبوا كلا إلى بيته بعد أن اتفقوا أنهم سيقدمون الشبكة في يوم واحد ومعها يتم عقد القران في ..
نظرت سهام إلى أحمد بابتسامة ما ان دخلوا جناحهم وهي تقترب منه تضمه بعشق وتقول:
_ ما اتحرمش منك يا قلبي ربنا يخليك لينا ويديمك فوق راسنا..
ابتسم لها ويده تتحرك على جسدها بطريقة عابثة وعينه تنظر لها برغبة واضحة وهو يقول:
_ ويخليكي ليا ويبارك ليا فيكي يا قلب قلبي..
انهى كلامه وهو يتكلم بلغة أخرى خاصة بهم، شفتيه تعزف لحن منفرد يده تتحرك بعبث، جسده متأجج من فرط ما يشعر به مزيج من العشق الشغف لمعة من الغيرة رغبة في التملك كان يأخذ ما هو له بلهفة ورغبة مرة بعد أخرى وكأنه يعوض تلك الأيام الماضية إلى أن أختلط الليل بالنهار..
في اليوم التالي كانت تشعر بالسعادة مغلفة بالتعب لكنها ابتسمت له فقد كان جالسا ينظر لها بابتسامة مشبعة برضى ويده تتحرك في خصلات شعرها وما انفتحت عينيها حتى قالت أحمد
_ قلبه
_ صباح الفل
_ صباحك فل وورد وعسل صبحية مباركة يا سو
ضمت نفسها له تتوار من وطئ عينيه فيه، تشعر بالخجل من نظراته وكأنها المرة الأولي بينهم، طبع قبلة دافئة على جبينها وقال:
_ ورنا مليون حاجة النهاردة كلمي طنط ليلي وانا هتصل بـ ياسين و جودي واعرفهم حتى لو هينزلوا على الفرح بس لازم يعرفوا وشوفي هتكلمي جويرية ولا ايه واكيد اخواتك البنات ..
_ حاضر يا قلبي
_افضلي انت قولي قلبي لما هسيب الدنيا وافضل معاكي
نظرت له بدهشة وهي تضحك بصوت مرتفع ..
بدأ العمل من اول لحظة اتصال بـ عمرو خفاجة حتى ينزل بسرعة وحبذا لو يحضر زوجته معه ورغم دهشة عمر إلا أنه قال
_ انت تأمر يا وحش بس اعرف السبب
عاوزك في شغل، عايز جناح على الدور الثالث كله..
_نعم بتهزر صح
_لا يا حبيبي انت عارف ان الفيلا ثلاثة ادوار بس الدور الأخير متقفل لا باب ولا شباك كل اللي هتعمله تفتح الباب الباب وتبدأ تشتغل ولا نسيت أنك مأسس الشغل وفاضل التشطيب
_ما نسيتش بس انت فاهم جناح على حجم الفيلا يعني أيه
_بمعنى؟
_ولا حاجة يا وحش..
وقد كان أرسل محل المجوهرات كتالوج تنتقي كل عروس ما تريد ..
وفي يوم الجمعة كان عقد القران عائلي اقتصر عليهم وعلى المقربين حضر أسامة وزوجته وأمه رنا، و ياسين وجودي أنهوا إجازتهم ما أن وصلت لهم الأخبار السارة وليلي حضرت هي وكامل.. وعمرو خفاجي نزل مرغما لينهي العمل كما يريدون..
وها هي داليدا تتألق في ثوب سوارية راقي بلون الفضة تتألقى كأنها القمر شعرها الفحمي يحاوط وجهها.. بينما دانا ارتدت تصميم مختلف و باللون الأزرق فكانت فتنة..
كان رحيم ينظر لحبيبته بأبتسامة وهو ينتظر أن يعقد المأذون قرانهم..