رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي لخديجة السيد - الفصل الأخيروالخاتمة - 2 - السبت 26/10/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة
من يقع بنفسه لا يبكي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الأخير والخاتمة
2
تم النشر يوم السبت
26/10/2024
ضربة قاتلة شعر بها تلكم معدته وهزت ثقته لثوانٍ قبل أن يتمالك نفسه عندما تعالي صوتها الناعم الضعيف كان همس مخرجاً إياه من دوامة الذنب
= الظاهر فعلا مش مامتك بس اللي خدت انها تتدخل وتحل! انا كمان خدت ان انت تغلط وانا أسامح انما انا لو غلطه تهد الدنيا عليا ماتوفر بقى على نفسك كل ده وطلقني.. مصعب انا مش هرجعلك والمره دي غير! ما تجرب تحط نفسك مكاني انت ما استحملتش غلطه واحده عليا استحمل انا ليه كل الغلطات دي كلها
صمت لبرهة مبتلعاً مرارته داخل حلقه قبل أن يردف بندم يعتصر قلبه
=والله انا متضايق من نفسي اكتر منك حاسس ان انا زباله وحقير كمان بس انتٍ اجدع مني وهتسامحيني برده! والله العظيم ما بقول لك كده عشان خدت ان اغلط وانتٍ تسامحيني.. بس انتٍ احسن مني و بتعرفي تسامحي عني وانا للاسف لا بس من هنا و رايح والله هتعلم عشان خاطرك اعمل كده مهما اشوف واعمل بعد كده هسالك ومش هتسرع حتى لو شفت ايه مش هشك فيكي تاني .
رددها على مسامعها جاعلا إياها تتصلب بنوع من التضارب فقالتها بتحشرج
= الكلام ده كان زمان في الاول لكن خلاص ربنا اراده وحاطك في موقف وانت فشلت! يبقى اكمل تاني على اي اساس واحده ما عنديش كرامه ولا ماسك عليا ذله وانت قلتها بلسانك عندي كل الفرص اللي تخليني ما سامحش يبقى اسامح ليه.. على رأي كمان الهانم نرمين بتاعتك .
أسبل جفنيه بقوة وكان كأنه صم عن كلماتها عن الانفصال بينما قال بذنبٍ فضحه بنبرته
= تسامحي عشان ست جدعه واصيله ومش عاوزه تخريبي البيت ولا تشردي عيالك و يتربوا ما بينا، والزفته اللي اسمها نرمين دي حسبي الله ونعم الوكيل فيها مطرح ما هي موجوده دلوقتي خلاص انا ولا هشوفها ولا اسمعلها تاني، صدقيني اتعلمت الدرس المره دي بجد
لوت شفتاها بسخرية مريرة وتمتمت بألم
= طب ما انا فعلا سامحت اول مره عشان كده وايه اللي خدته في الاخر اتهمتني ان انا على علاقه بواحد تاني عشان كده سامحت بسرعه طب ما أنا يا ذكي لو فعلا في دماغي حد وعاوزه ما كنت لما صدقت الفرصه جاتلي واتطلقت منك واروحله انما رجعتلك عشان عملت زيك فقلت احنا الاتنين زي بعض وخلاص ده كلام اهبل في دماغ بس الزفته اللي عاوزه توقع بينا وخلاص .
اندفع سريعاً نحوها يحتضنها لكنها صدته وإبتسم بوهن وحسره وهو يردف
= طب اديكي قلتي عايزه توقع بينا وخلاص ما تديهاش الفرصه زي ما انا اديتها، تعرفي كلامك صح انا فعلا ازاي ما فكرتش وحسبتها كده منها لله بقي! شيطاني كان ساعتها راكبني وكلامها كل شويه يرن في وداني.. وبعدين على فكره انتٍ كمان غلطانه كنتي عرفيني حاجه زي كده بعد ما الامور اتصلحت ما بينا.. ان في واحد زباله بيحاول معاكي برده مهما يحصل لازم اعرف حاجه زي كده انتٍ وماما غلطانين في الموضوع ده
لم تتقبل نبرته ببساطة فرفعت ذراعها تمسد على عنقها بتعبٍ وهي تقول بحزن
= قلت خلاص قفلنا على كل القديم افتحه ليه واضايقك وعلى راي والدتك كنت خايفه عليكي لاتعمل حاجه تضيع مستقبلك، بس ولا تستاهل خوفي ده ولا مسامحتي واتفضلي يلا غور من وشي عشان انا خلصت ولميت هدومي وبعد كده هلم شنط العيال وهرجع على مصر وخلال يومين تطلقني وتبعتلي ورقه طلاقي .
