-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي لخديجة السيد - الفصل 4 - 2 - الأحد 13/10/2024

  

قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة 

من يقع بنفسه لا يبكي 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الرابع

2

تم النشر يوم الأحد

13/10/2024


فتحت ندى شرفة غرفة المعيشة، وأخذت نفسًا عميقًا وكان الجو بارداً قليلاً لكنه يبعث على الانتعاش. كانت نسمات الصباح تداعب الأشجار، فيمتزج حفيفها مع تغريد الطيور.

ابتعدت تجلس قرب الطاوله وهي تضغط على إزرار هاتفها تتحدث مع صديقتها رحمه مكالمه فيديو، هتفت الأخري باهتمام 

= عامله ايه طمنيني عنك انتٍ وجوزك والعيال مبسوطين هناك مش كده، والعلاقه بينكم اتحسنت ولا لسه .

بصعوبه بالغه حاولت تتحدث بضعف واعين تهبط منها العبرات دون أرادتها

= زفت مش عارفين نتفاهم خالص ونفس الخناق اللي كنا بنتخانقوا كل ما بينزل كل سنه بنتخانق كل يوم هنا؟ انا قلت من الاول احنا ما ينفعش نكمل مع بعض بس الله يسامح امه اللي مصممه.. مش عارفه شايفه ايه عشان تصر أوي كده نكمل رغم كل اللي حصل .

أخذت الأخري نفس عميق، وتحدثت بتعقل قائله

= معلش يا ندى معاكي حق تزعلي واي واحده مكانك هتعمل كده واكتر، بس برده يا حبيبتي ساعات بنكون مضطرين نعدي ونفوت غلطات كبيره عشان نمشي المركب اعتبريها نزوه و مش هتتكرر تاني ان شاء الله، بس لازم برده تمايلي دماغك شويه وهو كمان و الأمور هتمشي 

أجابت ندى بصوت مخنوق بشدة وهي تمسح دموعها 

= رحمه انا زهقت من كتر النصايح والكلام في الموضوع ده خلينا نغير الموضوع احسن، قوليلي اخبار الشغل عندكم هناك إيه في  جديد.

هزت رأسها بيأس وقد أدركت أن صديقتها لن تستمع لحديثها قبل أن تنفذ ما يدور بعقلها.. بعدها هزت رحمه كتفها بعدم مبالاة وهي تقول

=ولا في جديد ولا حاجه زي ما سبتيني زي ما احنا، شغل ليل ونهار وتعب بتاع كل يوم و الخناق والخلق الضيق والله ده انتٍ اترحمتي اعتبري نفسك بقى راحه تستجمي ولا حاجه . 

لوت شفتاها باستخفاف وهي تقول بمرار

= استجم وماله، هو انتٍ مين اللي عمال يرن عليكي وانا بكلمك ده لو حد مهم اقفلي خلاص واكلمك بعدين!. 

نفخت مستاءًه وهي تردد بحنق

= ولا حد مهم ولا حاجه دي تدبيسه دبست نفسي فيها وحياتك، مش شريف زميلنا طلع متجوز وما كانش قايل لحد؟ ولا حتي كان بيلبس دبله.. قابلت مراته دي بالصدفه وهي جايه الشركه تزوره ولولا وقفت اسلم ما كانش عرفني عليها

عقدت حاجيبها بانتباه وأسرعت تتسائل بحذر

=شريف مين اللي طلع متجوز تقصدي مين؟ 

أجابت رحمه علي الفور بغير مبالاة تدب الذعر بأوصالها مرادفة بهدوء مريب

= هو في غيره يا حبيبتي شريف اللي شغال معانا في المكتب؟ هو احنا عندنا غيره! ده طلع مش سهل اول ما شاف مراته وشه اتقلب وسالته فين الدبله ومش بترد على تليفوناتي ليه؟ وهو كان بيرد عليها زي الالف مسيطره بنت الايه؟ بس انا كمان ما سكتش وقلتلها تصدقي اول مره اعرف ان استاذ شريف اللي شغال معانا في نفس المكتب متجوز اصل ولا شفنا له دبله ولا عمره اتكلم عليكي قبل كده، وهي اول ما قلتلها الكلمتين دول قعدت تغلي في نفسها وقالتلي معلش ما جتش فرصه واحنا متجوزين من خمس سنين و عندنا طفلين كمان؟ وصممت تاخد النمره مني 

