رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 36 - 2 - الأحد 24/11/2024
قراءة رواية حان الوصال كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حان الوصال
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل السادس والثلاثون
2
تم النشر يوم الأحد
24/11/2024
هم يذكرها بالسبب المباشر لابتعاده عنها، ولكنها لحقت بذكائها :
- وان كان ع الدفع اللي بتتشكي منه، تعالي المرة الجاية واحنا نتفاهم، انا بتكلم في حقي فيك يا خميس
تابعت حديثها بنعومة تعلم بأثرها جيدا عليه:
اصلك بتوحشني اوي وبشتاقلك، وانا ست صغيرة ومحتاجة جوزي مبيعدتش عني، مش ابقى متجوزة ومش متجوزة...
وجهت كلماتها نحو المغزى الذي يعلمه، لتنطلي عليه ويصدق تبريرها، فيغمره شعور بالزهو، وحماقة تعجبها كي تواصل في خداعه.
- خلاص يا صفاء انا هحاول متأخرش عليكي، يخرج بس ابني من المستشفى واجيلك ان شاء الله، انتي فعلا صغيرة وحقك تخافي على نفسك من الفتنة، وأنا برضو راجل بفهم ولازم ارعي الحتة دي، بس هو يعني لدرجادي بوحشك يا صفاء؟
اخرجت تنهيدة مثقلة، تومي رأسها بادعاء الخجل:
- اوي اوي يا خميس، بس مينفعش افسر عشان مش وقته
- فعلا مش وقته
ردد بها بابتهاج متعاظم ، وقد اطربه حديثها بشدة حتى كاد ان ينسى نفسه ويذهب معها، ولكن استدرك لسوء الظرف، كي يعود إلى عقله ويأمرها
- خلاص بقى مدام اتفاهمنا، روحي دلوقتي على طول وانا مش هتأخر عليكي ان شاء الله.
سمعت منه لتمتد كفها نحوه على الفور:
- خلاص يبقى ايدك بقى ع المواصلات.
- مواصلات ايه؟ هو انتي جيتي مشي؟
- لا يا حبيبي مش مشي، بس انا ايدي فاضية دلوقتي، وعيالي وعدتهم بحاجات حلوة اجيبها معايا ، اول بس اما عرفو اني جيالك، كل واحد فيهم طلب اللي نفسه فيه، ها هتديني ولا اكسر بخاطرهم واقولهم عمكو مش طايقكو ولا طايق سيرتكم، عشان ساعتها يعندو معاك بحق؟
- لا يا صفاء متقوليش ولا تخليهم يعندو
تمتم بها بقلة حيلة، ليخرج من جيب بنطاله حافظة النقود التي كانت ممتلئة على آخرها بلفات النقود حتى اختطفتها منه سريعًا تخرج معظمها ليعترض محاولا لالتقاطهم:
- دول خمسة آلاف هدفعهم للمستشفى.
أبعدت يداها على الفور عنه، لترد بسخرية ردًا على كذبته:
- ارجع ع الوكانة يا حبيبي جيب غيرهم، بس حاول تكترهم شوية، هي الخمسة آلاف دي تعمل ايه في مستشفى استثماري زي دي؟
- وكمان بتخطفي منه المحفظة وبتطلعي منها الفلوس؟
تمتمت بهذا السؤال سامية بحديث نفسها، والتي كانت تتابع من جهة غير مرئية لهما، اللقاء بأكمله
❈-❈-❈
بخطوات مسرعة سارت تغادر مقر عملها في مكتب المحاماة خاصتها، بقلق يعصف بها بعد تلك المكالمة التي أجرتها للإطمئنان على صديقتها ، وما أخبرها به شقيقها عن حالة تلك المسكينة، تمكنت من النزول من المبني وكانت في طريقها إلى سيارتها، والتي ما ان وصلت اليها حتى انتبهت لتتسع عينيها بإجفال وهي ترا الإطار الخلفى من الجهة اليمني امامها متهدل وكأن الهواء قد انسحب منها بإصابة حلت به، تتذكر جيدا حينما أتت بها في بداية اليوم، لم يكن به شيء على الإطلاق، ولكن ما الفائدة الاَن للبحث والتنقيب؟ وهي لا تملك وقتا للتأخر؟
بفعل طفولي، ضربته بقدمها ، قبل ان تتحرك وتتركها لتبتعد قليلًا وتحاول إيقاف سيارة ما تقلها، وجدت المكان المناسب لتقف به، وما ان وقعت عينيها على إحداهما قادمة في الطريق نحوها، حتى ارتفعت كفها تشير الى سائقها وبتركيز شديد تريد لفت انتباه،،
ويحدث ان ينتشلها على حين غرة، صوت صرير سيارة اتيًا من الخلف، فتلتفت رأسها اليه لا إراديًا لتجفل فجأة وبدون سابق انذار بدفعة كبيرة من ماء الارض التي تقف عليها بفضل غسيل إحدى السيارات لساكني المبنى الذي تقف بجواره، وتُنثر على الطقم الذي ترتديه.
