-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي لخديجة السيد - الفصل - 1 = 3 - الجمعة 4/10/2024

  

قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة 

من يقع بنفسه لا يبكي 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الأول

3

تم النشر يوم الجمعة

4/10/202


ابتلع ريقه بصعوبة بالغة وهــز رأسه بندم واحتقار من نفسه لأنه ضعف امام تلك الحيه لكن ما باليد حيله! وزوجته ليست هنا وهو يمر بعده مشاكل و تقلبات صعبه عليه بمفرده

أشاح وجهه وهو يقول بصوت مرتجف 


= انا ما جيتش جنبك انتٍ اللي عماله كل شويه تزودي في الشرب وتترمي عليا لحد ما وصلتي اللي انتٍ عاوزاه، فانتٍ اللي ما تمثليش دور الشريفه عشان انا فاهمك من اول يوم عينك جت عليا .


لمست وجهه وحركته لينظر نحوها بعناد وقد استعادت نفسها من جديد هاتفة بنبره لعوب


= وطالما فاهمني جيت معايا ليه ووافقت؟؟ مش بقول لك انت الموضوع جاي على هواك بس بتحب تمثل انك مش عاوز .


حول نظراته بعيداً ثم امنكس رأسه بندم و همس بضيق وقهر 


= الله يسامحك يا ندى انتٍ السبب في القرف اللي انا فيه ده؟!. 


استقام في وقفته فجاه واخذ يلملم اشيائه الخاصه به، بينما عقدت حاجيبها للاعلي باهتمام وهي تسأله


= خير رايح فين، اكيد ما لحقتش تخلص شغل ؟!. 


تحرك بعيد عنها سريعاً راسماً ابتسامه عريضه علي وجهه ثم هتف مصعب بصرامه وتحدي


=رايح اقدم طلب اجازه عشان انزل لمراتي وأولادي .


لوت شفتاها باستخفاف وهي تقول بنبرة مستفزة


= ما تنساش تسلملي عليها وتبوسها لي وانت بتودعها وانت راجع لوحدك زي العاده.. و يومين وكالعاده وهترجع ريما لعادتها القديمه 


❈-❈-❈


في منزل مديحة كانت أصوات الاحتفال و البهجه تمليء قلبها بعد عوده أبنها الوحيد من الخارج بعد فتره غياب كبيره، ربتت أمه علي كتف ابنها بحنان وهي تردد بصوت جاد


= مش ناوي تفرحني مره والاقيك جايب كل شنطك وتقعد هنا يا ابني كفايه غربه بقي و شيل شويه المسؤوليه عن مراتك ما خدتش بالك وانت داخل العيال في الاول ما اعرفكش ما انت بقالك اكتر من سنه بره ايه بعد كده هينسوك خالص.


احني مصعب رأسه أولا وطبع قبله تقدير واحترام علي يد والدته ثم تنحنح يجلي حنجرته قائلاً  


= ماما هو انتٍ كل لما انزل هتفضلي تقطمي فيا ما تقولي الكلام ده برده للهانم اللي انا اتجوزتها ما قدامك كل مره افضل اتحايل عليها تعالي يا بنت الناس معايا بره واذا كان على الشغل هشوفلك غيره وهي على طول ماسكه في الاسطوانه بتاعه كل مره ما اقدرش اسيب امي لوحدها وهي في الظروف دي طب اعمل لها ايه .


شعرت بالتوجس من ضعف ابنها بالخارج وربما يتزوجها أيضاً رغم علمها وثقتها انه ليس شخص سيء، لكن لا تريد خراب هذا البيت من اجل الاطفال، فهتفت بنبرة قلقة


= ما هو انا تعبت منكم انتم الاتنين كل ما اجي اكلم واحد منكم يقولي مبررته هو ده اسمه جواز والعيال ذنبهم ايه شوفوا حل انا اتخنقت من لعب العيال بتاعكوا ده ولا أنا إللي بكلم عيال مش ناس كبار و واعيه.


