رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 4 - 1 - الأربعاء 16/10/2024
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الرابع
1
تم النشر الأربعاء
16/10/2024
"وتظن أن الله إبتلاك ولكنه في الحقيقة نچاك، ليست مجرد مقولة عابرة، إنما هي حقيقة تتجسد لنا كل يوم، فكلما زاد إبتلاءك وأشتد فعلم أن هناك خيراً خفي ، حان الموعد أن يكتشف به، فالناس لا يعرفون بكثرتهم، إنما تظهر حقيقتهم وقت الشدائد "
❈-❈-❈
فور أن خرج من الغرفة وجد صفوت أمامه كأنه كان يتأهب بالدخول إليه هو ومن برفقته.
لاحظ أحمد أن هناك خطب ما توجه إليهم بإستفسار، طربت صفوت علي كتفه بإهتمام مصطنع وقال:
-شدة وتزول بإذن الله يا أحمد ياسين قوي ودي محنة وهيقدر يعد منها بإذن الله.
تنهد أحمد بأسف ورد:
-يارب يا صفوت يارب.
ألتفت إلي زوجته وإبنته وبعدها عاد بالنظر مرة أخري إلي أحمد وتحدث معتذراً:
-طيب أحنا هنستأذن أحنا محتاج حاجه يا أحمد ؟
قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:
-تمشوا ؟ طيب وياسين مش هتطمنوا عليه ؟
أرتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتي أحمد وتحدث متهكماً:
-هو ياسين شايفنا عشان نطمئن عليه.
صمت قليلاً يحاول ترتيب الكلام داخل عقله وأسترسل بإيضاح:
-بص يا أحمد أنا هكون صريح معاك فريدة مش هتقدر تعيش مع ياسين بالوضع ده أنت عارف ياسين غالي عندي أزاي وأنت كمان بالنسبة ليا أخ مش صديق بس سامحني غصب عني مش بإيدي بنتي مش هتقدر تكمل حياتها مع شخص عاجز مع الأسف بل بالعكس هتوجعه وجع علي وجعه.
قطب جبينه بعدم إستيعاب وتسأل وهو يردد كلامه بإستهجان:
-مش هتقدر تعيش معاه بالوضع ده ؟ أنت بتهزر يا صفوت صح بنتك عايزة تسيب أبني وتتخلي عنه في محنته وهو في الظروف دي ؟ بدل ما تبقي قاعدة جنبه وتحت رجليه آول ما يفوق عايزة تهرب منه ده كلام؟
لا يلقي حديثه سوي غضب فريدة التي نهضت ووقفت في مقابلته وهتفت بضيق:
-وأنا ذنبي أيه أعيش مع واحد أعمي أدفن حياتي وشبابي معاه يا عمي ليه ؟ لو افترضنا أن الوضع أتغير وأنا إلي مكانه حضرتك هتقوله يفضل تحت رجلي ولا هتشجعه يطلقني أو يتجوز عليا؟
رمقها بعدم تصديق وحرك رأسه ساخراً وعقب:
-ذنبك ؟ دلوقتي ذنبك أيه ؟ مش ده ياسين إلي كنتي متشعلقة في دراعه دايما وبتباهي به ؟ ولو أنتِ مكانه فعلاً استحالة ياسين كان هيفكر يسيبك عارفة ليه ؟ مش عشان بيحبك وبس عشان أبني راجل.
قاطعته بإستعلاء:
-أيوه كنت فعلاً بتباهي به لكن دلوقتي فعل ماضي لما كان ياسين المحمدي لكن دلوقتي ابنك ما هو إلي راجل كفيف أحنا سألنا الدكتور وقال ممكن يخف وممكن لأ وأنا مش مستعدة أضيع يوم من عمري علي أمل ممكن يتحقق في يوم من الأيام وممكن لأ.
ظهرت ملامح الإشمئزاز علي وجهه وتحدث بتوعد:
-ماشي يا فريدة براحتك بس أقسم بربي ما هرحمك وهدفع التمن غالي والأيام ما بينا.
ألتف إلي صفوت وتحدث بفحيح:
-خد مراتك وبنتك ومع السلامة يا صفوت بيه وصدقني إلي حصل ده هتدفعوا تمنوا غالي أوي وأوي أوي كمان بس أبني يخرج من هنا بالسلامة.
تجهم وجه صفوت بضيق :
-أنت بتهددني يا أحمد ولا أيه ؟ هتنسي صداقتنا والعيش والملح إلي ما بينا؟
إبتسم ساخراً وعقب:
-عيش وملح مرة واحدة أظن أنك أنت وبنتك إلي خنتوا العيش والملح مش أنا توء توء توء صحيح أنا مش بهدد يا صفوت وأنت عارف كده كويس أنا بنفذ ومش محتاج أعرفك ده أعتبر كل الشغل إلي ما بنا أتلغي وأنا هكلم المحامي يفسخ عقد الشراكة معاك .
إرتسم الغضب علي معالم وجه الآخر قبل أن يهتف بتحدي:
-ماشي يا أحمد براحتك بس خليك فاكر إنك أنت إلي بدأت الحرب دي بعد إذنك.
إستدار إلي زوجته وإبنته وآخذهم وغادر أسفل نظرات أحمد المتوعدة.
