-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 33- 3 - الخميس 14/11/2024

  

قراءة رواية حان الوصال كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثالث والثلاثون

3

تم النشر يوم الخميس

14/11/2024 


- متقوليش كدة يا ست المحامية، اللي عملتيه مع بنتي جميل لا يمكن انساهولك ابدا، وربنا من فرحتي ما عارفة اكفيكي اللي تستحقيه، روحي يا شيخة، تخرجي من هنا تلاقي ابن الحلال في وشك دوغري. 


- دوغري في وشي والله انت دمك عسل.

رددت بها صفية ضاحكة نحو المرأة تتبادل معها الحديث حتى تركتها وخرحت من مبنى المحكمة، تبحث عن سيارتها وسط العدد الهائل من السيارات المصطفة في الجهة المخصصة لذلك داخل المحيط الضخم، ولكن وأثناء بحثها ابصرت بعيناها طيف شخص ما يشبه ذلك الطبيب الذي ازعج يومها بالأمس، لتنفض عن رأسها الفكرة محدثة نفسها:


- ايه اللي هيجيبه هنا بس؟ دا انتي شكلك يا صفية بدأتي تخرفي، يعني مش كفاية  حلمتي بيه كمان؟


زفرت توبخ نفسها من الداخل متجهة مباشرة نحو سيارتها بعدما حددت مكانها بالمظبوط، تنهدت ببعض الارتياح تقنع رأسها ان ما رأته لم يكن إلا وهما نتيجة التفكير طوال الأمس، ولكن وفور ان قامت بفتح باب السيارة تفاجأت بالصوت يخترق اسماعها:


- آنسة أستاذة صفية.

اغمضت عينيها بشدة تدعو ان يكون الصوت ايضًا مجرد وهم، ليأتي الإثبات بعكس ذلك. 


- بنده عليكي يا متر، انا الدكتور هشام لتكوني نسيتيني، ولا افتكرتيني حد بيعاكس؟

ألتفت اليه بغيظ شديد مرددة:

-  هنساك ازاي يعني وانا شايفك امبارح؟ فاقدة الذاكرة مثلا؟ ولا انت ادتني فرصة ان انساك اصلا؟


تبسم بملئ فمه، يرمقها بمكر زاد من حنقها،  حتى خرجت عن شعورها:

- هو انت ايه جابك هنا ليه؟ المحكمة فيها مستشفي هي كمان؟ ولا جاي تتفسح؟.


صدحت ضحكته بصوت عالي لفنت ابصار المارة نحوها، حتى خجلت توبحه:

- ايه يا عم انت الضحكة دي؟ خليت الكل يبص  علينا، هو انا قولت نكتة؟


توقف يتماسك بصعوبة ويملي عيناه من خجلها الذيذ والذي ظهرت اثاره على بشرتها الخمرية الصافية وقد زحفت السخونة لوجنتيها تلونهم بالاحمرار، لتزيدها روعة، فتحدت بجدية يصطنعها بصعوبة:


- لا طبعا يا أستاذة صفية العفو، انا جيت هنا لحاجة تخصني بقالي فترة طويلة اوي مأجل مشوارها، ما صدقت الاقي نفسي فاضي ساعتين وقولت اجي اخلصها، وشوف سبحان الله..... اتقابل بيكي..... صدفة سعيدة اوي يا استاذ يا آنسة صفية .


- انا اسعد 

تمتمت بها بما يشبه العكس، لتدفع بحقيبتها واشيائها داخل السيارة لتسأله بفراسة:

- على العموم كويس، انك اتحركت وبتروج وتيجي اهو، بعد الارتجاج اللي حصل امبارح من حتة بوكس في الوش، يعني اتحسنت.


أجاب بمسكنة:

- الحمد لله العلاج جاب نتيجة بعض الشيء وقدرت اتحرك واعمل حاجتي زي ما بتقولي، ما انا وحيد لو معملتش حاجتي هلاقي مين يعملي؟ انا متشكر انك فاكرة تسأليني عن صحتي. 


زمت شفتيها بحنق متصاعد لا تعلم سببه لتنهي هذه المقابلة سريعًا:

- مفيش داعي للشكر، الف سلامة عليك، طب انا مستعجلة بقى، عن اذنك عايزة اروح.

- اذنك معاكي يا أستاذة يا آنسة صفية، هو انا مانعك يعني؟


لقد استفزها بالفعل، وهذا الوصف المركب في النداء عليها، لتنفجر به:

- مية مرة اقولك متندهنيش بأي زفت ولا بأي هباب،  لا آنسة ولا أستاذة ولا مدام مبحبش اي واحدة فيهم..... قولي يا متر وبس كدة ماشي....


توقفت تشعر بخطأ انفاعلها المبالغ به، رغم انه يستحق، ولكنها لا تنكر خطأها، تتوقع انصرافه وغضبه، وقد تجمدت ملامحه امامها، ولكنه فاجأها بهذه النظرة المتمعنة بها وكأنه يقرأ افكارها وكشف دواخلها،  ليباغتها بابتسامة رائعة مرددًا :


- عيوني يا متر صفية، حلو كدة؟

- حلو اوي، حلو خالص، عن اذنك بقى.