وفي تلك اللحظه قد عادت ندى من الخارج لتأخذ أطفالها وتصعد منزلها، لكنها اتسعت عيناها بذهول وصدمه وهي تقول بصوت مرتجف 


= مصعب انتٍ وصلت امتى؟!. 


❈-❈-❈


في منزل مصعب بالاعلي صعدوا الاثنين بمفردهم حيث أصرت والدته علي ذلك وترك الاطفال هنا الليلة رغم اعتراض ندى لكنها استسلمت بالنهايه لاقترحها، فهي تعلم جيد نواياها من خلف ذلك لكنها تعلم أيضاً بأن تلك الأمور لا يستطيعون النجاح بها طالما بينهما مسافات طويلة و نقاشات عقيمه لا يستطيعون حلها حتى الآن .


وضعت ندى الطعام التي كانت قد انتهت منه بالصباح ليتناولون اياه هي وأطفالها، وقالت بخفوت


=اتفضل معلش بكره هعمل لك الاكل اللي انت عاوزه ما انت لو كنت اديتني خبر كنت جهزت الدنيا وخدت كمان اجازه من الشغل.. اكيد اكل مصر وحشك 


تحدث مصعب نبره غير مكترثه مخفياً خلفها ضيقه وحقده من عناد زوجته 


= مش فارقه يا ندى انا مش جاي اكيد كل المسافه دي عشان اكل مصري واحشني! هو انا أكيد نفسي بتروح لي زي ما بتروح لحاجات تانيه ومش طايلها رغم انها من حقي ومش طايلها


بملامح مكفهره ودماء تغلي رمت معلقه الطعام امامها واردفت بضيق مكتوم 


=آه طالما بدانا في تلاقيح الكلام ده يبقى هنفتح اسطوانه كل مره، مصعب ريح نفسك انا مش هسافر واسيب امي لوحدها وانت لو مكاني كنت هتعمل كده برده و مش بعيد كنت تقولي انا كمان سيبي اللي وراكي واللي قدامك واقعدي تحت رجلين امي المريضة مش فاهمه بصراحه كله بيلومني علي ايه هو انا بعمل حاجه غلط بردلها جزء من اللي كانت بتعمله معايا زمان فيها ايه بقى .


رغم انه عاد لأجل شيء واحد فقط واحزم نفسه على أن لا يصل النقاش بينهما الى ذلك الحد كالعاده لكن لم يستطيع السيطره على نفسه بسبب عنادها الساخط والذي مل وتعب منه فهو لا يفهم لما تعترض على الرحيل معه وهي زوجته من الأساس وهذا حقه، فهدر بنبره منفعله عاليه


= بترد لها جزء على حساب جوزك واولادك؟ طول عمري بسمع الست تكون جنبك جوزها مكان ما يروح واحنا بقيلنا ست سنين متجوزين وانتٍ على كلمه واحده مش هسيب أمي المريضه يا ستي ربنا يشفيها انا ما قلتش حاجه بس انا كمان عاوز احس ان انا راجل متجوز وعندي اسره واولاد و واحده بتلبيلي احتياجاتي.. عاجبك أوي الشحططه دي انا النهارده الولاد اخذوا وقت عقبال ما عرفوني وكله بسببك.


حركت رأسها تهزها باستخفاف مرير وسرعان ما ترقرقت الدموع بعينيها لتهتف بجرح قلبها


=بسبب انا ليه ان شاء الله كنت قلتلك روح اتشحطط بره وسيبني؟ انا عمري في حياتي ما اتدخلت في شغلك واول ما اتجوزنا كنت راضيه بالمرتب البسيط.. ده انت اتغربت و سبتني وانا لسه عروسه في الاول قالتلي جالي عقد عمل هناك كام شهر الشركه وكلتني لي و هاجيلنا فلوس كويسه وهنعرف نشتري كل اللي عاوزينه ونامن مستقبل ولادنا الجايين كنت متحمس جدآ وما عرفتش ارفض رغم ما كنتش موافقه ولا كان جي على هوايا ان جوزي يتغرب وابقى انا لوحدي هنا وانا مش عارفه لما احتاجلك المفروض الجا لمين؟ و الايام ابتديت تزيد وشهور و سنه واجازتك اللي بتنزلها بقت تقل لحد ما خلاص قلتي فجاه انا هقيم هناك وعاجبني الوضع تعالي انتٍ والأولاد بقى! فالمفروض انا اقول لك ماشي واسيب كل اللي ورايا واللي قدامي عشان سيادتك خدت قرار مفاجاه من غير ما ترجع للست اللي متجوزها 


