-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 36 - 3 - الأحد 24/11/2024

  

قراءة رواية حان الوصال كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل السادس والثلاثون

3

تم النشر يوم الأحد

24/11/2024 

والى ذلك الثائر، وبعد ما حدث من تطورات، كان هو المتسبب الاول فيها، يغمره الآن شعور بالهم يقسم ظهره، يعلم أن موقفه صائب ولكن ما ترتب على فعله من حزن لشقيقته، جعل عقله يدخل في حيرة من امره

هو في الاخير شقيقها، يؤلمه ما يؤلمها حتى وإن كان يرى الأمور من زاوية محقة،  ولكنه ايضًا لن يغفل عن سعادتها،  والتي قد تفقدها بلا عودة ان استمر هذا المتعجرف في صلفه، واتخذ الأمر تحدي معه.


- لسة برضو مضايق،  ارفع راسك يا بني انت عملت الصح. 

جاءه الصوت الداعم لكل ما حدث من البداية، كمحفز الآن ليرفع رأسه اليه بالفعل، يطالعه بضعف قائلا:


- بس انا خايف عليها، بهجة اختي قوية وضعيفة في نفس الوقت، يعني تبقى زي الوحش في المواجهة، ومرة تانية تلاقيها سقطت من طولها بكلمة واحدة، ودا مش موضوع وخلاص، دا مستقبلها وسعادتها،  خايف تكرهني بعد كدة والله. 


ارتجف جسده في الأخيرة، بتأثر احتل كيانه، ليربت على كتفه الاخر بقوة وحزم:

- ان شاء الله ميحصلش الكلام ده، لأنه لو معملش الصح،  يبقى ميستهلهاش، اختك عاقلة ولو مكانتش فاهمة ومؤيدة مكنتش هي بنفسها وقفلته معاك.


طالعه باستجداء يريد المزيد:

- بجد يا شادي، ولا بتقول كدة عشان تطمني.

رد المذكور بثقة واضعًا عينيه نصب خاصتي الاخر:

- انت كمان متأكد من موقفك، الاستمرار في الوضع ده إهدار كرامة، واختك غالية وتستاهل الدنيا كلها تفرح لفرحتها 


❈-❈-❈


- ناوي تطلقها؟

- مين قال الكلام ده؟

تمتم غير مستوعبًا برفض تام، ليردف الاخر في توجيه الحديث اليه:

- رياض انا بسألك عشان تحدد موقفك، بعد اللي حكيته من شوية، واحساس الخذلان اللي حسيته منها زي ما بتقول، هل الحكاية كدة خلصت، وكل واحد هيروح لطريقه بقى؟....... 


سمع منه ليزفر بضيق متعاظم ، يغطي بكفه على جبهته بتعب:

- مش عارف احدد اي قرار دلوقتي يا كارم، من ساعة ما خرجت من عندهم والصداع مسكني من كتر التفكير، هموت من الغيظ، ان حتة عيل هو اللي يفرض شروطه عليا، وهي ماشية معاه، طيب تصبر عليا شوية مش يمكن مع الوقت.......


- هيحصل ايه مع الوقت يا رياض؟

يقاطعه بأسئلته الواضحة بصورة تجعله محشورا في زاوية لا تعجبه، ليعبر عن سخطه نحوه:

- كارم انت معايا ولا معاهم؟ ما تخف عليا في أسئلتك دي يا سيدي .


تبسم الاخير بشيء من المكر في الرد له:

- طب وانا ايه ذنبي بس يا عم رياض عشان تحطني معاهم؟ انا مجرد واحد بيتكلم معاك بالمنطق عشان توصل لقرار، انت لازم تحدد اهدافك ، ان كنت هترضى وتنفذ المطلوب ولا تسيبها لحال سبيلها، أصلها مش هتفضل معلقة.....


- تروح لحال سبيلها ازاي يعني ؟

سأله بشيء من توجس واستنكار، ليأتي رد الاخر بكل وضوح:

- قصدي يا سيدي انها مش هتفضل معلقة وأكيد في يوم هتشوف حالها وتتجو......


- دا انا اقتلها واشرب من دمها. 

هتف بها بحدة اجفلته ، لترتسم على محياه ابتسامة خبيثة ضاعفت من حنق الأخر،  ليهتف به ينهاه:

- كارم بلاش اسلوبك ده عشان انا على اخري. 