❈-❈-❈
###################
شعر أن قواه قد خارت إتجه إلي أقرب مقعد جلس فوقه دافناً وجهه بين كفيه يفكر في مصاب أبنه ألا يكفيه ما حدث معه وسيعاني الويلات منه جاءت تلك الشمطاء ووالديها يكملوا عليه ما تبقي.
ظل شاردا إلي أن شعر بيد تربت علي كتفه برفق رفع وجهه سريعاً وتنهد براحة ما أن علم هوية صاحبها.
جلس الآخر جواره بقلق علي رفيق دربه وتسأل بتوجس:
-خير يا عمي مالك ياسين كويس طمني ؟ أنا آول ما عرفت أخدت آول طيارة نازلة مصر وجيت.
دار بعينه نظرة سريعة على المكان وتسأل بحيرة:
-خالتو سلوي فين وفين مراته ؟
تنهد بآلم وأجاب:
-كويس إنك جيت كنت محتاج ليك جنبي يا أمير ياسين أتعمي وسلوي جالها صدمة عصبية والهانم مراته بكل بجاحة عايزة تطلق.
اتست عيناه بعدم تصديق وتسأل:
-أتعمي ازاي ؟ طيب مش فيه أمل يتعالج ؟
أماء بإيجاب:
-أيوة فيه احتمال يخف وفي احتمال لا.
تجاهل باقي جملته وتحدث بثقة :
-طالما في أمل يخف يبقي خلاص ده المهم عندنا.
صمت قليلاً وأسترسل بإستبانة:
-هو فاق وعرف ؟
اغمض عيناه بحسرة وقال:
-أيوة يا أبني مع الأسف.
ربت أمير علي منتصف ظهره وهتف بأمل:
-بإذن الله هيخف يا عمي ويرجع يشوف تاني أنا واثق من ده.
إستدار له بأمل:
-يا رب يا أمير ربنا يسمع منك.
إرتسم علي ثغره إبتسامة بسيطة:
-أطمئن خير أن شاء الله.
نهض قائلاً وعقب:
-هنزل أجيب فنجان قهوة وأجي عشان مصدع أوي اجيب لحضرتك حاجة معايا ؟
حرك رأسه نافياً:
-لأ شكراً.
❈-❈-❈
بدأت تفيق من غفوتها وهي تردد بإسم ولدها بهمس:
-ياسين ياسين رد عليا….
نهضت صفا واقتربت منها تهتف بإشفاق:
-حضرتك كويسة ؟
فتحت عيناها ببطئ وبدأت تستعيد وعيها رويداً رويد ساعدتها صفا أن تجلس وقامت بوضع الوسادة خلف ظهرها بحنان.
تسألت الآخري بوهن:
-أنا فين ايه الي حصل أنا بحلم صح؟ ياسين أبني كويس وهيشوف تاني مش زي ما الدكتور ده قال صح يا بنتي ؟
تطلعت لها بإشفاق وقالت:
-أطمني إبن حضرتك هيخف ويبقي كويس بإذن الله.
خيبة أمل أرتسمت علي وجهها بعد أن علمت أنه لم يكن كابوساً بل الأبشع من ذلك حقيقة مؤلمة تجسدت في الواقع.
فاقت من شردوها علي صوت صفا القلق:
-حضرتك كويسة حاسة بحاجة ؟
التفت لها وحركت رأسها نافية وردت بإصرار وهي تحاول النهوض:
-أنا عايزة أشوف أبني.
حاولت أن تنهض لكن ما أن وضعت قدماها أيضاً حتي خارت قدمها وكادت أن يسقط جسدها أرضاً لولا أسندتها صفا بلهفة وأعادتها علي الفراش مرة آخري وهي تطلع لها معاتبه:
-ينفع كده ؟ حضرتك لسه تعبانة لازم ترتاحي هتروحي ليه بحالتك دي ؟ تفتكري هو محتاجك كده ؟ هشه ضعيفة هو صحيح مش شايف بس حاسس بيكي وبكل حاجة حواليه يا هانم أنتي عايزاه يخف صح ؟
إنتبهت لها بأمل وقالت:
-أيوة يا بنتي دي محتاجة سؤال ؟
إبتسمت صفا عندما أدارت ضفة الحديث إلي هنا وتحدثت بثقة:
-أبقي لازم حضرتك تبقي قوية عشان هو هيستمد القوة منك أنتي وهيشوف بعينك أنتي وبحالتك دي أنتي مش هتساعديه خالص لا هتضري بدل يفكر في نفسه هيفكر فيكي أنتي ويشيل همك وهم تعبك ده إلي أنتي عايزاه ولا عايزة نفسيته تتحسن ويبقي أحسن ؟
تنهدت بحزن وقالت:
-نفسيته تتحسن بس مش قادرة يا بنتي مش مصدقة أبني إلي طلعت بيه من الدنيا يحصل فيه كده ؟
رمقتها صفا معاتبة وردت مؤنبة:
-لا كده أنا هزعل من حضرتك بجد أنتي مش مؤمنة وراضية بقضاء ربنا ؟ مين قالك أن الي إبنك فيه شر ؟ بالعكس يمكن خير.