-->

رواية جديدة راهبات الحب لهالة محمد الجمسي الفصل 38 - السبت 26/10/2024

 

رواية رومانسية جديدة راهبات الحب

من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي


رواية جديدة 

راهبات الحب

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


الفصل الثامن والثلاثون

تم النشر السبت

26/10/2024



( منزل عمرو السيوفي) 


وضع أحد العاملين باقاقت الزهور في المنزل، في حين كان عمرو يتفقد التورتات والمشروبات الغازية وبعض خيوط الزينة، تابعت رينو بنظرها المكان وقالت:

ـ أنا مكنتش متوقعة دا كله، أنا قلت حفلة صغيرة للبنات بس، علشان محدش يزعل أن اتجوزت بسرعة اوي٠


أقترب عمرو منها وضع يده على كتفها ثم قال في حنان:

ـ و أنا وعدتك أن اعملك حفلة تليق بك وأنت عندي مكانك كبير٠


همس عمرو في أذنها وكأنه يلقي سر كبير:

ـ من الاخر  بقا مافيش غيرك في قلبي٠


ابتسمت رينو ثم وضعت رأسها في صدره وقالت:

ـ وأنت مافيش غيرك في عمري كله، الأول والأخير انت٠


غمز عمرو لها  بعينيه وقال:

ـ الواحد ندم أنه رجع من برا، كان مفروض نقعد هناك شهرين تلاتة، براحتنا ولا حد يعرفنا ولا حد بيدور علينا هنا، من اول ما جيت كله رن رن والشغل المتعطل عايزين يخلصوه٠


هتفت رينو في حماس وهي ترفع اصبع يدها علامة تحذير:

ـ لأ ما هو انت لازم تفضل ناجح علشان محدش يقول بعد الجواز::::

بترت رينو عبارتها وهي تنظر له نظرة تأنيب في حين قال هو:

ـ يقولوا اي؟! 

ثم أشار لها قائلاً:

ـ لو مكنش بس الوقت ضيق والضيوف على وصول، كانت المناقشة دي راحت ل::

ثم نظر إلى غرفة النوم، في حين نظرت له رينو في عتاب وقالت:

ـ عمرو٠

همس عمرو في أذنها:

ـ عيون عمرو بس اؤمري وعمرو ينفذ لك يا قلب عمرو، دا انت اللي عرفتي عمرو الفرحة والسعادة٠

رينو نظرت في عينيه مباشرة وقالت:

ـ وهتفضل تحب رينو كدا ولا؟ 

طبع  عمرو قبلة على خدها  ثم قال:

ـ لسه عندك شك؟ 


تابعت رينو وهي تطوق عنقه بذراعيها:

ـ أنا دورت في حبك على الصدق بس ولاقيته، الأمان اللي انت ادتهو لي يا عمرو كفيل أنه يخليني امشي وراك مغمضة، الأمان وبس٠


دق جرس الباب في تلك اللحظة مما جعل عمرو ينظر إلى الباب قائلاً:

ـ الضيوف بدأو  يجوا٠



 نظرت  رينو إلى الخادم الذي فتح الباب وقالت:

 ـ مبحبش خدم في البيت، حاسة أن في عيون متابعاني،  أنا بحب اكون في بيتي براحتي لوحدي٠


هتف عمرو في أذنها:

ـ خلاص هانقله للمكتب، هو والتاني اللي معاه٠



ألقت رينو نظرة على شمس التي أطلت بعد فتح الباب وقالت وهي تضع الهدية التي تحملها على اقرب منضدة:

ـ أنا مستنية اللحظة دي من اول ما قريت خبر جوازك،  قلت لازم اجي ابارك واهني، أنا مش محتاجة دعوى دا انا اقرب الناس ل عمرو٠


رغم أن رينو تفاجئت بوجود شمس وكذلك عمرو ولكنها تجاهلت نبرة الصوت ووجه شمس الذي يحمل كراهية وحقد، عمرو لم يتحرك من مكانه، اقتربت شمس منه وقالت وهي تمد يدها له أولاً:

ـ مبروك يا فنان، بصراحة انت عملت للكل صدمة بقا عمرو يتجوز فجأة كدا ويسافر وينزل الخبر في السوشيال ميديا كمان من غير صور ليكم٠


لم يعقب عمرو صافحها في هدوء، في حين مدت شمس يدها وصافحت رينو قائلة:

ـ تعرفي يا رينو لما الشلة كلها سألتني مين رينو؟ اللي اتجوزها عمرو دي؟؟ قلت لهم دي باليرنا موهوبة اوي  و اذكي باليرنا شفتها وأنا سبب التعارف بينهم٠


جذبت رينو يدها بسرعة بعد أن صافحت شمس وقالت في هدوء:

ـ شرفتيني يا شمس.


