رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 14 - 1 - الخميس 31/10/2024
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الرابع عشر
1
تم النشر الخميس
31/10/2024
اللهم أرحم أبي واغفر له، اللهم أجعل قبره روضه من رياض الجنة،لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، اللهم إنك عفواً كريم تحب العفو فاعف عنا، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
"دائماً ما يأتينا الغدر من أقرب الأقربون لدينا، كن حذراً لمن حولك فدائماً ما يرتدون أقنعة مزيفة يخفون بها وجههم الحقيقي"
أستقلت السيارة في المقعد الأمامي جوار والدتها، التى ما أن رأتها عاجلتها بتساؤل:
-ها يا فري طمنيني أيه إلي حصل كان عايز منك أيه؟
ردت ببساطة،أسعدت قلب الآخرى:
-ياسين هيعمل العملية ويخف وهو عايزينى أرجع ليه.
تبسمت غدير بزهو وقالت:
-أيوة كده أهم رجعوا لينا زي الكلاب أه يا ناري ياما نفسي أشوف سلوي دلوقتي وأشوف شكلها هتعمل أيه وهي عارفة أن إبنها لسه بيحبك ويتمني ليك الرضا ترضي مش بعيد تموت بحصرتها وتريحنا منها.
تهكمت علي حديث والدتها وهتفت ساخرة:
-هي متعرفش أصلا حاجة ولا هتعرف غير لما أرجع لياسين.
رمقتها والدتها بغرور وتداركت قائلة:
-نعم نعم قصده أيه بقي أن شاء الله أنتوا هترجعوا في السر ولا أيه ؟ لأ طبعاً مش هيحصل لازم يتعمل ليكم فرح محصلش البلد كلها تتحاكي عنه و….
قاطعتها عن أسترسالها بنفاذ صبر وقالت:
-يا أمي يا حبيبتي اصبري بقي أديني فرصة أتكلم الموضوع مش زي ما أنتي فاهمة خالص.
رمقتها بعدم فهم وتسألت:
-قصدك أيه مش فاهمة منك حاجة أصلا مش أنتِ قولتي عايز يرجع ليكي ؟
حركت رأسها نافية وعقبت ساخرة:
-لأ وشوفي المصيبة الكبيرة بقي الباشا أتجوز.
أتسعت عيناها بصدمة وتداركت بحذر:
-نعم يا حبيبتي ؟ بتقولي أيه سمعيني كده تاني ؟ اتجوز ولما أتجوز راجع ليكي تاني ليه أنتِ عايزة تجننيني يا بت أنتي ؟
زفرت بنفاذ صبر وقالت:
-ممكن تهدي شوية وتديني فرصة أوضح ليكي؟
زفرت بنفاذ صبر وردت:
-خير أشجيني ؟!
سردت إلي والدتها ما دار بينها وبين حماها السابق مما جعل عين الآخري تتسع بذهول، ولكن سرعان ما أتسعت إبتسامتها بغرور.
رمقتها فريدة بحيرة وتسألت:
-هو أنتِ ليه مبسوطة كده مش فاهمة ؟
ردت الآخري بدهاء:
-بصي مش فارق معايا في العك ده كله غير حاجة واحدة.
ضيقت فريدة عيناها متسائلة:
-حاجة أيه دي ؟
ردت والدتها بتشفي:
-منظر سلوي حماتك الصراحة لما ترجعي لياسين مش بعيد تتشل فيها.
حركت رأسها بيأس، وعقبت بنفاذ صبر:
-بجد ؟ حضرتك بتهزري يا ماما ده وقته ؟
أومأت بإيجاب وردت:
-أيوة وقته الولية دي واقفة ليا بالعرض فى زوري الصراحة ويوم المنى لما يحصل ليها مصيبة تاخدها وتريحنا منها.
تنهدت بقلة حيلة وقالت:
-يعني حضرتك موافقة ؟
حركت رأسها بإيجاب :
-أيوة بس معتقدش أبوكي هيوافق علي الكلام ده أحنا بقي هنفذ كل حاجة في الخلاصة أبوكي شخص عملي وإلى هيهمه في الموضوع هو رجوعك لياسين وبس وفلوس ياسين.
تبسمت الأخري معقبة:
-عندك حق يبقي توكلنا على الله.
❈-❈-❈
صعدت غرفة النوم وجدت زوجها يجلس على الفراش شارداً، أغلقت باب الغرفة بخفة وأتجهت إليه بمرحها المعتاد:
-حبيبي بيعمل أيه ؟
تبسم بحب وقال:
-هكون سرحان في أيه مثلاً ؟
حكت جبينها بتفكير مصطنع وقالت:
-ممممممم يمكن مثلاً بتحب جديد ؟ أو بتفكر في واحدة ولا حاجة ؟
أتسعت إبتسامة الآخر وأعجبته لعبتها وقرر مراوغتها بدهاء:
-ما هو أنا بحب جديد فعلاً، ومش أي حب أنا بعشقها يا صفا حاجة كده مختلفة تخطف قلبك نفسي اعرفك عليها أوي وأتمني متزعليش أني حبيتها أكتر منك بس أنتِ لو شوفتيها هتعذريني علي حبي ليها.
تجمعت الدموع في عين الآخري بصدمة، وتدراكت بحزن تحافظ علي ما تبقي من ماء وجهها:
-ربنا يخليها ليك.
