رواية جديدة رواية في فبضة فهد لهالة زين - الفصل 13 - 3 - الإثنين 25/11/2024
قراءة رواية في قبضة فهد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية في قبضة فهد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هالة زين
الفصل الثالث عشر
3
تم النشر الإثنين
25/11/2024
هكذا قالها أحدهم بصوت منخفض، لكنه وصل إلى مسامع الجميع وكأنه قنبلة انفجرت وسط المجلس.
رغم أن الأمر بدأ بشائعة أطلقتها ليل وزينب بدافع أيقاف الزواج لمصلحتهما الشخصيه ، إلا أنه انتشر بسرعة، وبدأ يكبر ككرة ثلج، حتى أصبح موضع نقاش جاد داخل عائلة الفهد والجميع بدأ يفكر جديا بإنهاء هذا الزواج .
رفض عائلة الفهد لهذه الزيجة أصبح حديث الساعة. كان الثأر قضية عميقة الجذور، لكنهم رأوا أن شرف العائلة أهم من أي قضية أخرى، حتى لو كان الثمن التخلي عن فكرة الزواج التي كان من المفترض أن تنهي صراعًا دام سنوات.
أحد الرجال: إيه رأيك في اللي بيحصل يا حاج عزام مسأله النسب دي ما عناخدش من وراها غير العار ،كيف نسمح لابننا يمان زينه شباب عيله الفهد وراجل الاعمال اللي صيطه مسمع في مصر كلياتها أنه يرتبط ببنت الخوجايه بعد الكلام اللي داير عليها في النجع ده ؟"
رجل آخر: بس النسب من بنت العماريه ... هو سبيلنا علشان ننهي قصه الطار بيننا. للأبد "
وقف عزام وضرب بعصاته الأرض ليصمت الجميع ويننظروا إليه وينصتوا الي حكمه .
عزام : لو وافقنا علي النسب ده الطار إكده يُنهى كرامتنا كلياتنا ، مش عيله الفهد اللي بارتباط ذه ده يُلطخ سمعتنا ويجعلنا مسخرة بين الخلج .
إحدي الرجال :تقصد إيه يا حاج بحديتك ده.
عزام :هتعرفوا كل حاجه في ميعاده و اللي فيه الخير يقدمه ربنا يا ولدي ،لموا الرجال وتعالوا المندرة بعد صلاه الضهر.
في ظهيرة هذا اليوم ثقيل الهموم، تجمع كبار عائلة الفهد بكامل هيبتهم ووقارهم في ديوان مجلس الشيوخ الخاص بهم . لم يكن الذهاب إلى بيت العماريّ قرارًا سهلاً، لكنه بات أمرًا حتميًا لإنهاء زواج يمان من ميلا، زواج رأوه مرفوضًا من كل جوانبه، حتى لو كان الثمن تجدد العداوة واستمرار الثأر.
أعينهم تحمل الغضب والكبرياء، وكلماتهم جاهزة لتُقال دون تردد. كانوا يعرفون أن هذا اللقاء لن يكون وديًا، بل سيحمل معه عاصفة من اللغط والمواجهة.
وصل رجال الفهد إلى دوار الحاج يحيي العماريّ وسط أعين أهل النجع التي تراقب بصمت من خلف الأبواب والنوافذ ما يحدث . كانت السيارات الكبيرة تقف أمام الدوار مثل إعلان واضح عن أهمية الحدث الذين جائوا بصدده .
دخلت الخادمه لداخل الدوار وهي تصفع كلا وجنتيها بخوف وتحرك شفتيها يمينا ويسارا عندما كانت تجلس زينب على كرسيها الوثير في بهو الدوار ، تتظاهر بقراءة صحيفة بين يديها بينما عيناها تلتمعان بتفكير عميق. دخلت الخادمة عليها بخطوات حذرة، وعلامات الارتباك بادية على وجهها، لكنها حاولت التماسك.
الخادمه : إلحقي يا ست زينب
لتصرخ بها زينب بغضب.
