رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 13 - 1 - الثلاثاء 29/10/2024
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الثالث عشر
1
تم النشر الثلاثاء
29/10/2024
اللهم أرحم أبي واغفر له، اللهم اجعل قبره روضه من رياض الجنه، لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
"وما إبتلاك إلا ونجاك، دائماً ما نستمع إلي هاتان الكلمتان ولا نفهم معناهما، إلا عندما ندركهما ونشعر بلذتهم"
ما كادت أن تغادر الغرفة حتي أوقفها ياسين برجاء:
-صفا لو سمحتي شوقي أمير هنا.
ألتفتت له وتسألت بحيرة:
-خير يا حبيبي محتاج حاجة ؟
رد بإنزعاج وهو يضع يده علي ذقنه النامية بعض الشئ:
-أه عايز أحلق دقني.
تبسمت بإتساع وقالت:
-طيب مفيش داعي لأمير خالص.
قطب جبينه بحيرة وتسأل:
-ليه أنا عايز أحلق دقني.
اقتربت منه بحماس وهتفت بدلال وهي تحسس ذقنه النامية بمكر:
-هتحلقها يا حبيبي..
بعد دقائق كان يقف ياسين أمام المرآة ويظهر علي وجهه معالم الإنزعاج، بينما تجلس صفا علي طرف حوض المياه وتهز قدمها بطفولة بينما تثبت وجهه باليد اليسرى واليد اليمني بها شفرات الحلاقة الخاصة لياسين تحركها فوق وجهه برفق شديد وهي تعض علي شفتيها بتوتر فقد أصابته بأكثر من جرح صغير.
تململ في وقفته وصاح بإنزعاج:
-لسه فاضل كتير ؟
ردت ببراءة:
-فاضل الناحية الشمال يا قلبي.
هتف بضيق:
-عشان خاطري كفاية يا صفا أنا راضي بنص ونص خدي اتخرشم حرام عليكي.
رمقته بعتاب وأضافت متهكمة:
-قصدك أيه بقي أني مش بعرف أحلق؟ طيب أيه رأيك بقي هكمل الخد التاني وأنت ربع إيدك يلا.
رفع يده باستسلام وقال:
-لله الأمر من قبل ومن بعد حاضر.
بعد دقائق كانت انتهت صفا وصقفت بحماس:
-قمر يا حبيبي قمر.
تبسم براحة:
-أخيراً.
التمعت عيناه بمكر وتحدث بمغزي:
-طيب ممكن صفا قلبي تساعد جوزها حبيبها أنه ياخد شور؟
أشتعلت وجنتيها بخجل وهربت سريعاً من حصاره وهتفت بتوتر:
-راحة أحضر الغداء سلام
ركضت سريعاً وأغلقت باب الغرفة خلفها بينما أنفجر هو ضاحكاً وبعدها تحسس ذقنه بألم وتمتم بضيق:
-أه منك يا صفا أه.
❈-❈-❈
فى الكافيه القريب من المشفى، تجلس نور تحتسى كوب من الآيس كوفى، اقترب منها مبتسماً وتسأل:
-ممكن أقعد؟
تبسمت معقبة:
-أمير طبعاً أتفضل أقعد.
سحب المقعد المقابل وجلس عليه مردداً بحب:
-أخبارك أيه ؟
ردت بخجل:
-الحمد لله وأنت أخبارك أيه ؟
رد بهدوء:
-الحمد لله صحيح أنتِ خلصتي شغل ولا عندك نبطشية؟
زفرت بسأم وقالت:
-مع الأسف عندى نبطشية صباحية.
ضحك برزانة وقال:
-ماشى يا ملاك الرحمة.
صححت قائلة:
-الممرضات هما ملائكة الرحمة أحنا لأ مش عارفة ليه .
داعبها قائلاً:
-معلش أمسحيها فيا.
تبسمت بهدوء وقالت:
-صفا وأستاذ ياسين اخبارهم أيه ؟
رد بهدوء:
-كويسين الحمد لله.
ردت:
الحمد لله هو هيسافر إمتى ؟
استرسل بإيضاح:
-كمان يومين خلاص.
تحدثت بهدوء:
-بإذن الله يقوم بالسلامة.
أمن على دعائها:
-يارب يا نور يارب.
