-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 32- 1 - الأحد 10/11/2024

 

قراءة رواية حان الوصال كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثاني والثلاثون

1

تم النشر يوم الأحد

10/11/2024 


لست أنا المرأة التي تقبل أن يتغذى قلبها على فتات المشاعر التي تجود عليا بها فلست بالقليلة كي أتلقى منك احسنًا ترميني به كهبة أخذها بكل امتنان  دون الطمع في أكثر من ذلك ، لا لن اقبل أن أعيش معك في المنتصف فكرامتي تستحق أن تكون عالية وقلبي لن ينشطر نصفين وعقلي لن يدمره التفكير بك يا رجل أعيش بين أحضانه بسعادة ملفقة وأنا اعد نفسي كاذبة بأن القادم معك هو الأجمل فأنا اتيقن منك الخذلان حتى وإن كنت أرسم بسمة كاذبة فوق  وجهة ضاحك بقلب شطره الحزن.


اهداء الكاتبة القمر/ ايمان فارق

❈-❈-❈


ليلة طويلة، هل سيأتي بعدها الشروق 


- طمنيني يا بهجة، انا بقالي ساعات على اعصابي 

بصوت مجهد اضطرت لطمأنة نجوان؟

- لا اطمني عدت على خير، بعد انا ما حطيت النقط على الحروف معاه، وسيبت القرار في ايده. 


- قرار ايه بالظبط يا بهجة؟

مرت فترة ليست بقليلة من الصمت، حتى جاء ردها:

- قرار اننا نكمل في النور او النهاية .

- وهو كان ايه رده؟

- سكت.

- سكت!

- ايوة سكت وانا مشيت عشان ياخد وقته في التفكير، المهم انه يرحمني من عذابي، حتى لو كان الاختيار الانفصال، اعتقد ان ده بالنسبالي هيبقى افضل كتير من اني تبقى عايشة حبيبة مخفية او نص زوجة.


- انا حاسة انك تعبانة وانتي بتتكلمي، هقفل معاكي يا بهجة، وبكرة الصبح ان شاء الله نتكلم براحتنا، انا بفكر اجي المحل عندكم، عائشة وحشتني اوي


- وانتي كمان وحشاها، المحل محلك اكيد، وبالمرة تباركي لايهاب، اصله خلاص اتقبل في كلية الطب 


- يا قلبي الف مبروك، دا انا لازم ابوسه من خدوده الولد ده وإياك يعمل فيها مكسوف.... وادي حلم كمان من أحلامك اتحقق يا بهجة. 


- الحمد لله، ربنا بيرطب على قلبي بنجاحهم والله، فرحتهم عندي بالدنيا .

- يا قلبي وانتي كمان هاتاخدي نصيبك من الفرح، صدقيني هيحصل. 


كادت ان تغلبها دمعاتها، فتلك الأمنية تراها ضرب من المستحيل، حتى وقلبها يخبرها بغير ذلك.

فخرج صوتها بتحشرج من فرط ما تشعر به:

- ربنا كريم، ربنا كريم .


كادت نجوان ان تبكي هي الآخرى، وقد وصلها ما تشعر به، ولكنها كانت اقوى من ان تزيد عليها، لتواصل دعمها :

- انا معاكي يا بهجة ومش هسيبك أبدًا.

قالتها بصدق وصل اليها، ليخرج ردها بتأثر واضح:

- ربنا ما يحرمني منك.

انتبهت لفتح باب المنزل ، ودلوفه عائدًا من الخارج، لتنهي معها المكالمة سريعًا:

- ولا منك يا قلبي، اسيبك بقى ترتاحي، تصبحي على خير .

- وانتي من اهله يارب


القت الهاتف من يدها واتجهت لتخرج اليه تستقبله وتتحدث معه، متوقعة وجوده كالعادة في مكتبه في هذا الوقت، ولكنه ادهشها حينما وقعت ابصارها عليه، واقفًا في قلب الصالة وكأنه ظل متوقفًا في انتظارها. 


- مساء الخير يا نجوان هانم. 

طالعته قليلًا بصمت، ترا الإجهاد جليًا في نبرته الرخيمة، وتعابير وجهه التي اكتست بالهم، تؤلمها وبقوة المعاناة التي يشعر بها، وهذا ما يزيد عليها .


- مساء الخير يا... رياض. 

سخر بابتسامة لم تصل لعيناه، واقدامه تتقدم نحوها:

- كنتي هتغلطي وتقولي يا قلبي صح؟ بس لحقتي نفسك، عندك حق، ما انا استحقش في نظرك، ما انتي قلبك مات من ناحيتي من زمان .


صدمها قوله، حتى اهتزت في وقفتها امامه:

- وهو في ام قلبها بيموت ناحية ابنها اصلا؟ إنت جاي من برا مضايق ولقتني في وشك، قولت تحط همك فيا، انت ليه مُصر توجع قلبي عليك يا رياض.


صرخ بها، وكأنه بالفعل يفرغ بها همه:

- عشان قلبي انا كمان موجوع، وتعبان بقالي سنين بعاني من آثار الماضي الزفت بتاعكم، لو كنتي ست قوية مكنش دا كله حصل، مكنش استغلك ولا اتجوز عليكي حتة بنت ما تسوى، دا حتى مات من قبل ما تعرفي بمصايبه، عشان اشيل انا كل البلاوي اللي عملها من وراه، وادفع الفاتورة من راحتي واستقراري النفسي.