أستشعر ولكن تجاهل ذلك وأكمل حديثه:
-أنا أه بحبك يا صفا وكل حاجة أنتِ مراتي أولاً وأخيراً بس أنتي عارفة الحب مش بإيدنا ولا أيه.
ابتلعت ريقها بمرارة وقالت:
-عندك حق الحب مش بإيدنا طيب هسيبك أنا براحتك محتاج حاجة ؟
تحدث بمكر:
-مش حابة تشوفيها ؟
أشتعلت الغيرة داخلها وأرتفع هرمون الأدرينالين داخلها معلناً عن تمرد روح الأنثى داخلها ردت بغرور مصطنع:
-وأشوفها أنا ليه ؟ مش هي عجباك أنت ؟ يبقي خلاص مش مهم أشوفها أصلها أذواق وممكن متعجبنيش وأنا الصراحة مش بحب أجامل ولا حابة أكسر قلبك.
أبتسم بخبث وعينيه تلمع ببريق ماكر:
-لأ أطمني ولا رأيك ولا رأي غيرك هي قاعدة علي قلبي ومربعة حتي لو بالنسبة ليكي مش حلوة هي بالنسبة ليا ملكة جمال ها هتشوفيها ولا ؟
تنهدت بنفاذ صبر وقالت:
-ماشي طالما أنت مصر أني أشوفها هشوفها عشان أنت عايز كده بس مش فضول مني ولا حاجة.
تبسم ساخراً وعقب:
-ماشي روحي عند التسريحة وهقولك الصورة فين.
تحركت صوب ما قال علي مضض وهي تشعر بنيران تحترق داخل قلبها المسكين.
أنتشلها من أفكارها صوته المتساءل:
-أنتِ فين ؟
ردت بإقتضاب:
-قدام التسريحة خلاص.
تبسم بحب وقال:
-طيب أرفعي رأسك بقي وبصي في المراية وأتملي جمال ودلال روح وعقل وقلب وعمر ياسين.
تنهدت براحة وهي تنظر إلي صورتها المنعكسة في المرآة، عادت إليه وجلست علي ركبتيها، وتحدثت بحب:
-ممكن أسألك سؤال؟
تعجب من حديثها وتسأل بحيرة:
-سؤال! طبعاً يا قلبي أسالي براحتك ومن غير استئذان كمان.
تبسمت بخجل وهتفت بدلال:
-هو أنت أزاي كده؟
❈-❈-❈
قطب جبينه بعدم فهم وتساءلت:
-أزاى كده أزاي مش فاهم السؤال يا قلبي معلش ؟
آخذت نفس عميق تملأ به رئتيها، وأستدركت قائلة بحب:
-آول مرة أشوف راجل زيك حنين وطيب وبتحب بجد أنا لغاية دلوقتى مش قادرة أستوعب أزاي مراتك تفكر أنها تتخلي عنك أصلا أو تفرط في رجل زيك وأحنا في زمن قل فيه الرجال الذين يحبون بصدق ويعلموا معني الحب، وإلي أنا واثقة منه إنك أكيد كنت معيشها ملكة يعني وأنت كده شيفاك أفضل راجل في الدنيا رغم الحزن والضيق إلي في قلبك أما كنت بقي بنشاطك وحيوتك كنت أزاي بجد مش قادرة أستوعب واحدة تكون متجوزة راجل زيك وتفكر تبعد عنه حاجة من أتنين يا أما الأتنين سواء، يا غبية، يا مجنونة، يا غبية ومجنونة في نفس الوقت بجد ملهاش تالت الصراحة أنا لو كنت مكانها كنت فضلت تحت رجليك وطوع أمرك كمان.
كم أثلج قلبه حديثها العفوي، جعلته يشعر برجولته الناقصة التي دهستها الآخري بقدميها، أه ليتني قابلتك أنتي منذ البداية يا صفا قلبي ما كان وصل به المطاف إلي هذه الحالة.
طال صمته خشيت أم يكون حديثها أزعجه، فستدركت معتذرة:
-أنا أسفة يا حبيبي مش قصدي والله أنا ..
قطع أسترسالها، معقباً بحب:
-زي مفيش رجالة زي غير قليل أنتي كمان مفيش ستات زيك كتير يا قلبي تقدري تخلي إلي أنتي متجوزها ملك ومفيش منه أتنين يا قلبي.
تبسمت بحب وقالت:
-ربنا يخليك ليا يا حبيبي يا رب.
تمتم بحب:
-ولا يحرمني منك يا عمري.
نهضت بحماس وعقبت:
-هنزل أجهز الغداء لينا وأوعدك هتأكل أكلة تفضل تتحاكي بيها.
تبسم بهدوء وصمت، فتسألت هي بفضول:
-مش هتسأل هي أيه ؟
رد بهدوء:
-أنا ملك إيدك يا صفا تفتكري هيفرق معايا هتأكليني أيه ؟
هللت بفرح صائحة:
-أه أحبك أكتر من كده أيه يا أبن سلوي.
انفجر ضاحكاً:
-بس يا مجنونة هتفضحينا يقولوا علينا أيه ؟!
وضعت يدها بخصرها تدندن بدلال:
-جوزي وأنا حرة فيه جوزي أغسله وأكويه.
أتسعت عين الآخر بصدمة من هذه المجنونة، لكن ماذا يقول أوقعه القدر في عشق مجنونة أهلكت قلبه وجعلته يشعر أنه خلق من جديد.