-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي لخديجة السيد - الفصل 4 - 3 - الأحد 13/10/2024

  

قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة 

من يقع بنفسه لا يبكي 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الرابع

3

تم النشر يوم الأحد

13/10/2024

تنهد مصعب بعمق قبل أن يقول بهدوء حازم 

= لا والله خالص، انا بوصفلك اشتياقي واني مش مصدق لحد دلوقتي انه حصل وكسرنا الحاجز.

عضت ندى على شفتيها وهمست بخجل

= ما تفرحش أوي كده اكيد مش الموضوع ده اللي هيرتب كل حاجه ويخليها كويسه 

اقترب منها حد الألتصاق واضعاً جبهته على جبهتها وهمس أمام شفتيها

=هشش انا مش عاوز افكر في اي حاجه جايه عاوز اسيبها تيجي زي ما تيجي انا تعبت من كتر شيل الهم والتفكير.. عاوز قربك وبس يا ندى...

❈-❈-❈

في السينما كانت ندى تجلس فوق مقعد الطاوله مع الأطفال ومصعب ذهب لشراء التذاكر، ثم انتبهت بانه يقف ويشتري عدد كبير من الحلويات، أخبرت اطفالها بان لا يتحركوا من هنا وذهبت الى زوجها متسائلة 

=مصعب هو انت بتعمل ايه؟ إيه كل الحلويات دي مش قلت هتقطع التذاكر بتاعه السيما

أجاب مصعب بابتسامة واسعه

= ايوه ما انا قطعت التذاكر خلاص بس قلت اجيب حلويات للولاد عادي يعني، اكيد هيطلبوها وهم جوه وهيعوزوا حاجه زي كده يتسلوا فيها .

بادلته الابتسامة بأخرى باهته وتحدثت بهمس حتي لا يستمع لها الأطفال الملازمة لهم

= ما هم مش بياكلوها على طول عشان غلط  بالذات مروان انا عامله ليهم جدول مسموح ياكلوها يومين بس في الاسبوع و حاجات بسيطه عشان كثر المواد الحافظه بتتعبهم.. هم لسه واكلينها امبارح.. وبعدين يحيى عنده حساسيه من الشيكولاته اصلا ولو كل باقي الحاجات مروان هيشبت ذيه وهو ممنوع على المواد الحافظه كترها عشان قلبه والعلاج اللي بياخده.. 

أجاب بصوت بطيء، مصدوماً من عدم معرفته السابقة بذلك

= يحيى عنده حساسيه اول مره اعرف.. كل الحاجات دي انا فكرت هيتبسطوا منهم وده اللي فكرت فيه وبس.

تنحنحت ندى واجابته بهدوء قائله

= ما انت يا ريتك سالتني قبل ما تشتريها، خلاص حصل خير يا مصعب مش مهم الحاجات اللي تنفع هناخدها ونخبيها واديها لهم اليوم اللي مسموح ياكلوا فيه وهقول انها هديه منك ساعتها، وباقي الحاجات عندك ولاد كتير حواليك اديها ليهم هيفرحوا بيها.

غمغم بأسف وهو يخفض رأسه بحرج كونه يعلم تلك المعلومات كلها عن أطفاله بالصدفه 
وذلك الشيء يزعجه بشده 

= تمام هعمل كده حاضر.. شوفي هتشيلي منهم ايه وممكن ياكلوا.. ودي التذاكر اللي قطعتها جبتلهم فيلم اكشن هيعجبهم أوي حلو

أسرعت بتحريك رأسها بالنفي وقد زاد توترها، ونظرت لزوجها وهي تتحدث باعتراض

= مصعب انت جايب فيلم في اكشن دموي و ضرب كتير لاطفال في السن ده، ما ينفعش طبعا يا حبيبي ولادك اي حاجه بيشوفوها على التلفزيون بيعملوها في بعض وانا أصلا بعداهم عن الحاجات دي تماما عشان ما يقلدوش اللي شافوه بالذات يحيى ممكن يضرب مروان في قلبه بالغلط.. لازم نفكر في الحاجات دي كلها وناخد احتياطاتنا مش كده .

