رواية جديدة أرهقته حر با لتوتا محمود - الفصل 15 - 1 الثلاثاء 19/11/2024
رواية أرهقته حربًا الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أرهقته حر با الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة توتا محمود
الفصل الخامس عشر
1
تم النشر بتاريخ الثلاثاء
19/11/2024
كَانت عَينها مَليئة بِحرب مَسلوبة الرَاء
ـ و أنا هختار أيان .
صمت ، صمت عام بين الجميع وهما لا يصدقون مما قالته " يمن " ، فـ بالتأكيد شئ حدث لأذنيهم حتى قالت هذا الحديث ، فمن المستحيل أن تقول هذا الحديث لجدتها ، التي تعبت في تربيتها ، اختارت " أيان " ولم تختارهم ، هذه حفيدة النويري أما فتاة اخري تشبها ؟؟ ، يبدو أن في شئ خطأ بالتأكيد .
استولت الصدمة على قلب جدتها ، فهي وضعت لها هذا الخيار حتى تختار عائلتها مثل ما علمتها ، ولكن اختارت " أيان " ، ذلك الشخص الكاذب والمخادع الذي يخدعها علي اوتار حبها ، فهي لم تختارها ، ولم تختار شقيقها نوح ، ولم تختار كاميليا ولا حتي وعد ، لم تختار اي شئ ، أو تفكر بشئ ، فكرت في شخصاً واحد وهو " أيان " ، فهي علمت حفيدتها أن العائلة كل شئ بهذه الحياة ، ربتها على يـ ـدها تلك ، وعلمتها كل شئ هي و " لبني " والده " نوح " ، وبالأخير اختارت شاب لم تعرفه سوىٍ أيام ، ما هذا بحق الجحيم ، إنها ليست حفيدتها التي ربتها على يـ ـدها ، أنها فتاة اخرىٍ .
نظرت لها بقسوة وهتفت بشراسة ، وهي مازالت لم تصدق أن حفيدتها تملك هذا القلب القاسي ، وتقسي علي عائلتها :
ـ خلص الكلام ، اطلعي بره ، ومشوفش وشك هنا تاني .
انتظرتها حتى تبكي وتصلح اختيارها ولكن هذا فشل حين هتفت بحده وعينيها تحكي الكثير والكثير من الكره والنفور :
ـ كده كده انا طالعه من البيت ، مش عايزه اعيش في مكان مفيش حد موافق على أيان ، وموافقتكم متهمنيش ، أنا كده كده هتجوزه .
كانت سوف تغادر تتجه الى غرفتها حتى تأخذ ملابسها ولكن الجده أوقاتها بقسوة :
ـ رايحه فين يا يمن؟؟ .
التفت لها وهتفت بحده وهي تنظر بشراسة :
ـ رايحه الم هدومي ، و امشي من هنا .
ضحكت الجده بسخرية واقتربت منها وبعد ما توقفت عن السخرية ابتسمت لها ابتسامة مرعبة وهي تنظر لها بحده :
ـ هدوم مين اللي تلميه ؟؟ ، انتِ مش حفيدة النويري ، ولا عمرك هتكوني من العائله ، أنتِ واحدة منعرفهاش ، أنتِ قولتي انك هتمشي ، واختارتي أيان ، يبقي ملكيش حاجه عندنا ، يلا يا شاطره اطلعي بره .
هتفت بغضب حتى ارتفع صوتها رغم عنها :
ـ يعني ايه ؟ ، أنا ليا ورث ، وهدومي ، وتليفوني ، وكل حاجاتي فوق وهطلع اجيبها ، والشركه ليا نصيب فيها غصب عن أي حد ، ده ورث ابويا ، وهاخده بالعافيه .
كادت أن تتجه إلى غرفتها ولكن أمسكت يـ ـدها بقسوة ، واتجهت بها إلى خارج القصر ، اقتربت منها " وعد " حتى توقف هذا الشجار أمسكت " يمن " حتى تبعدها عن يـ ـد جدتها ولكن ادفعت "يمن " ، " وعد " بقسوة وكادت أن تقع ولكن امسكتها " نور " وهي قريبه منها ، والذي لاحظ هذه الدفعة الجده " حميدة " ، مما مسكتها بقسوة من ذراعها ودفعتها بقسوة مما وقعت نحو أرضية وهتفت بحده وتنظر لها بغضب :
ـ مكانك بره ، مشوفش وشك هنا تاني ، ولو شوفتك هتندمي أشد الندم ، و اديني بحذرك .