نظرت شمس إلى عمرو نظرة عتاب لم تخفى على رينو، في حين كان عمرو هاديء الوجه لا تظهر عليه اي انفعالات، أشارت رينو ل شمس أن تجلس وقالت: 


ـ مشروبك؟! 

هتفت شمس وهي تضع ساق على ساق:

ـ فودكا، عمرو عارف كويس أن الحفلات لازم  نشرب فودكا٠


قبل أن تعقب رينو قال عمرو في لهجة حاسمة:

ـ  نظام الحفلات اللي كان برا  دا، مش هيمشي في حفلات البيت، بيت عمرو ورينو  مافيهوش المشروبات الروحية٠ 


ظهر الضيق على وجه شمس وقالت:

ـ هسيب حكاية المشروب دا لذوقك انت يا عمرو٠


دق جرس الباب للمرة الثانية، كان القادمين  نهال مع ود فور أن  شاهدتهم رينو حتى اندفعت نحوهم  في سرعة وقبلت كل منهم ثم قالت:

ـ وحشتوني اوي يا بنات٠


وضعت كل من نهال و ود الهدايا على المنضدة 


هتفت نهال وهي تنظر لها في اعجاب:

ـ اي الجمال والشياكة دي يا رينو؟ 

كانت رينو ترتدي فستان اسود طويل  ذو سحابات  من الجوانب، مرصع من الصدر بفصوص زرقاء صغيرة وشال قصير ازرق 

ود قالت في صوت به ضجة فرح:

ـ وحشتينا اوي يا رينو، بجد مبسوطة اوي اني شفتك ومبسوطة اكتر بلمتنا دي٠


رينو:

ـ وانتم كمان وحشتوني اوي، كان نفسي تكونوا معاي يوم الفرح بس كل حاجة جت فجأة و بسرعة٠


نهال قالت في لهجة تساؤل وهي تنظر إلى الداخل وتشاهد شمس تتحدث مع عمرو:

ـ هو مافيش غيرنا  اللي جه من  الجامعة؟؟ 


وضعت رينو يدها على يد نهال وقالت في صوت منخفض:

ـ عزمته٠


نظرت لها نهال في لهفة وقالت في عدم تصديق:

ـ بجد يا رينو؟ منيب هنا!؟ 

هزت رينو رأسها علامة النفي وقالت:

ـ لأ هو لسه مجاش، بس انا خليت عمرو يأكد عليه أنه يجي، وبيتهيألي كدا هو فهم التأكيد ليه٠


 نهال نظرت إلى رينو وتابعت:

ـ مش عارفة ليه عندي شك أنه مش هيجي٠


همست رينو وقد انتبهت فجأة:

ـ على فكرة يا نهال، ليه ماما مكنتش عايزك تيجي؟ 

تنهدت نهال وقالت:

ـ تعرفي لولا العربية بالسواق اللي جت البيت وكلامك ليها في التليفون ان العربية هترجعك البيت مكنتش وافقت ابدا على السفر، جواها مخاوف كتير٠


ود نظرت إلى نهال وتابعت:

ـ اتعودت تشوفك قدام عينيها ونسيت نظام  الاغتراب، حقها ومحدش يقدر يلوم عليها٠


ثم قالت وهي تنتبه إلى شكر وجب عليها قوله:

ـ شكراً يا رينو على  العربية اللي خدتنا من البيت وهترجعنا تاني لحد البيت٠ 

همست نهال وهي تنظر عن بعد الى شمس وعمرو:

ـ مش هي دي  شمس اللي كنت بتدربي عندها؟؟ 


هزت رينو رأسها علامة الموافقة وقالت وهي تتابع عن بعد حوار شمس مع عمرو:


ـ ايوا جاية تبارك وتهني٠


ود نظرت ل رينو وقالت:

ـ اكيد أصحاب ومعارف عمرو كتير٠


كانت رينو قد بدأت تشعر بعدم الارتياح من حديث عمرو وشمس الذي كان واضح من انفعالات وجه شمس أنها غاضبة على عمرو وواضح كذلك أنها ثائرة  

وهناك كشف حساب يتم بين كل منهم،  رينو شعرت ببعض الحزن يجثم على فؤادها وهي تفكر في ماذا يتم على مقربة منها؟  مما جعلها تنظر إلى ود ونهال وتتابع في صوت مرتفع بعض الشيء:


ـ لا،  أنا متفقة مع عمرو أن حياتي معاه هتكون بعيدة عن الممثلين والأضواء والكلام دا كله، هو بس الناس اللي عرفتهم أنا وهو قبل الجواز هيكونوا موجودين في حياتنا٠


❈-❈-❈


نهضت شمس من مكانها فجأة، نظرت إلى عمرو ثم قالت:


ـ استأذن أنا بقا٠

ثم سارت بضع خطوات في إتجاه رينو والفتاتين، صافحت رينو ثم طبعت قبلة باردة على خدها وقالت:

ـ هابقي اجي في زيارات تانية، بس انا لازم أمشي دلوقت٠


لم تجب رينو اكتفت بهزة من رأسها، في حين ابتسمت شمس إبتسامة كبيرة قبل أن تغادر في سرعة، اسرع عمرو يقف إلى جوار رينو وقام على مصافحة ود ونهال وقال:

ـ اتفضلوا جوا يا بنات٠


شرفة منزل رينو مرتفعة بعض الشيء عن حديقة المنزل التي تم زراعتها بزهور مختلفة تحمل روائح جذابة ، الشرفة  دائرية ذات سياج ذهبية 

 تحتوي الشرفة في داخلها على مجموعة من المقاعد  يدوية  الصنع من الخوص  ومنضدة من نفس النوع دائرية


 أشار عمرو  إلى الخادم وقال:

ـ شوف البنات يشربوا اي؟ 


جلست رينو إلى جوار عمرو في حين جلست نهال إلى جوار ود، 

تبادل الجميع بعض الحوارات المختلفة  عن مواقف طريفة حدثت لهم  الجامعة 

وتحدث عمرو عن لقائه ب رينو، وبعض المفارقات التي حدثت أثناء سفرهم إلى الخارج

نهال كانت تتطلع بين كل خمس دقائق نحو الباب المغلق، كانت ترجوه أن يطرق بيد منيب

مضت ستون دقيقة كاملة، كاد البأس يتسرب إلى قلب نهال، قبل أن 

يعلن عن حضور منيب


نهضت نهال من المقعد فور أن شاهدت منيب وهو يقترب منهم، مما دفع  رينو أن تنهض حتي لا تشعر نهال بالحرج، صافح منيب  عمرو و ود و رينو ثم صافح نهال  التي حمل وجهها له كل علامات العتاب،  هتفت رينو  تتحدث الى عمرو:


ـ تعال يا عمرو  ساعدني نجيب  جاتو من برا٠


فهم عمرو اشارة رينو جيداً في حين نهضت ود قائلة:

ـ أنا هاجي اختار ل نفسي٠



منيب انتبه أنه لم يترك يد نهال وكأنه يتشبث بها،  فقال وهو يجلس على مقعد إلى جوارها 

ولا يزال يصافح يدها:

ـ عاملة اي يا نهال؟! 

همست نهال وهي تحاول أن تخفي دموعها:

ـ يهمك تعرف؟! 

لم يجب منيب في حين تابعت هي:

ـ لو يهمك كنت رديت على التلفون٠


حررت نهال يدها من قبضة يد منيب وقالت:

ـ مع أن وعدك لي آخر مرة:::

 منيب   قال في هدوء ممزوج بحزن وقلة حيلة:

ـ مكنتش عايز ارد علشان لسه ملقتش وظيفة، كلامك معاي عن ابن خالتك اللي كان الكل مرحب بيه،  خلى  الخوف جوايا يزيد، دا مش خوف يا نهال دا فزع٠

هزت نهال رأسها رافضة منطق منيب وتابعت:

ـ كان مفروض ترد علي، تطمني  مش تسبني في قلق كدا٠


منيب نظر لها طويلاً ثم قال:

ـ معلش كنت نفسياً مش رايق اني اكلمك، مافيش وظايف زي ما يكون الواحد بيدور على إبرة في كومة قش، ويمكن أن الاقي الإبرة اسهل من اني الاقي وظيفة، الأيام بعد الجامعة اصعب كتير من جوا الجامعة، ممكن اكون مبصتش للأمور كلها صح،  علشان كدا رجعت ابص ليها من تاني وجديد٠


 وجه وجسم منيب كان قد نحل كثيراً ولم يكن في حاجة إلى تأكيد كلماته ومنطقه، ولكن نهال قالت في لهجة اعتراض:

ـ و ناوي متردش بعد كدا؟ ٠

 منيب نظر لها في هدوء ثم قال:

ـ أنا فعلاً جيت النهاردة علشان الكلام يبقى مباشر٠


شعرت نهال بقلبها يهوي بين ضلوغها، هي تتوقع كلمات منيب القادمة،  وقراراته التي شعرت بها في محياه فقالت:

ـ أنت جاي النهاردة علشان تعرفني أن كل حاجة انتهت؟! 


