رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى 5 لنورا محمد علي - الفصل 52- 1 - الأحد 13/10/2024
قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر
من قصص وروايات
الكاتبة نورا محمد علي
الفصل الثاني والخمسون
1
تم النشر يوم الأحد
13/10/2024
كانت تتهدى في خطواتها تشعر بسعادة تنبع من داخلها، رغم انها لم تستطيع ان تجلس معه بالامس بمفردهم، إلا أنه ما أن ذهب إلى بيتهم حتى كان يتصل بها، يهمس بكلمات العشق والشوق يسمعها كلمات لم تتخيل أن تخرج من بين شفتيه وفمه الصارم.. يلوم على زوج خالته ومحاولة إبعادها عنه..
ولأنها تحدثت معه لوقت طويل وتعرف ان يومه مشحوناً، فاليوم سيأتي عمهم عمرو خفاجة حتى يشرف على انهاء الجناح خاصتهم وما ان اخبرها في سياق الحديث ان الجناح سيكون على الفيلا باكملها، حتى شهقت بصوت مرتفع وهي تقول:
_ بتهزر! هنعمل ايه في جناح بالحجم ده، اعتقد كفايه النص، النص الثاني يبقى لـ أدم
ابتسم وهو يقول: تصدقي فكرة؛ اوفر برضو
_ بتهزر طبعا
_لا يا قلبي بس فعلا هيوفر وقت كتير..
حينما وصل تفكيرها الى تلك اللحظه ابتسمت، لكنها عبست حينما اقترب منها احد زملائها وهو يقول
_ دكتورة داليدا تسمحي
نظرت له بهدوء تنتظر ان يكمل ما يقوله إلا أنه كان ينظر لها بإعجاب وهو يطيل الحديث في ذلك الموضوع الخاص باحد المحاضرات، ورغم أنها حاولت ان تنهي النقاش إلا أنه ابتسام وهو يتطرق لموضوع شخصي، ويسأل:
_ أنا طلبت قبل كده اتقدملك وانت رفضت الموضوع ككل، ممكن أعرف مين المفروض بالضبط؟ الوقت ولا الشخص؟
أتاه الرد الذي لم يتوقعه حينما وجد من يحيط خصرها بذراعه وهو يقترب ليمس جبينها بشفتيه، وينظر في عمق عين مالك وهو يقول:
_ الأثنين يا دكتور الوقت والشخص
_ مين حضرتك؟!
_ جوزها..
ازدرد مالك لعابه بصعوبه وكأن فمه تحول الى تراب، وهو ينظر لـ رحيم بدهشة ينقل عينه الى داليدا الا ان الحدة والغضب الممزوجين بالغيرة في عين رحيم جعلته يهزي بكلام لا معنى له، وهو يبتعد ويردد مباركة لم يستسيغ كلماتها او يشعر بها بل كانت كخنجر يطعن ثناياه، وهو يتحرك على غير هدى حتى كاد أن تصدمه سيارة..
بينما داليدا تنظر لـ رحيم بدهشة وهي تقول:
_ انت بتعمل ايه هنا؟
_ ايه يا قلبي مش عايزة تشوفيني؟!
_ انا اقدر بس انت قلت ان النهارده مشغول جدا
_ فعلا يا دولي مشغول جداً، بس لو انشغلت عن الدنيا كلها مش هنشغل عنك، ولا ايه يا دكتورة، وكمان محتاجه اتكلم معاكي.. محتاج نحط النقط على الحروف تعرفي عني اللي متعرفوش عشان اللي حصل قبل كده ما يتكررش، يعني في حاجات ممكن أتهاون فيها وفي حاجات مستحيل..
_أنت بتخوفني يا رحيم
_ لا يا قلب رحيم، انا برسي قواعد عشقنا هتركبى معايا و هبعت حد يوصل لك عربيتك لحد البيت
لم تستطع ان تعترض حينما وجدته يتصل بأحد الحراسات الخاصة بهم لأخذ السيارة ويعود بها الى الكمبوند، بينما هو أخذها إلى أحد المطاعم الفاخرة كان يجلس معها في احد الموائد التي تسمح له بأن يكشف كل المكان..
جلست تشعر بالخجل ولكنها كادت ان تشهق وهي تراه يمسك كفها، يرفعه الى شفتيه وهو يقول:
_ قلبي سرحان في إيه؟ مالك يا قلب رحيم
_ هاه.. لا ابدا بس ما قلتش لبابا
_ اكيد هيرفض..
