-->

رواية جديدة لؤلؤة الليث لإيمي عبده - الفصل 32 والأخير - الأربعاء 23/10/2024

 

قراءة رواية لؤلؤة الليث كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






قراءة رواية لؤلؤة الليث

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة إيمي عبده


الفصل الثاني والثلاثون

والأخير

تم النشر يوم الأربعاء

23/10/2024


لقد كان عرفان يبحث عن ليان حين رأى أحدهم يضع كيس طحين ضخم على حصان، بدى الكيس غريباً، فهيئته هكذا لا توحى بأن ما بداخله طحين، وحين صهل الحصان، وتحرك خرجت من فوة الكيس يد صغيرة، جعلت عينا عرفان تجحظ، ويركض خلف الحصان، يصرخ بإسم ليان حتى أحس بألم قاتل برأسه إثر ضربة قوية تعرض لها فأفقدته الوعى، وحين إستيقظ وجد نفسه مسجوناً بهذه الغرفة المظلمه، وليان معه مازالت غائبة عن الوعى، فحاول إيقاظها بلا فائدة ترتجى، فقد كانت مخدره، ثار وصرخ، ولم يهتم له أحد، وظل لساعات حتى إستيقظت ليان، وتفاجأت بما حولها، لقد طمئنها وجود عرفان، ولكن حين طال الأمر تسلل الرعب وفقدان الأمل إلى نفسيهما، وهما حتى لا يريان من سجنهما، أو حتى يعرفان لماذا فعل هذا، فقط يتم إدخال الماء، والطعام من فتحة صغيره بأسفل الباب الغليظ للغرفه، وكلما إستعاد عرفان قوته، صرخ وضرب الباب؛ ليعطى الأمل لليان التى فقدته، وقد أدركت أن لا فائدة، ما دام لا أحد يسمعهما، ولم يأتى أحد لإنقاذهما، وحال بينهما وبين كل من يعرفونه المكان والزمان، فهما حتى لا يعلمان بأى يوم هما، ولا إن كان الوقت نهاراً أم ليلاً.


❈-❈-❈


يأست الشرطه من إيجاد ليان وعرفان، كما أصبحت هاله بحاله هستيريه أضرت بحملها، حتى تعرضت للإجهاض نتيجة حالتها تلك، وبعد البحث واليأس، وليس هناك أى سبيل لإيجاد من إختطفهما، أو ماذا يريد، وضع رسلان خطة جنونيه وافقه عليها الجميع، حين قرر إقامة حفل رائع لخطبته لسيا، لكى يصل الخبر إلى الخاطف، فيرتبك، فبأى عقل يقيمون الأفراح وحفيدتهم الوحيدة مختفيه، فهذا وحده قد يدفع الخاطف لأن يظهر نفسه، ولتتم الخطة كما يجب، لابد وأن يحاول الجيع إظهار سعادتهم، ولا مبالاتهم بشىء، وإنتشر الخبر كالنار فى الهشيم.


❈-❈-❈


وحين وصل ريتال، كادت تُجن، وصرخت مستنكره، وهى تقرأ الخبر بالجريدة، حتى أنها كادت أن تمزقها بغضب، فسألها أخاها عما حدث، فألقت عليه الخبر، مع الجريدة المجعده، وهى تكاد تنفجر غيظاً.


- ماذا؟! رسلان سيخطب!


- لقد أخبرتكِ منذ البدايه أن خطتكِ لا تعتمد على ركائز قويه.


صرخت به بسخط: لا مستحيل، لن أقبل بهذا!


- ومن تراها تكون تلك الحمقاء؟!


فرد الجريدة ليقرأ ما بها، بينما تصرخ ريتال بغضب: تلك الفتاة صديقة أخته، إبنة السيدة ليندا.


- إذن، هى هاله من دفعتها بطريقه، لو كنتِ صادقتى هاله من البدايه لأصبحتى بمكانها، بدلاً من فيروز الحمقاء.


- لم أستطع تحمل هاله، إنها طفلة مزعجه كحال فيروز.


رفع حاجبيه مندهشاً: ولكنك صادقتِ فيروز!


-؛عزيزى، كلانا يعلم أنها تقربت منى عمداً؛ لتقنعنى أن أترك أخاها، وأنها إختلقت أوهاماً؛ لتتخلص من عزيز، ولم تتخيل أن عائلتها ستساندها؛ لكى تظل معه كما كانا، فهم ظنوها تحبه، فى حين أنها كانت ساخطة؛  لأن رسلان لا يهتم.


