-->

رواية جديدة أرهقته حر با لتوتا محمود - الفصل 17 - 1 - السبت 30/11/2024

  

رواية أرهقته حربًا الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية أرهقته حر با الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة توتا محمود


الفصل السابع عشر

1

تم النشر بتاريخ السبت

30/11/2024


قطع خيوط أفكارها صوت نداء شخص تعرفه جيداً  ، نظرت نحو السيارة التى تقترب منها بسرعة  ، ونظرت لها بصدمة ولم تعرف كيفية التحرك كأنها معاقة حركيا  ، مما شعرت بأحد يمسك يـ ـدها بلهفة من الخلف  ، ودفعها بقوة إلى الخلف  ، كاد أن تقع ولكن أمسكها جيداً  ، جعلها تقع في أحـ ـضانه  . 


نظرت بصدمة الى السيارة التي تقود بسرعة جنونية  ، ولم تتوقف ابداً  ، نظرت الى الشخص الذى انقذها و وقعت فى احـ ـضانه جدت «نوح» الذى عانـ ـق وجهها بيـ ـده وهو يتفحصها بقلق  :  


ـ انتِ كويسه يا حبيبتى حاسة بحاجة؟؟  . 


هزت رأسها بلا  ، وهى تبتعد عنه وتنظر اتجاه الشخص الذى ناده اسمها بصوت عالى جعلها تنتبه من سرعة السيارة التى تقود اتجاها  ، ولكن لم تجده  ، كأنه سراب واختفى  .. 


ولم تفهم بعد مَن هذا الشخص ولم يتهرب منها  ، فهى تذكرت ذلك الشخص الذى ساعدها فى القصر  ، وظنته «نوح» ايعقل ان يكون هو !!  . 


اقتربت منها «وعد» وهي تعانـ ـقها بمحبة وخوف عليها : 


ـ نور انتِ كويسه؟؟  . 


هزت رأسها وأخذت تعانـ ـقها بدون أن تتحدث  ، و خرجت من اعنـ ـاقها  ، وهى تتفحصها بقلق   ، اقتربت منها «راندة» وهتفت بقلق هى الاخرى  : 


ـ نور لو حاسه بـ اي حاجه  ، ممكن نروح المستشفي  . 


هزت رأسها بلا وابتسمت ابتسامة لم تصل لعينيها  : 


ـ شكراً يا… راندة  . 


ختمت حديثها ونظرت اتجاه «أسر» الذى ينظر لها بقلق ولكنه لم يتحدث معها  ، وحين لاحظ نظراتها اتجاه اخفى نظرات القلق وهو ينظر الى «نوح»  بلهفة  :  


ـ طيب يا نوح حمد الله على سلامتك  ، انا همشي انا بقى لانى سايب بابا عادل لوحده  ، بعد أزنكم  . 


ختم حديثه وغادر بدون أن ينطق كلمة واحدة لـ «نور» الذى تنتظر سؤاله عليها  ، فهى ماذا كانت تتوقع؟؟  . 


أن يسأل ما بها  ، وينسى كل شئ بهذه البسيطة  ، لا فهذا مستحيل فهى تعرف «أسر» جيداً انه لا ينسي ابداً.. 


عانـ ـق «نوح» كتف «نور» بمحبة وهو يهتف بنبرته الحنونة  : 


ـ يلا يا حبيبتى نروح  .  


هزت رأسها واقتربوا من السيارة حتى يذهبوا  ، ولكن عقل «نور» مازال منشغل بهذا الراجل المجهول  ، وتفكر دائما لما يساعدها؟؟   ، ولكنه لم تحصل على إجابة  .. 


❈-❈-❈


وصلوا الى البيت  ، واستقبلتهم الجدة «حميدة» التى كانت واقفة امام باب القصر الذي فى الداخل   ، عانـ ـقت «نوح» بمحبة و لهفة وهى تنظر له بلهفة وحُب  :  


ـ عامل ايه يا حبيبي طمني عليك؟؟  . 


اجابها وهو يخرج من اعنـ ـاقها بمحبة  :  


ـ انا بخير يا تيته فل الفل لما شوفتك  . 


ابتسمت له وامسكت يـ ـده وهى تدخل الى الداخل بلهفة  ، بعد ما نظرت الى «راندة» بأبتسامة  ، وكأنها لم تتفاجأ  ، والذى لحظ هذا هى «وعد»  ،  مما «وعد» نظرت الى «راندة» بحيرة  :  


ـ هى تيته ليه مستغربتش انك هنا  ، هى كانت عارفه انك هتيجى  . 


هزت رأسها وهى تهتف بنبرة هادئة  :  


ـ لا محدش يعرف انى جاية  ، حتى ماما متعرفش  ، انا اتصلت بيها وانا في المطار وقولتلها عندي شغل ضروري مينفعش يتأجل  ، بس الحقيقة انى كنت قلقانه عليكم واتصلت عليكم واحد واحد ومردتوش عليا  ، فـ عرفت بقى ان فى حاجه  ، فـ اضطريت انزل   ، وجيت ملقتش حد في القصر لقيت تيته بس حكتلي بقى على اللي حصل واللي عملته الست يمن  ، فـ روحت القسم بقى لقيت نوح خرج والباقى شوفتيه  . 


نظرت لها «وعد» بحيرة وهي تهتف بحزن على «يمن»  : 


ـ انا اوقات كتير بفكر وبقول هى ليه بتعمل كده  ، وبتصدق غريب عن عيلتها ليه  ، ومختارتش عيلتها ليه اصلا  . 


نظرت «راندة» بضيق من «يمن» ومن تصرفاتها الحمقاء  :  


ـ صدقينى انا معرفش  ، بس انا متضايقه منها جدا  . 


