-->

4 رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 27 - 1 - الأربعاء 16/10/2024

  

قراءة رواية حان الوصال كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل السابع والعشرون

1

تم النشر يوم الأربعاء

16/10/2024 



ما يجمع بيننا شيء جميل ولكن ما سيتسبب في الفراق بيننا اشياء أكثر

فأنت حبيبي تأخذني  بوصال القرب وتنسى أن البعد قرارك اللعين

فكيف يتعلق قلبي بوعيد غير منطوق؟ وكيف تحاسبني على تجاهل غير مقصود وتغفل أن بوصلة المرأة هو إحساسها بالأمان فأين أنت حبيبي من هذا الإحساس؟


اهداء الكاتبة الرائعة/ ايمان فاروق


❈-❈-❈ 


نزل الدرج سريعًا يدفع الباب بكتفه بعدم انتظار لطرقه ولا بقرع الجرس، فأصوات صراخها كانت تشق الأذان بصورة فاضحة، يرافقها صيحات جهورية لسامر ووالديه في الجدال  معه لتخليصها من يده كما رأى بأم عينيه فور ان اقتحم عليهم، ليجد المشهد امامه.


شقيقه كالمجنون بهيئة اجرامية لم يعهدها عليه قبل سابق ابدًا، ممسكًا بالحزام الجلدي يضرب به في الهواء نحوها، يريد أن يصل اليها، وقد كان والديه يمثلان حاجز بينها وبينه لعدم الفتك بها، على الرغم من تمكنه منها عدة مرات، وهذا ما ظهر على هيئتها التي افزعت شقيقه، ولكن غليله لم يهدأ بعد.


- ايه يا حيوان اللي انت عامله في اختك ده؟ وانتو ازاي سيبتوه يعمل فيها كدة؟

قالها يلتقط شقيقته ويضمها اليه بين ذراعيه، فالتف الثلاثة وتوقف سامر  يضحك بسخرية متهكمًا نحو والديه:


- دا جاي يسألني بعمل فيها كدة ليه؟ البيه قاعد في شقته وميعرفش الدنيا اللي اتقلبت حوالينا، وسيرتنا اللي بقت على كل لسان بسببها. 


- سيرتنا اللي بقت على كل لسان!

ردد بها سمير يدفع شقيقته عنه  يوجه لها السؤال بتوجس:

- الواد ده بيقول ايه يا بت؟ هببتي ايه يا سامية. 

انتفضت تتراجع عنه برعب ان تأخذ دورها منه ايضًا لتردد بهذيان:


- والله ما كنت بوعيي، والله ما كنت بوعيي .

انتفض امامها بأعين جحظت بارتياب صارخًا بها، وقد ذهب ظنه لما هو أفظع من خلف كلماتها:

- الله يخرب بيت ابوكي، عملتي ايه يا بت؟


صرخت درية هذه المرة تتمسك به شارحة بلهفة:

- يا بني مش اللي في بالك، الموضوع حاجة تانية خالص، بس حظها زفت واخوك كمان مزودها، الله يخرب بيتكم فضحتونا .


جاءها الرد من سامر:

- أحنا برضو اللي فضحناكي ياما، ثم حظ ايه بالظبط ايه اللي بتتكلمي عنه، بتك لولا البوليس ما دخل ونجدها من ايد النجس ده اللي عامل فيها شيخ، الله اعلم عمل كان يعمل معاها ايه؟ ادي اخرة الدلع يا ماما ، ادي آخرة الدلع يا بويا.


خرج صوت خميس مدافعًا عن نفسه:

- وماله ابوك يا خويا، واحدة طويلة وشحطة، يعني عارفة الصح من الغلط،  هقعد قبالها انا بقى، واعد عليها خطواتها،  امال امها لازمتها ايه؟


- ما كفاية بقى يا خميس، هو انت اللي عليك امها امها،  خلفتها لوحدي انا بقى؟


- بااااااااس 

كانت هذه صرخة سمير الذي تشتت عقله بالذهول مما يسمعه، دون توضيح جيد لمغزى ما يتحدثون فيها،  ليلقي نظرة نحو شقيقته التي جلست بزاوية وحدها تنتحتب وتبكي،  ليستطرد بغضبه:


- انا عايز اعرف دلوقتي بتتكلمو عن ايه بالظبط وتشرحولي بهدوء .


❈-❈-❈ 


عادت معه هذه المرة في السيارة، بعد لقاءهم في عش الزوجية، وقد تصالحا ونسيا في غمرة الوصال زعل الأمس وقلق الغد، هي ليست غافلة حتى لا تعرف بمقدار عشقها في قلبه، حتى وان كانت تجربتها الاولي في الحب، وحتى وهي لم ترى من الرجال غيره حبيبًا، هو فرحتها الحقيقية  وسر عذابها ايضًا، 


كانت معه في السيارة، كفها الصغير داخل قبضته يرفعها اليه اثناء القيادة كل لحظة ويقبل ظهرها،  وكأنه يطمئن نفسه دائما بوجودها معه.


كان قد اقتربا من منزل والديه، ف انتبهت تذكره:

- رياض وقف هنا، لحد من الحراس يشوفنا .

فاجأها بإصراره:

- لا انا هدخل وانتي معايا وفي داهية الحراس .


شعرت بشيء من السعادة كانت تكبتها من الداخل، حتى لا تظهر لهفتها امامه، وتتركه يكمل احاديثه المستمرة:


- شوفي بقى، انتي تحاولي تلاقي صرفة وتسبيلي نفسك لو حتى يومين، نفسي يا بهجة أختلي بيكي عن العالم كله، اللحظات اللي بنخطفها دي مبقتش تكفيني، انا عايزك على طول معايا. 


- وايه مانعك؟

همت ان تتفوه بها ولكنها وعدت نفسها الا تنطق بها ابدًا ، فلابد ان تأتي المبادرة منه.


توقفت السيارة داخل محيط المنزل، لتترجل هي وتسبقه:

هروح انا اشوف مدام نجوان على ما روحت انت ركنت العربية في الجراج 

اومأ لها بعيناه وتحرك مغادرًا، لتتخذ هي طريقها نحو المنزل، وبداخلها امل ينمو نحو إمكانية تغيره، لتدلف داخل المنزل فتُزهل بضحكات نجوان التي كانت تصدح بصوت عالي جعلها جعل الفضول يتأكلها، لتتبع الصوت حتى وجدتها في وسط البهو تحمل طفلا ما، وبرفقتها رجل شديد الهيبة ومعه امرأة...... ينتابها الاحساس   انها رأتها قبل ذلك في التلفاز؟. 


- تعالي يا بهجة، انتي هتفضلي واقفة مكانك.

كان هذا صوت نجوان التي انتبهت اولهم عليها ، لتدعوها بفرح:

- تعالي يا قلبي متتكسفيش، دا ابن اختي مصطفى احب الناس على قلبي، ودي مراته الممثلة المشهورة.


- عرفتها مدام نور .

قالتها بهجة مشيرة بسبابتها نحوها، وقد تأكدت من صدق حدسها، فضحكت الأخرى تؤكد لها بلطفها المعتاد:

- ايوة انا هي يا ستي، عرفتيني ع الطبيعية؟


اقتربت منها بلهفة تصافحها:

- طبعا عرفتك على الطبيعة، دا أنتي قمر على الشاشة وعلى الحقيقة، انا في خيالي مكنتش اتخيل انك بالجمال ده .


تتحدث بعفوية جعلتها تتقبلها بمحبة، فتعلق نجوان وتعرفها لهم:

- دي بقى بهجة يا جماعة، اجمل بنوتة تشوفوها هنا، يعني تعتبرها بنتي اللي مخلفتهاش.


- يا نهار ابيض للدرجادي 

قالها مصطفى لتمتد يداه نحو بهجة قائلا بتقدير:

- دا احنا كدة نحسدك يا ست بهجة، محدش يقدر ياخد  المكانة دي في قلب خالتو الا اذا كان غالي اوي .


- وأغلى مما تتصور 


قالتها نجوان لتمسكها من كفها وتجلسها بجوارها ، مما اخجلها في التعامل معهم وكأنها واحدة منهم، فتواصل بطريقتها لأدماجها معهم:

- شايفة يا بهجة، شايفه الأمور ده، يبقى ابن مصطفى ونور، ايه رأيك بقى؟ جميل زيهم، صح. 


❈-❈-❈ 


أما عنه فقد بدت ان المفاجأة لم تكن سارة له على الإطلاق، وهذا ما ظهر على ملامحه التي انكمشت فور ان وقعت عينيه على أبن خالته رجل الاعمال النجيب، مع زوجته الممثلة المشهورة وبهجة تحمل طفلهما وكأنها.......


- مساء الخير.

صدرت منه التحية بصوت خشن لفت انظار الجميع اليه، لتلتقط نظرته نحوها بلهفة قابلها بجمود وهو يتقدم نحو ابن خالته يرحب به وزوجته قبل ان ينضم مجبرًا للجلوس معهم، 


- منور يا مصطفى، مفاجأة مكنتش اتصورها بصراحة. 

لاح في نبرته شيء ما لم يريح والدته، فجاء رد الاخير بسجية:


- مفاجأة ليه يا اخينا؟ اينعم انا مشغول اربعة وعشرين، بس دا ميمنعش اني ان اخلق الوقت عشان اجي واطمن على خالتو بعد ما عرفت برجوعها لينا، ولا ناسي بمعزتها عندي؟


استمر بطريقته وابصاره تتجه نحو بهجة كل لحظة بضيق شعرت به:

- لا  طبعا انسى ازاي؟ ما هي كمان بتحبك 


❈-❈-❈ 


انتهى سامر من سرد ما حدث، ووصف الخزي الذي شعر به اثناء ذهابه إلى قسم الشرطة لاستلامها، وقد كانت في حالة من الاوعي تُمكن أي شخص حتى لو بدون عقل ان يستغلها، ولكن الله كان رؤوف بهم وجاءت معه سليمة


في كلمات وجيزة ولكنها كانت كفيلة لتجعل الدماء تصير كاللهيب في عروق الاخر، وبصدمه يستشعرها كمطرقة حطت على رأسه ليستفيق من حال الامبالاة التي يتخذها منهجًا امام صلف والديه معه في اي قرار يريد تنفيذه، لينتفض فجأة نحوها وقد ظلت على جلستها في زاوية الغرفة تبكي وتنتحب دافتة رأسها في ركبتيها التي تضمهما بذراعيها.


ليقبض على ذراعها يهدر بفحبح :

- رايحة عند الراجل الوسخ دا ليه يا سامية؟

- اااه

صدر صوت توجعها ليزيد بضغطه امام صمت الثلاثة وقد نال منهم الاجهاد:

- رايحة تعملي عمل يا بت؟ ومين اللي عرفك على سكته من الاساس؟ قولي،


صرخ بالاخيرة  لتنتفض والدته على أثرها ، وقد لاحت من ابنتها نظرة نحوها فهم منها الإجالة ، ليتوجه بالكلمات المقصودة:


الصفحة التالية