دخلت إلى القصر بعد ما خرجت منه حتى تخرج " يمن " وأغلقت بوابة القصر في وجهها ، ولا تبالي بصدمتها أبداً .
وقفت بغضب وهي تنظر إلي شوارع ، فهي لم تملك هاتف ، ولم تملك سيارة ، ولم تملك حتى مال في جيبها ، ماذا عساها أن تفعل وكيف تتواصل مع " أيان " ؟؟ .
❈-❈-❈
كانت " وعد " تبكي في اعنـ ـاق " نور " من شجار بين إبنه عمها وجدتها ، وهذا الشجار نتيجته أن " يمن " خرجت من القصر ، ما هذا الذي حدث وكيف حدث ، فـ جدتها تقول لها دائما " أن العائلة كل شئ " ، لما جدتها طردت إبنة عمها التي كانت بمثابة شقيقة لها ، ما الذي حدث بعائلتها ، فهي لم تسمح بأن عائلتها تتفكك بهذه الطريقة ، لم تسمح لـ " أيان " أن يفكك عائلتها ، فهي الذي تقف في وجهه وتحاربه ، وتحاول أن تجعل " يمن " تعود ، بأقصي سرعة .
ابتعدت عن احـ ـضان " نور " ، وإزالت دموعها التي كانت عالقة على وجنتيها ، وكادت أن تخرج من القصر ولكن توقفت حين وجدت الجدة " حميدة " دخلت إلي القصر ، نظرت إلي الجميع وهتفت بقسوة :
ـ مش عايزه اسمع سيرة يمن تاني في البيت ، أنا اللي هتعامل مع يمن ، يمن محتاجه تتربي ، وهتتربي علي ايـ ـدي أنا ، هخليها تتعلم درس ، مكنتش تحلم أنها تتعلمه .
كادت أن تتحدث " وعد " حتى ترفض هذا الحديث وتحاول أن تقنعها أن " يمن " صغيرة ولكن توقف حديثها حينما نظرت الجده لها بحده وهي تهتف بغضب :
ـ اللي قولته يتنفذ ، مش عايز كلام كتير .
ختمت جملتها وغادرت من أمامها ، والجميع غادر إلى غرفته بحزن ، الا " وعد " التي جلست على أرضية القصر وهي تبكي بحزن علي إبنة عمها " يمن "
❈-❈-❈
تأففت بقوة وهي تدفع هاتفها نحو الفراش بغضب ، فهي اتصلت علي " وعد " مرات عديدة ولم ترد عليها ، فهي لم تتحدث معها منذ أربعة أيام ، لم تعرف عنها شيئا ، ما الذي حدث هناك حتى لم ترد عليها " وعد " ، فهي تقلق عليهم كثيراً هذه الأيام ، ولكن ماذا عساها أن تفعل سوىٍ أن تتصل ، تلعن هذه المسافات التي تفرقها عن عائلتها ولم تعرف عنهم اي شئ .
جاءتها فكرة أن تتصل علي جدتها ، فـ جدتها الوحيدة التي ترد عليها حتي إذا كانت مشغولة ، أمسكت هاتفها وتتصل عليها ، انتظرت ثواني ولكن لم ترد عليها مما خفق قلبها بقوة ، خوفاً أن يوجد شئ حدث لعائلتها .
اتصلت عليها مره ثانيه وثالثه وعاشره ولكن لم ترد أبداً ، بالتأكيد حدث شئ لهم ولم يردوا عليها ، ولكن ما الذي حدث هناك ! .
خرجت " رانده " من بيتها بسرعة ، وهي تتجه إلي سيارتها ، تحاول أن تهرب من ذلك القلق الذي يحاوط عقلها بقوة .
وقفت سيارتها للحظه وهي تمسك هاتفها وتتصل علي " نوح " ولكن لم يرد هو الآخر .
