-->

رواية جديدة أرهقته حر با لتوتا محمود - الفصل 17 - 3 - السبت 30/11/2024

  

رواية أرهقته حربًا الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية أرهقته حر با الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة توتا محمود


الفصل السابع عشر

3

تم النشر بتاريخ السبت

30/11/2024


دخلت «وعد» غرفتها بعد ما الجميع دخلوا غرفتهم حتى يناموا  ، ولكنها كيف لها أن تنام بعد ما مرت كل هذه الأحداث عليها  ، فـ اليوم كان كثير صعب عليها  ، تريد أن تبكى من قسوة «يمن» على عائلتها وعليها  ، تريد أن تعانـ ـقها وتصرخ بها وتقول لها لما تغيرتى هكذا؟؟؟  ، لما تفعلى ذلك؟؟  ، فهى تفعل ذلك من أجل شيطان لا أكثر  ، ياليتها أن تعلم حقيقته  ، يا ليتها تفيق من مرأة الحب خاصته وترى حقيقة «أيان» قبل فوات الأوان يا ليتها  . 


جلست على الفراش وهى تتذكر قسوة «يمن» عليها  ، فـ يعلم الله انها تحبها وتتمنى لها كل الخير  ، ولم تقصد ابداً أذيتها بأي شكل من الأشكال  . 


فهى تعرف جيداً أن المسئول عن هذا هو «أيان»  ، هو الذى يجعل «يمن» تحقد عليها   ، فهي تشعر بثقل كبير في قلبها  ، لم تكن قادرة على كبح الدموع التي انهمرت على وجهها  


 فقد كانت تفكر في «يمن» وكيف انقلبت حياتها رأسًا على عقب منذ أن دخل "أيان" حياتها  ، لم تكن تعلم لما شخصية مثل «يمن» القوية والحنونة، قد تسمح لرجل مثل «أيان» أن يتحكم بها ويجعلها تبتعد عن عائلتها وتتحول لهذه الشخصية القاسية.


همست لنفسها بصوت مكسور وهى تتمنى شئ من اعماق قلبها  : 


ــ ربنا يهديكي يا يمن وتعرفى الحقيقة بسرعة  ، واسعد قلبها و احميها يارب 

❈-❈-❈

بينما كانت "وعد" تغرق في أفكارها ودموعها،  كان «كمال» يتقلب على الفراش وهو يشعر بثقل كبير على قلبه  ، لم يعرف النوم من فترة كبيرة  ، حاول أن ينام أكثر من مرة ولكن شعر بخنقه تخنق قلبه و صـ ـدره الذى لم يستطيع أن يتنفس  ، مما جلس «كمال» في منتصف السرير، واضعًا رأسه بين كفيه، يحاول تهدئة نفسه وسط فوضى الأفكار التي تعصف بعقله  ، لكنه لم يستطع كبح قلقه، كان قلبه يخبره أن شيئًا ما ليس على ما يرام  ،  حاول أن يتصل بـ«وعد»، لكنه تراجع في اللحظة الأخيرة، لا يريد أن يوقظها إن كانت نائمة.


همس لنفسه بصوت هادئ لكنه مضطرب :


ــ ليه حاسس إني في حاجة ناقصة؟ حاجة غلط. 


وقف فجأة واتجه إلى النافذة، ناظرًا إلى السماء المظلمة المليئة بالنجوم  ، كان الليل هادئًا من حوله، لكن داخله كان عاصفة لا تهدأ.


ــ يا رب، لو في حاجة مش تمام... طمني، خليني أعرف. 


❈-❈-❈


في نفس الوقت، كانت "نور" تجلس في غرفتها، تحاول إقناع نفسها بأنها تستطيع تجاهل كل ما يحدث من حولها  ، لكنها لم تستطع نسيان كلمات «نوح» ودفء عناقه، وكيف جعلها تشعر بضعف لم تختبره من قبل.


همست لنفسها بصوت مبحوح وهي تنظر إلى القمر :


ــ ليه مش قادر أهرب من كل ده؟ ليه لما بيقرب مني، بحس كأني مش قادرة أتنفس... وكأني محتاجة له؟  


لكنها بسرعة هزت رأسها بعنف، كأنها تحاول طرد هذه الأفكار :


ــ لأ، أنا مش محتاجة لحد، أنا قوية كفاية لوحدي.  