نفخ بضيق وابتلع غصه مريره بجوفه وهو يردف بعصبية

= شوفي انتٍ عاوزه ايه يا ندى وانا اللي هروح اقعد جنب الولاد، طالما مش عارف حاجه عن عيالي وانتٍ إللي ما شاء الله خبيره 
والام المثاليه اللي بتاخد كل احتياطاتها وانا الاب اللي مش عارف اي حاجه لاني ما كنتش مسؤوله عنهم أصلا

رمقته ندى بنظرة حذر وهي تقول بهدوء 

= ممكن تهدى الناس بتتفرج علينا وطي صوتك هو انا لما احذرك ما نعملش حاجه غلط لعيالنا ابقى كده بحاول اقول لك انك اب مش كويس، انا بتكلم عادي انت ليه خدتها بالمعنى ده.. مصعب أهدي طبيعي انا ممشياهم على نظام وانت ما كنتش موجود فمش عارف واديك بتعرف اهو !!. فين الغلط بقى في كده ومتعصب أوي. 

تخلل شعره بيديه وحربه الإنسانية تطفو إلى السطح، وجاهد للتحكم بعبراته وبتنهيده حزينه عندما قال شارحاً

= عشان كل ما اعمل حاجه وانا نيتي افرحهم وافرحك تقلبيها عليا او تمام انا فعلا ما اعرفش حاجه عن ولادي! لكن تقريبا من ساعه ما جيتوا وانا مش عارف اي حاجه وكل حاجه بعملها بتطلع العكس غير ان في حاجات كثير بعرفها عن عيالي بالصدفه انتم ليه ما كنتوش بتقولوا ليا الحاجات دي اصلا .. بدل المواقف المستفزه دي اللي كل شويه احط نفسي فيها 

إلتفـتت تبتلـع ريقها بإزدراء، ثم هتفت بصوت جاد

= اكيد مش هتصل بيك مخصوص اقول لك ابنك عنده حساسيه من الشيكولاته اكيد هترد عليا وتقولي طب اعمل لك ايه ابعدي عنه الشيكولاته.. ولا ايه رايك ما فرجش عيالك على افلام اكشن عشان بيقلدوا اي حاجه يشوفوها في بعض وابنك عنده القلب، وقتها برده هترد عليا وتقولي ما انتٍ اللي قاعده معاهم ما تعملي ده.. ومش لازم تعرفيني فكنت بوفر على نفسي اسمع كلمه ملهاش لازمه.. ولانك حتى وقت اتصالاتك كنت عاوز بس تقعد تفضفض وتشتكي من التعب وبس وغيرك لا.

أطـرق رأسـه أسفًا وهو يـردد بخشونة متأسفـة

=لا مش كده يا ندى بس دي كانت غلطه مننا فعلا ولازم الحاجات البسيطه دي نشارك بعض بيها عشان يكون عندي علم، لكن دي اول غلطه بينا اكتشفتها انتٍ ما كنتيش مدخلاني في الصوره ولا بتشيليني حتى المسؤوليه وانا هناك.. تمام عشان ما نعملش خناقه وبالراحه كده قوليلي كل حاجه بعد كده من قبل ما اعرفها بالصدفه ممكن.

هزت رأسها بالايجاب دون تفكير وهي تردد

= حاضر لو افتكرت او جي وقتها هقول لك، هنروح ولا هنكمل السهره ونختار فيلم اطفال ليهم ينفعنا كلنا يكون عائلي .

بنظرة هادئة مخلوطة بالأسى تحدث وهو يقول مدعي الجمود

= لا خلاص يلا نكمل شوفي انتٍ الافلام!. وانا هروح اشتري فشار ده في حاجه 

أومأت بنعم دون تردد وهي تتجول بنظراتها في وجهه، ثم قالت مجدداً مبتسمه 

= ساده وملح قليل ممكن! عشان اي مكون إضافي في اضرار عليهم و لو فكرت تجيب لنفسك حاجه غيرهم هيشبطوا برده في اللي معاك وهيعوزا يجربوا.. عشان هم عندهم فضول ناحيه اي حاجه ودي اكبر مشكله بحاول اتعامل معاها.