بينما اكملت وهى تحاول أن ترتسم ابتسامة لم تصل لعينيها  :  


ـ وغيرى الموضوع ده وتعالى نقرب عندهم نكلم فى اي حاجه  ، ونتكلم في الموضوع ده  انا وانتِ لوحدنا  ، نوح تعبان وتيته مش ناقصه  . 


هزت رأسها واقتربوا منهم  ، وهما يحاولون خلق حديث  ، وجلست «راندة» بجانب «نوح» وأخذت تتحدث معه فى أي شئ حتى تجعله ينسى الذى حدث منذ قليل  ، ولكن لم تعلم أن الذى حدث منذ قليل لم يذهب من عقل «نوح» ابداً مهما فعلت  .. 


كل هذا و «نور» تراقبهم عن ثقب  ، مما شعرت بالضيق أكثر من هذه الفتاة  ، لم تشعر بنفسها الا وهى تغادر من امامهم  . 

 

دخلت «المطبخ» وعيناها تشتعل من نـ ـار لا تعرف سببها  ، لما تشعر بالضيق حين ترى «راندة» و «نوح» مع بعضهم البعض  ، فهى تريد أن تقتلع جذور شعر «راندة» من الغيرة الذي تشعر بها  … 


غيرة؟؟  ،  لا لا بكل تأكيد لا تشعر بالغيرة على أحد  ، لكنها تشعر بالضيق حين تجلس معه وحدهم  ، لا تفكر في أي شئ سوىٍ انها تتجه لها وتضربها بقسوة  ، على الأقل تخفف نـ ـار الذى بداخلها قليلاً  .. 


امسكت كوب ملئ بالماء بارد  ، وشربته دفعة واحدة  ، حتى تهدأ النـ ـار الذي بداخلها  ، ولكنها لم تهدأ.. 


سمعت صوت ضحكات «راندة» العالية  ، مما شعرت بالضيق أكثر نحو هذه الفتاة  ، لم تدرى بنفسها الا وهي تمسك السكين وتذهب لها تقتـ ـلها على يـ ـدها  ، ومجرد ما التفتت وجدت «نوح» يراقبها  ، مما أخفت السكين خلف ظهرها  ، وهى تنظر له بتوتر  ، منذ متى وهو هنا يراقبها؟؟  . 


ومَن الذى مع «راندة» تضحك معه بصوت عالى  ، فهى ظنت انها تضحك مع «نوح» وتتحدث معه  ، ولكن يبدو الأمر أنها لم تكن تتحدث معه ولا تضحك معه حتى  . 


اقترب «نوح» من «نور» الذى ابتعدت حين رأت اقترابه  ، حتى التصقت خلف رخام المطبخ  ، اقترب منها  ، حتى التصق بها  وهو يهتف بنبرة حنان جعلت أطراف جـ ـسدها تتخدر  :  


ـ ايه اللي وراه ضهرك ده  . 


بلعت بما جوفها وهى تبعد يـ ـدها أكثر عنه ولا تدرى لما يقترب منها بهذه الطريقة   . 


تحركت «نور» بارتباك واضح ، نظراتها تتجنب عينيه بشدة وكأنها تخشى أن يقرأ أفكارها  ، شعرت أن حرارة أنفاسه تكاد تلامس وجهها، وابتسامته تلك لم تكن تساعدها على استعادة رباطة جأشها  . 


قالت بصوت متقطع وهي تحاول إخفاء ارتجافها :


ــ ولا حاجة... بس كنت بقطع حاجة.


رفع «نوح» حاجبه بشك، وأشار برأسه إلى يديها :


ــ طلعيها، ليه مخبيها  .  


عقدت أصابعها حول المقبض السكين  بشدة، وكأنها تخشى أن تفلت السكين رغماً عنها  ، تراجعت خطوة للخلف لتصطدم بالرخام مرة أخرى  ، نظرت بعينيها سريعاً إلى الباب وكأنها تبحث عن مهرب، لكن وجود «نوح» كان يعيق أي فرصة للهروب .


ــ نوح، سيبني امشي، مش لازم أشرحلك حاجة  . 


اقترب أكثر، صوته أصبح أكثر دفئًا لكنه لم يفقد جديته :


ــ نور، لو ما قولتيش هضطر أفتش ورا ضهرك بنفسي  . 


ابعدت السكين أكثر عن يـ ـدها وتنفسها اصبح سريع من التوتر كأنها تركض  ، وأبعدت أنظارها عن عينيه الحادة التى تأكل صفحة وجهها  . 


تلاحقت أنفاس "نور"، وشعرت أن كل شيء يتآمر ضدها  ، الحرارة التي كانت تشتعل في صدرها من الغيرة، النظرات الحادة التي يوجهها «نوح» نحوها، وحتى البرودة التي كان يفترض أن يمنحها الرخام وراءها، لم تستطع أن تهدئ النار التي تلتهمها من الداخل  . 


شعرت «نور» أن الأرض تهتز تحت قدميها، وأن المواجهة مع «نوح» أصبحت أصعب مما توقعت  ، كانت عيناه ثابتتين عليها، ولم تكن تلك النظرة العادية التي اعتادت عليها منه  ، هذه المرة، كانت نظرة تحمل إصرارًا وشكًا، وكأنها تُسائلها عن كل فكرة خطرت في رأسها. 


حاولت التنفس بعمق لتهدئة ارتباكها، لكنها لم تستطع  . الكلمات خرجت منها وكأنها تجر نفسها بالقوة  :

ــ نوح، مش وقت الكلام ده... سيبني لوحدى.