رواية جديدة لؤلؤة الليث لإيمي عبده - الفصل 31 - السبت 19/10/2024
قراءة رواية لؤلؤة الليث كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية لؤلؤة الليث
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة إيمي عبده
الفصل الواحد والثلاثون
تم النشر يوم السبت
19/10/2024
أشار عرفان له بإتجاه الطريق؛ ليواصلا السير، ومن ثم تابع الحديث بجدية، موضحاً.
- هل تعلم أن والدها هجر والدتها؟ ورغم أنه كان يعشق سيا، لكنه لم يعد ولو لمرة واحدة للسؤال عنها، فلو كانت المشكلة بالسيدة ليندا لفوض أحدهم وسيطاً بينهما، أو إلتقى بسيا خارج المزرعه، لكنه إنقطع عنهما تماماً، كما أن السيدة ليندا تعرضت للهجر مرتان، أم تراك نسيت قصتها مع السيد علي، أنا هنا منذ وقت قليل، وقد سمعت بالقصه، فحتما أنت على دراية بها، كيف تركها، وأهانها، وفعل بها والده الأفاعيل، ولولا أباك لظلت سجينة لدى أحد الحمقى الأثرياء، أو لكانت سيا إبنة غير شريعية، أو جارية أخرى لأحدهم، من كان ليعلم؟
قضب جبينه بغضب، ففكرة أن تكون سيا إبنة غير شرعيه، أو جاريه، أمر لا يحتمله عقله، فحاول الإعتراض، لكن عرفان كان كمن قرأ أفكاره، فتابع بهدوء.
- سيد رسلان.
قاطعه سريعاً: لا داعى لسيد هذه، نحن نتحدث عن حياتى الخاصة هنا، عن أمور لم يعلم بها أقرب الناس إلي.
إتسعت إبتسامته: حسنا رسلان، كما تشاء، لكن أؤكد لك أن الصبر والهدوء أفضل وسيلة لتنال قلبها، لكن شجاركما هكذا، لا أعلم أين سيصل بكما هذا؟! لكن أنا كنت متأكد من أنها تُكن لك المشاعر، فأنت بالطريق الصحيح حتما، من يعلم قد يجعلها الشجار تنفس عن غضبها المكبوت، وتتزن نفسها الثائرة.
تنهد رسلان بضيق، ثم إستدار يحث ليان على الإسراع، فلم يجدها، فهتف بإنزعاج.
- يا إلاهى! لقد عادت إلى المزرعه، تلك الفتاة تريد قتلى حتماً.
قهقه عرفان بمرح: إنها غاضبة منك، فلا تثيرها أكثر.
تأفف بضيق: أخبرنى، هل الفتيات هكذا دوماً؟!
قضب جبينه: هكذا؟ كيف؟!
- ثائرات! حمقاوات!
- نوعاً ما، هيا سأتى معك؛ لنعيدها.
❈-❈-❈
عادا سويا حتى وصلا إلى المزرعه، وهناك وجدا سيا تتأفف حين رأتهما عائدين، فنظرت نحو رسلان بإنزعاج، وهتفت بسخط ساخر.
- ما الذى جعلك تعود؟ هل نسيت إهانة أخرى لم تقولها لى؟
قضم شفته السفليه بغضب: لا، ولكنى عدت؛ لأستعيد ليان.
رفعت حاجبيها: هل أنت أحمق، وأعمى أيضاً؟! ألم تغادر معك منذ دقائق؟!
- نعم، وعادت دون أن أنتبه لها.
قضبت جبينها متعجبة: عادت إلى أين؟!
- إلى هنا بالطبع.
- لم أبرح مكانى، وإذا ما عادت كنت سأراها فوراً، ولكن هذا لم يحدث.
صرخ بغضب: ماذااا؟! إنها حمقاء! لابد أنها تجول بالحقول المجاوره.
تدخل عرفان: لا داعى لغضبك، سنبحث عنها جميعاً، وسنجدها، ولن تخيفها حتى لا تهرب مجدداً.
- حسنا هيا.
❈-❈-❈
بعد مرور ما يقارب الساعة، وهم يبحثون، بدأ يتسلل اليأس والخوف إلى نفس سيا.
- ليااااان! أجيبينى ليان، أين أنتِ؟
ظلت سيا تصرخ بإسم ليان، ويتردد صدى صراخاتها ليلتقى بصدى صرخات رسلان، وعرفان بلا صوت مطلقاً، ولكنهما لم ينتبها له، وبعد ساعات طويله، وقد تمكن الخوف منها، فبدأت تنادى بصوت باكى.