بهتت ملامحها وهي تنظر حولها بنظرات منذهله غير مصدقة وهتفت بصوت مرتجف 

= رحمه هو انتٍ متاكده من كلامك ده شريف اللي شغال معانا في المكتب متجوز وكمان مخلف؟ وبعدين مش فاهمه هي صمتت تاخد منك النمره ليه 

هزت رأسها بالايجاب بكل تأكيد وهي ترد بثقه

=هو انا هاتوه عنه ايوه هو؟و صممت تاخد النمره عشان كل شويه تقعد تتصل بيا باي حجه و تعرف جوزها في الشغل ولا لاء وبيكلم مين؟ أصل شكله عينه زيغة و بتقفشه على طول.. وهي بقى عينتني حراسه لي عشان لو قفشته بيكلم واحده كده ولا كده اقول لها على طول.. تحبي ابعتلك صور فرحهم وصوره مع عياله ما اصل مراته اتصاحبت عليا . 

❈-❈-❈

ما أن أغلقت الهاتف فأنفجرت من البكاء ساقطة ارضاً وكأن روحها ستموت اليوم بعد معرفتها بتلك الحقائق وبالوجه الحقيقي إلي شريف، لتبدأ تفكر بصوت عالي وهي تمسح دموعها بحرقة 

= ابن الكلب يعني كان بيتسلى بيا تاني كل ده؟ انا ازاي كنت هقع الوقعه دي مع واحد زباله زيه و واطي؟ ازاي قدر يخدعني تاني من غير ما احس ولا اشك فيه.. 

صمتت لبرهه واجهشت بالبكاء مجدداً مكمله بكلمات جعلت قلبها يعتصر ألماً وكأنها تتلقي طعنه قوية بسكين بارد حين قالت بتقطع

= يعني ايه؟ طنط مديحه كان كلامها صح و هو كان هياخد اللي هو عاوزه ويرميني بعد كده ومش هيتجوزني! ويرجع لمراته وعياله عادي كده..ده رسم عليا أنه ما اتجوزش ولحد دلوقتي عايش على ذكرياتي؟ وانه عمره ما حب غيري ولسه بيحبني وشاريني ومستعد يتجوزني ويربي عيالي معايا ويشيل المسؤوليه؟ كل ده كان كذب وخداع انا ازاي صدقت وما شكتش في لحظه .

قرصت عينيها بقوة بمجرد أن تذكرت قسوة هذه الحقيقة المرة، لتهتف بجنون معنفة نفسها 
علي ثقتها به من جديد

= يا نهار اسود لو كنت فعلا استسلمت لي و خليته يلمسني وبعد كده رماني كان موقفي ايه ساعتها وعيالي؟ كان هيقولي نفس كلمه حماتي ما حدش بيتجوز واحد غلط معاها او مشيت معاه وسلمتله نفسها يعني هي نقذتني منه قبل ما يعمل عملته ويهرب ويختفي بعد ما عشمني ورسم احلام وامالي وخلاني أصدق ان حياتي فعلا هتكون معاه جنه وهو اللي هيعوضني ولسه بيحبني.. بيحبني إيه ده كان بيلعب بيا ومستحيل يكون حبني خالص. 

دارت حول نفسها بجنون، وتحدثت بذهول

=انا كده فهمت هو قرب مني تاني عشان ياخذ اللي ما عرفش ياخده مني زمان لما كشفته؟؟ منك لله يا شريف! حسبي الله ونعم الوكيل فيك واللي في زيك كان هيخلينا آخرب بيتي من ولا حاجه! طب على الأقل مصعب جوزي كان ارحم منك على الأقل كان واضح واعترف انه غلط .

صمتت تلهث وتابعت بمراره وهي تحتضن
نفسها بذراعيها وذكري تلك الليله تلوح
في ذاكرتها بإحساس الذنب والعار 

= الحمد لله الف حمد وشكرا ليك يا رب إن ما حصلش اللي كان بيخططله ..بس اعمل ايه دلوقتي؟!. 

كانت بحالة يرثي لها بعدما أدركت حجم الكارثة التي أوقعت نفسها بها بسبب تهورها الذي جعلها ترتكب خطأ فادح من الممكن أن تخسر نفسها واولادها بسببه.. وقد أدركت أيضاً واعترفت أخيراً أنها من الآن أصبحت خائنه مثل زوجها بالضبط وارتكبت خطاء شنيع بحقه.. حتي وإن كان بينهما مشاكل أو خائن!. 

