-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 10 - 1 - الخميس 24/10/2024


 قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل العاشر

1

تم النشر الخميس

24/10/2024



"ليس كل من يبتسم في وجهك يحبك أنت لا تعلم ما يخفيه خلف تلك الابتسامة "


انقبض قلبه وتسأل بخلع:

-أنتِ هتسبيني ؟


تنهدت بحزن وقالت:

-أيوة طبيعي وقت ما تخف لازم أسيبك مش هتبقي محتاج ليا خلاص.


"يبقي مش  عايز أخف عايزك جنبي دايما يا صفا"

نطقها ياسين بتلقائية، فرمقته هي بعتاب وقالت:

-أيه إلي بتقوله ده بس بعد الشر عنك بإذن الله تخف وترجع بالسلامة يارب.


غام الحزن علي قلب الآخر وتحدث بمرارة:

-بس أنتِ مش هتبقي في حياتي هكمل أزاي من غيرك ؟ صفا أنا أتعودت علي وجودي جنبك خلاص يومي مش بيكمل غير بيكي.


تجمعت الدموع داخل مقلتيها وهتفت بحزن:

-المهم أنت تبقي بخير وبس وبإذن نقدر نتقابل ونشوف بعض دايما.


قطع حديثهم رنين هاتفها، أخرجته من حقيبتها ونظر الي الشاشة بتوتر، تسأل بحيرة:

-مش بتردي ليه ؟ مين بيتكلم ؟


أجابت بهدوء:

-ده دكتور عصام.


امتعض وجهه وتحدث بغيرة:

-وعايز أيه دكتور عصام ده كمان منك ؟. وبيتصل بيكي ليه من الأساس ؟


تعجبت من حديثه وتحدثت بهدوء وقالت:

-طبيعي يتصل بيا وأكيد عشان يطمئن علي حالتك.


تجاهل ما قالته وتحدث بحدة:

-وهيفضل يرن كده ما تردي عليه.


تنهدت بقلة حيلة وقالت:

-حاضر.


ضغط علي علامة الرد ووضعت الهاتف علي أذنها:

-وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته الحمد لله أخبار حضرتك أيه ؟ ياسين باشا كويس أيوة خلاص تمام بإذن الله سلام عليكم.


أغلقت الهاتف ووضعته بحقيبتها، بينما تسأل هو بغيرة:

-هو عايز أيه ؟


ردت بهدوء:

-كان بيسأل عن حاجة في الشغل.


زفر بضيق وقال:

-تمام.


تسألت باهتمام:

-تحب نروح بقي الوقت أتأخر.


أومأ بإيجاب:

-رغم أن الجو حلو بس عندك حق الوقت اتأخر خلينا نروح.

❈-❈-❈

نهضت بهدوء، وكذلك نهض هو الآخر قامت بمساعدته حتي أستقل السيارة واتجهت هي إلي الباب الآخر وأستقلت إلي جواره.


تحدث ياسين إلي السائق:

-هنوصل أنسة صفا الآول لبيتها.


اعترضت صفا علي الفور:

-لأ لأ مفيش داعي أنا هروح بتاكسي.


تجاهل رفضها وتحدث بحزم:

-قولي العنوان للسواق يلا.


تنهدت بقلة حيلة وقالت:

-حاضر.


أملت السائق العنوان، ولآول مرة يحاول ياسين أن يكتشف صفا فتسأل باهتمام:

-أنتِ ليكي أخوات يا صفا ؟


حركت رأسها نافية وعقبت بإيضاح:

-لأ أنا بنت وحيدة بس والدي أتوفي وأنا صغيرة ووالدتي رفضت تتجوز وفضلت جنبي تربيني.


تبسم بإعجاب:

-ربنا يخليها ليكي يارب.


أمنت علي دعائه:

-يارب.


استفسر بفضول :

-عندك كام سنة يا صفا ؟


ردت ببساطة:

-٢٨ سنة.


تبسم بهدوء وقال:

-العمر كله يا صفا.


صمت قليلاً وتسأل باهتمام:

-ه أنتِ ارتبطي قبل كده يا صفا ؟


حركت رأسها نافية وهتفت مبتسمة:

-لأ مرتبطش قبل كده .


تحدث بعفوية:

-وهي الرجالة اتعمت؟!


تبمست بخجل وقالت:

-لأ الرجالة متعمتش ولا حاجة مش يمكن أنا إلي وحشة ؟


حرك رأسه نافياً وأجاب بتلقائية:

-لأ طبعاً أنتِ مش وحشة أنتِ حلوة من بره وجوه ماما قالت كده.


ضيقت عيناها بتركيز وتسألت:

-هو أنت سألت ماما عن شكلي ليه ؟ يهمك تعرف ؟


تبسم بحب وأردف بصدق:

-الشكل مش مقياس بس أنتِ حلوة جداً من جوه.


ردت ممتنة:

-شكراً ليك على كلامك الحلو ده شهادة أعتز بيها.


رد بهدوء:

-ده مش كلام وبس لأ ده وصف.


قطع حديثهم توقف السائق، مما جعل ياسين يتسأل بحيرة:

-وقفت ليه ؟


ردت صفا مبتسمة:

-عشان أحنا وصلنا خلاص.


امتعض وجهه بضيق وقال:

-بالسرعة دي .


تبسمت بهدوء وقالت:

-مش سرعة ولا حاجة أحنا بقالنا ساعة إلا ربع علي فكرة بس الوقت الحلو بيعدي بسرعة يلا محتاج حاجة ؟


حرك رأسه نافياً وعقب:

-لأ سلامتك.