شعر مصعب في تلك اللحظة بأنها كانت تعاني بالفعل مع الأطفال وتحمل المسؤولية الصعبة بمفردها، بينما الأخرى لم تحزن لنسيانه تلك الأمور كما ينسى معظم الأمور المتعلقة بها، بل ابتسمت لقابليته للحوار معها الآن وعدم إظهاره أي صد. أما هو كم كان ممتناً لفكرة أن تكسر ندى إحدى قواعد الصمت من أجله وكأنها تعتاد عليه أكثر مما سبق. تنهد بشيء من السرور ثم قال لها بعزم

= تمام فشار سادة خلاص، وبعدين بعد كده مش هتواجهي مشاكلهم لوحدك انا موجود هروح اجيب الفشار عقبال ما تختاري الفيلم .

❈-❈-❈

بعد مرور أسبوعين، فتح مصعب باب المنزل ليدخل عاد من العمل بينما ركض الطفل مروان بحماس وهو يصيح بفرحه 

= بابي جي.. هييييه

أغلق مصعب باب المنزل وهبط يحمله وهو يبتسم قائلاً بحنان 

= حبيب بابي اخوك يحيي وماما فين 

بدأ يتحدث مرددًا بتقرير مرح بطفوليه 

= يحيى في الحمام بيستحمى عشان بهدل نفسه بالدقيق من غير ما مامي تاخد بالها و زعقتله وهيتعاقب كمان لسه... ومامي جوه بتتكلم في التليفون مع تيته انا لسه مسلم عليها وقلتلها انها وحشتني أوي وقالت انها قريب هتيجي هنا عشان احنا كمان وحشناها .

عقد حاجيبة باهتمام وهو يستمع له وفي ذلك الأثناء خرجت ندى لتتفاجا بعودته وهي تقول 

= انت جيت امتى حمد لله على سلامتك ما حسيتش بيك .

كـز على أسنانـه والغيظ يمتلكه لأسباب يعرفهـا جيد بسبب خصام والدته المستمر ثم تسائل ببعضًا من الحدة 

= هو انتٍ كنتي بتكلمي ماما يعني بترد اهي امال مطنشاني لحد دلوقتي ليه؟ هي هتيجي فعلا هنا ولا بتقول كده وخلاص . 

صوته الخشن وصلها متحشرجاً خالياً من الروح فحاولت أن تخفي توترها وهي ترد مدعية الإبتسامة من فضول واهتمام حماتها بأدق التفاصيل عن حياتهم هنا  

= مش عارفه بس مروان وهو بيكلمها فضل يزن عليها عشان متعود يشوفها كتير هناك فمتهيا لي انها قالتله كده وخلاص يعني عشان ما يشبطش ويقول عاوز اروحلها، انت عارف والدتك ما بتحبش تتنقل من مكانها خالص 

هـز رأسـه نفيًا وتابـع بنفس النبـرة التي دبت اليأس في قلبه

= بس متهيالي بعد ما نقلتوا كلكم هنا اكيد هتحاول تيجي، و ربنا يهديها كمان و ممكن تصالحني.. هو انتٍ قلتلها ان احنا اتصالحنا و الأمور مشيت معانا كويس ممكن يعني تحن عليا شويه وتعبرني بدل الوش اللي هي قلبي عليا ده.

تقـوس فاههـا بسخرية مريرة، قبل أن يصدح صوتها وهي تتجه اتجاه المطبخ 

= مامتك تقريبا بتتصل بيا يوميا عشان تعرف كل تفصيله بتحصل ما بينا لانها حتى وهي هناك خايفه ان احنا نرجع زي زمان فاكيد عرفت، وهتصالحك أمتي للاسف ما عنديش علم بس اكيد انت أبنها الوحيد بعد ما اخوك التاني اتوفي الله يرحمه فهتصالحك.. سيبها بظروفها .

تحركت بالمطبخ بذلك الوقت تجاه البوتاجاز وهو خلفها ليجدها اخرجت صينيه السمك   امامه، تشنج وجهه علي الفور مرددًا

= ماشي، هو انتٍ عامله النهارده سمك على الغداء 

عقدت حاجيبها للاعلي ثم سألته بغرابة 

= ما قدامك اهو بحطه هو انت ما لكش فيه ولا ايه؟


الصفحة التالية