تسألت بحذر:
-صحيح أنت بتعمل أيه هنا ؟ مستنى حد ؟
هز رأسه نافياً وعقب:
-لأ.
قطبت جبينها بحيرة وتسألت:
-طيب بتعمل أيه هنا ؟
أجاب ببساطة أهلكت قلب الآخرى:
-جاى أشوفك.
أشتعلت وجنتيها بخجل وتسألت بفضول:
-جاى تشوفنى أنا طيب ليه ؟
رد مبتسماً:
-وحشتيني.
نهضت بإرتباك من جراءته وقالت:
-أنا أنا لازم أروح الشغل عشان أتاخرت.
أوقفها قائلا:
-لحظة بس لو وجودى مضايقك أو مسبب ليكى ازعاج أنا مستعد أبعد بس كل الحكاية أنا معجب بيكى وعشان كده بحاول أقرب منك أكتر ولو ده ضايقك أنا مستعد أبعد.
نظرت له بتردد وصمتت.
تسأل بخيبة أمل:
-معنى كده إنك عايزانى أبعد ؟
ردت بخجل:
-لأ.
قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:
-لأ ايه مش عايزانى أبعد ولا عايزانى وضحى كلامك؟
ردت بدلال:
-هو مش بيقولوا السكوت علامة الرضا ؟
أتسعت إبتسامة الآخر مهللاً بفرح:
-أيوة كده أوعدك فرحة قلبى عمرك ما هتندمى يا نور.
تبسمت بخجل وقالت:
-لازم أروح شغلى بعد إذنك.
تحدث بلهفة:
-هستناكى هنا دايماً فى نفس الميعاد.
أومأت بإيجاب وقالت:
-بإذن الله سلام.
أمير مبتسماً:
-سلام.
غادرت تاركة الآخر ينظر فى آثرها بحالمية وعلي وجهه ابتسامة عاشقة.
❈-❈-❈
في فيلا أحمد المحمدي، طرقت باب غرفة والدتها ودلفت وجدتها تجلس علي الفراش.
اقتربت منها بحب وقالت:
-صباح الخير يا ماما.
ردت والدتها بحب:
-صباح الورد يا بنتي.
جلست جوارها وتسألت بفضول:
-أنتِ قاعدة في الأوضة ليه ؟
تنهدت والدتها بحزن وردت:
-هعمل أيه يا بنتي بس أنا بجد مخنوقة وعايزة أرجع بيتي.
ربتت صفا علي ذراعها بحنان وقالت:
-عارفة أن وجود حضرتك هنا مضايقك يا أمي بس انا فعلاً محتاجة ليكِ جنبي يا أمي أنا خايفة أوى من رد فعل ياسين لما يعرف أني كدبة عليه.
تنهدت والدتها بحزن وقالت:
-ومين سمعك يا بنتي بس جوزك بيحبك وبإذن الله هيسامحك أنتِ كان غرضك شريف.
أومأت بحزن وقالت:
-خايفة هو يفهم ده يا أمي بجد مش هستحمل أنه يزعل مني أو يرفض يسامحني ياسين بقي عمري كله يا ماما أنا بفكر أقوله قبل ما يسافر أيه رأيك؟
رمقتها الآخري بقلق وقالت:
-لأ يا بنتي من رأي تستني.
قطبت جبينها بعدم فهم وتسألت:
-أستني ليه ؟
ردت والدتها مبررة وجهة نظرها:
-يعني ممكن لو حكيتي ليه يعند فعلاً وميسافرش بالنسبة ليه أنتِ خدعتيه.
نظرت إلي والدتها بتردد وقالت:
-تفتكري يا ماما ؟
أومأت بإيجاب وردت:
-أيوة يا بنتي.
صمتت قليلاً وأكملت بحذر:
-وغير كمان في حاجة مخوفاني.
جعدت صفا جبينها بحيرة وتسألت:
-حاجة أيه يا ماما دي ؟
تنهدت بضيق شديد وقالت:
-بصراحة والد ياسين مش مرتاحة ليه.
❈-❈-❈
أومأت بحزن عميق وردت:
-ودي الحقيقة فعلاً يا ماما والد ياسين شايف أني منفعش ياسين ولا أشرف عائلتهم.