كاد قلبها ان يقف من الخضة، تطالع ردائها الجميل وقد تلطخ ببقع المياه والطين، فتظل لفترة من الوقت فاغرة فاهها بصدمة ، حتى ظهر امامها ذلك البلاء يترجل من سيارته ، لينظر الى ما اقترفته يداه هو الاخر بصدمة يدعيها مرددًا:
- يا نهار ابيض، ايه ده؟ ايه ده يا أستاذة يا آنسة صفية؟
خرج صوتها بنبرة توشك على البكاء:
- دا بجد؟! انت كمان اللي بتسأل ؟ على فكرة انا لو جاتلي ذبحة صدرية، ولا جلطة دماغية هيبقى بسببك، هو انت في حد مسلطك عليا؟
بصعوبة شديدة كتم ابتسامة خبيثة، يدعي الحزن :
- انا برضو يا أستاذة يا آنسة صفية؟.
صرخت به، فلم تعد بها طاقة لافعاله:
- يا عم متزفتنيش، متندهنيش بأي زفت، انا على اخري وربنا على اخري .
- وطي صوتك طيب، الناس حوالينا يقولوا عليكي ايه؟ منظرك قدام اهل منطقتك يا أستاذة.
همس بها مقربا رأسه منها، وكأنه يحذرها، لتنتبه هامسة هي الاخرى بغيظ شديد كازة على اسنانها:
- حاضر هتزفت واخرس خالص، انت عايز ايه دلوقتى؟
- اوصلك بيتكم .
- نعم !
- نعم الله عليكي يا أستاذة، قصدي يا ستي اوصلك لبيتكم عشان عربيتك العطلانة، بدل يعني متلقيش تاكسي يرضى يوصلك بالطقم المبقع بالطين ده، ولا تاخدي تريقة من السواق اللي يجي على نفسه ويقبل .
ضاقت عينيها بريبة لتنقل بأبصارها ما بينه وبين سيارتها المعطلة بإطارها المثقوب لتتوجه نحوه بتساؤول:
- وانت عرفت منين ان عربيتي عطلانة بسبب العجلة اللي نايمة؟
كالعادة لا يغلب ابدًا في التفسير، ليجيبها على الفور بتأثر:
- مش محتاجة ذكاء يا أستاذة، واقفة جمب عربيتك وبتشاوري لتاكسي، يا ترى هيكون ليه بقى؟ عشان تاخدي صورة معاه مثلا؟
ضحكة سخيفة تصنعتها في رد على مزحته:
- ظريف اوي يا دكتور هشام، ونبيه، يعني لقطها بسرعة كدة وانت ماشي بعربيتك، مش غريبة دي؟
- لا طبعا مش غريبة، واحنا هنحقق ليه صحيح؟ مش ياللا بقى عشان اوصلك، ولا تكوني مكسوفة مني، دا انتي حتى محامية ولازم تبقي جريئة.
قالها يشير لها عائدًا إلى سيارته، يثير حنقها بشدة، فتضطر في الاخير لتتبعه، قائلة بعند:
- انا هركب بس عشان معنديش وقت زي ما قولتلك وعشان مشواري .
❈-❈-❈
منذ آن قدمت تسبقه بلحظات، وهي لم ترفع عينيها عنه عقلها يدور بالتساؤلات والتكهنات الغير بريئة على الإطلاق عن تلك العلاقة التي تجمع رجل كهل مثله مع امرأة مثل صفاء التي اللعوب التي عرفت باتصال لزوجة اخيها انها مطلقة منذ شهور، إذن كيف اجتمعت مع ابيها لتستغله وتسحب منه الأموال لهذه الصورة الفجة وكأنه تملك الحق فيه؟ هذا الأمر يستحق المتابعة والبحث .
- مالك يا بت متنحة كدة ليه من ساعة ما جيتي؟
كان هذا سؤال والدتها، لتسحبها اليها من دائرة الشرود والتفكير المستمر، فتحاول استماع ذهنها:
- لا يا ما تشغليش نفسك، دي حاجة كدة.
- حاجة ايه اللي كدة يا.ختي؟ ما تتكلمي يا بت .
هتفت بها درية بحزم جعلها تحسم عازمة في نقل الأمر اليها ، ولكن نظرة واحدة نحو تلك الفتاة المرفهة الجالسة بقرب شقيقها المريض، وتذكر ما قد يحدث من فضائح، ان تكلمت الآن، وربما قد ينجى منها ويكذبها بقصة يختلقها كعادته، انها ادرى الناس به، لتعود لعقلها وتتراجع مؤجلة الحديث لوقته:
فتنقل بنظرة حادة متوعدة نحوه قائلة:
- معلش ياما، كل شيء ليه وقت، هقولك انا على كل حاجة بس بعدين.