عينيه اهتزت بألم يعكس النار المتأججة داخل صدره بينما ينظر لندى وإحساس بالوجع بالقلق بالخسارة يجتاحه فقال بتوسل مقهور
= تاني! مش هطلق يا ندى مش هخرب بيتي انا عاوزك معايا ومرتاح ومبسوط معاكي و الفترة اللي فاتت كنت زي ما قلتلك كل حاجه جوايا كانت صدق! انا بحبك بجد ما تسيبنيش وسامحيني المره دي كمان وصدقيني خلاص
درس المره دي غير واتعلمته.. لكن ما فيش حاجه اسمها طلاق ومش هطلق
أغمضت جفنيها بقوة مصرة أن لاتسمح لعينيه المترجية أن تخترقها وهي تقول بإصرار
= لا ما انا مش عشتي معاك هتكون غصب هرفع عليك قضيه خلع، انا اصلا ولا عايزه منك حاجه ولا طايقاك وبعدين عاوزني اسامحك عشان حد يجي يلعب في دماغك تاني ويقول لك ايه ده مراتك سامحتك بالسرعه دي شوف في دماغها ايه ومع مين.. انت ما لكش امان يا مصعب والحل لينا الانفصال
نظر لها مطولاً بألم شديد وشعر بخسارتها حقا وتصميمها على الطلاق وسرعان ما هبط على ركبته امامها وفاجئ ندى بتلك الحركه ووالدته التي تتابع الموقف في الداخل واتسعت عينها بعدم رضا بينما ضم معصميها بقوة دافعاً كلا كفيها المضموتين نحو قلبه مرددًا
= يا ندى ارجوكي انا معترف بغلطتي خلاص ومش هاذيكي ولا هتعبك وهسمع كل اللي انتٍ عاوزه واعملهلك بالحرف، ومش هسمع لحد بره ولا اسمحله يخرب حياتنا... بس ابوس ايدك ما تسيبنيش مش انا برده مصعب حبيبك وانتٍ قلتلي ان في مشاعر جواكي ناحيتي احنا عدينا بحاجات صعبه كتير يبقى ما تسيبنيش في الاخر
توترت وانصدمت من تمسكه بها إلي ذلك الحد فتقسم انها رات دموعه تلمع بين عينيه، هل مصعب الذي كان يكرهها بشده بالسابق أمامها الآن يترجاها لتظل معه ولا تتركه.. هل بالفعل وقع في حبها أم تعود على وجودها...
وسرعان ما كانت يديها تتقبض بجانبها بقوة أكبر مُقاوِمة لمسته تتفحصه تحتوي ملامحه بنهم مذكرة نفسها بقسوة ما فعله ويفعله بها، نهض مصعب عن الأرض بضعف والتفت يبحث عن والدته و أول ما رآها، شفتيه مالت فيما يشبه إبتسامة مقهورة وأقر قائلا بتوسل وهو يصيح بين دموعه بجنون
= يا ماما تعالي شوفلك حل معاها قوليلها أن انا مستعد اعملها اي حاجه الا الطلاق..فهميها ان انا بحبها وما ليش غيرها ولا بقيت عاوز غيرها في حياتي خلاص.. طب هاتي مصحف احلف عليه ان انا مش هخونها تاني ولا هبص لغيرها ومش هصدق إلا كلامها وبس! والله ما هشك فيها تاني ولا هدي فرصه لحد يتدخل في حياتنا، وحياه ولادنا هلتزم بالفرصه دي و بكل شروطها المره دي بجد بس قوليلها ما تسيبنيش انا مش هقدر اعيش من غيرها ولا اصحى الصبح ما لقيهاش في البيت زي ما اتعودت عليها وعلى الأولاد... هي ليه بتعمل فيا كده هي اللي علقتني بيها يبقى خليها ترضى عني المرة دي كمان انا هموت من غيرها....