باغتته بردها حتى جعلته يرتبك في البداية قبل أن يجيبها بالرد النمطي المعتاد والمعروف


= انا ما كنتش مرتب كل ده وفعلا السفريه في الاول روحتها بالصدفه بس الشغل عجبني هناك والمرتب عمال يزيد وكنت شاب في الاول متجوز جديد ونفسه يعمل حاجات كثير لي وللست اللي متجوزها ولاولاده في المستقبل، ابتديت اسال الاجراءات تمشي ازاي قالوا عشان تثبت نفسك لازم تقعد كذا سنه تتدرب هناك ونشوف شغلك ودي كانت شروط الشركه ولما اقترحت الفكره على كل اللي حواليا قالوا لي اعمل كده فعلا من غير تفكير طبعاً دي فرصه مش هتتعوض والشركه دي ناس كتير بتتمنى وظيفه فيها حتى لو بسيطه ما عرفتش أضيع فرصه زي دي ولا افوتها ومش هتجيلي تاني.


غامت عيونه بغيظ مطلق وهو يضيف حديثه وهتف بنبرة حاقده مغلوله


= وعملت كل ده وانا في بالي حاجه واحده بس اني ما اخليكيش محتاجه حاجه انتٍ و الولاد بالذات بعد ما خلفنا والمصاريف ابتدت تزيد والمسؤوليات.. وللاسف كنت فاكر لما اقول لمراتي تعالي خليكي جنبي انتٍ والأولاد هتقولي ماشي وحاضر وانا مكاني جنبك مش هتطلعلي في شويه حجج فارغه. 


صاحت ندى بانزعاج وانطلقت تهتف بصوت اليم اوجع قلبها الذي تألم اكثر لألمها 


= امي مش حجج فارغه يا مصعب، و كويس انك اعترفت بنفسك انك ما اقترحتش ده من قبل ما تتجوزني عشان تعرفني الدنيا هتمشي ازاي وانا ارفض ولا اوافق واشوف المناسب ليا زي ما انت شفت المناسب ليك، لكن تخطط من نفسك وتحطني قدام الامر الواقع حتى لو بتعمل ده عشاني، للاسف جيت عليا انت مفكر انا مبسوطه بالمسؤوليه اللي شايلاها لوحدي هنا انا كنت في البدايه مرعوبه من ثلاث شهور مش عارفه اقضيهم ازاي وفجاه لقيت نفسي المفروض استحمل ست سنين واكتر كمان ومش عارفه لحد فين 


بمجهود يحسد عليه استطاع الحفاظ علي هدوءا الظاهري وتحكم في غضبه فقط ملامحه وعيونه التي غامت وومضت ببريق كره وهتف من بين اسنانه المطبقه بنفاذ صبر


= اللي حصل حصل مش هنفتح في القديم و انا اهو بقول لك تعالي معايا انتٍ و الاولاد نشوفلهم مدارس كويسه هناك ولو عايزه تشتغل انا ما عنديش مانع لكن فعلا على راي ماما لازم نشوفلنا حل في لعب العيال ده وده ما اسمهوش جواز و كل واحد فينا في بلد المره دي غبت سنه بحالها ما حدش عارف مواعيد شغلي ونظامها بعد كده قد ايه


هتفت بنبرة جاده تحمل في طياتها ألم مبطن


=تاني مش هينفع اسيب والدتي وهي في الحاله دي هو ده رد الجميل يعني قصاد تعبها معايا زمان وتربيتها ليا، كده انا بنت اصول لما اسيبها في وضع زي ده.


