-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 35 - 3 - الخميس 21/11/2024

  

قراءة رواية حان الوصال كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الخامس والثلاثون

3

تم النشر يوم الخميس

21/11/2024 


صمتت لفترة من الوقت، ثم وصله ردها:

- لازم تقدر موقفه، الأمر مش بالسهولة دي عليه. 


كان الصمت من نصيبه هذه المرة، وقد استشف من قولها الموافقة المبدأية على فعله، فتحدث بتحدي:

- طب انا عايز اشوفك دلوقتي يا بهجة.


- لا طبعا تيجي فين؟ محدش موجود معايا، اخواتي البنات راحو الكافيه، وايهاب خرج يجيب الناقص في حاجة البيت. 


ردت بها بعفوية، ليصله الرد وكأنها توجه الدعوة لحضوره:

- تمام انا جاي اشوفك .

- تشوف مين؟

لم تجد الرد ولا حتى المكالمة وقد انهاها سريعًا دون استئذان،  لتطالع الشاشة بعدم استيعاب متمتمة:

- دا ايه اصله ده؟


❈-❈-❈


قدمت شهد بصحبة مجيدة ولينا إلى داخل المشفى تهرول داخل طرقاتها والهاتف على اذنها تحادث زوجها الذي سبقها بعد اتصال شقيقه به واخباره بالأمر. 


- ايوة يا حسن، انت فين بالظبط؟

- انا قدامك على طول اهو، ارفعي راسك شوية 

وقبل ان تصل اليه بأبصارها، اشارت مجيدة بيدها نحو الجهة الواقف بها:


- اهو اللي واقف هناك يا شهد .

قالتلها تسرع بخطواتها نحوه ليتلقفهم في نصف المسافة يتناول طفله منها، مكنش ليع لزوم تيجوا، الموضوع مش مستاهل.


هتفت به مجيدة موبخة:

- ازاي يعني منجيش؟ دا انت قلبك بارد يا واد انت صحيح ، هي فين اوضة الست؟ 

رد متبسمًا لفعلها:

- اهي الحجرة اللي هناك دي يا حضرة الناظرة متزوقيش، بس خدي بالك معاها في  الكلام، لا تنصب لك مناحة وتعمل مندبة دي ما بتصدق. 


قطبت تستوعب النصيحة وهي تتحرك باقدامها ذاهبة نحو الغرفة، فتحدتت زوجته بقلق :

- اختي يا حسن، عاملة ايه دلوقتي؟ اوعى يكون جرالها حاجة؟

- كويسة ان شاء الله اطمني .

- طب واخوك يا حسن قاعد فين دلوقتي؟ 


كان هذا سؤال لينا الذي توجهت به اليه، ليجيبها مطمئنًا هي ايضا:

- جوزك هو اللي بيقوم بالإجراءات دلوقتى مع الزفت ده ، بالنيابة عن عصام اللي مفارقش المستشفى وهو قاعد دلوقتي جمب مراته. 


جفلت شهد بعد سماع الكلمات لتهتف:

- يعني تعبانة اهي، امال بتقولي ازاي كويسة يا حسن.

برر ببساطة كادت ان تجلطها:

- عادي يا شهد، ما انتي عارفة ان حملها كان تاعبها من البداية، وبعد اللي حصل اتأثر اكتر .


لجمت نفسها بصعوبة حتى لا تصرخ به داخل المشفى الذي يعج بأعداد البشر، لتتراجع بقلة حيلة:

- طب قولي فين يا حسن اوضتها بدل ما اتشل وانا واقفة.


❈-❈-❈


داخل الغرفة التي وضعت بها نرجس وقد ألتفت حول رأسها الأربطة الطبية، فوق منطقة الرأس التي تأثرت نتيجة الوقعة الغاشمة من ابن اختها، ورغم ان الإصابة لم تكن بالخطيرة ، إلا أنها ومنذ ان فاقت من المخدر لم يتوقف فمها عن ابدا عن الشكوى.


- ااااه ااااه هموت يا ست مجيدة هموت،  انا انكتبلي عمر جديد، ابن اختي، ابن اختي يا ست مجيدة  كان عايزة يقتلني شوفتي غدر الزمن وصل لايه؟ شوفتي اللي حصلي يا ست مجيدة؟


- معلش يا حبيبتي،  ربنا كتبلك عمر جديد ان شاء الله. 


تمتمت بها مجيدة ، تحاول ضبط انفاعلها مع تلك المرأة التي لن تكف عن الشكوى إلى الشهر القادم، لتتجه نحو ابنتها الصغيرة رؤى، تلك المسكينة التي تشتت عقلها، ما بين القلق الشديد على شقيقتها المريضة بالغرفة الأخرى،  وما بين رعاية والدتها التي تضخم الأمر وكأن اصابة الرأس لن تشفى منها ابدا.


- اقعدي يا رؤى وريحي رجليكي، عشان بعد شوية توصليني لاوضة امنيه. 


- وتسيبني لوحدي 

هتفت بها لتردف بدراما ومبالغة 

- تسيبي امك لوحدها يا أمنية، مش كفاية الممرضة اللي خرجت ومسألتش.


زفرت رؤى تمسك بأصبعيها أعلى انفها بإجهاد قبل ان تعقب على قولها:

- وهتقعد جمبك تعمل ايه يا ماما؟ دي معاها مية حالة غيرك، يعني تأدي عملها وتروح تشوف الباقي. 