- ليان! هيا حبيبتى، أين أنتِ؟! عودى، لا تخافى، خالكِ لن يعاقبكِ، سأضربه إن حاول حتى، لا تخافى.
أجابها صوت رسلان الغاضب: كفاكِ بلاهة! أنتِ تخيفينها أكثر ليس إلا.
نظرت له يائسه: أين هى؟ لقد خرجت أمى، وعمال المزرعة جميعهم للبحث عنها، ليس لدينا وحوش بهذه الناحيه لتؤذيها، أنا خائفة.
- لستِ وحدكِ، ليان ليست من محبى المقالب، أو لعبة الإختباء، وهذا يعنى إما أنها سارت بإتجاه ما غاضبه، فتاهت، وتنتظرنا لنجدها، وهذا يعنى أنها كانت من المفترض أن تجيب، فأصواتنا تعدت حدود المزارع المجاوره، أو الأسوأ.
لقد ذُهلت سيا؛ لإعترافه بأنه هو أيضا خائف، لكن ذهولها تحول إلى رعب، فما هو الأسوأ؟! وكأنه قرأ ما يدور بذهنها، حيث تابع متمتماً بعدم رضا.
- من المحتمل أنها أُختطفت.
صرخت بفزع: ماذااا؟!
نهرها بحده: كفي عن الصراخ بجوار أذنى! أنا أقول إحتمال، ولكن من يجرأ على هذا؟! ولماذا؟! لو من أجل المال، فنحن كرماء جداً مع الجميع، ولو على الأعمال، فليس لنا أى خصوم سواء هنا، أو بالمدينة الأخرى، نحن جيدين مع من نعمل معهم.
- حسنا، من تراه يريد إيذاء هذه الملاك؟!
قضبت جبينها تفكر، ثم تابعت بإرتياب: هل من الممكن أن يكون خطيب فيروز السابق؟
- إحتمال شبه مستحيل.
- ولما؟!
- مشكلته مع فيروز، وليست هاله؛ ليختطف إبنتها، وهاله وزوجها مسالمين.
نظرت نحوه بإرتياب: لكن أنت لا.
تأفف بغضب، وأشار إلى رأسها بسخط: أريد أن أعلم من وضع برأسك الصغير هذا أننى سفاح؟! لا أفهم!
- هاله لا تكف عن وصف غضبك.
تنهد بيأس: هاله دوماً ما كانت ومازالت مزعجه مستفزه، تدفعنى إلى الصراخ بها أحيانا لتفهم لكنى لم أضربها مطلقاً، حتى ونحن أطفال، ولكن هذا ليس موطن حديثنا، هيا لنرى ماذا فعل عرفان؟
❈-❈-❈
تكثفت الجهود بالبحث هنا وهناك، ولكن بدلاً من البحث عن ليان فقط، أصبح البحث عن عرفان أيضا، الذى لم يجده أحد، وقد أرسلوا إلى مزرعة عابد، يستفسرون، علها ذهبت إلى هناك، وتبعها عرفان، ولكن لم يحدث.