قامت من جلستها واقتربت من الفراش وجعلت «ياسين» ينام فى الوسط بينها وبين «نوح»  ، فهى لا تتمنى أن تنام بجانبه هذه الفترة  ، ولكن ماذا عساها أن تفعل؟؟  


فهي كانت تظن انها تهرب منه بهذه الفعلة  ، لم تعرف مهما فعلت من حيل لما تستطيع أن تبتعد عنه ابداً  . 


ابتعدت عن الفراش وهى تقترب من غرفة الملابس  ، دخلت الى الغرفة تبحث عن شئ فى دولابها  ، وبعد ثوانى خرجت حبوب المنوم الخاصة بها  ، فهى منذ موت «رحيم»  ، وهى منتظمه على تلك الحبوب حتى تستطيع أن تنام جيداً بدون قلق او أحلام مزعجة تزعجها  . 


اخذت كوب من الماء البارد وشربته دفعه واحدة حتى تستطيع أن تأخذ الحباية بسرعة  ، وبعد قليلاً بعد ما اتخذتها  ، أخفت علبة الحبوب داخل دولابها حتى لا أحد يراها ابداً  ، وبعد ذلك خرجت من الغرفة  ، واتجهت نحو الفراش تنام بجانب «ياسين» بتعب  ، وحين وضعت رأسها على الوسادة واغمضت عينيها  ، اتخذها سلطان النوم سريعاً بفعل تلك الحباية 


❈-❈-❈


دخل "نوح" الغرفة بعد دقائق قليلة، محاولًا التسلل بهدوء كي لا يوقظ "نور" أو "ياسين"  ، عيناه مباشرة توجهت إليها، كانت غارقة في النوم بجانب الطفل، ملامحها توحي بشيء من السلام المفقود  ، لاحظ تعابير وجهها المتعبة التي لم تفارقها منذ فترة، وكأنها تحمل عبئًا أثقل مما يمكن أن يتحمله أي شخص.


اقترب من السرير بحذر، جلس على الحافة وأخذ يتأملها بعشق بعد ما تنهد وهتف بحُب  :  


ــ غلبتيني معاكى يا نور  


مد يده بلطف ليزيح خصلات من شعرها سقطت على وجهها  ، اقترب منها  ، و أخذ يطبع عدة قبـ ـلات متفرقة نحو وجهها   ، وهى لم تشعر بأي شيء بسبب تلك المنوم التى يجعلها غارقة فى النوم  . 


اقترب منها وحملها بلهفة وهو مازال ينظر الى ملامحها بحُب  ، فهو قد فهم الآن  ، أنها وضعت «ياسين» فى الوسط بينهم حتى تهرب منه  ، ولكنه لم يسمح لها بذلك ابداً  . 


وضعها على حافة الفراش الأخر  ، وجعل «ياسين» ينام على حافة الفراش من الجهه الأخرى  ، وحملها بحذر وهدوء خائفاً أن يجعلها تستيقظ  . 


وبعد دقائق جعلها هى من تنام فى الوسط بينه وبين «ياسين»  ، فى اعنـ ـاقه هو  ، فهو لا يعرف النوم إلا فى احـ ـضانها  . 


كان هو يعلم أنها تحاول الهروب منه، لكنها لا تعلم أن كل محاولة منها تبني داخله رغبة أعمق للتمسك بها أكثر  ، نظر إليها وهي غارقة في النوم بين ذراعيه، وكأنها جزء لا يتجزأ من عالمه الذي لن يسمح لأحد بانتزاعه منه.


همس لنفسه بصوت منخفض، لكن كلماته كانت مليئة بالإصرار :

ــ مهما تحاولى تبعدينى يا نور  ، انا مش هبعد عنك ابداً  . 


كانت أنفاسها المنتظمة تدل على عمق نومها، لكنه شعر وكأن قلبها يخبره بحكايات لم تعترف بها بعد  ، مد يده برفق، وأخذ يتحسس خصلات شعرها، ثم أغمض عينيه مستسلمًا للنوم، لكنه حافظ على عناقها وكأنه يخشى أن تختفي منه فجأة.


