-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي لخديجة السيد - الفصل الأخيروالخاتمة - 1 - السبت 26/10/2024

  

قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة 

من يقع بنفسه لا يبكي 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الأخير والخاتمة

1

تم النشر يوم السبت

26/10/2024 



في المستشفى بعد الحادث بيوم، عندما استيقظت ندى وتأكدت من مغادرة زوجها لاستقبال والدته في المطار، حاولت أخذ هاتف من إحدى الممرضات ونبهت عليها عدة مرات بعدم إخبار زوجها، ثم حاولت الاتصال بشريف عبر الإيميل 


= الو يا شريف مش ناوي تتلم بقى وتبطل كل شويه تبعتلي من نمره غريبه او ايميل.. كنت فاكره لما اغير النمره هتتلم لكن المطارده دي اخرتها إيه 


أجاب الآخر علي الفور بفرحه


= حبيبتي أخيراً سمعت صوتك ما تعرفيش وحشتيني الفتره دي قد ايه، ندى المره دي اسمعيني وبس! انا فعلا نيتي في الأول كانت ان اتسلى بيكي بس دي كان أيام الجامعه فتره مراهقه وراحت.. إنما لما قابلتك تاني حسيت كأني مشاعر كتير كنت مفتقدتها اتجددت جوايا ولما طلبتك للجواز فعلا كانت نيتي كده 


ادعت البراءة بينما كانت تسجل المكالمة بينهما كدليل ضده 


= وبالنسبه لمراتك اللي انت كنت مخبيه انك اتجوزتها دي كانت ايه؟ واولادك اللي مخلفهم كمان منها


بدأ في رسم الخداع باحتراف وهو يقول بحب زائف 


= حتي مع مراتي ما كنتش بحس باي مشاعر ناحيتها بحسها ناحيتك بس، ندى انتٍ حاجه تانيه وكبيره في حياتي ومستعد اعمل اي حاجه عشان نتجمع زي زمان.. انا عارف ان غلطت لما خبيت عليكي ان انا متجوز بس عشان كنت متاكد ان انتٍ عمرك ما هترجعيلي غير كده، لكن افهمي الموضوع صح الأول مراتي دي أنا اضطريت اتجوزها تحت ضغط اهلي رغم أن عمري ما حبيتها بس انتٍ كنتي حاجه تانيه في حياتي.. انتٍ اول حب ليا بجد صدقيني


عقدت حاجيبها للاعلي وهي تردف بمكر


= يعني لو قلت لك مثلا طلقها وانا كمان اطلق زي ما انت عمال تزن عليا ونخرب بيتنا احنا الاثنين هتوافق ولا انت بس بتعمل كل ده عشان تخرب بيتي لوحدي..


ابتلع ريقه بصعوبة وأجاب مبتسماً بارتباك


=آآ اه يا حبيبتي اكيد هطلقها بس اديني وقت انتٍ ما تعرفيش هي مخليه حياتي جحيم قد ايه و واخده اهلي بصفها دي حتى كل ورثي  في لحظه ضعف خليتني اكتبه باسمها.. فاول ما أخلص من كل الحاجات دي هطلقها طبعا و... 


ارتخت ملامحها وبان شيءٌ مرتاحة فيها بينما قاطعته بصوت حازم بشدة 


= وبس لحد هنا كويس جدآ اهو انت كده اعترفت بنفسك على نفسك، كل اللي انت حكيته من شويه اتسجل ومراتك يا كذاب اللي انت بتقول كاتبلها كل حاجتك انت اصلا متجوزها وانت مش لاقي تاكل وعمرك ما هتطلقها عشان بتصرف عليك وعايش في ملكها.. مش هي برده قالت لك الغلطه الجايه هتسجنك وهتبيعك اللي قدامك واللي وراك 


تصلب شريف في مكانه وهو يستمع إلى كلماتها، قبل أن تتسع عينه بدهشة لأنها تمكنت بسهولة من كشفه، لكن كيف حدث ذلك؟ ليقول مرددًا بسرعه بخوف 


= انتٍ عرفتي كل ده منين؟ ندى اياكي عشان خاطري هعمل لك كل حاجه بس اياكي تبعتي التسجيل ده ليها هتدمري حياتي كده بجد هي مش بتهددني هي هتسجني فعلا.. هو انتٍ مش كنتي بتحبيني برده ليه هتعملي فيا كده 


هتفت ندى بنزقٍ ساخر


= هعمل كده فيك واكتر فعلا لو ما بعدتش عني.. آخر رساله انت بعتها واللي جوزي شافها وحكيتله كل حاجه عشان اخلص وما نكونش كده مخبيين عن بعض حاجه وخلصت وانا قصده اقول لك كده عشان لو فدماغك تهددني بيها... واللي بينا كمان اصلا خلصان من زمان فلو لسه باقي على حياتك ما تحاولش ولا تبعتلي ولا تكلمني تاني ولو شفتني بالصدفه في اي مكان تدور وشك.. 