مما تأكدت أن يوجد شئ ما حدث ، ما الذي تفعله الأن ، تسافر وتريح قلبها أما تنتظر قليلاً لا تعرف ماذا عساها أن تفعل .
اتصلت علي " كاميليا " وهي تدعي من ربها أن ترد عليها ولا تتركه قلقه ، هناك أمل بداخلها انها سوف ترد عليها ولكن اختفى هذا الأمل حين لم ترد عليها أبداً .
خرجت تنهيدة قوية تحمل قلقها وخوفها على عائلتها ، هي سوف تنتظر ساعة أو ساعتين يردوا عليها ، وأن لم يردوا عليها فسوف تذهب لهم بأقصى سرعة .
❈-❈-❈
فتح " أيان " الغرفة وبجانبه خاله والد " شهاب " ودخلوا إلى الغرفة ، وجد " شهاب " نائماً بعمق كبير ، نظر إلي خاله بقلق وهتف بتوتر :
ـ مش جاه الوقت أنه يصحي ولا ايه ؟ .
نظر امجد والد " شهاب " وهو يهتف بنبرة باردة :
ـ هيفوق بعد خمس دقائق .
دخل إلى الغرفة يتأمل أبنه وينتظره حتى يفيق من نومته ، دخل " أيان " بعصبيه وهو يهتف بحده :
ـ ومقولتليش ليه يا خالو امجد أن ابنك هيفوق بعد خمس دقائق ، ابنك مجنون ويشيلني الذنب كله ، وابنك ممكن يقتلني ، ده مجنون ويعملها .
نظر له " امجد " بعصبية هو الآخر وهو يهتف بنبرة غضب ، غضب من أبنه وغضب من " أيان " :
ـ ايه اللي خلاني اعمل كده ، عشانه ، ممكن يبوظ كل حاجه ويشوف وعد في المستشفى ، مكنش عندي اي حاجة تانية اعملها غير اني اديله منوم .
رفع سبابته نحو وجهه و هتف بحده وعينيه تخرج الغضب ليس إلا :
ـ و انت كمان السبب ، انت السبب اللي خليته يشوفه ، شهاب أول مرة شاف وعد في بيتك انت .
رفع أحد حاجبيه بسخرية وهو يهتف بنبرة حده :
ـ و أنا ايش عارفنى انه هيبقى مجنون بيها لدرجه دى .
كاد أن يرد عليه بغضب هو الأخر ولكن قاطعه اهتزاز الهاتف مما رد عليه بسرعة :
ـ الو .
ردت عليه «يمن» بلهفة و قلق :
ـ أيان ، أيان الحقنى أنا طردت من البيت ودلوقتى انا بكلمك من تليفون واحدة ست ، استاذنت منها اعمل مكالمة ومعرفش اروح فين ، تيته طردتنى لما اختارتك ، وخدت كل فلوسي وحتى موبايلي ، مخلتش معايا اي حاجه غير الهدوم اللى لبسها .
نظر «أيان» بفزع وهو يهتف بقلق حقيقي عليها :
ـ طب انتِ فين دلوقتى وانا اجيلك .
اجابته هي بلهفة وهى تنظر حولها :
ـ أنا قريبة من الفندق اللى اسمه…. ، قريبه منه بالظبط ، متتأخرش عليا يا أيان .
هز رأسه واغلق الهاتف بسرعة ، وقبل أن يغادر حكى لخاله كل شئ ، مما هتف «أمجد» بحيرة :
ـ معقولة؟؟ ، حميدة قدرت تعمل كده ، فى حفيدتها .
اجابه «أيان» بملل ونظر لها بلهفة :
ـ مش وقته يا خالو ، انا همشى انا دلوقتى .
ختم حديثه وكاد أن يغادر ولكن اوقفه «أمجد» وهو يهتف بفزع :
ـ انت عايز تسبنى انا مع شهاب ، انا مش هعرف اتحكم جنون ابنى ، ده لما يعرف انه وعد خرجت من المستشفى ، ومبقاش معاها هيقلب الدنيا .
اجابه «أيان» ببرود وينظر له بلهفة وحين هتف بجملته غادر من أمامه :
ـ مش انا اللي عملت كده ، انت اللى عملت كده يبقى لازم تصلح اللى عملته .