رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - اقتباس الفصل 13 - 1 الأربعاء 27/11/2024
قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حارة الدخاخني
للكاتبة أسماء المصري
قراءة رواية حارة الدخاخني
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة أسماء المصري
الفصل الثالث عشر
1
تم النشر يوم الأربعاء
27/11/2024
أنهت الإختبار وخرجت تنتظر صديقتيها فقد فرقتهن اللجان الإمتحانية، وما تعجبت له أن الأختبار جاء بسيط نوعا ما فلماذا لم تخرجا حتى اﻵن؟
جلست على درج المدرسة تفتح هاتفها المغلق فجائتها العديد من الرسائل بمحاولة الإتصال والعديد من الرسائل النصية على تطبيق المراسلات.
قرأت الرسائل ووجهها يبتسم من لهفته وقلقه عليها فهاتفته على الفور:
-يوسف حبيبي.
رد الآخر متسائلا بلهفة ظاهرة بنبرة صوته:
-عملتي ايه؟
أجابته والبسمة تتسع بوجهها:
-الحمد لله كان سهل خالص وحليت حلو.
سألها فورا:
-وملك؟ حلت كويس؟
حركت رأسها تنظر للخلف لمكان لجنتها:
-لسه مخرجتش من اللجنة، مش عارفه غابت ليه كده؟
توتر وزفر بحدة:
-ربنا معاها، الامتحانات جايه في وقت مش قادره تركز فيه.
عقبت على حديثه بلامبالاة وجدها غير منطقية منها كونها تعلم مجريات الأمور:
-هو بابا أصلا مش هيخليها تكمل تعليم يا يوسف فمش مهم بقى تنجح بمجموع ولا غيره.
صر يوسف على أسنانه غلا وغيظا وحدثها بنبرة غاضبة:
-أنتي بقيتي متقبله الموضوع بشكل مستفزني بصراحه.
زفرت بضيق:
-ماهو اتجوزها وخلاص يعني، ولا هنفضلو في الموال ده على طول.
علق عليها صارخا بغضب:
-متجوزهاش، كتب الكتاب مش جواز و...
قاطعته هي الأخرى بحدة طفيفة:
-فهيحصل ايه يعني يمنع جوازهم؟ ده انهاردة آخر يوم امتحانات يا يوسف وأنت عارف إنه ناوي يتجوزها في آخر الأسبوع يعني كمان 3 أيام.
صمت يحاول كبت حزنه وعبراته التي لم تنصاع له فحاولت هي إخراجه من تلك الحالة التي أصبح عليها دائما:
-اللي حصل منك خلى بابا أجل كتب كتابنا ليوم الفرح، وأنت حتى محاولتش تعتذر له عشان نتجوز، وأهو هيتجوز ملك آخر الأسبوع ويا عالم بعد جوازهم ممكن يغير رأيه وميجوزناش لبعض وساعتها هيبقى خلاص يا يوسف، عشان ملك هي السبب الوحيد اللي بابا وافق بيه على جوازنا.
كور قبضة يده حتى أبيضت مفاصله وتكلم بغصته التي لازمت حلقه منذ ذلك اليوم المشئوم:
-أبوكي محدش يقدرله على حاجه، لو عايز يرفضني مكانش هيوافق من الأول.
علقت عليه بغضب:
-ده كان قبل ما تبلغ عنه ويعرف يا استاذ، إنما دلوقتي أنت لسه واثق أنه هيجوزنا؟
رد بلامبالاة مماثلة لموقفها:
-وافق ولا رفض مبقتش تفرق.
وقبل أن تعلق على حديثه الذي آلمها وجدت كلتا صديقتيها تتجهان نحوها، فحاولت إخفاء حزنها وهو ما فشلت عنه عندما لمحتها ملك تمسح عبراتها فسألتها بلهفة:
-مالك؟ حليتي وحش ولا ايه؟
نفت بحركة من رأسها وهمست بصوت متحشرج وهي تمد ساعدها لتعطيها الهاتف:
-بتخانق مع يوسف.
سحبت ملك منها الهاتف وسألت أخيها بدون مقدمات:
-مزعل ورد ليه يا يوسف؟
رد غير مباليا بسؤالها:
-عملتي ايه طمنيني؟
أجابته مبتسمة لسؤاله الذي تكرر يوميا وعلى مدار وقت الامتحانات:
-زي كل يوم يا حبيبي، الحمد لله حليت كويس، سيبك مني وقولي مزعل ورد ليه؟
مزحت رانيا ببسمة واسعه وصوت مرتفع استمع له هو من الطرف الآخر:
-هتلاقيها هي اللي منكده عليه والله يا بنتي، بقت عيله رخمه.
