رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 11 - 1 - السبت 26/10/2024
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الحادي عشر
1
تم النشر السبت
26/10/2024
"كما أطرب أذني حديثك ، فكما لكل داء دواء ، فحديثك كان دوائي ، الذي أزاال الكائن فوق مكنون صدري ، أحببتك دون أن أدري وأنا علي يقين أن نهاية هذا الحب هي تحطيم قلبي لأشلاء ، لكن معك أنتي الحب الخير ، يا أسرة القلوب بكي أحيا ، وأكتفي من حواء أجمع "
فى صباح يوم جديد أستيقظ ياسين على رائحة طعام شهية تداعب أنفه .
وضعت الطعام على الطاولة وجلسة جوراه وبيدها وردة صغيرة تحركها على وجهه بعشوائية رغم أنه مستيقظ ومستمتع بما تفعله قرر التلاعب بها:
-أيه ده ايه الناموسة الرخمة دى.
أتسعت عيناها بصدمة وتسألت:
-ناموسة مسمى الوردة ناموسة ؟
رد بأسف مصطنع:
-حبيبتى هو أنتِ أسف محستش بيكى.
دون شعور منها سال الدموع من عيناها بألم وهتفت بحزن:
-الفطار جاهز يا ياسين قوم أفطر.
شعر بنبرتها الحزينه اعتدل على الفوروهو يرفع يده يتحسس طريقه الى وجهها إلى أن وصل إليه وأستشعر ملمس الدموع:
-أنتِ بتعيطى أنا كنت بهزر معاكى يا قلب ياسين ؟
عاتبته بحزن:
-أنت محستش بيا أصلا!
أبتسم بخبث:
-ومين قالك كده يا قطتى من آول ما دخلت الاوضة وأنا حسيت بيكى والصراحة حبيت أدلع عليكى شوية .
ابتست بدهاء:
بجد طيب أنا كمان عايزة أدلع وهيكون ليك عقاب؟
زوى ما بين حاجبيه بتعجب:
-عقاب أيه أن شاء الله ؟
ردت بدلال:
-هقعد على رجلك وتأكلنى بإيدك.
أبتسم بخبث وعينيه تلمع ببريق ماكر:
-طيب والله ده عز الطلب .
رمقته بقلق وعقبت:
-مش مرتاحة ليك الصراحة لا يا عم هأكل أنا لوحدى.
تحدث ببراءة مصطنعة:
-فى حد بردوا يخاف من جوزه حبيبه ؟
ابتسمت ساخرة وعقبت:
-معاك أنت أه وأتفضل يلا قوم يا حبيبي عشان تتوضى وتصلي الضحى.
ابتسم بحب وقال:
-حاضر يا قلبى.
نهض بحرص شديد كما علمته وآخذ خطواته تجاه المرحاض كما تعود كل هذا أسفل نظراتها العاشقة.
❈-❈-❈
بعد أن انتهوا من تناول الإفطار هبطت مرة آخري كي تعيد الأطباق إلي المطبخ وأثناء خروجها تفاجأت أحمد في وجهها ابتلعت ريقها بتوتر وتسألت:
-أيه خدمة يا أحمد باشا.
رمقها بإزدراء وتحدث بهدوء:
-تعالي ورايا علي المكتب عايزك.
تحركت خلفه بحيرة، دلف المكتب وهي خلفه جلس علي مقعده واضعاً ساق فوق ساق بينما ظلت هي واقفة أشار لها أن تجلس:
-أقعدي.
جلست بتردد وتسألت:
-حضرتك محتاج مني حاجة؟
وضع الأوراق أمامها وتحدث بحزم:
-أمضي علي الأوراق دي .
آخذت الاوراق وقطبت جبينها بعدم فهم وتسألت:
-مش فاهمة أمضي علي أيه ؟
هتف بأمر:
-دي وصلات أمانة عليكي بمليون جنيه.
اتسعت مقتليها بحيرة وتسألت:
-وهمضي عليهم ليه ؟
تحدث ببرود:
-ده ضمان أن لو ياسين مخفش تفضلي معاه لأن مع الأسف أبني مش هيقدر يبعد عنك.
ردت بصدق:
-أنا مش محتاجة أمضي علي وصلات أمانة عشان أفضل مع ياسين أنا بحب ياسين.
تجاهل حديثها وهتف بإصرار:
-أمضي.
تنهدت بقلة حيلة وبدأت في الإمضاء دون أن تنظر لها حتي وما أن انتهت وضعت الوصلات أمامه وتحدثت بإستئئذان:
-بعد إذن حضرتك.
غادرت صفا تاركة أحمد وعلي وجهه ابتسامة نصر.
❈-❈-❈
فى المساء كانت تجلس صفا برفقة ياسين في غرفة الأخير تفكر فيما دار بينها وبين أحمد إلي أن قررت أن تنفض هذا الموقف من عقلها ونظرت إلي ياسين وهتفت ملل شديد:
-ياسين أنا زهقانة أوى .
انتبه لها وتسأل:
-ليه يا قلبى ؟
ردت بحماس:
-مفيش حاجة نعملها أيه رأيك ننزل تحت أعمل فشار وناخده ونخرج فى الجنينة ؟ نقعد على المرجيحة نتمرجح.
رغم أنها فكرة طفولية ولكن وافق لإرضائها:
-ماشى يا قلبى.
صقفت بحماس ونهضت ترتدى اسدالها وتحدثت بحماس:
-يلا يا حبيبي أنا جاهزة.
نهض مبتسماً:
-يلا بينا.
أمسكت يده بطفولة وهبطوا سوياً دلفوا إلى المطبخ جلس على المقعد بينما وقفت هى تعد الفشار بحماس.
❈-❈-❈
بعد فترة.
