رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 35 - 1 - الخميس 21/11/2024
قراءة رواية حان الوصال كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حان الوصال
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الخامس والثلاثون
1
تم النشر يوم الخميس
21/11/2024
دفع باب المنزل بعنف ليلج عائدًا من منزلها، بعد قضاءه ليلة كاملة معها في حضنه، ليدخل بثورته الاَن يهدر بوعيد وغضب وصل أوجه:
- انا مسكت نفسي بالعافية عن العيل ده، لولا بس خوفي عليها لتنتكس ما كنت سمحت له ابدا يكمل وكنت سحبتها من هناك غصب عنه وعنها.
بحنق متزايد سألت تضاعف من غضبه؛
- بصفة ايه؟
برقت عينيه بصدمة وعدم تصديق يصرخ بها:
- هو ايه اصله ده؟ انتي كمان هتعومي على عومه، انا مش فاهم والله بتعملوا معايا كدة ليه؟ حتى بعد ما اتنيلت وأعلنت جوازي بيها، اعمل ايه تاني بقى، امسك ميكروفون الف بيه.
اخرجت من جوفها تنهيدة طويلة مشبعة بإحباطها، لتسقط على أقرب مقعد وجدته امامها قائلة:
- رغم ان كلامك كله استهزاء وسخرية، بس انا برضو مش هتضامن معاك، لأن هو معاه الحق، الولد ضغط على نفسه واتقبل الوضع القائم عشانها وعشان صحتها، لكنه مش هيقبل بالاستمرار ولا إنه يشوفك تسحبها على بيتك وتجبره ع التعود .
- بس هي مراتي، اعيش انا في بيت وهي بيت ليه؟ كان لازمتها ايه بقى اعترف من اساسه؟
- شوفت بقى، اهو رد فعلك دا يثبت ان الولد حقه يتصرف كدة، مفيش حاجة أجبرتك تعترف غير غيرتك يا رياض، هو كمان غيران على أخته وعايزاها تبقى معززة مكرمة في بيت جوزها، بإشهار وفرح يعرف الناس كلها .
زمجر بحنق شديد مغادرا امامها بعدم تقبل:
- يا سلاام وانا بقى تحت امر عيل زيه عشان امشي ورا العته ده، يشوف مين اللي هيسمعله ولا ينفذ
تبسمت بسخرية من خلفه، تتابع صعوده إلى غرفته كي يبدل ملابسه ويذهب إلى العمل:
- اما نشوف يا رياض مين اللي هيتسمع كلمته.
❈-❈-❈
على صنية صغيرة وضعت فوق اقدامها المغطاة بغطاء الفراش، بدأت تتناول الطعام بحرج بعد إلحاح من شقيقتها وصديقتها التي حضرت اليوم تطمئن عليها، وتسمع لكل الأحداث بعدما فاتها الحضور بالأمس:
- يا نهار ابيض، كل دا حصل وانا نايمة على وداني من امبارح، طب اتصلي بيا بلغيني، الدنيا تتشقلب وتتعدل وانا خارج الصورة يا بهجة.
تبسمت في البداية بضعف وكأنها سمعت مزحة:
- صورة ايه بس يا بنتي؟ دا كان يوم ما يعلم بيه الا ربنا، انها رسيت على كدة في الآخر، انا كنت بموت في جلدي وانا بتخيل اخواتي يسيبوني ولا انزل من نظرهم، ومازلت والله مقلقة، يمكن هي حكاية التعب دي اللي جات رحمة من عند ربنا عشان يلطف بيا برد فعلهم عليا.
تفهمت صفية جيدا وجهة نظرها، فهي ايضًا كانت تخشى ذلك، لما تعلمه جيدا عن تعلق بهجة بأخوتها وتعلقهم بها، فتحدثت بدعم لها:
- مهما حصل اكيد هيفهمو كويس نيتك، انتي كل اللي بتعمليه عشانهم، وعشان كدة ربنا واقف معاكي، بس مقولتليش بقى عن رد فعل صاحبنا بعد عمايل الدكتور إيهاب لما اتنك واتشرط عليه.
ضحكت بهجة لما تلمسه من تشفي في نبرة صديقتها، لتردد من خلفها بتعجب:
- الدكتور إيهاب! اه طبعا ما انتي الفرحة مش سايعاكي دلوقتي بسبب اللي سمعتيه، على العموم يا ستي انا كنت نايمة ساعتها، واللي حكتلي عائشة، قالتلي انهم كانو هيشدو مع بعض ولولا تدخل نجوان لكانت بقت خناقة، ربنا يستر ، انا كدة مبقتش عارفة اخرتها ايه؟
- اخرتها خير ان شاء الله، خلي انتي تكالك على الله وقولي يارب.
- يارب
تمتمت بها بهجة بتضرع ونهضت صفية مستأذنة:
- طب اسيبك بقى تكملي فطار واروح انا اشوف شغلي، وهبقى اجي اطل عليكي اخر اليوم .
قالتها ودنت تطبع قبلة حانية على جبهتها، قابلتها بهجة بابتسامة شقية تشاكسها:
- متعرفيش الدكتور هشام خف ولا لسة من ضربة اللوكامية؟ اصله صعب عليا اوي بعد الكلام اللي قالهولك عن نفسه، يعيني وحيد وعايز اللي يطمن عليه.
