رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 37 - 2 - الخميس 28/11/2024
قراءة رواية حان الوصال كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حان الوصال
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل السابع والثلاثون
2
تم النشر يوم الخميس
28/11/2024
كاد ان ينفعل هو الاخر ردًا على ثورتها، ولكن بانتباهه لقولها الأخير تحول غضبه لابتسامة متسعة كي يغيظها:
- يعني انتي اللي قالقك هو اني ممكن ابص لوحدة تانية وانساكي؟
امتقعت ملامحها بالحمرة القانية لتعود للإنكار والمكابرة:
- لأ طبعا انا بتكلم عن نفسي، ما هو مش معقول يعني أفضل كدة مركونة ع الرف كدة، مش يمكن انا كمان اشوف نفسي ولا الاقي اللي يعجب بيا.......
- اخرصي يا بهجة
هتف بها مقاطعًا بحدة اللجمتها على المواصلة، يحدجها بنظرة قادرة على احراقها، ثم اردف بحزم:
- خلي بالك من كلامك عشان انا لحد الان مصبر نفسي ومطول بالي، مش عايز ازعلك ولا أزيد عليكي، انتبهي بقى.
اسبلت اهدابها عنه، غير قادرة على مواجهة الجمر المشتعل بثاقبتيه، واضطرت التزام الصمت ، تتركه يردف:
- الأمر مش هيطول للسنة والكلام الفارغ ده، انا قولتك هخلص شغلي واخدلي كام يوم راحة، واهي نعتبرها فرصة لينا احنا الاتنين........، فاهماني يا بهجة؟
اومأت بتحريك رأسها لتجيبه باستدراك متأخر:
- اكيد فاهماك، سافر يا رياض، ووقت ما تلاقي نفسك قدرت وقادر على الاستغناء ياريت متأخرش عني، عشان انا متأكدة اني مهما طال البعد او وجعني، برضو مش هغير رأيي .
زفر بحنق لا يعجبه تحليلها ، وفي نفس الوقت لا يملك الحجة لإقناعها بغير ذلك، لينهض فجأة يجفلها بطلبه:
- طب مش هتودعيني بأي حاجة وانا ماشي دلوقتي .
استقامت عن مقعدها هي الاخرى قائلة بعدم فهم:
- اودعك بإيه يعني انا مش فاهمة؟
- تعالي انتي لسة هتفكري.
قالها ليباغتها على حين غرة بسحبها اليه، كي يضمها إلى صدره، يسحب رائحتها داخل رئتيه، وكأنه يدخل اليهما الهواء ليحيا، شدد عليها بذراعيه مغمض العينين، لا يريد من العالم شيء آخر، وهي لا تقل عنه، حتى تلك القشرة الواهية التي تتحلى بها في مقاومته لم تعد تشعر بها الآن، وقد ذابت في غمرته، كطفلة ينقصها الحنان، ولكن لا تقبله إلا من والدها.
- هتوحشيني يا بهجة، انا واثق ان مهما طالت المدة او قصرت هفضل دايما مشتاقلك، ربنا يقدرني بقى.
- وأنا كمان ربنا يقدرني
قالتها بصدق، ولم يشغلها توضيح المعنى، لتستدرك بعد ذلك لوجود شيقيقتيها داخل المطبخ، فربتت على ساعده تنبهه:
- البنات جوا يا رياض .
افلتها مضطرا ليعود لتأملها قليلًا قبل أن يجبر قدميه للتحرك والذهاب من أمامها، فتسقط عائدة لمقعدها بتعب لا ينتهي، تنظر إلى السماء بتضرع، ترجو النهاية لهذا العذاب
❈-❈-❈
وفي قسم الشرطة
حيث اللقاء المباشر لسميرة بابنها ولأول مرة منذ القبض عليه، وعلاج الجروح المنتشرة بوجهه وبعض أعضاء جسده، لتهتف بصب اللعنات على من فعل به ذلك، متغاضية كعادتها عن السبب الاساسي لما وصله به إلى هذا المصير وكأنه بالفعل مظلوم :
- جاته كسر ايده، شالله ما يوعي يعمل بيها حاجة تاني، البلد دي فيها حكومة، انا بكرة افضحهم في الدنيا كلها واجيبلك حقك يا حبببي، انت لازم تساعدني يا متر
توجهت بالاخيرة نحو المحامي الموكل بالدفاع عنه، ليعقب محذرًا:
- تحت امرك يا هانم، بس احنا كدة هنفتح علينا طاقة جهنم خصوصا وإن ابراهيم ممسوك متلبس، وفي كذا قضية حضرتك
شهقت بغضب وجاء رد ابراهيم بقرف:
- مين ده يا ما، مجبتيش ليه اللي اتولى القضية المرة اللي فاتت؟ هو كان حرامي بس بيجيب الناهية مش صاحبنا، شكله الجواب باين من عنوانه
بادله الرجل توجيه النظرات بازدراء ، فجاء الرد من والدته:
- إنت قولتلها بنفسك حرامي، دا اللي طلبه مني المرة دي، ضعف اللي لهفه المرة اللي فاتت عشر مرات، يعني فوق طاقتي يا بني.