❈-❈-❈


أقيم الحفل وأتت كل فتيات المملكه للحضور، فمادام رسلان سيتزوج ، حتما أُسيد فى سبيله إلى هذا، فلم يتم نشر خبر خطبته بعد.


سار أُسيد وسط الحضور بوجه جامد قاسى، يومئ بخفه كتحيه للمدعوين، بينما أسرعت والدته الخطى بين الحضور لتمارس هواياتها الطفوليه، وكلما أومأت لأى من الحاضرات بالتحيه، تبتسم الأخرى بخجل؛ لظنها أنها إختارتها زوجة لإبنها، لكن البسمة الخجوله تتلاشى، وتحط محلها خيبة الأمل، حين تجد الأم إبتعدت مستمره بطريقها حتى وصلت مبتغاها، تلك الحديقه الغناء، المثمره بثمار البرتقال الذهبيه، تغريها دوماً بقطف إحداها، وتقشيرها، وتناولها طازجه مليئه بالعصاره، ذات رائحه شهيه، فقفزت لتلتقف أقرب ثمره، لكن الثمره تأرجحت، وسقطت مندفعه إلى الخلف، وإذا بيد تصدها، وتلتقفها، ثم تدفعها نحوها لتلتقفها هى الأخرى، فنظرت إلى الأخرى بذهول، جميع الفتيات هنا متصنعات، متملقات، مغرورات، حمقاوات، لقد أحسن أُسيد الإختيار، يا إلاهى! من أين أتى بهذه الجميلة النضره، ذات العيون المرحه، تبدو من عالم آخر، لابد وأن حياتها معه ستكون رائعه، لقد  تعاملت مع البرتقاله، كأنها مضرب يصد الكره، ثم أومأت نحوها ببسمه، وإبتعدت، وفكرت نجمه لو كانت فتاة اخرى غير رينا، لكانت ستتباهى بإنقاذ ثمرة والدة أُسيد، وتتقرب منها بتصنع لتصل إلى إبنها، لقد ملت نجمه صحبة المتملقات، وقد أثبتت رينا صدق حبها لأُسيد، وصفاء نيتها بهذه الازمة المرعبة التى يمرون بها، ومجبرين لإخفاء ألمهم عن الجميع حتى تهدأ الأوضاع.


❈-❈-❈


لقد كان حفلاً كبيراً، وقد أُمر الخدم بأن يسمحوا للجميع بالدخول، ومِن مَن دخلوا كانت ريتال وأخاها، والتي لم تفكر بأى شىء سوى رسلان، فبحثت سريعاً عن سيا حتى وجدتها، وتقدمت منها والشرر يتطاير من مقلتيها، حتى لا تكاد ترى أمامها، وهتفت من بين أسنانها بسخط.


- أنتِ أيتها الحشره! هل ظننتِ أنكِ ستلفتين إنتباهه حتى؟! أنتِ حمقاء! إنه لى، ليس لأن أخته البلهاء دفعتكِ بطريقه تظنين أنه يرغب بكِ، أنتِ فقط من وجدها تصلح لإنجاب ذريته لا أكثر.


ورغم أن كلماتها كانت تطعن سيا بقوة، لكنها أرادت التماسك بأقصى ما لديها؛ لأجل ليان، فأجابتها هامسة بسخريه.


- أنتِ الحمقاء هنا، أنا لا أهتم لأمره، هو فقط مناسب لمكانتي، ثم إذا كنتِ على هذا القدر من الثقة به، لما تحاولين إخافتي؟ حلى مشاكلكِ معه بعيداً عنى ياهذه.


