رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 32- 3 - الأحد 10/11/2024
قراءة رواية حان الوصال كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حان الوصال
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الثاني والثلاثون
3
تم النشر يوم الأحد
10/11/2024
جلست امامه تتناول الطعام بنهم وفمها لا يتوقف عن الحديث:
- كان نفسي اخد شاور بس طبعا مينفعش، لكن بسيطة، اصبر شوية واخدها في بيتي ان شاء الله، مقولتليش بقى، عملت ايه مع بنت عمك، او زوجتك السابقة على الورق.
تنهد بقنوط يربع ذراعيه فوق صدره:
- بهجة كان كاتبة كتابها على اخويا مش انا .
توقف الطعام بفمها، وقد استولت عليها الحيرة، تعيد الأحداث برأسها وشجاره وفعله الان، لترتخي ملامحها فجأة، ترمقه بنظرة ماكرة فهم عليها، زادت من غضبه لتجعله يقر معترفًا:
- اه يا ستي كانت خطيبة اخويا وانا كنت بحبها، لانها تستاهل الحب، انما انتي بقى، واحدة ربنا مديها ربنا كل المزايا تعلق نفسها بواحد مش شايفها ليه؟
ارتدت رأسها للخلف وكأنها تلقت لطمة قوية على وجنتها، اثر تصريحه الكاشف، ليتحرك فمها بالسباب نحوه بدون تفكير:
- انت بتقول ايه يا حيوان انت؟ مين قال الكلام ده؟
- مش محتاج حد يقولي، اللي تعمل عملتك وتوقف واحد زيي تسخنه من غير بينة، ولا مراقبتك ليهم ، دي كلها أمور مش محتاجة نباهة، بس اللي مجنني بقى، ان انتي مستمرة في خططك رغم انه سابك انتي بنت الحسب والنسب وراح لعاملة عنده في المصنع، دا كله ميخلكيش تفكري، ميخلكيش تسبيهم في حالهم وتبصي لنفسك ولمصلحتك، فين كرامتك ولا كبريائي عشان تقبلي على حالك وضع زي ده؟ في خانة الانتظار .
لم يكن مخططًا للإنفجار بها، ولكنها اجبرته على ذلك، حتى وهو يرى الاَن ضعفها وارتعاش شفتيها تأثرًا بقسوة كلماته إلا أنه ابدًا لن يشفق عليها، هذه الفتاة تستحق الضرب حتى تفيق.
- انت حيوان ومعندكش أدنى احساس، مين اداك الحق تكلمني بالطريقة دي ولا تتدخل في حياتي، بنت عمك هي ال......
- إياكي تنطفي حرف في حقها فاهمة.
قاطعها بحدة يوقفها قبل ان تكمل بالسباب، غير ابهًا لهياجها ولا بثورتها التي بدأت بعد ذلك:
- خايف اوي عليها بنت عمك، دي اللي علقتك وهي مخطوبة، ولا وما كفهاش دي كمان، دي وقعت رياض الحكيم، اللي مبتتهزش له شعره مع ملكات الجمال، انا مش فاهمة والله، هي جايبة الشطارة دي منين؟ ما تخليها تعلمني يا عم، ما هي أكيد خبرة....
- اخرسي
صرخ بها وارتفعت كفه في الهواء حتى كادت ان تلطم خدها، لتجعلها لا اراديا تنكمش على نفسها وتحاوط وجهها بين كفيها، ترهبها هيئته، وقد تغيرت ملامحه وكأن الشيطان تلبسه، ليردف كازًا على اسنانه:
- قسمًا بالله العظيم لو ما كنتي حرمة، لكان الكف ده نزل عليكي ومخلاش حتة في جسمك سليمة، لأن اللي انتي فيه ده مش قلة عقل، دا اسمه قلة رباية.
اخدت الأمان حينما نزلت يداه عن ضربها، لتستخف بوقاحة:
- ربي نفسك الأول يا خفة، انا لورا بنت الحسب والنسب ، اسم عيلتي لوحده عنوان، وبكرة اربيك على عملتك معايا
قالتها وتحركت تتخذ طريقها نحو الخروج ليهدر بها غاضبًا:
- غايرة على فين دلوقتي؟ استني لبكرة الصبح، المنطقة هنا صناعية والدنيا مش امان.
دبت قدميها على الارض برفض تتحداه:
- ان شالله حتى يكون فيها كلاب وعصابات، انا هخرج من هنا وإياك توقفني، وأن كنت سكتلك من امبارح، دلوقتي لو فيها موتي مش هسكت ولا هستني دقيقة واحدة، غور في داهية
صرخت بالاخيرة لتستدير عازمة على ما في رأسها، يغمغم هو من خلفها:
- غارة تشيلك يا بعيدة.
❈-❈-❈
دلف إلى المنزل الجديد عليه، بناءًا على اتصاله به منذ قليل، فقد شعر بحاجته اليه، حتى أنه هو من وصف له العنوان.