لم تعطيه فرصه للتحدث واضافت بتهديد قائلة بجفاف ساخر 


= فاهم ولا لأ؟ ولا تحب التسجيل اللي بصوتك ده ابعته لمراتك وانت قد ايه بتوصف انك مش بتحبها ومغصوب عليها.. وهي تتصرف بمعرفتها معاك بقي، اختار لا تتسجن لاما تنساني من حياتك .


وبعد أن انتهت من تسجيل المكالمه ارسلتها على هاتفها عن طريق الإيميل وحذفتها من هاتف الممرضه بعد ذلك... 


❈-❈-❈


عوده الى الوقت الحالي بالمستشفى، لم يكن قد أفاق من عالمه الذي يشرد فيه بعد ولكنه كان يصغي إلى كل حرف منها باهتمام وعندما 

انتهت هزت كتفيها قبل أن تعود ترفع رأسها بكبرياء


= كده خلاص الدليل بقى في ايدك بصوته اهو وهو بيعترف ان هو اللي كان بيجري ورايا وانا قد ايه قرفانه منه وبحاول ابعده... محتاج دليل تاني ولا ايه شايفاك ساكت يعني! على العموم خلاص اديني خلصت منه لأن بعد كده اترعب وقالي هعمل لك كل اللي عاوزاه وهنساكي ولا هقربلك من هنا ورايح 


حاولت مديحه اخفاء ابتسامتها الساخرة و قالت بجدية زائفة 


= الحمد لله أنك خلصتي منه وانت خلاص يا مصعب ولا ليك علاقه بيه ولا تفكر تروحله.. بس طلعتي جدعه ولله يا ندى وعرفتي تخلصي منه محترمه بصحيح ولا ايه يا مصعب .


كان مصعب ينظر إليهما بعدم تصديق وبدأ عليه الاستيعاب وتصديق كذبتها وأنه ظلمها بعد كل ذلك، رفع يده يفتح آزراراً من قميصه بينما أصابعه تمسد صدره وكأنه يستجد بعض الهواء ثم قال بغصة مؤلمة


= هاه آه أنا اسفـ...


تمكن من رؤية المرارة ترتسم على ملامحه مرة أخرى قبل أن تكشر عن أنيابها بعنفِ و تصرخ فيه بأمر 


= انت تطلع بره وتغور من قدامي انا ولا طايقه اسمع صوتك ولا اشوفك و المره الاخيره اللي هنشوف بعض فيها يوم ما تجيب المأذون و هتطلقني... الدليل قدامك أهو اعمل ما بدلك فيه لكن خليك فاكر اني قلت لك طالما هتكمل للآخر شك فيا يبقى تنساني من حياتك 


هدرها جاعلاً الدماء تجف في عروقه و ارتخت ملامحه وبان شيءٌ مؤلم فيها وأخذت تضيف بنبرة حادة منكسرة 


= لا ده كمان يا طنط طلع اللي بيلعب في دماغ ابنك الست نرمين اللي مش راضي يطلعها من حياتنا شككته فيا عشان سامحته واديتله فرصه من تاني رغم انه خاني شفتي خيبه اكتر من كده... احنا خلاص مش لبعض وانا اللي خليني اسكت يوم ما شفت الرساله عشان كلامك اللي اتفاجئت بيه وغرورك و تكبرك قد ايه شايف انك تغلط عادي انما انا تعلقلي المشانق عشان كده العقاب اللي كان هيمشي عليا هيمشي عليك ومش هتشوف وشي تاني ولا عيالي. 