بابتسامة يشملها الغيظ ردت صفية:
- اه يا حبببتي صعبان عليكي اوي، طب ما توصي رياض باشا يقوم بالواجب معاه، أظهري اهتمامك وهو اكيد هيفهم
جارتها بهجة بالمزاح:
- اه يا حبيبتي هيفهم، هيفهم اوي، وساعتها متلوميش الا نفسك لما يضيع العريس منك
- عريس ! ايه الكلام الفارغ اللي بتقوليه دا يا بهجة، انني شكل التعب اثر على دماغك .
هتفت بها بجدية مكشوفة واعتراض زائف، قبل ان تسحب نفسها، هاربة من بهجة التي كانت تضحك لافعال صديقتها المكشوفة.
❈-❈-❈
لم يخبر أحد هذه المرة بوجهته، خرج ليلًا في غفلة من سكان المحمية، تلك المنطقة العشوائية بموقعها الجغرافي المميز، والذي يصعب على قوات الأمن اختراقها، بالإضافة لتكدس السكان بها، وما قد ينتج عنه من خسائر بشرية فادحة لو حدث هجوم امني، واعضاء العصابة دائمًا ما يتخذون البشر كدروع لحمايتهم، لتظل على حالها كبقعة إجرامية لا يتم القبض على أعضاءها سوى بعد الخروج منها، او بعمليات نوعية محددة الأهداف
اما عنه وقد خرج اليوم منها، قاصدًا وجهته دون اعلام احد، يعد نفسه بالعودة اليها مرة اخرى بعد ان ينفذ ما برأسه.
وها هو الآن بداخل المبنى يأخذ مكانه فوق السطح منذ الفجر ، يراقب من أعلى ويتحين الفرصة المناسبة لدخول المنزل دون ان يشعر به احد.
ساعات مرت عليه وهو على هذه الحال، حتى ابصر من موقعه فتح الباب وخروج تلك المتحذلقة الصغيرة إلى جامعتها.
لينتفض متحفزًا ينزل خطوات الدرج بخفة، وحرص شديد في مراقبة لحركة الجيران، حتى لا يشعر به احد،
وصل الى باب الشقة، وضع يده على الجرس وانتظر لحظات مع صوت الخطوات القادمة اليه:
- ايوة يا للي ع البال مين؟
حبس انفاسه يعد على أصابعه في انتظارها، واحد، اتنين ، تلاتة، أربعة..
لم يكمل الى العدة الخامسة والباب يفتح امامه، فتطل منه خالته، والتي ما ان همت برفع رأسها والتعرف عليه وحتى فاجأها:
- مين؟ براهيم.....
على الفور باغتها بوضع قطعة من القماش على فمها وأنفها، ليجبرها على الارتداد بقدميها لداخل المنزل
باستنشاق المادة المخدرة، ، يغلق الباب بجسده من الخلف، فيشدد بعنف على تلك الجاحظة عينيها، تحاول المقاومة بحركات لا تؤثر به، ليواصل بعزم غير مباليًا بمكانتها عنده ولا بصحتها حتى كامرأة كبيرة لم تأخذ في يديه سوى لحظات قليلة، حتى ارتخى جسدها وهوى ليدفعه على الارض أثرت على رأسها بعدم اشفاق، ثم جثى على ركبتيه ينزع عن اصبعيها الخاتمين الذهبيين، ثم الثلاث اساور القديمة من رسغها، والذي لاطالما افتخرت بهم امامهم.، يغمغم لها بسخرية:
- معلش يا خالتي، مضطر اخد شبكة المرحوم الدكش، اصل طول عمري بضايق من شخللتهم قدامي،....
واكمل ضاحكًا يضعهم في جيب بنطاله، ثم اتخذت اقدامه طريقها نحو الغرفة المقصودة، يدفع الباب ثم يلج إلى الداخل بخطوات محسوبة، واتجهت ابصاره على الفور نحو التخت ليجدها كما توقع، مازالت نائمة ولم تستيقظ بعد
فاقترب حتى وقف يطالعها من علو يتأمل بسفور المنحنيات البارزة لجسدها رغم الغطاء فوقه، ليسيل لعابه وعيناه تتركز على بشرتها الناعمة والوجه الذي تغيرت ملامحه التي نحتت بعد فقدان كمًا كبيرًا من الدهون، حتى ظهرت تفاصيله الجميلة جيدًا.
ليتنهد باشتعال سرى بداخله ويده تخرج من الحقيبة الصغيرة التي تعلو كتفه كاميرا صغيرة يبحث عن زر اشغالها وفمه يردد بحديث نفسه:
- كاميرا بصورة فاقئة الجودة، عشان العرض يبقى Hd.
تابع ضاحكًا يبحث عن مكان مناسب لوضعها مرددًا:
- ياما نفسي اشوف رد فعل المحروس جوزك لما يشاهد العرض.....
- انا هو قدامك عشان يبقى البث مباشر.
صدر الصوت من ذاك المتربص والذي تفاجأ به داخل الغرفة معه من خلفه، يبدو أنه كان في انتظاره، ليباغته بضربة كبيرة من الرأس أسقطته حتى قبل ان يستوعب رؤيته:
- حمد لله ع السلامة يا هيما، دا انا مستنيك من زمان.