رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 9 - 1 - الأربعاء 23/10/2024
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل التاسع
1
تم النشر الأربعاء
23/10/2024
"تضيق بنا كأنها لن تتسع، وتتسع كما أنها لم تضيق بنا يوماً ، هذه هي الحياة فإذا ضاقت بك ، فأعلم أنها مسألة وقت وتتسع ، وإذا اتسعت بك وجعلتك تتلاطم بينها ، ستضيق عليك كي تناسبك ، فتحلي بالصبر والثبات ، ولا تنسي إنك مخيرا ، ولست مسيرا "
بعد ما يقارب الساعة والنصف وقفت السيارة أمام إحدي عربات الفول والتي كانت مكتظة بالبشر.
ألتفت الحارس إلي الخلف وتحدث بإحراج:
-دي زحمة أوي يا باشا تحب نروح واحدة تانية؟
حركت رأسها نافية وقالت:
-لأ دي احسن واحدة هنا.
تنهد الحارس بقلة حيلة وقال:
-طيب تحبوا أجيب ايه ؟
ردت بإختصار:
-ولا أي حاجة أنا إلي هنزل.
لم تدع لأحد مجال للرفض هبطت من السيارة واتجهت إلي الباب الاخر وفتحت له الباب:
-يلا أنزل.
قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:
-انزل فين هو فيه ترابيزات فاضية ؟
حركت رأسها نافية وعقبت:
-لأ أحنا هنقعد علي الرصيف أنزل أنزل.
ظل جالساً قليلاً بتردد إلي أن قرر أن يهبط وسط صدمة الحارس والسائق.
أمسكت يده بحرص وتحركت به وهو خلفها مغيب تمام وهذا حاله عندما يكون بالقرب منها يتنحي العقل جانباً ويأخذ القلب مكانه.
وصلت إلي رصيف عالي وساعدته أن يجلس برفق:
-اقعد هنا وشوية وجاية ليك.
إستمع لها وجلس بحذر شديد وهتف بأمر:
-أستني.
توقفت متسائلة:
-محتاج حاجة ؟
أومأ بإيجاب ووضع يده بجيبه وأخرج محفظته ومد يده بها:
-خدي الفلوس الي أنتي عايزاها وهاتي.
رمقته معاتبة كأنه يراها وقالت:
-لأ طبعاً مش هينفع.
ردد بإصرار:
-مينفعش تبقي معايا وتصرفي أنتي سامعة ولا لأ أنا بسمع كلامك في كل حاجة دي لأ.
تنهدت بضيق شديد وقالت:
-ودي بالذات مينفعش أسمع كلامك فيها حضرتك هتصرف عليا بصفتك أيه ؟
-تخصيني.
نطقها بعفوية.
كم أعجبتها الكلمة ولكن تظاهرت بالعكس وقالت:
-صدقني مش هينفع حطها في جيبك كده مينفعش وأنا عزماك يا سيدي بقي.
❈-❈-❈
إحتدت ملامح وجهه بغضب فأسترسلت بإيضاح:
-حضرتك عشان الراجل يصرف علي ست يبقي أما أخته أو مراته أو بنته لكن أنا مش ولا واحدة في دول ممكن تعين محفظتك بقي ؟ دقيقتين وراجعة.
تنهد بضجر ووضعها في جيبه بصمت تام وهو يفكر في كلمة واحدة أطنبا أذنه ماذا لو كانت زوجته كان وضعه سيختلف كثيراً هو يحتاجها بشدة إلي جانبه لا يدري لما لكنه إحساس جديد عليه لم يعلمه سوي معها هي فقط يحتاج لها دائماً أصبحت هي بطلة أحلامه في الفترة الماضية خل من الممكن أن يكون هذا حب ؟ ولكن إذا كان حب فما مصيره هل سيخاطر مرة آخري ويضع قلبه بين يدي إمراة من جديد حتي لو خاطر هل ستوافق أن تتزوجه ؟
فاق من شروده علي صوتها المرح:
-اصح وفوق كده جايبة ليك شوية فول وفلافل وبصل أخضر حكاية.
جلست جوراه ووضعت الطعام في منتصفهم وبدأت في فتح الطعام وسط صدمته وذهوله.
أخرجت سندوتش ووضعتها بين يده:
-أتفضل كل بقي تأكل بصل ؟
تحسس السندوتش بين يديه وتسأل:
-بصل ؟
ابتسمت بخفة وعقبت:
-بصل اخضر متعرفوش ؟
اشمئز وجهه وقال:
-لأ لا شكراً.
تحدثت مازحة:
-كل بقي أطمئن العربية دي نضيفة علي فكرة.
بدأت تتناول الطعام بنهم شديد بينما ظل متردداً إلي أن حسم قراره وقربه من فمه وبدأ يأكل ببطئ في البداية ولكن أعجبه المذاق بالفعل وبدأ يتناوله بتلذذ.
أنهت طعامها وجدته هو الآخر قد قارب علي الإنتهاء من طعامه هو الآخر وضعت سندوتش بيده وآخذت الآخر وبدأت تتناول بنهم شديد.
بعد فترة نفضت يدها ونهضت انتبه لها وتسأل:
-راحة فين ؟
ردت بلهفة:
-دقيقة وجاية.
ركضت من أمامه سريعاً وعادت بعد قليل وهي تحمل كوبين من عصير القصب الطازج اقتربت منه ووضعت الكوب بيده:
-اشرب بقي احبس.