هبطت من السيارة، وبعدها تحرك السائق متجهاً إلي فيلا أحمد المحمدي مرة آخري.

❈-❈-❈

صعدت الدرج بخفة وفتحت باب الشقة ودلفت وجدت والدتها تقف في انتظارها.


جعدت جبينها وتسألت بقلق:

-خير يا ماما حضرتك واقفة كده ليه ؟


تجاهلت والدتها سؤالها وتسألت بحدة:

-عربية مين الي نزلتي منها يا صفا ؟


ابتلعت ريقها بتوتر وردت:

-دي ياسين .


قطبت الأخري جبينها بحيرة وتسألت:

-ايه ده هو سائق إزاي مش هو مش بيشوف ؟


ردت بهدوء:

-السواق إلي سايق.


تنهدت والدتها بضيق وقالت:

-ماشي يا صفا ممنوع تخرجي معاه تاني سامعة ولا لأ من أمتي وأحنا بنركب عربيات ناس غرب يا صفا؟ ولا شرع ولا دين يرضوا بكده يا بنتي.


تنهدت بحزن وقالت:

-حاضر يا أمي أوعدك مش هيحصل تاني.


تبسمت والدتها بحنان وقالت:

-ربنا يبارك فيكي يا بنتي ويحفظك يارب.

❈-❈-❈

بعد مرور يومين ذهبت صفا إلي المشفي بناء على طلب رئيسها رحب بها وجلست يتحدثون سويا إلي أن عاجلها بسؤال جعل وجهها يمتعض.


قطبت جبينها بحيرة وتسألت:

-قصد حضرتك أيه يا دكتور ؟


تنهد بقلة حيلة وقال:

-قصدي يا دكتورة المريض تحسن بالفعل ونفسيته افضل أنتي كده مهمتك خلصت وأرجعي مكانك وظيفتك معاه انتهت أنا بقالي شهر مستني منك تنسحبي لكن منسحبتيش وجب عليا أنبهك يا بنتي.


تنهدت بحزن وقالت:

-حاضر يا دكتور إلي حضرتك شايفه .


تحدث بحنان:

-صفا أنا مش بس مدير ربنا يعلم معزتك عندي إزاي أنا بعتبرك وخايف عليكي يا بنتي.


تبسمت ممتنة وعقبت:

-شكراً لحضرتك أنا مش عارفة أقول لحضرتك أيه.



رد بهدوء:

-متقوليش أي حاجة خدي بالك من نفسك بس يا صفا.



أومأت بإيجاب:

-حاضر يا دكتور بعد إذن حضرتك.


رد بإختصار:

-أتفضلي يا بنتي.


نهضت وغادرت أسفل نظراته الحزينة وتمتم بشرود:

-شكي طلع في محله وحبتيه يا صفا.

❈-❈-❈

حاولت والدته معه لكنه تجاهل حديثها وتسأل:

-هي فين يا ماما حاولي تتصلي بيها؟


تنهدت بقلة حيلة وقالت:

-يا حبيبي تليفونها مغلق والله افطر أنت بس وخد علاجك لغاية ما تيجي.


إمتعض وجهه وتحدث مستنكراً:

-لأ مش هاكل وشوفي أمير يدور عليها أكيد حاجة حصلت ليها هي مش بتتأخر عليا كده .


قطع حديثهم طرق علي باب الغرفة ودخول صفا بلهفة:

-سلام عليكم ورحمه الله.


تنهد براحة ما أن إستمع إلي صوتها العذب ولكن تجاهل سلامها وتحدث بعصبية:

-أتأخرتي كده ليه ؟ كنتي فين وتليفونك مقفول ليه ؟


تحدثت والدته بإحراج:

-إهدي يا ياسين مش كده.


تجاهل حديث والدته وصاح بها:

-كنتي فين ؟


أجفلها صوته وتحدثت بإحراج:

-أنا كنت في المستشفى .


إنقبض قلبه وتسأل بلهفة:

-في المستشفى ليه ؟ أنتي تعبانة ؟


تنهدت بأسف وقالت:

-لأ هما طالبني في المستشفى حضرتك خلاص خفيت ومبقتش في حاجة ليا وكمان عملية أتحددت بعد شهر والمفروض تسافر في أقرب وقت يعني وجودي هنا مبقاش مهم.


-هتبعدي عني وتسبيني يا صفا ؟ 

نطقها بآلم.


إبتلعت ريقها بمرارة وقالت:

-غصب عني مبقاش في داعي لممرضة حضرتك مبقتي في حاجة ليا هفضل بصفتي أيه ؟


-بصفتك مراتي أنا بحبك يا صفا تتجوزيني؟

نطقها بلهفة وشوق.


صدمت وتبادلت النظرات هو ووالدته وظلت صامته مما جعله يبتسم بمرارة:

-عندك حق تسكتي وترفضي هتتجوزي واحد أعمي.


تطلعت له بغيظ وقالت:

-قولت ميت مرة أنت مش عاجز ومتحاولش تقلل من نفسك سكوتي مش رد أنا بس انصدمت.


ابتسم بأمل وقال:

-يعني موافقة ؟ بصي خليكي جنبي ولما أسافر اعمل العميلة لو خفيت ورجعت أشوف نتجوز.


صمت قليلاً وتحدث بخزي:

-لو فضلت زي ما أنا شوفي حالك يا صفا.


رمقته معاتبة وقالت:

-أنا موافقة اتجوزك بس بشرط.


انتبه لها وتسأل:

-شرط أيه أؤمري ؟


الصفحة التالية