رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 36 - 1 - الأحد 24/11/2024
قراءة رواية حان الوصال كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حان الوصال
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل السادس والثلاثون
1
تم النشر يوم الأحد
24/11/2024
بعض الجروح لا تشفى إلا بالكي
وهناك اوقات لا يصلح معها إلا القطع، ان تقرر ، ان تفصل، ان تنجى بالباقي من كرامتك، لهو اهون الف مرة من تستمر على الخطأ، حتى وإن كان بالتنازل سعادة وقتية، ثق انها رويدًارويدًا سوف تزول.
كوني قوية ولا تقبلي بأنصاف الحلول، إما عشق بوضوح الشمس وإلا فلا .
#بنت_الجنوب
❈-❈-❈
- انا مع إيهاب.
- انتي مع إيهاب؟!
تمتم بها بشيء من الصدمة، لا يصدق الرد الفوري منها بهذه السرعة دون ان تعطي نفسها حتى فرصة للتفكير به, تلك من كانت منذ لحظات تذوب بين يديه، تنصر هذا الصغير عليه دون تردد ، هل لهذه الدرجة هو لا يعنيها؟.
- بسهولة كدة، بتمشي ورا كلام العيل الصغير والعته بيقوله ده؟
- انا مش عيل صغير يا باشا، ولا بخرف بعته.......
- ايهاب، استنى انت .
قاطعت بها شقيقها لتعطي كامل انتباهاها له، فيلتقي صفاء خضراوتيها بوهج ببندقتيه الحادتين، في حديث لا يخلو من عتب ولوم وكأنه تذنب في حقه وعلى وشك التخلي عنه دون انتظار .
- ممكن تخرج دلوقتي يا إيهاب؟
تفاجأ شقيقها بطلبها، فجاء رده يضيف مزيدًا من الدهشة بقلب هذا المطعون بموقفها المخزي ضده على حسب ما يرى الاَن:
- واسيبك لوحدك معاه؟
- من فضلك يا إيهاب.
اذعن في الاخير لرغبتها ، ولم يفوته توجيه نظرة الانتصار نحو ذلك المتجمد محله ، والذي لم يرفع ابصاره عنها سوى بعد خروجه ، لتبزغ ابتسامة ساخرة بزاوية فمه قائلا :
- كويس والله انه سمح لنا بالانفراد، بس انتي ازاي جاتلك الجرأة تطلبيها؟
قابلت تهكمه بثبات واهي، وقلبها من الداخل يأن وجع الترقب ،والخوف من النهاية الشويكة بالمواجهة الفاصلة الآن:
- انا مش ببيعك دلوقتي يا رياض، انا بشتري نفسي وكرامتي قبل ما اشتري اخواتي، حتى لو انت شايف اللي بيحصل عته ، وأن اعترافك بجوازنا قدام اسرتي انه أقصى ما عندك أو يمكن معتبره تفضل عليا......
- بلاش كلامك المستفز ده ، عشان انا على اخري اساسا.
هدر بها مقاطعًا بحدة ، ليجبرها على المزيد من المكاشفة، فلم يعد هناك شيء لا ينبغي البوح به:
- بلاش نضحك على بعض، عشان انا عارفة كويس سبب رفضك ، انت لحد الان عامل حساب للمجتمع الراقي بتاعكم ، دماغك صورتلك انك بكدة عملت اللي عليك قدام اخواتي، وتقدر من النهاردة تأخدني على عشنا السعيد ونعيش في امان وسلام، واللي يعرف هيبقى اعداد قليلة يدوب متأثرش على سمعتك، اللي ممكن تنهار لو اتعمل فرح واتكتبت اسم رياض باشا مع بنت خليل اللي كانت شغالة عاملة في مصنعه لا وكمان جليسة للست والدته ، متفتكرش اني غبية ومش واخدة بالي من التفصيلة الصغيرة دي .
لأ ينكر انها أصابت جزء كبير الحقيقة ، وكأنها اقتحمت عقله واكتشفت ما يدور برأسه ولكن روح العند بداخله تأبى الاعتراف ، والتمسك بالهجوم :
- اممم وايه تاني كمان؟ كملي يا بهجة، شكل إيهاب مش جايب ايه حاجة من عنده .
ردت بابتسامة جانبية ضعيفة، لم تصل لعيناها :
- اعتبرها كدة فعلا.... لو انت عايز كدة، بس في كل الحالات احنا وصلنا لطريق نهايته اختيارين، انا عارفة ان الاتنين أصعب من بعض عليك، لكن لابد منهم، وعلى العموم انت تقدر تريح نفسك خالص، وتعتبر حكايتنا قصة وانتهت، لو صعب اوي معاك التنفيذ،
- يبقى انتي اللي اختارتي يا بهجة مش انا، وكدة خليكي قد قرارك .
صدرت منه سريعًا وبدون تفكير، وكأن بها رد لكرامته، بعد تفضيلها لشقيقها عليه.
