-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة نصف عذراء لخديجة السيد - الفصل 7 - 3 السبت 16/11/2024

  

قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة نصف عذراء كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة 

نصف عذراء

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل السابع

3

تم النشر يوم السبت

16/11/2024

تأملتها بنظرات حزينه ملأت حدقتيها، فتشعر بأنها كانت قليلة الحظ فيما يخص شئون العائلة والزواج وكأن الشقاء و الهموم قد ترك بصمته على وجهها، فكانت محقًة في الجزئية الأخيرة الاثنين أخطأوا والاثنين أيضاً يبحثون عن تصليح الأمور ومن ينتظر النتيجه بالاخير للفرصه الثانيه 


بالنسبة لها مر الوقت بطيئًا محملًا بالمشاق والتعب فما إن تنتهي من إنجاز شيء حتى تنتقل لآخر وهي بالكاد تحاول البحث عن قليل من الراحة وسط كم المهام التي ألقت فوق رأسها منذ الصغر.. 


بينما صممت أمل على اقتراحها بجديةٍ صادقة 


= حبى زوجك يا حنين فكري تدي فرصه تانيه وقولى لنفسك عيشى السعادة في الحلال مع زوج محب، عيشي أجمل ما في الحياة بحب وعلي كل ذلك انتٍ مأجورة من رب العالمين، خير نساءكم الودود التي تتودد لزوجها، قربى من الله بطاعة زوجك بالحب


ابتلعت غصة مريرة في حلقها، ولم ترد انما ظلت شارده الذهن آملة أن يأتي اليوم الذي تشهد فيه ابتهاجها بالفعل، و رغم قدوم أحدهم خصيصًا لأجلها.. لكنها ما زالت مترددة . 


❈-❈-❈


تولت الأيام مع حنين متابعة انجاز كل الأعمال المطلوبة من قبل الطبيبة في التحسن بحالتها النفسيه للأفضل، وترتيب حالتها لاحقاً بشأن اتفاقيات جديدة مع طارق الذي قد اتفقوا عليها هو والطبيبه في السر فحتى الآن لم تعطيه حنين اشاره واضحه في اكمال علاقتهم وهو لم يضغط عليها بأمر من الدكتورة أمل رغم أنه يشعر بالضيق وعدم الصبر ليعرف قرارها النهائي خصوصا بأن الشهر قد مضى..


ولكنها لم تستطع المضي بالكامل بسبب افتقادها لطارق الذي لم يكف يوماً عن القدوم معها والاطمئنان على أحوالها لكنها بكل تاكيد لم تظهر ذلك.. لكن لم تستطيع إنكار أنه كان رجلاً بحق فرغم كل ما حدث ما زال جانبها ويساعدها في التقدم والشفاء من تلك الحاله.


❈-❈-❈


في عياده الطبيبه امل، نهرها طارق بنظرة صارمة من عينيه 


= طب لما هو الحمد لله بقى في تحسن في حالتها كبير، ليه لحد دلوقتي منعاني اتكلم معاها عن موضوع رجوعنا لبعض او هي حتى تلمح لحاجه زي كده؟؟ خلاص فات ثلاث أسابيع وما فاضلش غير أسبوع واحد الخوف لبعد كل ده واللي عملته تطلب الطلاق وتصر عليه 


ردت عليه الدكتوره أمل بهدوءٍ


= عشان لو كنت كلمتها في الموضوع ده حاليا كانت هتفكر انك بتعمل كده مخصوص عشان بس مصلحتك مش مصلحتكم انتم الاتنين! و عشان تثبتلها انك اهو رغم انك عارف عيوبها جبتها عند دكتور نفساني ولسه جنبها، الحاله النفسيه اللي كانت فيها كانت هترجم اي فعل كده 


قد ارتخت تعابيره المشدودة نوعًا ما وهو يقول بصدق 


= بس انا والله ما اقصد كده لو في نيتي كده هكمل معاها ليه من الاول! انا بعمل كده عشان بحبها فعلا انا نفسي نكمل مع بعض وبحاول اكفر عن الذنب اللي عملته واتسرعت بدل ما فعلا احاول اركز باسبابها ايه للموضوع ده بس هي ما كانتش بتديني برده الفرصه 


أشارت الدكتورة بيدها مؤكدة وهي تقول 


= انا فاهمه كل ده وبحاول اوصله ليها على فكره في كورسات علاجنا اوقات، على العموم الفتره اللي جايه فعلا لازم تبدوا تتكلموا في موضوع علاقتكم عشان نبدأ ندخل على مرحله علاج تانيه..


زفر بتأففٍ وأصوات الهمهمات المتداخلة تحاصره من كل جانب وهو يردد بحذر 


= هو مش حضرتك قلتلي من ناحيه العقد اللي كانت فاهماها غلط وهي صغيره او كبيره و المواقف كانت بتتعرضلها من اهلها دي خلاص اقدر أقول انها اتحلت وهي ابتدت تفهم الصح يبقى ايه اللي فاضل.


منحته الدكتورة أمل نظرة داعمة وهي ترد بجدية 


=اللي فاضل اهم نقطه في حياتها بعد الجواز او الجوز نفسه هتبدا تطبق عليه المفاهيم دي ولا هترجع لنقطه الصفر تاني، وده لسه لي كروس علاج تاني هندخله على حسب رغبتها هي.. عشان كده حاول تفتح معاها الموضوع قريب وتشوف هي محدده ايه في علاقتكم بعد كل المشوار اللي احنا مشينا معاها فيه.


❈-❈-❈


في أحد المطاعم الصغيرة صارت حنين شاردة، واجمة كأنها ترسم التعاسة علامتها على وجهها الحزينه وهي تستحضر في ذاكرتها الأوقات الأخيرة التي جمعتها مع طارق قبل أن تقرر الانفصال.. أحضرها من تفكيرها المشحون نبرة زوجها المتسائلا


=عجبك المكان لو مش فاكره، اول مره خرجنا مع بعض كان هنا بعد ما اتخطبنا وكان معانا اخوكي ومراته.. كنتي طول الوقت ساكته و مكسوفه بس انا كان نفسي أوي اتكلم معاكي واعترفلك بحاجات كتير كنت مستني اللحظه دي قد ايه.. بس اخوكي الله يسامحه ما كانش مديني الفرصه دي.. تفتكري ساعتها لو كنا اتكلمنا كانت في حاجات كتير هتتغير.


استنشقت الهواء بعمقٍ، وردت باقتضابٍ


=قصدك يعني لما تعترف بإللي جوالك وانك بتحبني! ما اعتقدش ان حاجه كانت هتتغير لان محدش كان عارف اللي هيحصل قدام وانك هتتجوز عليا ولا ان ممكن صاحبه عمري تخوني حتى لو كانت اتجوزتك وما عملتش حاجه غلط فده هيفضل بالنسبه لي حاجه كبيره أوي.. 


ابتلع ريقه بصعوبة وأجاب بصوت هاديء وعاشق 


= حنين أنا بحبك.. أنا أسف عن تسرعي وان انا ما لقيتش غير صاحبتك عشان اوجعك اكتر مره بجوازي ومره تانيه لما اخترت هي بالذات! انا مش هدافع عن نفسي لاني مش هقول حاجه زياده عن اللي قلتها باللي فات.. بس أنا أسف عن ظلمي ليكي.. أنا أسف اني سمحت لنفسي اضعف لواحده زي دي او لوسوسه شيطان في لحظه واروح اعمل غلطه زي دي من غير ما افكر في عواقبها.. أو فيكي، بس انتٍ اكيد متاكده أن دلوقتي بصلح اهو أرجوكي سامحيني.. أنا عاوز أعيش معاكي ومع ابني أو بنتي اللي جاي مش عاوز أبعد عنك لحظة واحدة.. أنا بعشقك يا حنين ومش عاوز ابعد عنك 


صمتت لم تعرف بماذا تجب هي تخشاه أن تخوض تلك التجربة مرة اخرى وربما يكسر قلبها من جديد، ليقول بإلحاح 


= بلاش سكوتك يا حنين انا سبتك أهو اكتر من شهر براحتك تفكري وتشوفي ايه اللي يناسبك وحتى كمان اقترحت موضوع الدكتوره لينا احنا الاثنين فاظن انا عملت كل حاجه ممكن تاكد لك ان انا فعلا ندمان ولسه شريكي.. وحياة أغلى حاجة عندك سامحيني، انا مش قادر أكمل من غيرك 


مسحت دمعة نافرة من طرفها، وسحبت نفسًا عميقًا لتطفئ به لهيب شوقها إليها، أثناء استماعها لما قاله فحررت أنفاسها المختنقة هاتفه


= مقدرش أنسي اللي عملته فيا بصراحه كل ما افكر اسامح اخاف تعملها تاني وتقول لحظه ضعف ومين عالم مين اللي جايه هتكون قريبه مني قد ايه شوفت انت حتى وصلتني لايه ان انا مش عايزه ادخل حد جديد في حياتي.. انت كسرت قلبي و سبت جوايا جرح مقدرش أنساه بسهولة، او صحيت فيا جرح قديم بعملتك دي 


ليتحدث وهو ينظر إليها برجاء و بتوسل 


= وحياة ابننا اللي جاي اديني فرصة أعوضك بيها عن اللي فات! 


ساد التجهم على تعابير حنين وقالت بصوتٍ مال للانكسار


= صعب أسامحك بسهولة، أخاف تعمل فيا اللي عملته، انت .. انت خلتني أخاف حتى اني أثق في نفسي مش فيك


استدار بجسده نصف استدارة، وهو يقول في تحفزٍ يشوبه الضيق


= اسف يا حنين صدقيني انا ضعفت مش اكتر انا محبتهاش، زينه كانت بالنسبالي انتقام لكرامتي كانت قربت مني في الوقت اللي انتٍ بعدتي عني فيه في كل مشكلة بينا وانتٍ بتهربي قاصده وما تنكريش ده.. وهي كانت بتسمعني وتتجاوب معايا في الكلام بطريقة خلتني احس انها فاهماني اكتر من نفسي 


ضحكت بوجع وأجابت علي طارق رد جعلته يتصدم ويدرك أشياء كثيره هم الاثنان لم يلتفتون إليها في شخصيه زينه الا متأخراً، فقالت بثقة 


= انت ليه اتجوزتها يا طارق عشان شوفت فيها اللي انا كنت طول الوقت بمنعه عنك و بحكيه ليها، فشفتك الملاك اللي انا رسمته ليها بكلامي ووصفي، كنت فاكرة انك مش شايف ولا هتشوف غيري يا طارق بس للاسف في اقرب خلاف بينا وهي استغلت الفرصه من غير تفكير، بذمتك في حقاره اكثر من كده ومهما كانت اسبابكم! 


بدأ ما تفصح عنه كالنكبات التي تُحدث المزيد من التصدعات في علاقتهما معا، وكأن الفجوة بينهما تزداد اتساعًا، تنهد بعمقٍ وقال في صوتٍ شبه لائم


= أنا مش عاوزه اجبرك على حاجة بس أنا عاوزك تتأكدي اني بحبك وهفضل أحبك .. 


رغم شعور الضيق الذي اجتاحها لحظتها إلا أنها تغلبت على مشاعر الضعف هذه وقالت  بإصرارٍ معاند تخفي به حزنها


= انا مش عارفه بجد مطلوب مني اسامح ولا ادي اعذار لمين ولا لمين؟ لأمي اللي كانت هتضيعني بس عشان كانت بتقلد كلام جاهل مالوش لازمة! ولا ابويا اللي مش بيفكر غير في مصلحته وبس .