- وانا مش من عملها؟ ولا انت كمان هتعملي زيها، وتشخطي فيا؟ وكأنك مش متحملاني


قالتها بنبرة على وشك البكاء لتغمض ابنتها عينيها بيأس، في انتظار وصلة اخرى من البكاء والشكوى، تطالعها مجيدة بحنق وغضب مكتوم.

❈-❈-❈


اما في غرفة أمنية والتي انتهت اخيرا من الفحوصات بخروج الطبية زفر زوجها يعبر عن حنقه بعد سماع التعليمات الجديدة الخاصة بهذا:


- استغفرالله العظيم، دا انا قولت الاسبوعين قربوا يخلصو تقوم الدكتورة كاتبة على شهر تاني؟


- شيء طبيعي يا عصام، دا انا خوفت الواد يسقط من الخضة.....

قالتها بعفوية لتجده مقاطعًا بغيظ:

- بس يا امنية كلامك ده، انا على اخري اصلا، ثم انتي اتحركتي ليه من مكانك، ما انا قولتلك ما تتحركيش،  اديكي اتنليتي وزلزلتي الواد، كنا ناقصين احنا عطلة. 


- طب اعمل ايه طيب؟ وانا كنت قاصدة يعني؟

- اسكتي يا أمنية،  بلا قاصدة بلا مقصداش. 

قالها يزفر بضيق، مشيحًا بأبصاره عنها ،

كادت ان تتبسم لعلمها بالسبب الحقيقي لثورته، فتمالكت بصعوبة كي لا تزيد من غضبه، حتى استمعت لطرق خفيف على باب الغرفة لتدلف شقيقتها مهرولة اليها يتبعها زوجها ولينا صديقتها:


- أمنية حبيبتي عاملة ايه؟ والجنين اخباره ايه دلوقتي؟ 

اومأت بابتسامة تطمئنها ، فجاء الرد بانفعال من زوجها، وحدة تلفت الانتباه الجميع:

- كتبتلها على شهر راحة زيادة يا شهد، شهر زيادة عند والدتها. 


❈-❈-❈


بخبث يطل من عينيها،  تأملت واجهة المشفى الخاص من الخارج تقدر بعقلها الأموال التي قد تم صرفها والمتوقعة في الايام القادمة للعلاج وقضاء الليلة بتكلفة عاليه.


لتغمغم بتفكير متعمق وغيظ شديد:

- قال وأما اطلب انا منه شوية تفاتيف مصاريف البيت والعيال، يعملي فيها واقع من الدور السابع، ماشي يا خميس ماشي.

قالتها واتجهت ماضية في طريقها نحو مدخل المشفى الموجود بداخلها سامر.


❈-❈-❈


وفي داخل غرفته، وقد كان يتناول الطعام بصعوبة من يد والدته، لتستمر في الإلحاح كلما توقف .


- يا بني كُل، خلي الجرح يلم شوية، مينفعش كدة يا حبيبي .

- يا ماما الله يخليكي كفاية متضغطيش بقى.


تمتم بها بضيق شديد، ليعلق والده هو الاخر بغضب:

- ما تسمع الكلام بقى يا بني عشان تخف، ولا انت عاجبك يعني اكل المستشفى اللي يسد النفس ده.


قالها بعصبية وعيناه تتبع هاتفه الذي لا يكف عن الاتصال بقلق، فهذه المجنونة لا تكف منذ الصباح عن مهاتفته، حتى خشى من انتباه زوجته والتي لفت نظرها في إحدى المرات، وحين سألته وجد الرد بكذبة اختلقها كالعادة 


- صباح الخير .

اتجهت ابصار الجميع نحو مدخل الغرفة وقائلتها، تلك الجميلة التي عادت اليه بعد يوم عملها، ليتلقاها بابتسامة أشرقت بوجهه رغم مرضه:


- صباح الخير يا لورا اتفضلي .

تلقفت مجيئها درية بمكر تخاطبها:

- تعالي يا بنتي يمكن يسمع كلامك، دا مطلع عيني على معلقتين اكل، شكله مش عايز يخف .


غضب سامر يحدجها بنظرة محذرة، تجاهلتها بلؤم لتواصل استقبالها الحافل وهي تترك لها المكان على ذلك الكرسي المجاور للتخت الطبي:


- تعالي يا حبيبتي مكاني، دا انا بشوفك وروحي تتردلي، ولا اقولك، خدي الطبق ده وحاولي انتي معاه، على ما اروح اتصل انا بالبنت سامية أصلها اتأخرت اوي في المجي.


تمالك سامر غيظه بشدة لافعال والدته المكشوفة امامها ، حتى هم ان يرفض الطعام موفرا عليها الحرج، ولكنها اجفلته حينما تناولت الطبق بزوق اسعد درية:


- ولا يهمك يا طنط 

- يا ختي يا روح طنت 

رددت بها تبتعد عنهما، لتجفل زوجها المنشغل بالهاتف وتسحبه للخروج:

- ايه في ايه؟ بتسحبيني كدة ليه؟

- يا راجل عايزاك، ما تفهم بقى.

قالتها توميء بذقنها نحو تلك الجميلة ليفهم من نفسه ، فيستجيب للخروج معها.


جلست لورا تجلس بالطبق تحاول ملء المعلقة بالأرز وقطعة لحم صغيرة،  فاعترض بحرج :

- مفيش داعي يا لورا انا اقدر اكل بإيدي .

تبسمت تقربها منه:

- معلش يا سيدي خدي مني المرة دي. 

تلقبلها على الفور دون انتظار، شاعرا بشهية مفاجئة تصل الى حد الجوع ليتناول الطبق منها بكامله


- احسن دلوقتى بعد ما فضفضتي

- ايوة طبعا


الصفحة التالية