زينب :مالك يا محروقه بتجري كده ليه ..الدوار بيولع ولا إيه.
وقفت الخادمه تبتلع ريقها بتوتر واردفت
الخادمه : له مش الدوار ...ده النجع اللي قايد ناااار .
دون أن ترفع عينيها عن الصحيفة أردفت بخبث.
زينب : وإيه الجديد يا بت الفرطوس ؟ ومن إمتي كان النجع مش مشعلل، الناس دايمًا عندهم كلام وحديت . قولي اللي في بطنك وأخلصي يا حزينه "
ارتبكت الخادمه واقتربت منها وقالت بهمس
الخادمه : أصل رجاله عيله الفهد وصلوا بره للمندره ،وسمعتهم بيقولوا... بيقولوا يعني عن الست ميلا كلام مش كويس. بيقولوا سمعتها بقت شينه وإنها خاطيه وبصراحه كده عيلة الفهد رافضين الجوازة بسبب الحكايات اللي بتنتشر عنها في النجع كل يوم "
توقفت يد زينب عن تقليب صفحات الصحيفة، لكنها لم ترفع عينيها على الفور. أخذت نفسًا عميقًا، وظهر على شفتيها ابتسامة صغيرة بالكاد يمكن ملاحظتها.فأردفت بهدوء مصطنع
زينب : وهناخد إيه من بت الخوجايه غير الجرس والفضايح..إقلب القدرة علي فمها تطلع الشينه لأمها "
إندهشت الخادمه من رد سيدتها وكادت أن تتحدث لولا زينب التي هدرت بها بغضب
زينب :غوري من وشي بلغي سيدك الحاج يحيي باللي بيحصل خليه يلحق ضيوفه ويشوف هيعمل إيه في الوقعه المربربه دي.
هرعت الخادمه من أمامها بسرعه وهي تجري الي أن كادت تخطئ خطواتها .
الخادمه :حاضر يا ستي الحاجه
أغلقت زينب الصحيفة ببطء، ووضعتها على الطاولة. التفتت إلي خطوات الخادمة بنظرة حادة، لكن في عينيها بريق خفي من الرضا بما يحدث .ثم حدثت نفسها بثقه وهدوء.
زينب : مش مهم الناس تقول إيه، المهم إن الجوازة دي اتلغت خلاص، وأنا عملت اللي كان لازم أعمله عشان أحافظ على التوازن في العيلة دي . بت الخوجايه مكانها مش إهنه لازم تغور كيف أمها و ترجع لأصولها والخوجات اللي منهم .. وبالنسبة لعيلة الفهد، إحنا مش هنجبرهم على حاجة وهم اللي إختارو عداوتنا.
.
جلست زينب وحدها مع أفكارها. كان الرضا يغمر ملامحها، لكنها تعلم جيدًا أن تلك اللعبة لم تنتهِ بعد. فما حدث بين ميلا ويمان من علاقه قد يقلب الطاولة فوق الجميع إذا علم به أحد غيرها.
❈-❈-❈
في الداخل، وقف الحاج يحيي يستقبل رجال عائله الفهد بهدوء يشوبه التوتر. كان يعلم أن قدومهم ليس لمناقشة أمور عابرة، بل لحسم أمر يخص حفيدته ، وربما يمس شرف العائلة بأكملها.
عزام الفهد: ما توخذناش يا حاج يحيي جيناكُم اليوم من غير ميعاد سابق عشان نِتْكلِّم في أمر ما ينفعش يِستَنَّى."
بهدوء ما قبل العاصفه ،وبنبره شديده اللهجه إعتراضا علي ما سيحدث قال يحيي.
يحيي : البيت بيتكُم... قولوا اللي في قلوبكُم ..عساه خير يا حاج عزام "
عزام : بص يا حاج يحيي بالنسبة لموضوع النسب اللي ما بينا وجواز بتكُم من إبننا .. إحنا بعد ما شاورنا كبارات العيله بالموضوع بلغونا رفضهم لانهم شايفين إن الجوازة دي ما تنفعش، ومش هتحصل مهما كان ومافيش داعي للحديت عن الاعراض وإنت سيد من يفهم مقصدنا"
سادت لحظة صمت ثقيلة في المجلس، كان صوت أنفاس الحاضرين يكاد يُسمع. شعر الحاج يحيي العماري بالإهانة، لكن كبرياءه منعه من إظهار غضبه.
يحيي : نفهم من كلامكم إكده يعني إنكُم رافضين الصلح اللي سعينا له؟ ولا بتقللوا من قيمة عيلتي باسم الأعراض والعادات والتقاليد بتاعتكم ؟"
وقف عزام بإحترام لكبر شأنه وسط عائلته وأردف
عزام : حاشا لله يا حاج يحيي أنتوا مقامكم عالي وعيلتكم بره الشبهات ..بس بت الخوجايه .
هنا احتدّ النقاش بينهم ، وأصبح الحديث ملئ بتلميحات جارحة مبطنه ، وقف الحاج يحيي هو الآخر بعد أن ضرب الارضيه الرخاميه من تحته بعصاه الغليظه بشراسة يدافع عن حفيدته ، ولم يرضي بقبول بأي حديث يهين كرامتها أو يمس شرفها .
يحيي : أسمها ميليا سعد يحيي العماري يا حاج ، بنت سعد بيه العماري وحفيده الحاج يحيي العماري وزينه بنات النجع والصعيد كلياته. واللي يقول في حقها كلمه شينه انا أحش رقبته وانت خابر الحديت في الشرف حدانا بتطير فيه رقاب.
مسد عزام علي كتفه بتفهم وأردف
عزام : بس إنت خابر يا حاج الصلح ما يكونش على حساب الشرف.الكلام اللي داير في النجع كفاية إنه يخلي الجوازة دي مستحيلة من ناحيتنا
رفع يحيي سبابته أمام الجميع مدافعا عن حفيدته .
يحيي : حفيدتي أشرف من الشرف نفسُه، وكل اللي سَمعتوه مجرد كدب وافتراءات عليها ،وأديكم شوفتوا كيف كانت عايشه هي ووالدتها .. ومن هو خالها . يعني حفيدتي مش هينه علشان تتكلموا في شرفها وتخوضوا فيه وأني بنفسي هدفعكم تمن كلامكم ده كتير يا ولاد الفهد بس لما أعرف أولا من هو مروض الإشاعات دي عن بتنا وخرجت من بيت مين في النجع .
في هذه اللحظة، كان قلب زينب يخفق بشده وهي تسترق السمع من بعيد. لم تكن تدري ماذا سيحدث، لكنها شعرت بأن عاصفة جديدة ستقلب حياتها رأسًا على عقب.وأن أخيها لن يصمت هذه المره كما فعل بالسابق .
في النهاية، غادر رجال الفهد دون أن يتراجعوا عن موقفهم، تاركين خلفهم أجواءً مشحونة بالعداء. بات واضحًا أن النجع لن يهدأ، وأن الصراع بين العائلتين على وشك أن يشتعل من جديد.
❈-❈-❈
كان يحيى يتوسط المجلس الكبير جالسًا وسط رجاله، ينفث دخان غليونه بهدوء يُخفي تحته بركانًا من الغضب. صمتٌ مطبق كان يسيطر على المكان، لا يُقطّعه إلا أنفاس الحاضرين الثقيلة ونظراتهم التي تتراقص بين التساؤل والقلق.
رفع يحيى رأسه فجأة ونظر إلى ولده ياسر بنظرةٍ حاسمة.وأردف بلهجه آمره
يحيى : إسمعني زين يا ولدي ونفذ اللي هقولك عليه بالحرف .
إقترب ياسر وجلس بجوار والده واردف
ياسر : أؤمرني وامرك نافذ يابوي .
مسد يحيي علي كتف ولده بفخر فهو أصبح كل ما تبقي له الآن.