هتفت بها، وكأنها على وشك البكاء، لتسقط داخل سيارتها، تشعل المحرك في نية للذهاب، وكما حدث بالأمس، ظل واقفًا محله يتابع انصراف سيارتها بابتسامة لم تترك محياه، تزيدها غضبًا من نفسها ومنه ، تنفعل على أقل فعل منه، فيقابلها هو بتساهل يثير الاندهاش، هل لأنه هاديء لدرجة البرود؟  ام لأنه يكشفها......


توقفت عند خاطرها الاخير بهلع تحدث نفسها:

- طبعا....  ما هو دكتور نفسي، وأكيد فاهمك يا منيلة،.... كان طلعلي منين دا بس ياربي؟


❈-❈-❈


كان في انتظارها،  منذ انتهاء مكالمته معها وهو في انتظارها، يتابع مع العم علي بالإضافة إلى مكالمات العمل التي لا تنتهي، فهو ايضًا لا يستطيع ترك والدته ولا التخلي عن لورا رغم كل عيوبها واخطاءها الفادحة والمؤذية نحوه ونحو بهجة. 


بعد قليل كانت تتوقف السيارة التي تقلها بالقرب من المشفى، فترجلت منها تدلف قادمة اليه والى رؤية ابن عمها بعد اصابته الخطيرة ، خطت داخل المشفى والهاتف على اذنها تجري مكالمة مع شقيقها:


- يعني خلصت كل إجراءات الكلية يا إيهاب؟....... مبروك يا قلبي، عقبال يارب ما تخلص دراستك وتبقى دكتور قد الدنيا يارب...... ما هو انا مشيت وسيبت اخواتك البنات هما اللي فاتحين الكافيه...... لا مدام نجوان مقدرتش تيجي عشان عندها ظرف كدة، هبقى احكيلك بعدين.......... ايه؟ وانت كمان خارج مع صحابك القدام؟ واجب ايه؟.....


قطعت معه بعدم تركيز لتتوقف عند مكتب الاستقبال ، تنهي المكالمة سريعًا حتى تسأل احد الموظفات عن الغرفة التي يمكث بها ابن عمها 


في هذا الوقت لم يتمكن رياض من الوصول اليها لانشغال الهاتف، مما اضطره للإجابة على احد العملاء والبحث عن زاوية هادئة حتى يتثنى له الحديث مع الرجل عبر الهاتف بوضوح. 


فدلفت هي للمصعد متجهة للأعلى وحدها، ودت ان تتصل به لكن حدث معها مثل ما حدث معه، واعطاها الرقم مشغول،  مما اضطرها الإعتماد على نفسها، لتذهب  إلى غرفة ابن عمها وحدها.


طرقت تدفع باب الغرفة التي كانت مازلت تعج بالحضور، رغم انصراف معظمهم، مثل خميس وصديقه وخطيب ابنته طلال الشهير بشيكاغو، وزوج رحمة كان قد غادر قبلهم مع شادي، ليتبقى في الغرفة الآن والدته وسامية وسمير الذي انتفض بأعين جاحظة فور ان وقعت عينيه عليها.

- بهحة

تمتم الاسم بعدم تصديق، وارتجافة حلت بجميع خلاياه، لقد مر وقت طويل منذ انتقالهم من مسكنهم والبحث عنها، ثم الانغماس في رحلة علاج ابنه الوليد، لتطل عليه الآن، فتجعل الساكن بين ضلوعه يأن من وجع الاشتياق اليها، بعدما ظن انه قد نساها.


السلام عليكم، انا كنت جاية اطمن على سامر 

القت التحية عليهم باضطراب أصابها تاثرا بفعله، لتركز ابصارها نحو ذاك المتسطح على التخت الطبي والذي ارتفعت عينيه اليها، يدعوها للدخول رغم إجهاد الإصابة:


- ادخلي يا بهجة، هتفضلي واقفة مكانك كتير

استقبلت الدعوة لتدلف بحرج فتواجه ناريتي زوجة عمها والتي وقفت هي الاخرى، بحقد يطل من عينيها،

بعدما رأت التغيير الذي حل عليها لتزداد توهجًا وجمالا 


لا تستوعب عودتها اليوم، ولهفة ابناءها الاثنان نحوها، وكأن شيئًا لم يكن، لترمقها من اعلى لأسفل بتفحص لا يقل عن ابنتها التي كانت ملتصقة بالجدار خلفها وكأن اصابها الخرس لرؤيتها:


- اهلا يا بهجة، عاش من شافك. 

اضطرت لمصافحتها، واغتصاب ابتسامة باهتة تبادلها:

- الله يخليكي يا مرات عمي حمد الله على سلامة سامر 


رد الاخير يريد التخفيف عنها:

- الله يسلمك يا بهجة، هو الخبر انتشر للدرجادي؟


❈-❈-❈


خرجت لورا من غرفة الفحص بعد الإطمئنان عليها بعمل الفحصوات والأشعة، بمرافقة والدتها ونجوان التي لم تتركها حتى في تحقيق الشرطة بخصوص الحادث، لتزيد من ثقل ما تشعر به نحوها، 


فلالطالما كانت لئيمة معها ومؤذية في مرضها، هل من المعقول الا تكون عالمة بذلك الآن بعد شفاءها، تشك بذلك تمام الشك، 


- أحنا اتأخرنا اوي على رياض، يدوب بقى اتصل بعم علي يجي وياخدنا، الدكتور نبه انك ترتاحي، اللي حصلك مش قليل يا لورا،  بس انتي طلعتي شجاعة يا بنتي . 


الصفحة التالية