❈-❈-❈

بعد مرور أسبوع وقفت ندى أمام المرآة تنظر الي جسدها الظاهر من تحت غلاله النوم التي ترتديها بخجل وحزن بنفس الوقت، بينما بدت مترددة قليلاً عما تنوي فعله لكنها حاولت تشجيع نفسها للخروج للخارج بعد أن سمعت صوته..

انفتح الباب وخرجت من غرفة النوم فوجدته
امامها يطالعها بقوة، لحظات مرت كالدهر عليهما وهي متجمدة مكانها وهو يمعن النظر إليها عن كثب.. مشيده بينها وبين نفسها بقدرتها على الجلد والتحمل دون أن تثور أو تنفعل أو تتمرد! فما إن أجبرت نفسها تباشر ما خططت له بالأخص بعد معرفتها بحقيقه شريف وأنه لم يكن شخص صالح بل كان يخطط ليجعلها زوجه خائنه وسيئة وهي مع الأسف كانت تثق به وكادت أن تضيع بسببه... 

لذلك وجدت اذا كان زوجها مصعب او شريف الاثنين وأحد في التلاعب والخيانة فلا يوجد مشكله او مانع للتقارب مصعب على الاقل في النهايه هو زوجها و الافضل تستغل الفرصه الاخيره لأجل أطفالها حتي... ففي الحالتين لا تستطيع الانسحاب من هذه العلاقه أيضاً .

لحظات مرت لتردف أخيرا بنبرة خافته 

= اتاخرت النهارده في الشغل يعني انت رجعت تاني تشتغل لحد بالليل ولا ايه ؟ 

صمت قليلاً ثم أجاب بصوت مخنوق وهو لا يعرف ولا يفهم نواياها وراء تلك الثياب التي ترتديها 

= مش بالظبط بس كان في شغل مستعجل بتاع زميل ليا وكان مستعجل يرجع لولاده فانا قلتله ممكن اخده مكانه وما عنديش حاجه مهمه ارجع عشانها و روح انت لعيالك ومراتك..

أردفت به ندى بنبرة عاتبة وهي تنظر له

= يعني انت ما عندكش حاجه مهمه تروحلها زيه ما انت عندك برده مراتك وعيالك! مش قلت خلاص قعدت البيت وحشتك من ساعه ما جينا هنا معاك بتهرب منها ليه تاني .

تنهد بضيق مكتوم وهو يهتف بإحباط ويأس

= عشان نفس اللي هناك نفس إللي هنا يا ندى خناق وقرف ونكد! فقلت احسن ارجع لموال زمان ونحاول نقلل احتكاك ببعض يمكن نهدى شويه لاما نشوفلنا حل وكل واحد يروح لحاله بقى من ام العلاقه دي اللي محدش عارفلها اول من اخر.. بس انا خلاص زهقت وتعبت كنت حاسبها غلط كنت فاكر لما تيجي هنا انتٍ والأولاد حاجات كتير هتتغير .

اجابته بنبرة مرتجفه تدل على شدة توترها

= انا كمان في حاجات كنت حاسباها زيك و اتفاجئت بالواقع! بس هي الحياه كده مش سهله ولا اللي احنا بنتمناه بيحصل.. حتى اوقات بيكون قدامنا الحلول واحنا فاكرينها انها الإختيار الغلط، احنا علاقتنا فعلا صعبه واحنا اللي بنوصلها لسد بنفسنا على رأي مامتك احنا اللي بنصعب الأمور علينا وبنعند.. انا اسفه يا مصعب على الكلام اللي قلتهلك المره اللي فاتت .

عقد حاجيبة باستغراب وهو يقول بعدم فهم 

= نعم مش فاهم بالظبط كل كلامك بس ايه الجمله الاخيره عاديها تاني كده .

ابتعدت عن عينيه التي ترمقها بنظرات متأملة تزيد من توترها وخجلها، وتحدثت بقوة زائفه

=بقول لك انا اسفه انت كنت صح طالما خدت القرار اني ارجع واكمل فالمفروض اساعدك و اساعد نفسي مش احط بينا حواجز وافضل اتكلم في القديم.. انا تقريبا كنت عامله زي اللي نفسها ترجع الزمن لورا وما تخليكش تاخد الخطوه دي! بس مش هعرف.. مصعب انا حتى لو بكرهك طبيعي الست هتضايق من حاجه زي دي ودي اسمها خيانه ولمست واحده غيري برده، وانا مش بعايرك تاني والله بس بحاول اوصل لك ان الموضوع كله صعب عليا بس انا في نيتي والله اتجاوز واتخطى كل ده.