نظرت له بصدمة دون أن ترد فقال:
_ آه يا قلبي اكيد هيرفض؛ انا عارف أونكل أدهم وتفكيره بيوصل لحد فين المهم تحبي تاخدي ايه؟
_اي حاجه، اللي هتاكله..
_ تمام..
اعطى الاوردر بما يريده وما انصرف النادل حتى ابتسم له ويقول:
_ اخبار دراستك ايه؟ مش عايز أي تقصير أو تراجع في المستوى، مش عايزين نسمع كلمة من ابوك أو يقول لي «بنتي كانت هتبقى معيدة وانت السبب»
_ما تقلقش انا مركزة
_ تمام بصي يا دولي، انت تعرفي رحيم ابن خالتك اللي اتربى معاكم، الأكبر منك بحاجه بسيطه، اللي طول عمره بيتعلم و حاطط في دماغه ان يبقى جونيور وحش، يعني ممكن اكون قاسي في بعض الأحيان، عنيف بس اكيد مش معاكي، بس A,B,C لما اغضب خدي ساتر..
_ انت بتخوفني
_ لا انا بنبهك يعني اوقات هتقبل كلامك وهسيبك تعلي صوتك وتنفعلي ومن حقك انت بشر مش آله بس أوقات هكون في حاله مش هتسمح وردي ممكن ما يعجبكش فالافضل لي وليكي في وقت غضبي تتجنبيني..تاني حاجه اللي بيني وبينك بيني وبينك مفيش حد في الدنيا من حقه يعرفه..
هزت راسها بموافقة فأكمل..
_ تالت حاجة ممكن اقول لك انا مسافر او عندي شغل في أي مكان ومش هيبقى المكان ده..
_ ايه؟ تقصد ايه؟
_ اقصد ان مهمتي ممكن تكون في الشرق وانا بقولك الغرب وما تسألش، لو جيت من المهمة متغير ما تحاوليش تقولي مالك، حصل ايه؟ لان في حاجات ما ينفعش اقولها، ممكن تجبرني ظروفي ان أبعد لفترة، بس هحاول أني أعوضك الوقت اللي هكون فيه فاضي هيكون ليك انت وبس، ليكي ولاولادنا، حياتي الخاصة معاكي انت وبس، لازم تكوني واثقة من ده، انا راجل مش بخون لان الخيانه مناقضة لي، حاجه ضد شخصيتي وانا متاكد انك نفس الشيء، ما اقدرش اقول لك مش هسمح لك لاني عارف تربيتك كويس وعارف نفسي..
_ حتى لو مش عارف نفسك يا رحيم، انا داليدا تربية سهر، جدتي أسماء مامتي الثانيه سهام تربية ادهم البيهي، احمد الديب يعتبر ابويا التاني انت قبل ما هتبقى جوزي انت في مكان..
_ لا حسبي انا عمري ما كنت في مكان اخوك، انا ممكن أكون أخ لدانا لكن انت لا ما عرفتش احطك في المكان ده، لو عرفت احطك فيه ما كنتش اتجوزنا انا مش جاي اخوفك ولا ازعجك انا جايه اوضح لك اسس الحياة اللي هتبقى بينا، أنا ضابط مخابرات ممكن اكون بشوف الموت في شغلي، المفروض عليا أبتسم لان العالم اللي حوالينا والناس اللي تعرفني عارفه ان انا رجل اعمال مدير تنفيذي في الديب جروب، ودي الصفه اللي هتعرفيني بيها اللي حواليك زمايلك اصدقائك ابن خالتي ومدير قسم في شركة الديب
_حاضريا رحيم واللي حصل قبل كده مش هيتكرر تاني انا ما كنتش اعرف ان خالتو ما تعرفش
_ وانت مكنتش هتعرف الحاجه الوحيده اللي خلتني اتكلم اني وعدتك اني اكون عندكم بالليل ولو ما جيتش كنت عارف دماغك هتاخدك وتوديك وتفكري في مليون حاجه مش هيكونوا صح انا لو مش بحبك دبلتي مش هتكون في ايدك ومش هشيلك اسمي
توقف مرغما حينما اتى النادل يضع الطعام امامهم ابتسم لها وهو يقرب منها احد الاطباق يطالبها بتذوقها ما أن أبتعد النادل حتى قال:
_ جربي ده يا قلبي هيعجبك أوي
ابتسمت وهي تلوك الطعام بهدوء تتذوقه وتستمتع بطعمه، استمرت الوجبة ما بين مدح رحيم فيها ومغازلته لها، وبعد وقت كان يوصلها الى فلتهم ويرجع لبيته، بعد ان اخبرها انه سيرسل لها بعض التصاميم تنتقي منها، قابلته امه بابتسامه وهي تقول:
_احضر لك الغدا يا حبيبي
_ لا يا ست الكل اتغديت مع داليدا
_ فين؟! اخذت اذن عمك ادهم وخالتك يا رحيم؟!
_لا ما كانش في وقت، وبعدين انا كنت قريب من الجامعه قلت افوت عليها اوصلها
_ممم.. على اساس انها مش معاها عربيه
_أيه سو هو وانا هلاقيها على مين ولا مين! انت ولا حمايا المستقبلي..
نظرت له جدته وهي تقول:
_دي الاصول يا رحيم لازم تستاذن من ولي امر خطيبتك لانه كبيرها وعشان عمك ادهم ما يقفش انت ما تعرفش امك عملت فيه ايه وهو خاطب خالتك سهر..
ضحك بصوت مرتفع وهو يقول:
_ يعني ايه؟ اللي امي تعمله هيتعمل فيا! المهم انا قلت لك يا سو اتفقت انا والوحش على أيه؟
_ لا ما قلتليش حاجه ولا الوحش نفسه قال لي حاجه
_ ما هو انا قلت له في التليفون لانه كان عنده شغل مهم الصبح، المهم كنت بكلم داليدا وقالت لي يعني ايه جناح على الفيلا كلها طب وادم لما يجي يتجوز هيتجوز فين؟ فقررنا ان احنا نقسم الفيلا من فوق نصين نص هيفضل متقفل مش جاهز ومتقفل خارجيا زي ما هو وجزء الثاني هيتم تشطيبه
اسماء شفت قلبها من ذهب، شايله هم ادم وبتفكري فيه وفيك ما تشطيب جناح كامل بحجم الفيلا محتاج وقت وفلوس قد كده
ابتسم رحيم على براءه جدته فهي ما زالت تتكلم بالفطرة، لا تدرك أن الخاتم الذي قدمه لداليدا يساوي ثروه قد تعادل ثمن تشطيب الجناح باكمله ولكنه ابتسم وهو يقول:
_عندك حق يا تيتا قلبها عليا انت عارفه احلى حاجه ايه يا تيتا ان داليدا واخده حته من قلبك واخده حته من سو، يعني انا اخذت نسخة أنثى الوحش بس سو مخربشة شوية..
_ يمكن ابوك بهت عليها يا رحيم
_ما اظنش امي جامده من يومها..
استمع الى صوت والده يقول: وايه ثاني احنا مش خلصنا وخطبنا لك مالك ومال اللي يخصني؟
ضحكت اسماء وسهام وهي تساله:
_ في حاجه يا قلبي؟ رجعت يعني!
_ ايه مضايقك امشي..
_ شوف الراجل حد يتضايق وروحه موجوده، المهم يا غالي كنت بتقولي هقول لك حاجه امبارح وما قلتش..
_ اه انت ما قلتش يا وحش طب تسمح لي اقول انا تعرفي يا سو ادم عمل ايه امبارح؟ راح كلم عمو عادل وقال له انا بحجز
_بيحجز ايه؟
_ ما تركزي يا سو ها يكون بيحجز ايه عجله؟ بيحجز اروى كان عايز يقرا الفاتحه امبارح الواد ده بادئ الموضوع بدري أوي
دخل ادم من الباب يضع حقيبه المدرسه في مكانها ويقول:
_ بس ما تقولش واد
_ ما بلاش عشان انا لساني طويل لو ما قلتش واد اقول ايه
_ تقول ادم يا رحيم بيه، عاجبك يا مامي أسلوب أبنك الكبير ؟
اقتربت منه لتضمه وهي تقول:
_ يا قلب مامي بتحبها؟؟
تلون وجهه وهو يقول:
_ في أيه يا وحش ما تشوف فوزية مالها..
نظرت لزوجها بغضب مصطنع وهي تقول:
_عاجبك، هو من يوم ما ناديت عليا كده وهو ماسكها لي…
_ امال لو عرفتي انا حبيب ماما اللي انت عماله تحضني فيه بيقول عليك بطه، وانا ابن البطه السودة وظبطني مع عمو عادل..
نظرت لادم بغضب مصطنع، فغمز لها لم تتمالك نفسها واخذت تضحك بصوت مرتفع، وهي تضمه بمحبه وتدعي له بالسعادة هو اخوه..