نظر لها منيب في حزن وقال:

ـ يعني انت فاكرة أن لو اتقدمت لك من غير وظيفة هيوافقوا؟ اكيد الحياة مش زي ما انت فاكرة، واكيد كمان باباك ومامتك نظرتهم مختلفة، نظرتهم أن حيات بنتهم لازم تبتدي من مكان ما هما انتهوا مادياً ولو أعلى يكون افضل بكتير، بيدوروا على الأمان المادي ودي حاجة محدش يقدر يلومهم فيها، نظرتنا للحياة لازم تتغير، الحياة مش احلام وبنعيشها، الحياة واقع  لازم نرضى بيه وباللي فيه٠


نظرت له نهال في عدم تصديق وقالت:

ـ أنت عايز تقول اي يا منيب؟؟


منيب نظر  إلى الحديقة وقال وهو يبعد بصره عن وجه نهال حتي يستطيع أن يكمل كلماته:

ـ عايز اقول اني مش هقف في طريق سعادتك  يا نهال،  مش كل عريس جاهز ويقدر يعيشك عيشة مرتاحة ترفضيه علشاني أنا،  أنا اللي بقولك يا نهال وافقي على اللي يدق بابك ويقولك أنا شاري،  وافقي وكملي حياتك وعيشي، ليه تفضلي تستني سنة ورا سنة لحد ما سنينك تدبل؟  ولو استنيت كام سنة، هقدم لك اي؟ مش هقدم لك ربع اللي التأنين قادرين عليه دلوقت،   ليه تستني واحد ممكن ميقدمش ليك ربع اللي متاح ليك ؟  نهال   أنا ورايا مسئوليات كتير اوي يا نهال، أنا مسئول عن أمي و ليا أختين وانا لسه محطتش رجلي على أرض ثابته اقدر اجيب منها دخل، يبقى ليه اظلمك معايا؟ اكيد  فرصتك مع حد غيري تكون احسن، هيقدموا ليك حياة مش هقدر اقدمها ليك٠


نهال قالت في صوت معترض:

ـ مش عارفة اقولك اي؟ انت بتقول اي يا منيب؟  ما هي نفس مسئولياتك أيام الجامعة، هي نفس الظروف اللي عرفنا بعض فيها،  وافتكر بردوا  أن طموحك كان هو اللي أنا عايشة عليه، طوحك ووعدك ليا، اي اللي اتغير؟ عريس و رفضته؟ مكملناش شهرين  بعد الجامعة، وأنت بتحاول تقنعني أن ممكن كل واحد فينا ممكن يكمل حياته عادي وكأنه مقابلش التاني، هو سهل عليك اوي انك تتكلم، سهل كمان عليك انك تلاقي ل نفسك عذر انك تسبني؟  طيب وأنا؟؟ مفكرتش هقدر على دا ازاي؟ مفكرتش ممكن يحصل لي اي؟؟ 

مفكرتش فيا نهائي؟! 


 انت فكرت وقررت وشفت اي هو المناسب ليك انت ،  وجاي تديني أمر اني اعمل كدا، عايزني انفذ اللي يريحك انت، انت مش فارق معاك؟ يمكن انت قادر على كدا، اكيد ما انت قدرت متردش عليا، وأنت عارف ومتأكد اني قلقانه ومش مرتاحة،  قدرت متفكرش في تعبي في خوفي عليك كمان، قدرت ونسيت وعدك، هو الشهرين دول كانوا اختبار للحب دا؟؟ شهرين كشفوا سنين حب!؟  يعني اللي فات كان خدعة؟ اللي فات  كان حلم؟ كان وقت وعدى زي ما بيقولوا؟ وقت وانتهى؟! 


 لو اللي فات كان مش حقيقي، لو فترة بعادنا  عن بعد الأيام اللي فاتت خلتك تكتشف أن مشاعرك لي كانت مزيفة ومش صادقة، كانت نوع من التعود أو المراهقة المتاخرة،  يبقى  كدا لازم ننفصل فعلاً وكل واحد فينا يكمل طريقه بعيد عن التاني، عارف ليه يا منيب؟ 

منيب أشار لها بيده أن تتوقف عن الكلام :

ـ نهال:::


توقف كل منهم عن الحديث فجأة حين اقتربت ود وضعت أمام كل واحد منهم طبق به الفطائر والجاتوه، نظرت في وجوههم شعرت بالقلق على الوجوه فقالت وهي تنسحب  مرة ثانية:

ـ هجيب شوية مكسرات كمان وعصير٠



يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي، لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة