رواية جديدة رواية في فبضة فهد لهالة زين - الفصل 13 - 2 - الإثنين 25/11/2024
قراءة رواية في قبضة فهد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية في قبضة فهد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هالة زين
الفصل الثالث عشر
2
تم النشر الإثنين
25/11/2024
أنهت زينب المكالمة، وعقلها يضج بالتساؤلات. لم تكن تعرف ما الذي تمتلكه ليل، لكنها أدركت أنه ربما يكون بالفعل ورقة رابحة. أما ليل، فقد أغلقت الهاتف بابتسامة مكر، وهي متيقنة أن خطتها قد بدأت تؤتي ثمارها وهي تبعد يد محمود الخادم الأمين لزينب النائم علي الاريكه بجانبها .
❈-❈-❈
في الصباح
في الصباح الباكر، كانت أشعة الشمس بالكاد تتسلل عبر ستائر نافذتها. جلست ميلا على أرضية الحمام الباردة، تتأرجح ما بين القلق والخوف، وقد احتضنت اختبار الحمل بين يديها. كانت عقارب الساعة تبدو وكأنها تتباطأ، بينما حدقت في المؤشر الذي بدأ يتغير ببطء أمام عينيها.
تجمدت أنفاسها في صدرها، ويدها المرتجفة تكاد تُسقط الاختبار. ثم، فجأة، ظهرت النتيجة بوضوح: خطّان ورديان.
شعرت ميلا وكأن العالم توقف حولها. ارتجفت يداها، ورفعت عينَيها نحو السقف وهي تستشعر ثقل اللحظة. قلبها كان ينبض بقوة، وكأن كل خلية في جسدها تصرخ بالسؤال ذاته
"وماذا الآن؟"
تساقطت دمعة ساخنة على خدها، وهي تحاول استيعاب الواقع الذي أصبح فجأة أكثر تعقيدًا مما تخيلت.وهي تتذكر كلمات يمان القاسيه ليله أمس .
فلاش باك
وقف يمان أمام ميلا، ينظر إليها بنظرات حادة تحمل مزيجًا من الغضب والاضطراب بينما هي كانت تستعد للعوده الي الطاوله وسألها بنبره جافه حادة
يمان : أوعي تفأجيني وتقوليلي إنك حامل .
لم تسعفها جرئتها هذه المرة وطأطأت رأسها خجلًا، غير قادرة على النظر في عينيه أو الإجابة على سؤاله المباشر الوقح.
بصوت مرتفع ومتهكم رفع رأسها لتقابل صقراه زمرديتتاها.
يمان : سألتك سؤال واضح وصريح ، أنتِ حامل؟! ياريت تجاوبيني بصراحه .. ليه مش قادرة تردي؟
أبعدت هي يداه عنها بتقزز واردفت بإحراج
ميلا :إنت إيه اللي بتقوله ده.
ارتجفت ميلا تحت وطأة كلماته ونبرته القاسية، لكنها ظلت صامتة. عيناها امتلأتا بالدموع، لكنها حاولت أن تخفيها وهي تشد أصابعها على طرف حقيبه يدها بقوة وهي متشبثه بها أوصل به الجرأه والخسه أن يسألها هذا السؤال .
إحتدت نظراته عليها وهو يجدها صامته علي غير العاده .
يمان : مش قادرة حتى تواجهي حقيقه إنك تكوني حامل في إبني .. بصيلي على الأقل!علشان لو كنتِ حامل، يبقى لازم تعرفي حاجة مهمة جدًا... أنا مش عاوز أطفال منكِ. مش عاوز أي رابط يربطني بيكِ بعد اللي حصل ، أنا وافقت نتجوز بس عشان أصلح غلطتي معاكي علشان أنا مش خسيس ولا ندل ومش يمان الفهد اللي ما يقفش ورا اللي عمله ، لكن ده ما يعنيش إنه هيبقى بينا أي حاجة دائمة وخاصه لو كان طفل .
رفعت ميلا رأسها ببطء، عيناها تملأهما صدمة وألم ، كان قلبها يتفتت مع كل كلمة يقولها وتسمعها أذنها . حاولت أن تتحدث، أن تدافع عن نفسها، لكن الكلمات علقت في حلقها كالحنظل لاتريد أن تتزحزح للأمام أو للخلف وكأنها راضيه بكم الألم التي تتعرض له صاحبتها. فأردف دون أي أحساس لرده فعلها الصامته.
يمان :فلو كنتِ حامل فعلًا، أحسن حاجة تعمليها إنك تتخلصي منه دلوقتي قبل بعدين . أنا مش عاوز طفل يربط حياتي بيكِ. ولا تفكري إنك تستخدميه كحجة عشان تربطي نفسك بيا أكتر.
لم تستطع ميلا التحمل أكثر، فاندفعت دموعها وهي تخفض رأسها مرة أخرى، محاولة كتم شهقاتها. تركها يمان في تلك اللحظة وعاد الي الطاوله ، وبكل برود عاد ليستكمل طعامه بكل غرور وكأنه لم يغرز خنجرا مسموما بكلمات قاتله في قلبها ، تاركًا خلفه ميلا في مواجهة صعبه بين ألمها وجرحها العميق.
دون أن تنبس ببنت شفة، سارت بخطوات ثابتة وسريعة نحو باب المطعم. عيناها كانت غارقتين في الدموع، لكن ملامحها أظهرت صلابة وعزمًا جعل الجميع يتوقفون عن الكلام ويراقبونها بصمت.
ميلا : ماشي يابن الفهد ! ده علي أساس إني ميته في دباديبك وبجري وراك وعاوزة أخلف منك عيل واتنين ،أبقي قابلني لو شفت وشي تاني بعد النهارده .
مرت ميلا بجانب الطاولة التي يجلس عليها يمان وداليدا ويزن، لكنها لم تعرهم أي اهتمام. وكأنهم مجرد أشخاص غرباء لم يلتقوا بها من قبل. لم تلتفت، لم تتحدث، فقط تابعت سيرها خارج المطعم، وتركتهم غارقين في ذهولهم.
همست داليدا ليزن بإستغراب وهي تنظر إلي خروج ميلا المفاجئ
داليدا : دي ماشية كأنها شايلة جبل فوق كتفها! هو إيه اللي حصل..تكونش زعلت علشان أخدت اللحمه الضاني بتاعتها ؟
وضع يزن يده علي فمه يخفي كلماته بحرج من أخيه وأكمل بصوت هامس ساخرا .
يزن : الظاهر يمان عمل عملته السودا وضربلنا الليله الله أعلم قال أو عمل إيه ، المهم إنه ما عجبتش الليدي ميليا العماري ومشيت وسابتهاله مخضره.
أما يمان، فقد ظل ينظر نحو الباب الذي خرجت منه ميلا، ونظراته مزيج من الغضب والندم. قبض يديه على حافة الطاولة بقوة، لكنه لم ينطق بكلمة، وكأن صمتها كان كافيًا ليجعله يدرك أنه تجاوز كل الحدود.
فلاش باك إند
بعد ظهور نتيجه إختبار الحمل وظهور الخطان الورديان ، عادت ميلا إلى غرفتها بخطوات ثقيلة. أغلقت الباب خلفها ووقفت للحظات في النافذه تلتقط هوائا منعشا لشعورها بالإختناق ، كانت مترددة، وخائفه ، تحاول أن تنظم أنفاسها. شعرت بالحزن والاكتئاب ، فهرعت بسرعه إلى باب الشقه وأغلقت الباب بإحكام ، وكأنها تحاول أن تمنع العالم الخارجي من اقتحام لحظتها هذه.
عادت لغرفتها وجلست على طرف الفراش ، عيناها تركزان على اختبار الحمل الذي وضعته أمامها. كان المؤشران الظاهران يؤكدان ما كانت تخشاه.وأصبح حقيقي لها الآن وبعد بضع أشهر سيظهر للعلن .
عيناها امتلأتا بالدموع، وبدأ جسدها يهتز من شدة البكاء. رفعت يديها إلى وجهها تحاول أن تخفي ملامحها عن نفسها في المرآة المقابلة. كانت تشعر وكأن كل أحلامها ومستقبلها انهارا دفعة واحدة أمام هذا الواقع الثقيل.
وقفت فجأة وبدأت تسير في الغرفة ذهابًا وإيابًا، تحاول أن تستجمع أفكارها، لكن الخوف كان أكبر من أي تفكير عقلاني. فاردفت بحديث صخب مع نفسها كالمجنونه .
ميلاى: أنا هعمل إيه؟ إزاي هواجه ده لوحدي؟! يمان مش هيقبل بيه ده قابلني انا بالعافيه ... وأنا؟ أنا مش عارفة حتى أستوعب اللي بيحصلي ده .
انهارت على الأرض، واحتضنت ركبتيها بقوة، وكأنها تحاول حماية نفسها من كل هذا العبء. دموعها لم تتوقف، وصوت أنينها كان يمزق السكون في الغرفه .
بقيت على حالها لساعات، غارقة بين ندمها وخوفها من المستقبل المجهول الذي يلوح أمامها كعاصفة لا مفر منها.
❈-❈-❈
في النجع
انتشر الحديث في أرجاء النجع كالنار في الهشيم حيث جلس رجال النجع في ديوان مجلس الشيوخ الخاص بعائله الفهد يتبادلون النظرات ويتحدثون همسًا عن ميلا العماري زينه فتيات عمرها وبنت الخوجايه كما يلقبها البعض ، الفتاة التي أصبحت قصتها على كل لسان. لم يكن الحديث عابرًا، بل كان محملًا بالاتهامات والشكوك التي طالت أخلاقها وسمعتها.
فبنظرهم كيف ليمان الفهد، رجل العزوة والهيبة، أن يرتبط بفتاة تدور حولها الشائعات؟"