دب الرعب فى نفوسهم، وإنتشر الخبر فى الجوار، ووصل إلى عموم المدينة، وكل ما وجدوه هو حذائها، ملقى على جانب الطريق، بمكان قريب، حيث كانت تسير خلف رسلان، أما عرفان فلا أثر له، وكان وقع الخبر صاعقة على رأس الجميع، ولكن ليس كهاله التى دخلت بنوبة رعب، أفقدتها الوعى، ومر اليوم ببؤسه، ومر الليل كذلك بخوفه، ولا جديد، وبالصباح التالى، إنتشرت قوات الشرطة بعد أن تم إبلاغ السلطات عن إختفاء ليان وعرفان، وقد ظن رئيس قوة الشرطه أن عرفان قد يكون المختطف، فهو إختفى بعدها فوراً، دون سبب منطقى، ولكن الجميع إستبعدوا هذا بثقة؛ لأن عرفان مشهود له بالأمانة، وحسن الخلق، كما أنه ليس بطامع، أو مختل؛ ليختطف فتاة لأجل المال، أو أى سبب آخر، بالإضافة إلى أنه كان معهم أثناء البحث إثر إختفائها لوقت طويل كان يبحث معهم، وقد أرسل عابد إلى عائلة عرفان، يخطرهم بهذه الكارثة، فأتوا إليه جميعاً بأسرع مما تخيل أحد، والرعب يرسم ملامحهم بخطوط من الألم، وقد إستقبلهم عابد بترحاب، بينما كانت الصدمة لأُسيد حين رآهم، وإتضح أن عرفان هو الأخ الأكبر لرينا! لذا بعد أن كان منزعجاً من الأمر، وغاضباً لأن ضيفهم إختفى بهذا الشكل، بجانب حزنه على إختفاء ليان، أحس بالألم؛ لأن الأخ الذى كانت تمتدحه رينا كأب ثانى لها، لم يكن بمأمن بديارهم، فقد يتم رفض طلبه للزواج منها، بعد أن وافقوا بسبب هذا، فلم يكن الرجل بمأمن فماذا إذا عن فتاة ضعيفة؟ وأحس بالغضب، والخزى من نفسه لهذا التفكير الأنانى، بينما من المفترض أن يفكر بمن إختفيا، وليس بنفسه، وتفاجىء الجميع بذلك، لذا بدلاً من ترحاب كريم بعائلة رجل قدم خدماته، وعمله لهم بصدق، وأمانه، أصبحوا مهتمين بهم بشدة؛ لأجل رينا، كنتهم المستقبليه، وخاصه نجمه، كذلك فيروز، أحست بالراحة تجاهها، خاصه وأنها أخت عرفان، لقد تعددت المواقف التى جمعتهما بالأوانة الأخيره، بعد أن إكتشفت أنه الطبيب الذى يرعى حيواناتهم جميعاً، فقد أتى مجدداً إلى مزرعة أباها، ليساعد جاموسة قد تعثرت، وقد دفعها الفضول لتكون هناك، تلا ذلك ميلاد عدد من الخراف الصغيرة على يديه، فدعاها لترى خروج حياة إلى النور، وكم أحست بإنبهار وسعاده، وقد أخذها لتساعده، فأصبحت تساعده بكل شىء، وهى مستمتعة بذلك، وقد وجدت شغفاً بشىء غير وردى، أو لنقل بشىء حقيقى ذو أهميه، وشجع والديها هذا، فتصرفاتها تحسنت للأفضل، وقد أثر بها عرفان كثيراً، وأصبحت لحياتها معنى مختلف، وتغير سلوكها من الغرور والبلاهة،
إلى التواضع وبعض من العقل، وقد أصبحت علاقتها بوالدها أفضل، والأفضل أنها بدأت تنوع بألوان حياتها، فبدت مختلفة تماماً بألوان غير الوردى، وكل هذا بسبب عرفان الذى إجترح معها معجزة بأيام، فشل بفعلها عائلتها برمتها بسنوات، وقد أُعجب الجميع بتغيرها، وخاصه أُسيد الذى كان قد يأس فى تركها للون الوردى.
كان ألم فيروز كبير، لم يخففه سوى وجود عائلة عرفان، وقد أسعدها أن رينا هى من يرغب أُسيد بالزواج منها.
❈-❈-❈