ثم تركتها سيا تغلى غضباً، وغادرت برأس شامخة، تحاول كبح غضبها، ورغبتها فى لكم وجه ريتال البغيض، لما تظن نفسها أفضل منها؟! هل لأنها إعتادت على الحرائر، وهى كانت تعمل لعون والدتها بالحظائر، فهذا يعنى أن من إعتادت على الخيش أقل منها، على كلٍ لا فائدة من الغضب، هى فقط تمثل، وهذه ليست خطبة حقيقية بالمره، كما أنها تنتوى أن ترحل ما إن تعود ليان، ومن المؤكد أنه لن ينظر لفتاه صبيانيبه مثلها، ترتدى بناطلاً مهترئاً، وقميص رجولياً معظم الوقت ؛ ليسهل عملها بالمزرعه، بينما معه فتاه مدلله، ناعمه، رقيقه، ترتدى الحرير الناعم، وتتسطح على مقعد مخملى، يكاد يبدو كعرش الملك بين هذه المقاعد العاديه المتناثره على رمال الشاطئ القريب من القصر، حيث أقيم الحفل، كانت سيا بدنياها الحزينه، بينما كانت ريتال تشعر بالغضب الشديد، وتنفثه بمن حولها، فبعد أن تركتها سيا إلتقت برسلان، وحاولت بيأس التقرب منه، لكنه أخبرها صراحة، أنه لن يتزوج بها، ولو كانت آخر فتاه على ظهر الكوكب، الأحمق! أين سيجد مثلها؟! ألا يرى أنها أجمل، وأرق من أن يرفضها؟! ومازادها مقتًا له، أنها حين أخبرته أنها الفتاة الأنسب له، أجابها بأنه إذا لم يجد الفتاة التى يرغب بها قلبه وهى سيا، فلا فتاة أخرى ستكون بمحلها، فهى وحدها من أسرت قلبه، مما جعلها تحترق غيظاً، وحين أفاضت بحنقها لأخاها، نصحها بالتروي معه ومسايرته حتى لا يهينها علناً، فتخسر كل شىء؛ لأن حينها لن تصبح الفتاة ذات الشأن الجلل التى يرغب بها الشباب لجمالها، فرفعت رأسها بشموخ، وهدأ غضبها، فوكزها أخاها.


- أتعلمين، فى البحر كثيراً من السمك، والجميع يرغب بكِ، فلا تضيعى الفرص هباءاً، رسلان لن تصلى إليه ولا حتى أُسيد، ولكن هناك غيرهم كثيرين، ويسهل الإيقاع بهم، لا تنتظرى حتى فوات الأوان، وبالتفكير بالأمر قد تستطيعى فيما بعد إصطياد رسلان، ولكن دون أن تضيعى فرصكِ السانحة الآن.


صمتت للحظات تفكر، ومن ثم أومأت له بإقتناع وسارت معه نحو أحد الرجال الذى بدى ثرياً بشكل فاحش، وعيناه لم تتركها ولو للحظه.


❈-❈-❈


لقد إسود وجه إبن الغجر حين علم بأمر الحفل، وحين أخطر والدته كادت تُجن.


- كيف هذا؟! يا إلاهى! هل تكون من إختطفتها ليست إبنتهم؟!


- كيف هذا؟ ألم أكن أحضر لكِ الجرائد التى تتحدث عن الأمر؟!


- كلانا لا نحسن القراءة، وكنا فقط نرى الصور، قد تكون إبنة خادم لديهم، أى بلا قيمه، وقد يكون الأحمق الذى أتيت به معها، هو نفسه أباها، أنت أحمق! كيف ظننتك ستفعل شيئاً ذا قيمه؟!


ظلا يتشاجران، وإرتفعت أصواتهما حتى وصلت إلى مسامع زوجها، الذى إشتعل الغضب بنفسه، وقرر أخيراً أن يتدخل، مادام الأمر وصل حد الإختطاف، لقد أحس بوجود خطب ما منذ عدة أيام، والإرتياح، والبسمة الخبيثة هى لغة زوجته وإبنه، والآن فقط أدرك السبب، لذا عمل هو وإبنته على مراقبتهما، حتى وجدا المخبأ الذى يخفى به إبنه الفتاة والرجل، فتسللت إبنته بغياب أخاها، وحدثتهما من خلف الباب.


- يا من بالداخل.


أجاب عرفان بلهفه: نعم؟ نحن هنا، من أنتم؟! وماذا تبغون من إختطاف طفلة كهذه؟!


- لست من خطفكما، بل انا من سينقذكما، لذا حين أفتح الباب، لا تصنعان أى ضجة، وإتبعانى بهدوء حتى نخرج من هنا.


وافقها سريعاً، ولكن ما إن فتحت حتى دفعها أحدهم إلى الداخل وأغلق الباب، فصرخت بخوف، لتتفاجىء بأخاها يقهقه بصوت مخيف.