نهضت أمه بغضب وهي تردد بعتاب حاد


= هي نرمين دي لسه في حياتك تاني.. يا خايب هي كانت بتقول كده عشان تشكك في مراتك وتخليك ترجعلها لا والله شاطره عرفت تلف حولك من اول وجديد.. انا المره دي ولا هدافع وحل مصايبك ومشاكلك مع نفسك انا تعبت منك خلاص 


تدخلت ندى بالحوار وشاب صوتها نبرة بكاء قبل أن تقول بنفاذ صبر


= وانا كمان تعبت وهتطلقني غصب عنك سامعني بدل ما ارفع قضيه طلاق .


بدأ يتمتم من بين أسنانه بتقطع مغلقاً عينيه التائهتين غير مدرك للصدمة المخالطة للإحراج التي ارتسمت على وجهه 


= ما تهدوا عليا خلاص انا عرفت ان انا غلطان 

كالعاده ونيلت الدنيا بس اعمل ايه لو كنتم مكاني كنتم هتعملوا كده واكتر... والله ما كلام نرمين اصلا اللي خلاني كده الزفته الرساله دي انا كنت بحاول بكل ما فيا اتجاهل كلامها رغم أنها كل ما تشوفني تقعد تلمح بكده... ندى انا عارف ان انا اتاسفت كتير وغلطت بس الغلطه المره دي غير انا اتوجعت لتكوني فعلا بتعملي فيا حاجه زي كده ما قدرتش حتى اتخيلها بيني وبين نفسي عشان كده ما صدقتش لما شفت الرساله وكأنها بتاكدلي احساسي اللي انا بنكره بقيلي كتير .


هزت ندى كتفيها ثم قالت بانكسار حقيقي 


= اتوجعت بمجرد ما اتخيلت وشكيت امال انا اعمل إيه اللي شفت وعشت! ريح نفسك ووفر كلامك واسفك هتطلقني وغصب عنك واتفضل اطلع بره ومش هقول تاني.. لأنك مهما تقول مش هتغير قراري ولا هيفيد 


كاد أن يتحدث لكنها منعته و تمتمت بصوتٍ مختنق 


= مصعب اسمع كلامي واطلع بره دلوقتي يلا ما تبصليش كثير... الكلام مش هينفع دلوقتي 

بعد كل اللي اتقال واتكشف .


أخفض رأسه بإحباط شديد وتحرك للخارج وهو يستمع الى صوت بكائها المرير والذي جعله يندم ويانبه ضميره أكثر، صمتت حماتها لدقائق معدودة تتأكد من رحيله قبل أن تقول لها بانتصار 


= جدعه! خططتي ونفذتي وانا عملت معاكي اللي امرتني بيه و التمثيليه ظبطت كأنها حقيقيه خلاص كفايه عياط ما هو ماشي مش لازم يعني تسبكي الدور للآخر 


ألم كبير اعتصر قلب ندى قبل أن تقول بحرقة

وبنبرة تخللها الذنب


= انا مش بعيط تمثيل انا بعيط على نفسي! للحظه لما اتكشفت كنت هقول كل حاجه فعلا هقول الحقيقه، قلت هتبقى حقاره مني أني عماله اخطط لكل ده وما اقولش اللي فيها و خلاص ما هو عمل زيي المفروض يسامحني.. لكن اتفاجئت بابنك بيهددني لمجرد بس شك لا وكمان كان هياخد مني العيال ويحرمني منهم ويفضحني عند اهلي ده انا ما عملتش كل ده لما خاني.. ياااه للدرجه دي احنا في مجتمع ظالم وما بشوفش الغلط غلط الا على الست 

وبس


اتسعت عينا مديحة بصدمه وغضب فقالت بنوعٍ من التخبط النادر جداً من حالتها 


= رجعنا للهبل ده تاني مش انا حذرتك وقلتلك انسي الكلام ده، كويسه انك رجعتي في كلامك.. قلتلك بدل المره ألف ما فيش راجل في الدنيا هشوف خيانه الست حاجه عاديه ويسامح حتى لو هو كمان عمل زيها واكتر... وبعدين مش فاهمه ايه الكلام ده كله والعياط اوعي تكوني ناويه ترجعي في كلامك فعلا وتطلقي منه؟؟ انا قلت لك مهما يحصل البيت ده مش هيتخرب وزي ما طلعتك منها و ساعدتك هخربها عليكي ثاني 


نظرت إليها مديحه حائرة مضطربة إذ أن هشاشة ندى توحي إلي الخطر لذلك قالت مجدداً بحزم مؤنبة إياها