نظر نحوها يتفحص شيئًا ما، ثم تنهـد تنهيدة عميقة وطويلـة وقال بهدوء حذر

=وانا سبق قلتلك فاهم كل ده! والله وبحاول احط نفسي مكانك ان لو اتفاجئت بحاجه زي كده هتضايق جدآ رغم كل المشاكل اللي بينا وهزعل على نفسي واتصدم فيكي.. عشان كده بقول لك نساعد بعض 

أبتعدت بعينيها عن عينيه مجدداً التي تحرقها  من شعور الذنب متمتمه بابتسامة باهته

= لما اتخانقنا هناك قلتلي إيه يضمنلي ان انتٍ مش بتعملي زيي ومقضياها من ورايا وانا ما اعرفش عنك حاجه وانا بره مسافر!. 

هـز رأسه نافي بسرعه ثم تحدث بجدية

= لا لا اكيد ما اقصدش كده، انتٍ عشان كنتي صح ساعتها ومعاكي كل الحق فانا حاولت اضايقك.. انتٍ غيري يا ندى وانا متاكد من كل ده والله وواثق فيكي جدآ لا الا ما كنتش لسه مكمل معاكي و اخترتك بالأول تشيلي اسمي، وانا عارف ان انتٍ بتقابلي حاجات مقرفه زي كده في الشغل بس فعلا البني ادم النضيف والمتربي هو اللي هيفضل يصد لحد الاخر.. انما اللي زيي هو اللي بيضعف للاشكال دي.. انا اسف على الكلام ده ما تصدقنيش طبعا انتٍ اشرف مني بكثير انا متاكد من كده .

كلماته كانت جارحة دون أن يعي لذلك ولكنها لم تستطيع التغاضي عنها ولم تفرق ذهنها...
ابتلعت ريقها بتأثر فكانت كلماته بمنتهي القسوة لها، تصلب جسدها للحظات قبل أن تردد بنبرة مترددة 

= آآ مـ.. مصعب أنا.. عاوزه اقول لك على حاجه مهمه.

أرتبـكت من التحدث ونظرت للأرض تبلل شفتاها الكرزية، تفكر هل تقص عليه كل شيئ وتتلقي بالمقابل سهم حاد يخترقها؟! وتتحمل العواقب فقلبها يدق بصخب تعجز عن تهدأته، وكأنه يخشي ما سيحدث بعد قليل !!

نظر عليها بطرف عينيه يسألها بشك

= سمعك قولي؟!. 

وضعت يدها على قلبها تحاول تهدئة دقاته المتسارعة من القلق والتوتر، لا تعرف لما شعرت بالحقارة من نفسها بالاخص عندما كشفت حقيقه ذلك الخسيس وشعورها بالخيانه مثله، وأنه يجب ان يعلم شيء كذلك؟ رغم انها لا تعرف رده فعله الغامضه! الا انها شعرت يجب ان تخبره ويكن له علم مثلما هي تعلم حقيقته... 

لكن هل سيتعامل معها بنفس الطريقة عندما يعلم بخيانتها ويمنحها فرصة ثانية كما فعلت هي معه؟ هل سيتجاهل جرح كرامته كونه رجل شرقي ويمر خيانتها وكأنها شيء عادي؟ عقد حاجبيه باستغراب وهو يقول بقلق.

= ندى مالك؟ ما تقولي اللي انتٍ عاوزاه من غير توتر ولا قلق في ايه .

نظرت إليه بأعين مرتبكه مترددة وجاهدت على أخباره بالحقيقه إلا أن لسانها انعقد تماماً وكأنها فقدت القدرة على الحديث، وتناست الحروف ولم تشعر بنفسها الا وهي تقول بتقطع 

= هو الـ.. آآ.. حاجاتك اللي على الكنبه اللي بره انا شلتها و نقلتها جوه في الاوضه بتاعتك او بتاعتنا احنا الاثنين! عشان تنام جوه أو جنبي.. وإني آآ يعني خلاص ما لوش لازمه تنام بره بعد كده و...