يحيي: عشت يا ولدي..أنا عاوزك تآخد رجالتنا وتتدلي علي مصر تجيب بت أخوك وتوك تعود وبأسرع وقت ممكن ما يهمّنيش إيه اللي ممكن تواجهه هناك. عِزّ العيلة وكرامتها مرهونين باللي تعمله دلوقتي وتبحثلي عن المحروق ولدك وتشوفه في أنهي غورة تآخده وتبلغه إن كتب كتابه علي بت عمه الخميس الجي ."
ياسر بجدية واحترام
ياسر : حاضر يا بوي، لكن عاوز أعرف... لو رفضت تجي أو خالها منعها وإنت عارف إنه واعر وممكن يعادينا ويقلب علينا وراجل بالتقل ده هتبقي قلبته واعره ؟
بنظره حازمه حاسمه أخبره
يحيي: ما فيش حاجة اسمها ترفض! ميلا تبقي بتت أخوك يعني بت العماريه ، بيت أبوها إهنه يبقي مكانها إهنه بينا وهتتجوز ولدك غصب عنيها ودخلتها هتكون بلدي علشان النجع كلياته يشهد علي طهارتها ويتخرسوا ويحطوا لسانتهم جوا خشمهم . لو أي حد حاول يقف في طريقك، دوسه برجلك ،ده شرفنا اللي بينداس تحت رجلين ولاد الفهد يا ولدي ، حتى لو اضطرّيت تواجه ولد الشمري بذات نفسك.بس ما تعاودش من غيرها.
أومأ ياسر برأسه ونهض على الفور، في رحله محفوفه بالمخاطر نحو القاهرة ، عقله مثقل بالافكار ووجهه يعكس تصميمًا قويًا على تنفيذ وصية أبيه. كان يعلم أن المهمة لن تكون سهلة، خاصة مع وجود آدم في الصورة والذي بدا واضحا أنه لن يفرط بإبنه أخته بسهوله ، لكنه كان مستعدًا لأي شيء لحفظ اسم العائلة ومكانتها.
في هذه الأثناء، كان يحيى يتابع خطوات إبنه الوحيد بعينين مليئتين بالقلق والغضب، يهمس لنفسه
"ميلا ما لهاش غيرنا... واللي يظن إنه يقدر يكسر ولاد العماريه بيها يبقي واهم.
❈-❈-❈
في هذه الاثناء وقفت ميلا أمام نافذة غرفتها تحدق في الأفق البعيد مع صديقتها المقربه يتبادلان أطراف الحديث حيث تتراقص أنوار مصابيح الحاره الضيقه تحت سماء الليل. كانت أنفاسها هادئة، لكنها تخفي عاصفة مشاعر لا تهدأ. عقلها يطوف بأفكار لا تتوقف، وكلما فكرت أكثر، ازداد الألم الذي يعتصر قلبها أكثر .
أمامها، كان الطريق إلى فرنسا يبدو الملاذ الوحيد. هناك، عند جدتها الفرنسية، قد تجد السلام الذي تفتقده هنا. ربما بعيدًا عن النجع، حيث يمكنها البدأ من جديد ..بعيدًا عن يمان بعيدا عن الأعين التي تراقبها والألسنة التي ستلوك سيرتها بعدما ستظهر آثار الحمل بعد بضعه أشهر .
داليدا :إنتي لسه برده مصممه علي اللي في دماغك ؟
نظرت الي صديقتها بعجز وعانقتها بشده .
ميلا : يمكن السفر هو الحل... يمكن هناك أقدر أعيش بعيد عن كل ده. بعيد عن يمان، عن كلام الناس، عن ألمي اللي مش راضي يهدى من يوم ماما ما سابتني هستقر هناك وبعدين هبعت لخالي يبعت لي يوسف .