اومأ برفع كفيه امامه باستسلام:

- طب خلاص خلاص متزعلش...... دا انت الله يكون في عونك

غمغم بالاخيرة بصوت خفيض يخفي ابتسامته حتى لا يثور به مرة اخرى، وبداخله يشفق عليه بالفعل، فلا يعرف بصعوبة موقفه الا رجل مثله ومن نفس الطبقة،  بل ويزيد عليه، تلك العقد التي ترسخت بمرور السنوات بعقله، ربما يحتاج الكثير من الوقت ليحارب وحوش الماضي، او ربما يستسلم لها وينسى بهجة وسعادته التي وجدها معها 


❈-❈-❈


بكت كثيرا، ونامت كثيرا، ثم قامت وجلست بجوار النافذة تنظر في الفراغ ، بمشاعر لا تعلم لها مسمى، يغلب عليها الحزن، وربما اشياء اخرى، هل ما مرت به اليوم ، هو لحظة الوداع الفارقة؟ ام انها التمهيد لبداية جديدة؟


مازال قلبها يأن من الوجع، كم من مرة حضرت نفسها لتلك اللحظة، تعلم من البداية النهاية الطبيعية لذلك الزواج المشروط، ولكن لحظة الوداع لها وقع اخر، عذابها لا يضاهيه شيء، ألمها موجع، هل كان عليها التنازل والاستمرار في اقتطاف اللحظات الجميلة بينهم ، ولكن إلى متى؟ 


تنهيدة مثقله خرجت منها لترفع عينيها إلى السماء، متجهة إلى ربها بتضرع:


- يارب ساعدني، يارب قويني، اللهم ارح قلي بما انت به أعلم. 


- بهجة.

ألتفت برأسها نحو صاحبة الصوت التي دلفت اليها بخطوات مسرعة، لتلقف لقاءها كالغريق:

- صفية. 


❈-❈-❈


خرج من غرفة مكتبه، بعد انتهائه سريعًا من بعض اعماله، كان متخذًا طريقه نحو الصعود إلى جناحه حينما وصله صوت طرق الحذاء الانثوي على درجات السلم فتوقف محله، يتابع هبوطها بهيئتها التي دائما تبهره، ولكنها كانت غاضبة، وهو ليس بالغبي حتى يغفل عن السبب، فيكفي النظرة التي تحدجه بها، هي خير دليل على صدق ما يظنه:


- مساء الخير يا نجوان هانم 

بادلته رد التحية بما يشبه السخرية:

- مساء الفل يا قلب نجوان، يارب تكون مبسوط دلوقتي؟

ابتسامة صغيرة لاحت بثغره، وقد أكدت له الان، انها على علم بكل ما حدث، ليسألها بهدوء:


- مبسوط على ايه يا ست الكل بالظبط؟ ممكن توضحي اكتر 

ولأنها تفهمه جيدا قررت مراوغته هي ايضا:

- يا قلبي دا سؤال عادي، ما انا بتمنالك طول الوقت انك تكون مبسوط، عن اذنك بقى عشان خارجة 


انزاح بجسده عن طريقها لتتخطاه متجهة المغادرة،  وما ان وصلت لنصف المسافة من المنزل حتى وجدته يهتف بها:

- متنسيش تسلميلي عليها طيب .


❈-❈-❈


عادت مساءًا  تترجل من سيارة الأجرة، تعطي السائق عدد من الورقات المالية تلقفها بضحكة متغزلًا:

- من ايد ما نعدمها يا قمر.

قابلت اطراءه بابتسامة منتشية، وابتهاج يدغدغ اسماعها ، في كل مرة استمعت لكلمات توصف جمالها او جمال جسدها المتناسق في تلك العباءة السمراء ، لتتمايل بخطواتها بدلال مقصود من أجل لفت انتباه المارة في الشارع، وسائق الاجرة الذي ظل على وضعه،  يتابع مرورها امامه بابتسامة بلهاء، توقفت فجأة حينما لمع النصل الفضي بجوار رأسه، ليجفل منتبها لهذا السلاح الابيض، وحامله ذو الملامح الاجرامية الواضحة، فتصدر منه شهقة مرتعبة يتسائل نحوه بجزع:


- انت عايز ايه يا جدع انت؟

بكلمات محددة قرب وجهه ذو الندوب الواضحة به، يخاطبه بصوت بدى كالفحيح:

- في اقل من دقيقة، تطلع انت وعربيتك برا المنطقة دي، يا كدة يا تقول على نفسك يا رحمن يا رحيم،  وما حد يعرفلك طريق جرة، لا انت ولا عربيتك.


سمع منه الرجل ليدير المحرك على الفور، فيتحرك بسيارته سريعًا،  كي يغادر من امام هذا الرجل وتهديد المروع


راقبه الاخر قليلًا، ثم هرول يقطع الطريق نحو البناية التي يقصدها في اقل من دقيقة، ليلحق بتلك المتمردة والتي كانت وصلت الى منزلهم، وما ان شرعت بفتح الباب بمفتاحه، حتى شعرت بكف قوية تدفعها من ظهرها لداخل المنزل.


شهقت على اثرها بفزع حتى كادت ان تصرخ مستنجدة بأحدهم، قبل ان تلتف رأسها، وتفاجأ بهذا المدعو خطيبها،  يصفق الباب الخارجي عليها وعليه، فتثور هذه المرة به ناهرة

الصفحة التالية