❈-❈-❈


استيقظ «أيان» وهو يشعر بكل أنشا فى جـ ـسده يؤلمه وبقوة  ، فتح عينيه بصعوبة من النور الذي يضرب عينيه بألم  ، نظر حوله وجد نفسه في المشفى وعلى الفراش الطبي وبجانبه خاله و «شهاب» الذى نظروا له بلهفة  ،  نظر لهم بحيرة كأنه يحاول أن يفيق قليلاً  .


وبعد مده تذكر ذلك الاختطاف التي اختطفته «حميدة» وكانت تريد أن تقتله  ، مما جلس نصف جلسه بفزع وهو ينظر حواليه كانه يبحث عليها هى  ، كل هذا وتحت أنظار «شهاب» و خاله الذى نظروا له بحيرة من حالته تلك.. 


نظر لهم بفزع وصوته مهموس خائف من «حميدة»  :  


ـ هى فين؟؟  ، راحت فين؟؟  . 


نظر لها شهاب بحيرة  ، واقترب منه بحذر  :  


ـ هى مين؟؟؟  . 


مازال ينظر له بفزع ونظر حواليه بخوف  : 


ـ حميدة  ، تيتة حميدة  . 


عقدت حاجبيها «شهاب» بحيرة  ، واقترب منه  ، يضع يـ ـده نحو كتفه باطمئنان  :  


ـ ايه اللي هيجيب حميدة هنا يا أيان؟؟  . 


نظر له بفزع وصوته مازال مهموس والعرق يصيب جبينه من التوتر والخوف الذى يملكه  :  


ـ حميدة خطفتنى  ، وكانت هتدفنى وانا حي  . 


عقدت ملامح «شهاب» بحيرة وهو ينظر له بشك واضح  :  


ـ ازاى خطفتك يعني؟؟  . 


صاح به «أيان» بحدة جعله يشك أكثر ولكن ليس فيه  ، بل في عقله  : 


ـ خطفتنى زي الناس اللي بيتخطفوا  ، خليت راجل ياخد سريري اللي نايم عليه  ، وخليت راجلين يخطفونى  ، ويحطونى في العربيه  ، وبعد كده خليت الرجاله يودينى المقابر  ، وكانت هتدفنى يا شهاب صدقنى  ، بس انا مش عارف حصل ايه بعدها  ، لانى اغمى عليا ومش فاكر اي حاجه  . 


اقترب منه خاله وهو يهتف بجدية وينظر له بشك هو و إبنه  : 


ـ متأكد يا أيان يا بنى؟؟  . 


كاد أن يتحدث «أيان»  ، ولكن قاطعه «شهاب» بحدة  :  


ـ هو ايه اللي متأكد انت كمان  ، امال مين اللي كان مراقب أيان من ساعة ما نام  ، مش أنا؟؟؟  . 


بينما أكمل وهو ينظر الى «أيان» بهدوء جعله يصيح أكثر من العصبيه  :  


ـ يا أيان  ، أنت من ساعه ما نمت يا حبيبي والضابط خرج من اوضتك  ، انا فضلت قدام اوضتك مرقباك  ، وحتى لو بعدت عنك بقف دايما على بابك ودايما اعدى عليك  ، اشوفك نايم ولا صاحى  ، اللى انت شوفته ده حلم   .  


نظر له بغضب وهو يقترب منه بجنون ويمسك أطراف قميصه  :  


ـ أنا متجننتش  ، اللي انا كنت فيه ده كان حقيقي  ، والله كان حقيقي  ، ومكنش حلم  . 


اغمض عينيه «شهاب» بنفاذ صبر  ، وهو يحاول أن يتحكم في أعصابه حتى لا يغضب على «أيان» وهو مريض  ،  تنهد وبعد ذلك هتف بهدوء غريب محاولاً أن يتحكم في اعصابه وبقوة  :  


ـ لو مش مصدقني  ، إسأل خالك كده  ، هيقولك فعلا شهاب منتقلش من قدام اوضتك   .