كانت فكرة الهروب تُشعرها بمرارة أكبر. هل ستترك كل شيء خلفها؟ أخيها ، خالها ، وحتى كرامتها التي لطالما دافعت عنها؟
كانت ميلا عالقة بين خيارين كلاهما مر. وبينما كانت تغرق في دوامة تفكيرها، لم تكن تعلم أن القدر يخبئ لها شيئًا جديدًا، وأن حياتها ستنقلب رأسًا على عقب قريبًا.
أخذت داليدا بيدها وساعدتها على الجلوس علي طرف الفراش بينما كانت يديها ترتجفان وهي تلمس بطنها برفق، وكأنها تحاول استيعاب الحقيقة التي أُلقيت عليها فجأة. حملها لم يكن مجرد خبر عابر، بل نقطة تحول كبرى في حياتها، وقرارها بالسفر بات أقرب إلى الضرورة.
بينما جلست هي على الكرسي المقابل، تنظر إلى ميلا بعينين ممتلئتين بالحنان والقلق. حاولت أن تخفي مشاعرها، لكنها لم تستطع أن ترى صديقتها بهذا الانكسار دون أن تمد لها يد المساعدة فأردفت بهدوء يملأه الحزم.
داليدا : بصي يا حبيبتي السفر مش ضعف، دي خطوة شجاعة. ولو هروبك من هنا هو الحل عشان تحمي نفسك وتحمي اللي في بطنك، يبقى لازم تعمليه.
اختنقت ميلا بالبكاء وهي تعري نفسها أمام صديقتها فهي تخاف أن تجابه القادم وحيده دون سند .
ميلا : بس، أنا خايفة يا داليدا... خايفة من كل حاجة. خايفة من بكرة، من الناس، ومن يمان، أول مرة أحس بالخوف والعجز كده .
قاطعتها داليدا بحزم
داليدا : يمان لو يهمه يعرف بالحمل هيعرف لما يبقى مستعد. دلوقتي، فكري في نفسك. فكري في اللي جاي. وأنا هنا مش هسيبك لوحدك. أول ما ألاقي فرصة، هجيلك فرنسا. ما تخافيش، مش هتبقي لوحدك أبدًا.
ارتفع صوت ميلا بالبكاء، ودفنت وجهها في كفيها. اقتربت داليدا منها وجلست بجانبها، وأحاطتها بذراعيها كما لو كانت تحاول أن تضع حجابًا من الأمان حولها.
بابتسامة مطمئنة وعناق دافئ اردفت
داليدا : هتقومي وهتبقي أقوى. وهتعرفي إن اللي بيحصل دلوقتي ما هو إلا اختبار. ولما تهدي الدنيا، ساعتها هنلاقي حل لكل حاجة. المهم دلوقتي، ادي لنفسك فرصة تانيه علشان اللي في بطنك.
كان في كلمات داليدا دفء العائلة التي لم تجدها ميلا أبدًا. رغم ألمها وخوفها، شعرت ببصيص أمل، وكأن صديقتها أعطتها القوة لتأخذ أول خطوة نحو المجهول. نظرت إلي النافذه كان القمر يشع نورًا خافتًا، وكأن السماء نفسها تراقبها بصمت، تنتظر أن ترى ما ستفعله في وجه العاصفة القادمة.
❈-❈-❈
جلس يمان في غرفة الطبيب الذي قام بتحليل إثبات النسب ، يديه متشابكتان وعيناه شاردتان في الأفق. كانت مشاعره خليطًا من الغضب، الخيانة، والارتباك. جلس الطبيب خلف مكتبه، متفهمًا تمامًا ما يمر به يمان، لكنه يدرك أن عليه تهدئته وطمأنته بأي وسيلة، حدق في عينيه المثقلتين بالغضب والحيرة. كان يعلم أن الحديث الذي سيقوله الآن سيشعل نارًا جديدة بداخله، لكنه لا يستطيع كتمان الحقيقة التي يعرفها.
هدر الطبيب بصوت جاد وجاد
الطبيب : يمان بيه ، في حاجة مهمة لازم تعرفها. أنا شخصيًا مؤمن إن زوجتك الله يرحمها بريئة من كل التهم اللي وجهتها لها.