- هل تريدين الغدر بى يا أختاه؟! لن أترك لكِ السبيل إلى هذا مطلقاً.


ثم سمعت وقع قدميه وهو يبتعد، فجلست تبكى، وحينها سألها عرفان من تكون؟ وما سبب وجوده هو، وليان هنا؟ فأفضت له بالقصة كاملة، بينما لاحظ والدها غيابها، كما لاحظ إختفاء إبنه وظهوره أثناء غيابها، فأدرك ما حدث، فقرر أن الأوان قد حان ليوقف زوجته، وإبنه عند هذا الحد، أى إن كان الثمن.


❈-❈-❈


  فى الصباح الباكر، قبل أن يستيقظ أحد، توجه إلى قصر عابد، وحين منعه الخدم ، قال لهم انه أتى لرؤية السيد عابد، وقال لهم أن يخبروه، بأن إبن من أبناء الغجر يبغي رؤيته، ورغم عجبهم، لكن إصراره أجبرهم على الإذعان له، وأرسلوا إلى عابد الذى تعجب؛ لتذكر الغجر له بعد كل تلك السنوات، لكنه فكر بأنه قد يكون بحاجة إلى معونة، فأمر بإدخاله، وتأمله للحظات قليلة حتى تذكره، ورحب به كثيراً حتى جعله ذاك الاستقبال يخجل اكثر من فعلة زوجته وإبنه، وجلس متعثراً بكلماته، لا يعلم كيف يبدأ؟ وحين حاول عابد مساعدته، لظنه أنه يريد المال، تفاجىء به أنه يسأله عن ليان، فقضب جبينه متعجباً.


- ومن أين لك أن تعرف ليان؟! 


قبل أن يجيبه، اتى خاطراً بعقله، فأومأ بالإيجاب: حسنا، لابد وأنك قرأت ما حدث بالجرائد، هل جئت لتواسينى، أشكرك.


- لم آتى لمواساتك، بل لمساعدتك على إيجادها.


تنهد بيأس: ليتك تستطيع.


أجابه بجمود: أستطيع.


فنظر له عابد بإرتياب، فأومأ له بتأكيد لظنه، فحاول عابد التماسك، وسأله بغضب مكتوم: لماذا؟! ما الذى فعلته لك لتؤذى حفيدتى؟!


إتسعت عيناه بتفاجؤ: أنت مخطىء أنا لم ارها حتى، لقد أرسلت أبنتى لإنقاذها، فسجنوها معهما.


- من تقصد بهما؟!


- شاب حاول إنقاذها فأُسر معها.


هتف بلهفه: إنه عرفان، أخبرنى كيف أصل إليهما، وسأنقذ إبنتك.


تنهد المسكين، وبدأ يقص عليه كل شىء من حقد زوجته الحمقاء الغيور، لغباء إبنة الطامع، لخوفه على إبنته الجيده، ولو أنه علم بالأمر باكراً، لما ظل صامتاً حتى الآن، ولولا الحفل الذى أقيم لخطبة إبنه لما ثار إبنه الأبله، ولما علم هو بفعلته الشنعاء، كما أخبره أنه مستعد لأى عقاب، فقط ينقذ إبنته، فقد علم حين تلصص على زوجته وإبنه، أنهم ينتوون بيعهم إلى تاجر رقيق، فذهل عابد مما قاله، لقد قضى تماما على تجار الرقيق، فأخبره الغجرى، بأن تلك التجارة الشائنه، تسير كالأفعى فى عمق الأرض، تنفث سمها بجذور النبات، تميتها قبل أن تزهر، نعم لقد قضى عليها ظاهرياً، لكنها أصبحت كتجارة السموم تتم فى الخفاء، وما يساعد على إنتشارها، هو نفوس الأثرياء المضطربه.


❈-❈-❈


أرسل عابد إلى شباب العائلة مع تحذير بألا يخطروا النساء، وأخبرهم بأن الغجرى وجد ليان، وإبنته فى خطر لأنها تحميها، وتحمى عرفان، ولم يخبر أى منهم بأن الخاطف هو إبن هذا الرجل ،بتحريض من زوجته.