شهقت والدتها باستنكار:
-نعم نعم متشرفيش مين ؟ أنتي دكتورة قد الدنيا متربية أحسن تربية وحلوة وزي القمر يا بنتي الفقر مش عيب وبعدين مين قالك أن الفقر فقر فلوس لا الفقر فقر العقل والتفكير يا بنتي.
تبسمت معقبة:
-ياريت كل الناس تفكيرها زيك كده وكان الدنيا حالها أتصلح لكن مع الأسف يا أمي الناس الأغنية دايما شايفين إلي زينا دول حثالة في الأرض أه ياسين بيحبني وأتجوزنا لكن لو كان عرفني وهو سليم معتقدش أصلا أنه كان ممكن يفكر يبص ليا.
رمقتها والدتها بإشفاق وقالت:
-إهدي يا بنتي وهوني علي نفسك ليه شايلة الهم ده بس في قلبك ؟
ردت بدموع:
-خايفة أخسر ياسين لما يعرف الحقيقة أو لما يفوق ويرجع زي ما كان يندم أنه أتجوز واحدة زي أو يطلقني ويرجع لمراته.
رتبت والدتها علي ظهرها بحنان وقالت:
-شيلي الكلام الفاضي ده من عقلك يا بنتي ولو فعلاً كلامك صح وياسين سابك حطي في إعتبارك شئ واحد أنتِ أه هتخسري ياسين لكن هتكسبي نفسك يا بنتي لو ياسين زي ما أنتِ بتقولي كده يبقي ربنا نجاكي منه.
تطلعت إلي والدتها بحزن وهتفت بمرارة:
-وهعيش ازاي من غيره ؟ ماما أنا مقدرش أعيش من غيره هو النفس إلي بتنفسه هو عمري وحياتي كلها.
ردت والدتها بثقة:
-وقتها يا بنتي معتقدش إنك أنتي هتبقي عليه أنتي ذكية وقوية يا قلب أمك وحطي شئ واحد في اعتبارك دايمًا أن زي ما ربنا وضع حبه في قلبك قادر ينزعه منك يا حبيبتي قومي يلا شوفي وراكي أيه قومي.
أومأت بإيجاب وقالت:
-حاضر يا أمي حاضر.
❈-❈-❈
بعد فترة، علي طاولة الطعام يجلس الجميع يتناولوا الإفطار باستثناء أمير، ألتفت أحمد إلي زوجته وتسأل بحيرة:
-هو أمير لسه نايم ؟
حركت رأسها نافية وعقبت:
-لأ يا حبيبي ده صحي من بدري وخرج.
قطب جبينه بعدم إستيعاب وتسأل:
-رايح فين بدري كده ؟
رفعت كتفيها باللامبالاة وقالت:
-عادي يا أحمد أيه المشكلة يا حبيبي يمكن وراه شغل أو حاجة.
رد بهدوء:
-طيب.
ألتفت إلي ياسين بنظراته وتحدث بلطف:
-الطيارة يوم الخميس الفجر يا ياسين.
غام الحزن داخل قلبه ورد بإقتضاب:
-تمام يا بابا بإذن الله.
هتفت سلوي داعية:
-بإذن الله يا حبيبي هتعمل العملية وهتخف وترجع مجبور الخاطر بإذن الله.
أمن الجميع على دعائها وهتف هو راجياً:
-يارب يا أمي يارب.
تحدث أحمد بهدوء وهو يبدل نظراته بين صفا ووالدتها بإزدراء:
-بإذن الله يا حبيبي هتخف وترجع تشوف تاني وترجع لحياتك من تاني وتقفل الصفحة دي للأبد بكل إلي فيها.
تسأل ياسين بحيرة:
-صفحة أيه إلي أقفلها يا بابا مش فاهم ؟
رد أحمد بمكر خادع بعد أن بث القلق والخوف داخل قلب صفا:
-صفحة المرض يا حبيبي.
تنهد بسأم وأجاب:
-ياريت فعلاً يا بابا نفسي أرجع أشوف أرجع لحياتي القديمة وشغلي.
تبسم والده بإتساع وقال:
-هترجع يا حبيبي هترجع بإذن الله أنا واثق من ده.
انتهي الافطار وذهب أحمد الي عمله بينما صعد ياسين إلي غرفته يستريح.