كان يبدو غريباً للجميع أنه يعترف بتمسكه بها وحاجته إليها بصراحه، حتى أن مديحة شعرت بالقلق من هذا التعلق بزوجته صحيح أنها كانت ترغب في ذلك، لكن ليس إلى هذا الحد حتى هو نفسه تفاجأ بأنه يكن لها مشاعر قوية وغير قادر على رؤية رحيلها بعد أن عاش معها أجمل لحظات حياته. خاصة أنه يعلم أنه ظلمها و خانها وفي النهاية شك بها، فلا تستحق كل ذلك منه ويحتاج فقط إلى فرصة واحدة أخرى.
بالإضافة إلى أنه كان يحاول أن يكفر عن ذنبه ويحتاج إليها! كان جائعًا لحنانها وللشعور بأنه ينتمي إليها أكثر من أي شخص آخر في حياتها، حتى إنه كان يشعر أحيانًا كأنه شجرة جوفاء لقد مضى العمر وذهب شبابُها وطيش الشباب ولذة ما اعتقده حاجة بداخله.. لكن كيف لشجرة سقطت أوراقها أن تعود للحياة؟! ولم يتبقَ له سوى شعور بالفراغ والألم... بالخسارة.
كانت خيانته كالتعري من إنسانيته أمامها وهو يشاهدها تنزف كدمه، صرخاتها مكتومة، راجيةً الوعود الصادقة... ولكن كيف لمن تذوق قبح الخمر أن يعود للتوبة؟
فتح عينيه مقاومًا ألا يعود لتلك الفترة الكئيبة وذلك الموقف الرهيب متهربًا من لحظاته الأخيرة، لكن لون الحداد في عينيها عاد ليقذف به بقسوة إلى أعماق حزنه، مما جعله لا يريد خسارتها ولا خسارة أسرته كلها.
لم تطيق مديحة توسل أبنها بتلك الطريقه حتى لو كان اتفاق بينها وبين زوجته واقتربت بسرعه تهتف بحده
= مصعب خلاص روح دلوقتي شوفلك اي حته تبات فيها لحد ما هي ترضى عليكي عشان ترضى ما تسيبش البيت.
إخفض مصعب رأسه بخزي وضعف مس كيانه قبلها ثم أخذ نفساً عميقاً هبط كالإعصار على صدره فمزقه قطعة قطعة غير قادر على نسيان ما حدث منذ ساعات وقد كانت كل كلمة صدرت منها مازال يتردد صداها على قلبه وكأنها شموع مشتعلة تُطْفَئ فيه دون رحمة..فالحب والكره وجهان لعملة واحدة.. هز رأسه باستسلام عندما يأس من ردها عليه .
وتحرك خطوة ثم رسم إبتسامة خالية من الروح وتمتم بحرقة مجنونة
= طب ماشي هعمل كل اللي انتم عاوزينه.. بس خليها تسامحني... اوعي تسيبها تمشي يا ماما بدل ما اعمل في نفسي حاجه
ارتبكت ندى مرتعشة بذهول فما يفعله يبث بداخلها مشاعراً غريبة مخضعاً إياها للحاجة الضارية بأن تشعر به بقوة كلماته التي تدغدغها بحرارته التي تصهرها ورحل، ثم أفاقت على صوت حماتها الغاضب دون مبرر
= خلينا نصبر زي ما اتفقنا مده وبعد كده انتهزي اي فرصه وسامحيه عشان ما يرجعش يشك زي المره اللي فاتت ولا حد يلعب في دماغه انك سامحتي بسرعه.....