هدأت انفاسه ولانت ملامحه بتفكير هاتفاً بازدراء


=نشوفلها حد كويس يقعد معاها حلو كده يا بنت الاصول؟ طالما جوزك مش في دماغك ولا عيالك اللي بيشوف ابوهم كل فين وفين؟. 


كشرت هي باعتراض وعينيها تتنقل بين وجهه بأنفعال شديد لأسلوبه المتحكم بالاضافه انه يطالبها دائما بالتضحيه وهو لا، لذلك هتفت معترضة بإصرار 


= والدتك اقترحت عليا الاقتراح ده وانا و ضحتلها وجهه نظري انا مش واثقه في اللي هجيبها دي هتعملها بما يرضي الله ولا تستغل ما فيش حد جنبها وعينها عليها وتعمل زي ما بنسمع فيها حاجه وحشه ساعتها مش هتنفعني السفريه والفلوس اللي عمال تحيلها بعيني هناك 


وكأن بتلك الإجابة اعطته الفرصة ليخرج شياطين غضبه فاقترب بتحفز ليصيح بوجهها وعينيه تطلق شررا نحوها


= هو انتٍ ما فيش فايده فيكي ولا في دم ولا إحساس ولا حاسه باي حاجه ولا بيهمك غير مصلحتك وبس و ما بتفكريش في حد خالص إلا والدتك طب وانا فين؟؟ لو فاكره نفسك بتعملي كده وبتراعيها وما عليكيش ذنب فلا يا ندى انتٍ عليكي ذنب كبير.. انا كل مره بنزل تقريبا بقعد اتحايل على سيادتك عشان تعبريني حتى في المكالمات كل مره تتحججي حجه شكل ما هو انتٍ لو مش طايقاني ما تقوليها في وشي احسن وكل واحد يروح  لحاله.. بدل ما اعمل حاجه و بعد كده اندم عليها 


ابتسمت بسخرية مريرة وتعالي صوتها البغيض وهتفت تحدثه باستهزاء مقهور 


= هتعمل ايه ان شاء الله وتندم عليه كده كده اصلا ما بتاخدش راي في حاجه والمكالمات اللي انت بتتصل وما بردش عليها فعشان انا شايله هنا مسؤوليه ما يعلم بيها إلا ربنا وما عنديش حتى ربع ساعه اعرف اخد فيها نفسي.. هو انت مش واخد بالك انك سايب لي مسؤوليه عيلين من ساعه ما اتولدوا انا اللي شايلهم و واحد منهم عنده القلب وممكن يتعب في نص الليل فجاه واجري انا وادور بالمستشفيات والوضع نفسه مع والدتي اللي فضلت تعمل اكتر من خمس عمليه.. كل ده لوحدي وانا مرعوبه في اي مره افقد حد فيهم ابني ولا امي يا ريت قبل ما تيجي عليا و تغلطني غلط نفسك كمان عشان انت كمان بايدك تسيب كل ده وتقعد هنا وتراعينا انا و عيالك.. لكن انت حاطط حاجه واحده بس بدماغك انا اللي لازم اضحي طول الوقت 


افتر فاهه يناظرها بصدمة ليميل برأسه نحوها يقول بتهكم ساخړ 


= هو ده بجد حتى الفتره اللي بتنيل انزلها لو بعد سنه لسه نفس النظام ما تغيرناش وتضيع في الخناق.. كل ما اقدملك اي حل مش عاجبك طب اعمل لك ايه اكثر من كده بقول لك اجيبلك واحده تقعد معاها وبرده مش عاجب، قوليلي انتٍ وبلاش نظام اقعد انت عشان انا مش هسيب الوظيفه دي بعد ما تعبت اكتر من خمس سنين عشان اتنيل اتعين فيها.. واللي بتصرف عليكي انتٍ وعيالك ومعيشاكي في المستوى ده


الصفحة التالية