وبين هذه الآلام أتت ريتال تتصنع التأثر، لتصبح معهم، لكن لا أحد كان لديه طاقة لتحملها، ولا حتى فيروز، وما أغضب ريتال أنها وجدت رسلان لا يتحرك تقريباً سوى وسيا معه، فقد كانت سيا منهارة متعبه، ورسلان كذلك، لكنه لم يتحمل رؤيتها مدمره هكذا، لكن بعد مرور الوقت، أصبح هو من يحتاج مواساتها، فهو يشعر بالذنب، لقد أحزن ليان قبل أن تختفى، وصرخ بها، وبينما قلبه مثقل بالألم، ولا بلسم له إلا سيا، كانت ريتال تنفث حقداً عليهما، وقد حاولت دفع فيروز لتفرق بينهما بأى وسيلة كانت، مستغله حبها لرسلان، ولكنها تفاجأت بها غير مباليه بالأمر تماماً، وقد ظنت فيروز أن غضب ريتال؛ لأن أُِسيد لا يعيرها أى إهتمام، فحاولت مواساتها، ولكن ريتال غيرت الموضوع، وأخبرتها أن عزيز حزين نادم، مدعية أن الخمر قد أثقل رأسه بليلة الحفل، كما أثقلت الغيرة قلبه، ففعل فعلته الشنعاء، لكن فيروز لم تكن مستعدة، أو حتى لديها أدنى رغبه، سواء الآن، أو بالمستقبل فى تقبل عزيز مجدداً، لقد كان لحظة غباء منها أن توافق على الإقتران به، وأخيراً أتاها الخلاص، فلولا فعلته لما وجدت مفر من تلك الزيجة التى جعلتها فى رعب؛ لأن الوقت يمر، وهى فى سبيلها أن تغرق بخطتها الحمقاء، ورفضها القاطع له أزعج ريتال، فهى لا تريد لفيروز أى فرصه ولو ضئيلة أمام رسلان، فإنزعجت منها، وعاتبتها؛ لأنها من دفعت عزيز إلى هذا الحد، فغضبت فيروز، وأخبرتها بتشفى أن أُسيد يحب إحداهن بالمدينة التى يعمل بها، وسيتزوج منها، ولن تفيدها أى محاولات، ولم تخبرها أن رينا هنا، أو أنها أخت عرفان، أخبرتها فقط، أنها غريبة عن هذه المدينه، وهذه أكبر إهانه لريتال المتعاليه، وتركتها تغادر ناقمة علي الجميع، وذهبت تعاتب أخاها، كيف غفل عن أُسيد حتى أفلت من بين براثنها؟! وحين أخبرته ما قالته لها فيروز عن عروس أُسيد، أدرك فوراً أنها رينا، وتمتم ساخطاً، بأن أُسيد أحمق عنيد، وأنه لم ينصت له أبداً، وحين أدركت ريتال أن الفتاة فقيرة، تجعد وجهها بتقزز واضح، وكانت الطعنة نافذة إلى كرامتها الغير موجوده.
❈-❈-❈
أرسلت ريتال خبراً إلى عزيز، فأتى مسرعاً ينتظر الأخبار، بينما كانت ريتال ثائره بغضب، فحاول أخاها تهدئتها بخبث: غضبكِ هو مجرد حماقة لا أكثر ولا أقل.
نظرت نحوه مقتضبة الجبين: ماذا تعنى؟!
- أعنى أنها بكل الأحوال معه، فغضبكِ من صمتكِ سيان، فهما سويا.
- هل تتعمد إغاظتى؟!
- بل مساعدتك.
زوت جانب فمها بسخريه: وكيف هذا يا ترى؟!
- لا تظهرى غضبكِ، كلما تفوهت فيروز بكلمة عن إرتباطهما هذا، فذلك يعيطها الفرصة للتشفى بكِ.
جلست تنصت له بإهتمام: حسنا، وماذا سأفعل؟!
- إنها لا تفهم لغتنا.
تجعد وجهها الجميل بإزدراء: نعم، ولا أعلم لما يرغب بها؟! ما الممتع بالإقتران بفقيرة معدمة من بلد آخر، لا تفهم عاداتنا، ولا لغتنا!
تمتم عزيز ساخراً: إنه الحب.
نظرت له ريتال بسخط: كنت أعلم أنك وضيع، وأتيت للتشفى، غادر.
- لا تسيئى فهمى، ولكنى أجيب على سؤالك، تلك العائلة تهتم بأمور القلب كثيراً.
زوت جانب فمها بسخريه: لم يكونو كذلك حين تمت خطبتك أنت وفيروز.
- بل كانوا هكذا بالفعل؛ لأنهم ظنوها تحبنى، ولهذا تحملونى.
-؛لقد واتتك الفرصة، وأنت أضعتها.
- لا عزيزتى، الفتاة كانت حمقاء مزعجه، لم تترك لى أية فرصه،كل ما كان يشغلها هو أن تجعل رسلان يغار.
- إنها حمقاء! لن يهتم رسلان بفتاة مثلها مدللة، طفوليه.
لمعت عيناها، جعلت عينا أخاها تتسع، وسألها متوجساً: هل تهتمين لأمر ذاك الرسلان؟!
فأجابته بحب: ومن لا تفعل؟
- ماذاااا؟! ولكن....
قاطعته بجديه: أنا لا أهتم عزيزى، أنا أرغب به بجنون.
- ولكن إذا كنت هكذا، لما تركضين خلف أُسيد؟!
- لأن رسلان لا يمكننى مطاردته، سيقطع على الطريق من أول محاوله، رسلان شرس، لا يعبأ بأحد سوى عائلته، وأُسيد أقرب الناس له بعد والديه، وتلك الهاله الحمقاء.
رفع حاجبيه متفاجئاً: إنها أخته!
- لا تستحق أن تكون بقربه حتى، ولا حتى والدته، لا توجد أى إمرأة تستحق شرف الوجود معه.