غامت عينيها بدموع تحتجرها بصعوبة، لتحتفظ بجزء من القوة امامه:

- تاني يا رياض بتحملني ذنب اللي حصل، وترجع بعد كدة تقول ان متغيرة معاك، مش قادر تفهم لحد الان ان قسوتك دي كانت من أهم اسباب مرضي؟ ليه يا بني بتحملني فوق طاقتي، انا كنت ست ضعيفة فعلا معاه، بس هو كان حبيبي قبل ما يبقى جوزي، حبيبي اللي لو عاد بيا الزمن هختاره من تاني، حتى لو عذابي هيزيد اضعاف .


تركزت عينيها بخاصتيه لتردف بقوة:

- الناس كلها بتعيش تاكل وتشرب، لكن قليلين اوي اللي حصلوا على النعمة دي، نعمة القرب من الحبيب، وانا مكنتش بس قريبة منه، لا دا انا اتجوزته وخلفت منه ، وقعدت سنين في السعادة معاه، السعادة اللي انت حارم نفسك منها دلوقتي عشان معتقدات غبية في دماغك، عامل حساب لكلام الناس ونظراتهم، طب خليهم ينفعوك بقى لما تتحصر على ضياع فرصتك مع اللي بتحبها، ولا يمكن يجو يخففوا عنك لما تنام على مخدتك اخر اليوم تعيس في وحدتك أو في حضن واحدة لا انت حاسس بيها ولا عمرك هتحبها..... دا لو قررت في يوم تتجوز غيرها 


انهت كلماتها واستدرات تتجه نحو غرفتها وتتركه لهمومه واوجاعه التي يشك ان تنتهي قريبًا


ليزفر باختناق يطبق على انفاسه، غير قادرًا على التحمل، ان لم يجد احد يتحدث معه الليلة، سوف يموت بالفعل.


❈-❈-❈


اما هي فقد عادت إلى فراشها، بعد انتهائها من مكالمة نجوان وتبديل ملابسها، لقد مر يومًا اخر على خير، بفضل ستر الله ودعواتها اليه التي لا تنتهي، وقد سقط قلبها في نصف اليوم بمواجهة لم تتوقعها مع ابن عمها سامر والذي اتى اليها من أجل التحقق فيما وصل اليه


المواجهة التي تمت منذ ساعات


بعدما نظرت إلى الصورة التي تحتل الشاشة امامها، لتعود بها الى لقطات تسجلها بعقلها باهتمام شديد، فتلك الذكريات هي أغلى ما تملكه الاَن، وربما قد تعيش عليها ايامًا وسنوات قادمة، اذا ما استسلم لعنجهيته ودفن عشقها في قلبه بالتخلي عنها.


- الصورة دي امتى خدتها؟ او بمعنى أصح، مين اللي ادهالك؟ وبلغك ايه عني بالظبط؟

رد سامر على سؤالها بسؤال هو الاخر:

- يهمك تعرفي اوي؟ جاوبي على سؤالي وانا اقولك، ريحي قلبي يا بت عمي وانا اقولك .


نظرت له بقوة الواثق من دفاعه:

- يهمني اعرف انت مصدق عليا ولا لأ، لأني اللي يديلك صورة زي دي، لقطها في لحظة غفلة لزوجة بتستقبل زوجها، يبقى اكيد نيته مش كويسة .


- جوزها !

تمتم بها بعدم استيعاب ، لتعود اليه بتأكيد:

- ايوة يا بن عمي ومتجوزاه من غير إشهار عشان ما تتعبش نفسك في التفكير والاستغراب .


وكأن الارض اهتزت من اسفله، رغم جلوسه داخل سيارته، ليكتنفه دوار مباغت نتيجة تصريحها، كم ود تكذيبها الأمر برمته، وأن تكون تلك الصورة لامرأة اخرى تشبهها.


- ايه يا بن عمي سكت ليه؟ لو مش مصدق اجيبلك دليل .

انفعل في رد متأخر:

- مش مهم الدليل، المهم دا امتى حصل؟ وازاي احنا منعرفش؟ ثم ايه حكاية من غير إشهار دي؟ 


قابلت عصبيته بهدوء شديد غير مبالية بأي شيء حتى صورتها امام عينيه:

- مش محتاجة شرح يا بن عمي، من غير إشهار يعني في السر، مع اني حاسة انه مبقاش سر دلوقتى، بعد كل الناس دي ما عرفت. 


- ناس مين تاني غيري، وليه ترضيها على نفسك؟ انتي ايه ناقصك يا بهجة؟

تبسمت بسخرية قاتمة تعقيبًا على كلماته الاخيرة:

- ايه ناقصني؟ انت اللي بتسأل يا سامر؟

توقفت تتنهد بأسى وتشيح بأبصارها عنه، بالنظر إلى الخارج، ليستدرك هو فداحة موقفه ، وقد يأتي الاَن يحاسبها، متناسيًا كل ما مرت به من شقاء بفضل تعنت والديه في اعطائها حقها، حتى شعر بالخزي من نفسه، ولكنه ايضًا لا يقبل

الصفحة التالية