- انت قاعد هنا لوحدك يا رياض؟
كان هذا هو السؤال الذي تمتم به، عقب الترحيب به من الأخر، والذي كان يتحدث بصعوبة وهو يشير اليه بيده للدخول:
- دا بيتي من زمان يا كارم، لما اكون مخنوق بقعد فيه، تعالى معايا جوا عند البيسين.
تحرك معه نحو الداخل حتى وصلا إلى حوض السباحة، ليتخذا مجلسهما في ركن خاص، به اريكة كبيرة وثلاثة مقاعد وطاولة صغيرة تتوسط الجلسة، قريبة من الماء مباشرة بصورة تبعث على الراحة النفسية.
- الله يا رياض، حلو اوي القعدة هنا، منظر يرد الروح فعلا
ابتسامة جانبية باهتة، بزغت على زاوية فمه، جاءت كرد على كلماته، وقد أطلت امامه صورتها، حينما كان يجبرها على النزول معه في الماء وهي لا تجيد السباحة، فتتشبث به بخوف داخل الماء، فيستغل هو رعبها ذلك اجمل استغلال.
كيف للمرء ان ينسى اجمل لحظاته، وهل بالفعل يستطيع استبدالها بأخرى؟
انتبه كارم على شروده:
- مالك يا عم؟ لو هتسرح من بداية القعدة، يبقى ألمها وامشي
- لا خليك يا كارم، انا بجد.محتاج اتكلم النهاردة.
لمس في نبرته نوع من الرجاء جعله يشعر بالتعاطف نحوه حتى من قبل ان يعرف بما يصيبه، ليحثه مشجعًا:
- اتكلم يا حبيبي انا هسمعك، طلع اللي في قلبك حتى لو كان تافه، المهم انك تتكلم .
يعلم بصدقه وهذا ما جعله على استعداد تام للبوح أمامه، لكن تأتي الصعوبة في المقدمة والتي اختصرها عليه الأخر :
- بهجة البنت اللي شغالة عندك صح؟
توسعت عينيه بذهول التقطه اخر معقبًا:
- من غير ما تستغرب ولا مخك يروح لبعيد، انا بس بسهل عليك عشان تدخل في الموضوع مباشرة، لأن انا بجد نفسي اسمع منك .
❈-❈-❈
خرجت رؤى من غرفتها تبحث عن شقيقتها والتي لم تجدها حتى في غرفتها:
- يا أمنية انتي فين يا بنتي؟ اختك بقالها ساعة بترن عليكي، لغاية ما زهقت ، قامت متصلة على تليفوني
جاءها الرد من المرحاض القريب من الغرفة:
- ردي عليها انتي، انا لسة مخلصتش شارو، مصدقت عصام ماشي عشان اريح جسمي بمية سخنة قبل ما انام .
- ما انا تليفوني فصل شحن معاها، هروح اكلمها من تليفونك
قالتها رؤى وهي تتجه مباشرة نحو العودة إلى الغرفة، وافقتها الأخرى بصوت يصل اليها:
- هتلاقيه عندك فوق الكومدينو.
بالفعل اتجهت نحو المكان المذكور وقامت بتناوله تتصل مباشرة على شقيقتها:
- الوو يا شهد، معلش التليفون فصل شحن....... أه ما هي في الحمام، هتخلص وتتصل بيكي على طول....... لا هي كويسة الحمد لله اطمني....... حتى جوزها كان عندها النهاردة...... خلاص ماشي على ما تخرج، ارغوا مع بعض براحتكم.
بعدما انهت المكالمة، همت لتنهض وتترك الهاتف، ولكن اوقفها إشعار احدى الرسائل وذلك الإعلان عن مسابقة لأحدى كبرى المجمعات التجارية في العاصمة، عن فوز محقق بمناسبة اذا ما سجل العميل وتابع الخطوات، لتشهق بحماس حينما رأت المعروض من الجوائز .
- يا نهار ابيض ، دا فيه الماركة المشهور للجزم والشنط اللي كنت بحلم بيها.
خرجت سريعًا بلهفتها لتجد شقيقتها تخرج من المرحاض بمساعدة والدتها حتى تدخلها الغرفة:
- في مسابقة عندك مهمة تكسبي فيها يا أمنية ليه مدخلتهاش وجربتي حظك.
رمقتها بعدم فهم:
- مسابقة ايه؟ انا مبركزش اساسا في الرسايل .
سطحتها نرجس على فراشها لتجذب عليها الغطاء معطية أمرها لابنتها، وقد غمرها الحماس:
- ادخليلها انتي يا بت رؤى ، مدام شاطرة كدة يمكن تفوزيها.
لم تعطي الأمر اهميه لتعبر بعدم اكتراث:
- يا عم انتو بتصدقوا؟ بلا وجع دماغ
اعتدلت على جانبها الأيسر، تبتغي النوم، حتى حينما طالبتها رؤى ان تفعل وتشترك ، لوحت بكفيها دون مبالاة:
- اعملوا اللي تعملوه، انا هغفلي ساعة وبعدها ابقى اتصل بشهد، حاسة نفسي عملت مجهود وانا يدوب استحميت