= لو في حاجه بدماغك تانيه خلاص هو غلط وانتٍ عملتي ذيه خلصنا فما حدش احسن من الثاني، وبعدين لو هتحسبيها هتلاقي ده لصالحك لتاني مره وهتعرفي تكسبي اكثر و هيخلي كل احلامك اوامر عشان يعوضك عن شكه ومعاملته ليكي عاوزه اكتر من كده ايه؟ كده يبقى اسمه بتر بصراحة 


تنهدت ندى وعاد ذلك الثقل يجثم على قلبها

وهي تقول بحسرة وحزن 


= بس إبنك مش شايفها كده شايف اللي أنا عملته بس واستحق العقاب.. حتى انتٍ كمان باماره تهديدك كل شويه ليا، على العموم ما تقلقيش انا لو كنت شاكه بنسبه 1% ممكن يسامحني فبقيت متاكده دلوقتي ان مستحيل يحصل ويغفر ليا غلطه هو عملها انا عملت زيها بس انا اكيد مش عاوزه اخسر عيالي... رغم ان في بينا فروق وانا ما خنتوش للاخر زيه بس للاسف اسمي ست في النهايه وهو راجل..


لم تبدو حماتها راضية عندما همهمت بعدم القبول وقبل أن تسارع هي بالقول قالت مدافعة بحزم 


= اللهفه اللي ملهوفها عليكي دي ما كانش بيعملها زمان، وشكل احساسي صح والواد بيموت فيِكي أوعى تضيعيه من إيدك يا خيبه، وتسيبي غيرك تخطفه منك عشان شويه تخاريف في دماغك هتخرب عليكي في الأخر.


لم تناقش ندى تهديدها كما تفعل عادة، بل انشغلت هذه المرة في التفكير في عمق شخصيتها، فهي لا تعرف إن كانت شخصاً سيئاً أم جيداً. هل تسعى لمصلحتها ومصلحة الأسرة حقاً، أم أن ما يهمها فقط هو مصلحة ابنها وأحفادها؟ أحياناً تشعر بأنها تحبها وتريد مصلحتها بالفعل وأحياناً أخرى تشعر بأن ابنها هو كل ما يهمها فقط.


لكنها لا تستطيع إنكار أنه لولا تهديدها لها بالبدايه بالسفر مع زوجها قسراً، لما أعطت له فرصة ثانية ولا كانت لتكتشف مشاعرها الخفية معه، ولا كانت لتحسن نفسية أطفالها. 


والأهم من كل ذلك، أنها أبتعدت عن ذلك الحقير شريف ولم تصبح عشيقته كما كان يخطط، مما كان يجعلها تضيع حياتها بعد ذلك في خسائر فادحة.


❈-❈-❈


رفع مصعب عينيه يراقب تجهم ملامحها و وقوفها الضعيف هنا بالمنزل، بالإضافة مزيداً من التوتر الذي دفعه إليه عندما بدأت ندى في وضع ثيابها داخل الحقيبه بكل عزيمه، فرفع الآخر رأسه وهو يقول بحرقة


= ندى انتٍ بتعملي ايه انتٍ هتلمي هدومك و تمشي لا انا مش هسمحلك تعملي كده عشان خاطري ما تهديش البيت حقك عليا خلاص غلطه ومش هتتكرر تاني انتٍ كان معاكي حق ما كانش لازم اسمع لواحده زي دي.. يا ندى ردي عليا وكلميني زي ما بكلمك 


دقات قلبه كانت تتسارع ولا يستطيع أخذ أنفاسه إلا إن صوت الضمير الملهوف له عاد يخترق عالمه بقسوة فألتفت إلي والدته يرفع يده لها بعشوائية وهو يقول بضعفٍ ورجاء 


= يا ماما ما تعملي حاجه مش انتٍ برده اللي قلتيلي اي حاجه تحصل بينكم مستحيل تخربوا البيت وحلوها مع بعض تعالي عقليها بقى.. 


هزت أمه رأسها نافية وهي تقول بحسم


= هو انت خلاص لما صدقت تغلط وانا اللي أصلح الظاهر انك خدت على كده ادي بيتك و حل مع نفسك انا هقعد جوه مع العيال عشان ما يسمعوش حاجه ووطي صوتكم.. مشاكلكم وحلوها مع نفسكم انا تعبت من كتر ما بدخل وانتوا تفضلوا تعندوا وتمشوا بدماغكم


الصفحة التالية