تسأل بحيرة:
-ايه ده ؟
ابتسمت بهدوء وقالت:
-ده بقي شوب عصير قصب من فخفاخينا جربه هيعجبك اوي.
ابتسم بحب وقال:
-أي حاجة بتقولي عليها بحبها.
أتسعت ابتسامتها وبدأ في تناول العصير وهي كذلك أنتهت جولتهم وتحركوا سويا إلي السيارة وعادوا إلي الفيلا..
❈-❈-❈
كانت تجلس سلوي تشاهد التلفاز بإندماج قاطعها رنين الباب اتجهت الخادمة لفتح الباب ودلفت صفا وهي توجه ياسين للدخول.
نهضت علي الفور أستقبلت نجلها وهي تساعده علي الدخول وهي تتسأل باهتمام:
-طمني يا حبيبي أنت كويس؟
تبسم براحة وقال:
-بخير الحمد لله يا ماما.
تنهدت بارتياح وتداركت قائلة:
-طيب الحمد لله أهم حاجة الخروجة تكون عجبتك ؟
أومأ بإيجاب واستطرد بحماس:
-جداً يا أمي كنت محتاج الخروجة دي أوي ممتن لصفا بجد.
ردت مبتسمة:
-هو أنا عملت أيه بس كتر خيرك أنت إلي وافقت تيجي معايا نفطر.
قادته سلوي إلي أقرب مقعد وساعدته أن يجلس وتحدثت معاتبة:
-أنا أصلاً زعلانة منك يا صفا.
قطبت جبينها بحيرة وتسألت:
-زعلانة مني أنا ؟ ليه كده بس؟
تحدث ياسين هو الآخر مستفهماً:
-هي عملت أيه يا ماما ؟
ردت بإنزعاج:
-عنيدة أوي يا ياسين تخيل كوباية المياه مش بتشربها هنا ؟
❈-❈-❈
رمقها بعتاب وأضاف متهكماً:
-ليه كده ؟ حد قالك أننا بخلي يا صفا ولا أيه ؟
تبسمت بإحراج وأجابت:
-أولاً هنا مكان شغل يعني مش مسموح ليا أكل أو أشرب في شغلي.
تسأل بحيرة:
-مش مسموح ليه وايه إلي مانع ؟
ردت ببساطة:
-أنا إلي مانعة نفسي وحاجة حدود وقت الشغل شغل .
أومأ بتفهم وأضاف مستفهماً:
-يعني سؤال أفهم بس أنتِ في شغلك في المستشفى مش بتأكلي؟
تبسمت بهدوء وقالت:
-مش بأكل لأن بكسل أكل أصلاً ومش بأكل في وقت الشغل بيبقي فيه وقت بريك فهمت وبأكل في الكافتيريا.
حرك رأسه بيأس ورد:
-عايز راحتك.
تسألت بحماس:
-تحب تتغدا أيه النهاردة ؟
مط شفتيه بحيرة:
-مش عارف عادي أي حاجة.
صمتت قليلاً مفكرة وأردفت بحماس :
-أيه رأيك في كشري ؟ مش هعمله هنطلبه من أبو طارق بتاع الكشري بس ممكن يبرد بلاش نبقي نروح نأكل كشري بره أيه رأيك في مكرونة وايت صوص وشورما فراخ.
أومأ باستحسان:
-تمام حلو ده.
صقفت بحماس وقالت:
-طيب هتفضل هنا ولا هتطلع أوضتك ؟
أجاب نافياً:
-لأ مش هطلع هقعد هنا مع ماما.
أومأت بإيجاب وردت:
-تم هروح أحضر الغداء أنا.
غادرت صفا ونظرات سلوي تتبعها بحنان وتوجهت بنظراتها إلي ياسين وتحدثت بمغزي:
-طيب أوي صفا وبنت حلال.
أكد علي حديثها:
-أه فعلاً.
تسألت بخبث:
-أكلها حلو ؟
أجاب بتلقائية:
-حلو جداً.
تبسمت بمكر وقالت:
-طيب بلاش تنقل في الأكل يا حبيبي عشان تحافظ علي لياقتك الله يرحم أيام شربة الخضار.
تنهد بضجر:
-ماما لو سمحتي مش عايز أسمع حاجة عنها.
زفرت بضيق وقالت:
-طيب سكت.
ظل يحرك قدمه بتوتر مما جعل والدته تنتبه له وتتسأل:
-مالك يا حبيبي؟ عايز تقول حاجة؟
أومأ بإيجاب، وتدراك بحذر:
-أحنا لوحدنا صح ؟
أومأت بإيجاب:
-أيوة.
تنهد بإرتياح وتسأل بتردد:
-هي صفا حلوة؟!
إبتسامة فرحة ارتسمت علي وجهها وتسألت بدهاء:
-حلو أزاي يعني؟
امتعض وجهه وتحدث بغيظ:
-ماما بلاش لف ودوران وجاوبي لو سمحتي.
تبسمت بحب وقالت:
-هي زي القمر حلو قلباً وقالباً.
قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:
-يعني أيه حلوة قلباً وقالباً ؟
ردت ببساطة:
-يعني كشكل حلوة وكروح حلوة نضيفها هي صفا وصافية من جوه.
أومأ بتفهم وقال:
-تمام.