عادت تصمت من جديد وهي تاخذ انفاسها بصعوبة فبكل تأكيد لم يمنحها الفرصه التي تستجديها بعينيها أن يعطيها فرصه واحدة ويستمع لها أولا قبل ان يطولها غضبه وعقابه المريب.. فاذا كان ذلك عقاب والدته فماذا سيكون عقاب زوجها. لذا هتفت هذه المره بجرأة وبدون مقدمات بسرعه 

= مصعب انا هستناك جوه، خلص اللي انت بتعمله.. ولو لسه عاوزني أنا موجوده وجاهزة عشان نكسر الحواجز اللي ما بينا ونساعد بعض

وفي تلك اللحظه خلعت الروب من أعلي جسدها لتصل إليه بطريقه مباشره اكثر ما تريدة، لتترك الروب فوق يده وقد أشتعلت وجنتيها بحمرة قاتمة.. بينما هو التمعت عينيه ببريق متوهج من شدة إشتياقه ورغبته بها وهو غير مصدق حديثها.

ضغطت على شفتيها بخجل عندما رأته صامد أمامها بصمت تام يحاول استيعاب الأمر.... حاولت تشجع نفسها أكثر و وضعت يدها الصغيرة على وجنته وتابعت بابتسامتها الخلابة هامسة بصوت رقيق من توترها

= لو مش جاهز و رجعت في كلامك خلاص براحتك، وانسى إللي ان انا قلته وتصبح على خير.

تحركت من امامه على استحياء بينما تشنج جسده بقوة أثارها وطار اللُب من عقله، وزاد جنونه أضعاف مضاعفه قبل أن يترك الروب يسقط أرضا وتحرك بلهفه يسرع نحوها قبل ان تغلق الباب خطي بها داخل الغرفة وأغلق الباب خلفه مستند عليه بظهره وبدأ يغمرها بقبلاته الساخنه التي تذيب عظامها وتدفعها للأستسلام الكامل له..

❈-❈-❈

في الصباح، غاص الاثنان في نوم عميق بسبب السهر، لكن النور الذي اقتحم الغرفة جعلها تتململ في نومها بعدما شعرت بدفء يجتاحها، فتحت ندى عينيها لتجد نفسها محاصرة بين المفرش وجسد زوجها النائم. رمشت بعينيها ببطء وبدأت تعيد أحداث الأمس في ذهنها عندما قررت إعطاءه فرصة ثانية فركت عينيها ببطء وجلست بتكاسل، وعندما نظرت إلى الساعة بجانبها، انتفضت في مكانها بذعر مما جعله يستيقظ هو الآخر بقلق وسرعة يتسائل

= في ايه مالك خضتيني ايه اللي حصل نطيتي كده ليه فجاه .

تنهدت بإحباط وهي تردد بأسف 

= المنبه! الساعه ١٠ الاولاد فاتهم الباص؟ مش عارفه راحت عليا نومه ولا نسيت اظبطه امبارح اصلا اول مره تحصل معايا ويغيبوا انا مش معودههم على كده. 

تنهد مصعب براحة وأجاب قائلاً بعبث

= خلاص يا ندى حصل خير ما جتش على يوم هم مش في امتحانات يعني احنا لسه في بدايه الدراسه اصلا، هقول لك على حاجه انا كمان مش ناوي اروح الشغل تعالي ننام كمان ساعتين وبعد كده نصحى ونخرج كلنا ايه رايك .

أطلقت أنفاسها الحبيسة أثر قلقها ثم هتفت متلعثمة

= مـ آآ ما خلاص كده كده الساعه عدت مش هينفع حتى اوديهم بعربيه مش مهم بقى يغيبوا النهارده وخلاص.. مش عارفه ازاي ما سمعتوش ولا نسيته اول مره تحصل.

حدق في عينيها بقوة وقال ببطء وهو يتجول بنظراته في وجهها بشغف 

= هي فعلا اول مره تحصل عشان بقيلها كتير أوي ما حصلتش؟ عارفه احنا بقيلنا قد ايه بعاد عن بعض كده.. انا ممكن اصل اقول لك اخر مره حصل بينا الموضوع ده امتى.. مع أني كل مره برجع من السفر مخطط بلقينا بنتخانق، اقول لك كمان اعتراف في بدايه جوازنا كنت برجع مشتاق ليكي كمان أوي و ما بكونش عاوز منك حاجه غير أنك تاخديني في حضنك وبس .

انتبهت على حالها فرسمت الجدية على ملامحها التي توردت بحمرة قاتمة وتنحنحت بخجل قائله

=احنا مش قلنا مش هنفتح في القديم أنت تقريبا بتعاتبني دلوقتي على زمان صح.


الصفحة التالية