وتحرك فجأة يسحب نفسه للخارج امام صمتها المريب، حتى سمعت صوت غلق الباب الخارجي للمنزل بمغادرته، ليدلف شقيقها بعد لحظات قليلة ، ويجدها واقفة امامه دون حراك وكأنها تمثال من شمع، لا ترمش حتى عينيها، بهيئة أوقفت قلبه ، حتى صدر قوله بصوت هتز:
- ايه اللي حصل؟ انا شايفه خارج وشه ميطمنش.
لم تنطق ببنت شفاه، حاولت التظاهر بالثبات ، ولكن دموعها أبت الا تخونها، حتى وشكت على الوقوع، قبل ان تتلقفها ذراعي شقيقها حتى لا تسقط.
❈-❈-❈
أجلت الصعود إلى شقيقها، وتجاهلت الرد عن مكالمات والدتها التي هاتفتها عدة مرات، وصارت تتبع هذا المشهد الغريب، بسحب والدها لتلك المدعوة صفاء قريبة زوجة شقيقها، بفضول يكتسحها لمعرفة التقاء الشرق مع الغرب، تلك التي رأتها مرة واحدة اثناء زواج شقيقها وعرفت انها متزوجة في الصعيد، إذن ما الذي يجمع بينها وبين والدها؟
اما عن خميس والذي واصل سحب زوجته حتى وجد المكان المناسب ليدفعها بقوة فيصطدم ظهرها بالحائط الخلفي لمبنى المشفى، في زاوية بعيدة عن المارة وعن الجميع.
فيخرج صوته أخيرًا بعد ان اطمأن بعض الشيء لابتعاده بها عن مصدر الخوف، ويتذكر غضبه منها:
- انتي اتجننتي يا صفاء؟ جيالي برجليكي لحد المستشفى عشان تفضحيني؟
طق فمها بصوت مستهجن تستنكر قوله:
- افضاااحك! ليه يا خميس بقى؟ كنت شبهة مثلًا؟ ولا واحدة ماشية معاك في الغلط؟
صاح بها بحنق شديد:
- لا دا ولا دا؟ وبلاش تحوري في الكلام يا صفاء، تقدري تقوليلي ايه اللي جابك على هنا اصلا؟
تمسكنت بلهجتها تبتغي استعطافه وصب اللوم عليه:
- اخص عليك يا خميس، دا برضو سؤال تسأله وانا قلبي اتخلع من مكانه على ابنك بعد ما سمعت باللي جراله، دا جزاني يعني اني خوفت عليك انت كمان، لتكون تعبت ولا متحملش الخبر؟
جز على اسنانه بغيظ شديد:
- وانا ايه اللي هيجرالي بس؟ شايفاني ضعيف لدرجادي؟ صحتي زي البومب قدامك ولا مش واخدة بالك؟
مطت شفتيها على زاوية تقلب عينيها بتعبير واضح لسخريتها من عبارته، مما ضاعف من غضبه ليواصل بانفعال
- وكمان ابني يعرفك منين اصلا عشان تزويه؟ كان يكفي اتصال منك تسأليني فيه عن صحتي وعن الواد، مش تيجي برجليكي ع المستشفى.....
تخصرت تواجه بخطأه؛
- طب قول لنفسك الكلام دا يا غالي؟ وارفع التليفون كدة وعد كام مرة اتصلت بيك وانت مرديتش؟ من آخر مرة مشيت من عندي وانت خدت ايدك في سنانك وقولت يا فكيك، مش هاين عليك تتطمن على الغلبانة اللي سيبتها ولا حتى ترد على اتصالي، لدرجادي انا حملي تقيل عليك؟
وختمت بادعاء البكاء ليزمجر ضاربًا بقدميه على الارض:
- يووووه، ما هو لو عليكي لوحدك، والله ما كان همني، لكن المصيبة في اللي وراكي، كل مرة اجيلك فيها بكع دم قلبي، حتى اتصالك بيا بيبقى برضو وراه طلبات، لحد ما بقيت اخاف ارد عليكي.
زمت فمها بضيق يكتنفها لتقارعه بحديثها:
- مممم قول كدة بقى، سعادتك بتحسب الملاليم اللي بتدهاني عشان عيالي المساكين، انما اللي من صلبك تجيبلهم اللالي وتصرف بالمية الف في مستشفي استثماري قد الدنيا ميدخلهاش الا الناس العليوي..
- انتي بتحسبي لعلاج ابني؟ عايزاني اسيبه يموت من غير علاج يا صفاء؟
سألها بصدمة لتسارع هي بالتبربر:
- لا طبعا، ايه اللي انت بتقوله دا يا خميس؟ دا ابنك ده يبقى ابني، حتى لو فرق السن ما بينا قليل، انا بس بفضفض من حرقتي، عايزاك ماتفرقش ما بين العيال، ولا تفرق بيني وبين مراتك الاولى، يعني لو هنمشي بعدل ربنا، يبقى يومين عندي ويومين عندها.