هز رأسه بعدم معرفة وهو يقول بتبرير


= يمكن هي معذورة بتدور على مصلحة بنتها خايفه زيها زي ستات كتير بتعمل كده ومش عارفه الخطر اللي بيتعرضه ليه ولادها.. وفاكره بالطريقه دي بتحاوط وتحافظ على بنتها 


تطلعت نحوه ونظرات القهر في عينها ظاهره فقالت بصوتٍ شبه مختنق 


= مصلحه بناتنا في اننا نواعيهم بالكلام و النصيحة وتبقى الأم صاحبتها مش عدوتها، تعرف مش المفروض دايما بيقوله اهالينا لما تبقوا عندكم ولاد هتعرفوا قد ايه احنا بنحبكم وبنعمل كل ده عشان مصلحتكم اهو أنا بقى الأمور حصلت معايا بالعكس اول ما حملت حسيت أن هكون أم عرفت قيمه إللي كانت بتعمله معايا وللاسف ما عذرتهاش هي ولا ابويا... لان اول حاجه حسيتها ناحيه ابني او بنتي اللي جايين الخوف ان انا اعمل كل حاجه عشان اساعدهم مش اضرهم باسم الحب .


لاحقها بحديثه، بطريقةٍ أوحت برغبته في التودد إليها بتفكير بصوت عالي 


= مش ملاحظه انك بتبلغي شويه يا حنين طبعاً معاكي حق ولو اللي انتٍ بتحكي فيه ده  ما كانش ضرك بالطريقه دي من زمان ودلوقتي مش عارفين نحل مشاكلنا من تحت رأس عمايلهم فيكي.. بس صدقيني لو جيتي تواجهيها مش هتعرف تستوعب انه غلط هي اتربت في الزمن ده كان بيحلل وكله بيعمل كده يمكن لو احنا مكانها برده كنا هنعمل كده في ولادنا.. انا مش بحلل طبعا بس مش عاوزك توصلي للمرحله انك تكرهينا عشان حاجه فعلا عملناها واحنا مش مدركين 


بدأت تدمع وتبكي وهي تسمع كلامه لكن بكائها ذاد وهي تشعر بان ذلك الحديث جاء متأخر.. ظلت قليلا هكذا حتى توقفت عن البكاء بهدوء وبدأت تفكر في حديث الطبيبه الذي بقى داخلها أنها تريد ان تسامح وتعطي فرصه ثانيه؟؟ 


لكن دائما تضع طارق في مقارنه بينه وبين والدها لذلك تريد ان تنفصل عنه حتى تفعل ما رغبت أن تفعله والدتها.. لتخرجه من حياتها بلا عوده لكن يجب أن تعلم شيئا مهم للغايه بان طارق ليس والدها وهي تنتقم هنا من الشخص الخطأ .


نظرت له من بين دموعها المنسابة وقالت بنبره مؤلمه للغاية 


= يمكن، مش عارفه انا بدات افكر في كلام الدكتوره اللي انا بعاقبك ومسره ما ارجعلكش عشان شايفه فيك صوره بابا وكان نفسي ماما تعمل ذيي من زمان.. معقده بقى طلقني احسن يا طارق وابعد عني. 


قلب طارق اتقبض وهو ينظر إليها وعنيه بتلمع لكنه، رد عليها بحنية وهو يمسح دموعها بيده 


= حنين أنا بحبك اوي واوعدك اعيش مخلص ليكي طول عمري لحد ما اموت.. عشان كده عمري ما ايأس او ازهق وهفضل دايما عندي امل انك تسامحيني الإنسان بيغلط وانا غلطت واعترفت بغلطي وطلقتها و ندمان و انا عايز منك فرصة واحدة بس اثبتلك فيها اني بجد بحبك واني مقدرش اعيش من غيرك وانك أجمل حاجة حصلتلي في حياتي.. وحقيقي لو الزمن رجع بيا عمري ما هفكر اكرر غلطتي تاني . 


كانت تنظر إليه بحيره هل توافق أم ترفض لكن قلبها رغم عنه بدأ يحن له من جديد وانها ما زالت تحبه، ومن بدايه اهتمامه الذي عاد من جديد وبهذة بسرعه وبدأ يساعدها رغم كل ما فعلته من أخطاء تجاهه إلا انه لم يتركها بل ساعدها في مرحله الشفاء لتغير قيم و مفاهيم كانت تتشكل داخلها عقد كثيره تمنعها من ممارسه حياتها بالشكل الصحيح...


الصفحة التالية