كانوا يجلسوا على الأرجوحة سوياً بصمت تام مما جعل ياسين يتسأل بحيرة:
-ساكته ليه ؟
تنهدت بحزن وقالت:
-هقعد أزاى من غيرك يا حبيبي نفسي أجى معاك.
أومئ بتفهم وقال:
-غصب عنى يا قلبى أنا كنت حابب تبقى جنبى بس المهم أنى هرجع وأشوفك يا عمرى أنا لو حابب أفتح يا قلبى عشان هشوفك وبس.
ابتسمت بحماس وقالت:
ـبإذن الله يا حبيبي أطمئن والله هتفتح وتشوف من تانى يا عمرى.
تحدث بتنبيه:
-صحيح خلى طنط تيجى تقعد معاكى لوقت ما أرجع.
هتفت بخجل:
-بلاش ده هيسبب إحراج وكده ومش حابين نعمل إزعاج.
رد بحزم:
مفيش إحراج ولا حاجة وأسمعى الكلام يا قلبى عشان مزعلش منك لو حابة أنا أروح أجيبها بنفسى.
أومأت بتفهم:
-خلاص يا حبيبي تمام.
أبتسم بحب وقال:
-حبيبي يا ناس قمر كده ومسكر لما بيسمع كلام حبيبه ده.
ردت بحب:
-هو أنا حبيتك من فراغ بحبك يا سينو.
❈-❈-❈
فى صباح يوم جديد استيقظت صفا بنشاط، وذهبت إلى ياسين توقظه برفق.
فتح عينيه بنوم وتسأل:
-أيه يا قلبى فى أيه ؟
ردت بحماس:
-أصحى يلا الساعة 6 الصبح.
قطب جبينه بحيرة وتسأل:
-6 الصبح ؟! طيب هصحى بدرى نعمل أيه؟
هتفت بدلال :
-هنروح نفطر على عربية الفول وبعدها نشرب عصير قصب، وبعدين نقعد على الكورنيش زى الحبيبة وبعد الضهر نعدى على الفسخانى..
قاطعها بإستفسار وهو يشير بيده أن تتمهل:
-سورى معلش طيب كل إلى فات ده حلو وكويس هنروح ليه عند الفسخانى ده ؟
رد ببساطة أصابته هو بضيق نفس:
-هنروح نجيب فسيخ ورنجة وملوحة وبساريا وبطارخ وبصل أخضر وكمان أم الخلول.
رمقها ساخراً وعقب:
-سورى معلش هنجيب أم خوخة والحاجات دى ليه ؟
تبسمت ببخفة وقالت:
-أم خوخة مين بس يا حبيبي إسمها أم الخلول وهنجبها ليه أكيد هناكلها يعنى.
شهق بصدمة وتسأل :
-نعم يا أختى عايزانى أنا ياسين المحمدى أكل سمك معفن؟
أتسعت عيناها بصدمة، وتحدثت معاتبة:
-سمك معفن ؟ لا طبعاً حرام عليك حد يقول على نعمة ربنا كده وبعدين دى ريحة الفسيخ دى لوحدها حكاية أسكت با حبيبي أسكت أنت مش عارف حاجه فى الأكل ويا سلام بقي لو قرنين شطة حراقين كمان ياه حكاية والله أنا أتضح ليا إنك مش بتفهم فى الأكل يا حبيبي وعلى يدى هعلمك أصول الأكل.
رد ببرود:
-أنسى مش هاكل العك ده على جثتى سامعة.
وضعت يدها على خصرها وتحدثت بتحدى:
-ياسين.
زفر بحنق ورد:
-يا نعم.
هتفت بحدة مصطنعة :
-لو بتحبنى هتسيب نفسك ليا الأسبوع ده كله ممكن ؟
تنهد بسأم وقال:
-يا قلبى أنا بين إيدك وكلي منك بس فى حتة الاكل دى بلاش لو سمحتي.
مطت شفتيها بحزن وقالت :
-تمام براحتك أنا نازلة أقعد في الجنينة.
أوقفها متسائلا:
-مش هنخرج ؟
ردت بعتاب مصطنع :
-هنخرج فين أنت بوظت ليا الخروجة خلاص.
زفر بضيق ورد معقباً:
-ليه يا قلبي بس أحنا هنفذ كل إلى أنتى قولتي عليه بإستثناء حاجة واحدة بس وهى الفسيخ.
ردت بعند:
-لأ يا أما كله علي بعضه يا أما لا.
تنهد بقلة حيلة وقال :
-لله الأمر من قبل ومن بعد حاضر يا تاعبة قلبي معاكي.
أتسعت إبتسامتها بفرحة :
-يعني هتأكل فسيخ ؟
تبسم بحب، وأسترسل بإضافة :
-عشان خاطر عيونك أعمل أي حاجة يا عمرى.
ابتسمت بحب واتجهت له وجلست أمامه وسحبت يدها تقبلها بحب.
شهق وبصدمة سحب يده :
-ليه عملتي كده ؟
ردت ببساطة :
-ﻻني عايزة أعمل كده.
تحدث بحزم:
-ياريت الي عملتيه ميتكررش تانى.
هتفت بعند:
-لا هيتكرر فيها أيه ؟ ده مش يقلل منى علي فكرة وماما طول عمرها كانت بتبوس إيد بابا الله يرحمه وأنا أخدت العادة دي منها.
تنهد بسأم وتسأل:
-هو أنتى متعرفيش تقولى حاضر أبداً لازم عند.
ردت بهدوء :
-طالما مش بعند فى الغلط يبقي إيه المشكلة بقى ؟! يلا قوم يلا عشان أتأخرنا.
ابتسم بهدوء وقال :
-حاضر يا تاعبة قلبي.