فزع من صوتها السام، وعيناها المخيفه، وتمتم بذهول: يا إلاهى! أنت مهووسة به، كيف إستطعتِ إخفاء هذا طوال هذا الوقت؟!
- أستطيع أن أتحكم فى نفسى جيداً.
- لم أفهم بعد.
أوضحت له بإنزعاج: إذا ما أسقطت أُسيد فى شركى، وأصبح خاضعاً لى، سيسير وفق أهوائى، وحينها سعادته معى، مقابل سعادتى مع رسلان.
جحظت عيناه برعب: هل تقصدين أنك ستتزوجين هذا، وتصبحين بالسر مع هذا؟! وما الممتع بالأمر؟!
- حين يرى منى رسلان ما يسعده، سيتمسك بى، ونفسه تكون أغلى من صديقه، وأنا لن أتركه.
- ولكن خطتك ينقصها أمر واحد.
- وما هو؟!
- أُسيد كرسلان، لكنه فقط يختبأ خلف عباءة الدماثة.
- تلك الدماثة جعلته يرفضنى بالمواقف فقط، كما أنه قليل الخبرة مع النساء، فلن يستطيع معى حيله.
زوى جانب فمه بسخريه: أراكِ واثقة تماماً!
تأففت بضيق من سخريته: أراك محبطاً، أخبرنى ألديك حل آخر، رسلان مهما فعلت فهو كالصخر، لا يتزحزح!
- ألم يلاحظ رسلان ذلك؟!
- لا أعلم، ولكنى لا أظن.
ولكنها كانت مخطئه، فمنذ أول لحظة رآها رسلان بها، وقد قرأ بعينيها إنبهارها به الذى تزايد كلما رأته، لكنه لم يحاول حتى التعليق على الأمر، مادامت لم تزعجه، وإذا كانت تزعج صديقه فلا أمل لها بالمره، لذا هو مطمئن من ذاك الجانب.
- أنصتى إلى جيداً، بما أنها لا تفهم لغتنا، فهذا يعنى أننا قد نسخر منها كيفما نشاء، بل ونتصنع ودها، ونحن نخطط للتخلص منها أمام ناظريها، وسنستمتع بجهلها هذا.
إبتسما له بخبث: أنت داهيه.
بينما أحس عزيز بالرعب منهما، وسايرهما حتى غادر، لقد أراد الإنتقام من فيروز، لكن بعد مكوثه بين هاذين أدرك أنه إذا ما إستمر معهما سيخسر الكثير، ويكفيه ما حدث معه ليلة الحفل، ولم يكن يعشق فيروز إلى هذا الحد، فقرر أن يبتعد عن سبيل تلك العائله، بل وسيحذر أُسيد من ريتال وأخاها، عله يرأف به، فمنذ ليلة الحفل وهو بعذاب، خسر عمله وأى فرصة أخرى له، فقد بنت تلك العائلة كل الحواجز الممكنة لتدميره، وقد رفض الجميع أن يعمل لديه بسبب هذه العائله، وحين ذهب إليهم، توقع أسوأ معامله، ولكن لهول مصابهم، كانوا غير مباليين بأى إن كانت أسباب قدومه، وحين إلتقى بأُسيد أخطره بكل ما تنتويه ريتال وأخاها تجاه رينا، ورجاه أن يخلي سبيل عمله، ويسامحه على خطئه مع فيروز، ورغم سخط أُسيد عليه، ولكنه عفا عنه، وأرسل معه رسالة توصيه إلى أحدهم ليستعيد عمله، ومن ثم أمر الخدم بمنع ريتال أو أخاها من دخول القصر أى إن كانت الأسباب، وجمع العائلة بما فيهم رينا وأسرتها، وأخطرهم جميعاً بما حدث،لكن سيا ووالدتها لم تكونا موجودتين، وطلب من فيروز أن تقطع أى سبيل على ريتال بأن تعود صديقة لها، فأكدت له بأنها ستفعل، وقد صدقها؛ لأنها لم تعد تلك المستهترة التى كانت عليها.
❈-❈-❈
بعيداً عن تلك القصور، كان عرفان يصرخ غاضباً، يطرق بقبضتيه القضبان الحديديه، يدفع الباب بحدة، لكن بلا فائده حتى تهاوى متعباً، خائر القوى، ينظر بأسى إلى ليان، المتكومة حول نفسها شاخصه العينين، ترتجف رعباً.
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة إيمي عبده، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..