تم وضع الخطة، حيث تم تطويق المكان جيداً والتسلل إلى المخبأ وإنقاذ من بالداخل، بينما ذهب عابد مع الغجرى إلى منزله، وشحب وجه زوجته الشمطاء حين رأته، ونظرت إلى زوجها بسخط، فقد أفسد مخطتها، لقد تبعت إبنها الطامع، فبدلاً من قتل الفتاة سيبيعانها بثمن كبير، وكذلك الشاب الذى معها، ويدخلان بوابة الثراء بسهوله، وهى حتى لا تعى أن إبنها الغالى، كان ينتوى أن يأخذ المال لنفسه، ويتركها ، فهى تريد الثأر لجده الذى لم يترك لها فلساً واحداً، وهو يريد أن ينعم بالرخاء.


لمعت عينا الإبن بغضب من أباه، لقد فعل الأفاعيل، وخطط جيداً حتى دمر أباه خطته، فإنقض عليه، يريد خنقه حتى الموت، ولم يبالى بصراخ والدته، ولا تراخى جسد والده، ولولا قبضتى عابد لمات الأب المسكين، ومن حيث لا يدرى أحاطت به وبوالدته قوات الشرطة، وتم إلقاء القبض عليهما ، وساند عابد الغجرى، ورافقه حتى وجد إبنته شبه تائهه بين عدد من الرجال، ومن إن رأته حتى أسرعت راكضة نحوه تحتضنه باكيه، ولم تنتبه إن هناك أحدهم يتأملها بإعجاب، وقد أصر عابد أن يأتيا معه إلى قصره، وليعمل الغجرى بمنزله، وإبنته ستكون بمنزلها حتى يزوجها بنفسه، مكافئة لهما، ووافقا بينما كان الأخ الودود لرينا أكثر من سعيد، ولاحظه عابد، فإقترب منه يسأله عما به، فلم يكذب، أو يحاول المراوغة، بل أخبره أنه يشعر بأنه وجد نصفه الآخر، وتعجب عابد لسرعة قراره، لكن ما زاده عجباً، ان الفتاة تبادله نظرات الود والإعجاب، لذا حين وصلوا، وإحتفلوا بعودة ليان، التى أعادت لهاله روحها، وكذلك عرفان الذى تفاجىء بوجود عائلته لكنه ليس كتفاجؤه بفرحة فيروز بعودته، والتى أخبرته بأنها تحبه، غير مبالية بأى شىء، كذلك قرر أخاه إعلان طلبه للزواج من إبنة الغجرى، ورغم ذهول الرجل، لكنه فطن أنه فتى جيد ، فوافق بعد أن نظر إلى وجه إبنته التى أخبرته ملامح وجهها بموافقتها، فتقدم عرفان يخبرهم بزواجه من تلك الفتاة وهو يشير إلى فيروز، لكنه صعق حين علم أنها إبنة سلمان، وكاد يتراجع، لكنه ذُهِلَ حين وجد سلمان مرحباً، وكل العائلة كذلك، وتقرر إقامة زفاف جماعى لهم مع أُسيد ورينا، فهتف رسلان بمرح.


- ونحن أيضا.


لكن سيا إعترضت: كفا رسلان، فعلنا تلك المسرحية السخيفة لأجل ليان وإنتهينا، واعتذر لو أزعجت صديقتك بكلماتى، ولكنها أهانتنى، لا اقول أننى...


لم تجد ما تقوله فتقرب منها رسلان، يسألها بهدوء، خلاف ما توقع الحضور: أى صديقه؟


حين أخبرته بخجل، عما دار بينها وبين ريتال، قهقه بمرح، وأخبرها عما كانت تجهله بما يخص ريتال، وأقسم لها أنه لم يعشق سوى بلهاء واحده بحياته كلها، فقضبت جبينها، تسأله متعجبه، عن من تكون تلك الفتاة؟ مادامت ليست ريتال.


أجابها هامساً، بعينان تشعان عشقاً: إنها أنتِ محبوبتى، وزوجتى المستقبلية، إلى الأبد.


شهقت بذهول، وتدرج وجهها بلون الخجل، مما زادها جمالاً، حتى جعلته يهمس بجوار أذنها مجدداً.


- كفِ عن الخجل، فأنتِ تدفعينى إلى تقبيلك هكذا.


ضربته على صدره بخجل، مع بسمة مشرقه، فتهلل الجميع، وتقرر إقامة زفاف جماعى رباعى.


هنيئاً لهم جميعاً، أسعدهم الله وأسعد كل من إجتمعا في الحلال.


تمت


إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة إيمي عبده، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة