-->

4 رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 27 - 2 - الأربعاء 16/10/2024

  

قراءة رواية حان الوصال كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل السابع والعشرون

2

تم النشر يوم الأربعاء

16/10/2024 




طب انا هعيد تربيتك من اول وجديد يا سامية،  واللي مقدرش عليه ابوكي وامك، هقدر انا عليه أن شاء، وابقى الاقي حد فيهم يعترض وانا اسف يعني؟


ردد خميس من خلفه بسخرية خالية من اي مرح:

-  وانا هعترض ليه يا حبيبي؟ اعمل اللي انت عايزة ، انا خلاص حطيت صوابعي في الشق منكم كلكم، جاتكم البلا، دا انتو تقصروا العمر.


سمع ليلتف نحو والدته بتحدي ونظرات كاشفة:

- وانت ياما،  ليكون عندك اعتراض بعد اللي حصل؟ 


- هو انت ناوي تعمل فيا ايه؟

صرخت سامية تسبق والدتها،  والتي جاء ردها ببعض الجدال رغم توترها من تلميحاته:

- ايوة صحيح، انت عايزاني اقول امين من غير ما اعرف هتعمل في البت ايه؟.


تبسم يجيبها بمكر؛

- مش حاجة وحشة والله ياما، الواد سامر ماسك ايده من الوجع من كتر ما ضربها، انا بقى هقصر المسافات واجوزها، حتى الحمد لله العريس جاهز مش محتاجين تعب .


وقبل ان يصدر السؤال من كلتاهما اردف يجيبهم:

- طلال ابن عم منعم صاحبك يا بابا .


صرخت سامية بالرفض امام جزع والدتها:

- نهار اسود، اللحقيني ياما، دا عايز يجوزني للبرمشاجي، اللي لا شكل ولا هيئة.  

.

وعلى عكس المتوقع تلجمت درية ليست بقادرة على  دعمها او الرفض، عكس خميس الذي تهلل وجهه، وانتقض يستغل الفرصة:

- حلو اوي يا سمير، اهم حاجة يفتح بيت وهو ناصح في الحتة دي، انا هروح ابلغ منعم يفرح ويحددو ميعاد اللي هيجوا فيه.

قالها خميس وهرول من جوارهم لتصرخ سامية:


- اللحقي جوزك ياما، دا ماصدق، الواد دا مبيطقهوش وربنا ما بطيقه.

- اخرصي يا بت مسمعش صوتك خالص، دا انتي تبوسي ايدك وش وضهر لو هو رضي بيكي.

صدرت الصيحة من شقيقها سامر بحزم جعل درية نفسها تنكمش على نفسها، اما سامية فلم يتبقى لها سوى معاودة الندب تلطم على خديها بحسرة على ضياع الحلم لينقلب إلى كابوس طلال 


❈-❈-❈ 


داخل السيارة التي تقلهم للعودة إلى المنزل، كان الحديث الدائر بينهم، لتعبر زوجته عما تشعر به بعفويتها كالعادة:


- انا فرحانة اوي يا مصطفى بزيارة طنت نجوان ورجوعها لينا، بسيطة وطيبة وبتحبك وبتحبني في نفس الوقت يا مصطفى. 


ضحك مرددًا خلفها بمشاكسة:

- فرقت معاكي اوي دي يا نور، انها بتحبني وبتحبك، والله انا كمان محبتكيش من شوية.


تبسمت بحرج لتلكزه على ذراعه موضحة:

- بطل غلاستك دي يا مصطفى، انا قصدي مش بتتعالى ، ما انت عارف نظرة مامتك الطبقية ليا، حتى وانا نجمة كبيرة وليا جمهوري 


استاء بالفعل لقولها، ولعلمه التام انها لم تكذب، ليتخلى عن عبثيته مبديًا اعتذاره، معلش يا قلبي، هي كدة اعملها انا ايه؟


- لا يا سيدي متعملش حاجة،  ما انا خلاص اتعودت بقى، المهم خلينا في ابن خالتك ده، انا كنت حاسة انه مش طايقنا. 


عاد للضحك مرة اخرى مرددًا بسخرية:

- حاسة بس، طيب ما هو فعلا مش طايقنا؟

توقف يسحب نفسًا قويًا ليردف بجدية:

- رياض ابن خالتي وانا اكتر واحد عارف باللي في دماغه، هو متخطاش الماضي اللي انا كنت جزء منه، لذلك أنا دايما بديله العذر،  اللي مر بيه مكانش قليل، هو يستاهل الحب، بس لو يدي لنفسه الفرصة ويشيل العقد اللي مكلبشاه ساعتها هيرجع انسان تأني خالص.


صمتت زوجته تستوعب الحديث، وتوافقه الرأي، فأتت فجأة صورة بهجة بذهنها لتقول بلهفة:

- على فكرة انا لاحظت حاجة غريبة النهاردة،  نظرات رياض للبنت القمورة جليسة طنت نجوان مكنتش طبيعية، مش عارفة ليه دخل في قلبي احساس كدة لما لقيته مركز فيها 


- قصدك انه يكون بيحبها ولا معجب بيها؟

مطت شفتيها، توضح بعينيها انها لا تستبعد، مما جعله يردف بما شعر به هو الاخر:

- تصدقي عندك حق  .


❈-❈-❈ 


بداخل المكتب كان معطيًا ظهره، واضعًا يده في جيب بنطاله،  ينظر من خلال الحائط الزجاجي إلى الحديقة بوجوم تام  حينما دلفت اليه حاملة فنجان القهوة الذي تكلفت تصنعه بيدها لتأخذها حجة وتراه، بعد اختفاءه كل هذا الوقت منذ مغادرة مصطفى عزام وزوجته المنزل .


- القهوة اللي بتحبها .

قالتها برقة لم يعيرها اهتمامًا وقد التف اليها بوجه ممتقع الملامح وغضب غير مفهوم، يحدجها بنظرة نارية وكأنها قامت بجرم ما، ليلقي بنظرة خاطفة نحو القهوة فيجلس زافرًا بصوت عالي انفاس قوية، ليزيد بداخلها التوجس حتى عبرت عنه:


- ممكن افهم انا زعلتك في ايه بالظبط عشان ابقى فاهمة بس؟

أجاب بعد فترة من الصمت:

- ومين قالك اني زعلان، شوفتي ايه عليا يخليكي تفتكري كدة؟


لم تحتمل مراوغته في الحديث ، لتنفعل هاتفه به:

- رياااض بلاش اسلوب اللف والدوران معايا، انا مش غبية عشان مفهمكمش، انت متغير من ساعة ما شوفت ابن خالتك والممثلة المشهورة مراته مع مدام نجوان، شكلك كان واضح عليه اوي انك مخنوق، بسبب خلافات بقى ولا مشاكل قديمة، لكن انا ايه ذنبي.....


- بتشيلي ابنهم ليه؟.

اجفلها بها مقاطعًا بحدة جعلتها تقطب بعدم فهم:

- وفيها ايه يعني؟ دي مدام نجوان كانت فرحانة بيه اوي وهي اللي شيلتهولي؟


- وانتي ليه تجاريها؟ هي فرحانة عشان دا ابن الننوس الغالي حبيب العيلة كلها، انتي ليه قعدتي معاهم اصلا؟ ادخل انا الاقيكي شايلة لولد وكأنك ما بينهم......


قطع فجأة ليصلها المعنى على الفور، فشخصت ابصارها بصدمة مرددة:

- قصدك خدامة؟ شايلة ابنهم وكأني الخدامة بتاعتهم .


- اخرصي يا بهجة، انا مقولتش كدة .

نهرها كي تتوقف، ولكنها لم تبالي لتواجهه بتحدي:

- لأ مش هخرص عشان انا مش غبية عشان مفهمش قصدك، بس لعلمك بقى، انا مزعلش منها دي ولا تهمني،  انت بقى مش متحمل مجرد الفكرة، يبقى نفضها سيرة من اساسه، وانت تقطع من الخدامة اللي هتعر الباشا ابن الباشا. 


نهض من جلسته لينفض عنه الذهول الذي اكتنفه بسماع حديثها القوي، وازدادت عيناه اشتعالا نحوها ليقبض على ذراعها مرددًا بتحذير:


- بطلي كلامك المستفز يا بهجة، انا على اخري اصلا، ومش حمل اي تفسير سخيف منك، ولا عايز ارتكب جناية بسببك.


نفضت ذراعه عنها لتقارعه بغضب:

- بلاش انا تفسيري السخيف يا باشا، وقولي انت عن السبب الحقيقي لقلبتك، انا عايز  اسمعك اهو قول.


ظل على جموده في الصمت لتكرر في طلبه بانفعال:

- كذب كلامي بقى واقول اني فهمت غلط،  مستني ايه يا باشا؟

اخرج تنهيده من صدره، طاردًا دفعة كبيرة من الهواء، ليتحرك من جوارها عائدًا نحو مكتبه يتكلم بصوت يتخلله الألم:


- انا اللي جوايا كتير يا بهجة، وانتي لا يمكن هتفهميني.

ردت بعدم رضا تجلس امامه: 

- ليه بقى؟ شايفني مبفهمش؟

رمقها بحنق قائلًا:

- الموضوع مش زي ما انتي فاهمة، الحكاية ان في تفاصيل كتير انتي متعرفهاش، تفاصيل عدى عليها سنين كتير، كتير يا بهجة.


بشبه ابتسامة لم تصل لعيناها عقبت :

- وانت بقى هتفضل حابس نفسك جوا السنين دي؟ الدنيا كل يوم في حال، واللي النهاردة كويس معاك ، من الجايز بكرة تلاقيه وحش، والعكس كمان، المهم اللي احنا فيه دلوقتي.


حديثها كان به شيء من المنطق لكنه لم يقتنع به، ليأتي رده بتقليل:

- انتي بتقولي كدة عشان دنيتك محدودة، ما شوفتيش نص اللي انا شفته، مش بقولك مش هتفهميني .


نهضت من امامه تردد بيأس احتل معالمها،  وقد فاض بها منه:

- عندك حق، انا فعلا مش فاهماك ولا عمري هفهمك يا رياض. 

قالتها وخرجت على الفور تتركه في وحدته،  يصارع ذكرياته القديمة، في تلك الحقبة اللعينة


الصفحة التالية