جأر بها غاضبًا:
- فوق طاقتك ده ايه يعني، والمحروس جوزك راح فين؟ الفلوس اللي بيكوم فيها دي هيبسبها لمين غيري لما اقعد العمر كله محبوس؟
- هيسبها لعياله من مراته التانية .
- ننننعم، انت بتقولي ايه؟
ردت بنبرة باكية :
- بقولك اللي حاصل يا نور عيني ، بعد اللي حصل ابوك قالهالي في وشي مش من حد غريب، بقالو سنتين متجوز في اسكندرية واحدة من هناك، الملعونة خلفتلو توأم مش واحد، قال عشان يعوضوه عنك، بعمايلك اللي كانت دايما مسودة وشه.
دخلت في نوبة من البكاء تواصل :
- انا كنت ناوية أفرج عليه خلق واشحططه في المحاكم، بس هو هددني، أن ما كنت ارضى لا يطلقني ويديني كل حقوقي بس مش هيصرف مليم عليك، وانا
اضطرت اوافق عشان خاطرك يا بني.
وأكملت ببكاءها، ليتمتم بالسباب والشتائم غير مباليًا بوضع الرجل اليه، ويردد متوعدًا :
- ماشي اوي، خليه يفرح بالسنيورة، أنا ان ماكنت اطلع منها واخنق له الجوز ، انت يا راجل انت، تعمل المستحيل وتطلعني من هنا ، يا اطلع انا روحك
ردد الرجل يراضيه بالكذب خوفا منه:
- طبعا طبعا يا عم هيما، ان شاء الله هعمل كل جهدي واخرجك من المصايب دي.
❈-❈-❈
في الناحية أخرى
اعتدلت بجذعها عن الفراش تستقبل ضاحكة ، ذاك الذي دلف اليها في غرفة النوم بصنية الطعام التي أعدها بيديه، مرددًا بطرافة:
- الفطار يا ستو هانم،
انتظرت حتى اقترب يضع الصنيه على قدميها بحرص متابعًا بتفاخر:
- شوفي كدة، صنعة ايديا يا خرابي عليا.
زادت ضحكاتها وهي تتطلع إلى ما تحتويه الأطباق امامها، مرددة:
- بصراحة هو فعلا يا خرابي عليا، البيض محروق يا عصام، ولا الجبنة... انت دلقت العبوة كلها، ليه يا حبيبي؟ ولا.....
- ولا.. ايه؟ ارفع انا الصنية خالص مدام هتتحفيني بانتقداتك لمجهودي العظيم.
وهم ان يرفعها بالفعل ألا انها لحقت تمعنه لتتحول لهجتها للتملق:
- لا يا عم انت صدقت ولا ايه؟ دا انا بس بهزر ، هات هات حد طايل اصلا؟ دا الواد اللي في بطني هيدعيلك.
- اااه، حبيب ابوه ده، عشان خاطره بس.
قالها بتأثر ليدنو يقبل فوق بطنها، ثم سحب الكرسي ليتناول معها أفطاره، مردفًا:
- وانا اللي مصبرني على البهدلة دي غيره، خليه يطلع بقى ابن الجزمة ده، روحي انا اللي هتطلع على ما يوصل .
ردت بإشفاق:
- بعد الشر عليك يا حبيبي هانت، بس انت كمان محمل نفسك زيادة عن طاقتها، ما لو كنت وافقت اروح لأمي....
- بس يا امنية، تروحي لمين؟ هي امك دي حد يروح لها دلوقتي ولا يشوف وشها اساسًا بعد اللي حصل معاها، دي حتة تعويره في راسها، مقومة الدنيا عليها وعاملة فيها صاحبة اصابة خطيرة، عليا النعمة انا بتصعب عليا رؤى.
كان يتحدث بإسهاب فلم ينتبه لتغيرها سوى اخيرا، ليسارع بالتلطيف:
- ايه يا باشا، احنا هنزعل ولا ايه؟ اعتبريني متكلمتش أساسًا.
تبسمت مستجيبة لمزاحه:
- دا على اساس اني عيلة صغيرة يعني، ماشي يا عصام باشا، ع العموم انت مقولتش حاجة غلط، دي امي وانا عارفاها، عندها حتة الجهل زيادة شوية، بس انا اتعودت عليها، اصل مش هتبرى منها يعني.
- لا يا ستي متتبريش، انتي بس شدي حيلك عشان تقفي على رجلك من تاني ، ونخلص بقى من تحكمات الدكتورة دي بقى، انا جيبت أخرى يا ست
قالها بدراميه جعلها تعود للضحك مرة أخرى بصوت أعلى، مرددة لترضيته:
- حاضر.... والله حاضر.....
❈-❈-❈
وفي مطار القاهرة الدولي
توقفت محلها وسط مجموعة كبيرة من ألافراد من كافة الجنسيات تراقب توجهه نحو المغادرة إلى طائرته، يجر حقيبة السفر، ورأسه تلتف كل دقيقه نحوها، وهي متربعة الذراعين، مكتفيه بحديث العيون،