دفعتها ورد بغلظة ويوسف يجيبها:
-مش هاممها حاجه غير الجواز، مش بتتكلم غير في كده؟
تحركن ثلاثتهن وملك لازالت تتحدث مع أخيها:
-أنت زعلان عشان بتحبك؟ غريب أوي رد فعلك بجد!
علق عليها زافرا نفسا حارقا:
-ازاي عيزاني أتجوز وأفرح وأنتي...
قاطعته قبل أن يدخل بنفس الموضوع ونفس النقاش الذي استمر منذ ليلة عقد قرانها وحتى الآن:
-كفايه تنكدو على بعض من غير داعي.
استمعت لصوت ورد المتذمر:
-مبقاش فارق معاه ولا هامه إن بابا ممكن يرجع في كلامه في موضوع جوازنا بعد العملة اللي عملها يا ملك.
ربتت على كتفها تطمئنها:
-متخافيش، كتب كتابكم هيكون قبل دخلتنا وده أكيد.
لم تستطع إكمال جملتها عندما استمعت لصوته من خلفها:
-قولي إن شاء الله، محدش عارف ممكن يحصل ايه بكره؟
التفتن لمصدر الصوت فابتسم لتهرع ورد تقبل راحته باحترام:
-بابا.
ربت على رأسها ومقبلا إياها:
-عملتي ايه يا ورد؟
أجابته فورا:
-الحمد لله حليت حلو والله.
هز رأسه مبتسما والتفت ناحيتها وسحب منها الهاتف يتحدث بجدية وصوت خشن:
-تعلالي انهاردة البيت في الحارة نتكلمو شويه بما انك بطلت تيجي المحل.
أغلق المكالمة دون انتظار لرد منه ومد ساعده ممسكا براحتها ومقبلا إياها برقة أذابت تلك المشاهدة لذلك الفيلم السينمائي وتبتسم ببلاهة:
-طمنيني يا روحي عملتي ايه انهاردة؟
أجابت تتحاشى النظر له:
-الحمد لله.
همست رانيا لورد وهي تعض على شفتها السفلى:
-يخربيت جمال ابوكي، والله لو يرضى لكنت اتجوزته أنا.
همست الأخرى تعقب عليها:
-كل الناس شايفينه لقطه إلا يوسف بيه والهانم ملك، وطبعا انتي عارفه ليه؟ عشان حسن عز الرجال اللي نفض لها وراح اتجوز.
وبختها رانيا على طريقتها بزم صديقتها المقربة:
-بطلي قلة أصل ومتتكلميش عنها كده، عشان لولاها كان زمانك انتي وسي يوسف في خبر كان وميبقاش ده جزائها في الآخر.
❈-❈-❈
لم تكن ملك بحال تسمح لها بسماع ومتابعة صديقتيها بسبب انشغالها بالتحدث معه:
-خلصت كل حاجه في الڤيلا ومش ناقص غير تيجي تتفرجي عليها عشان لو عايزه تعملي حاجه على ذوقك.
حكت وجنتها بتوتر وعلقت عليه:
-أنا قولتلك أعمل اللي شايفه مناسب وأنا متأكده انه هيعجبني.
ابتسم من طريقتها المحببة له بالرغم من تأكده أن طريقتها مصطنعة تحاول فقط إتقاء شره، ولكنه أختار تجاهل يقينه والتعامل معها بما يراه منها من تصرفات وما تسمعه أذنيه من شفتيها اللتان يتوق ليتذوقهما:
-مهندسة الديكور عملت كل حاجه على الموضه مش على ذوقي عشان كده عايزك تيجي تدي رأي في العفش على الأقل.
هزت رأسها توافقه فانتبه أنهما لا زالا واقفين بالشارع فهتف لتستمعن له:
-تعالو اوصلكم.
ركبتا بالخلف وبالطبع جلست ملك بالمقدمة فأمسك راحتها أثناء القيادة غير عابئ لا بابنته ولا رفيقتها التي ظلت تتابع ما يحدث ببسمة متسعة:
-ايه رأيك تروحي تغيري لبس المدرسة ده بقى ونخرج أفسحك شويه، وبعدها نطلعو على الڤيلا عشان تختاري العفش.
ارتبكت وابتلعت ريقها تحاول إيجاد مخرجا دون تكدير صفوه وهدوءه، فمنذ يوم كشفه لفعلة أخيها وهو دائم التربص به ويخبرها بكل تحركاته بحجة أنها رغبة الشبكة التي يعمل لديها، ولكنها تعلم أنه يفعلها فقط ليؤكد لها أنه يتابعه متابعة دقيقة وينتظر أي خطأ منه:
-خلى العفش يوم تاني عشان عايزة ماما والبنات يختارو معايا.
هز رأسه موافقا وغمز لها:
-خلاص يبقى فسحه وغدا، ايه رأيك؟
وافقته بارتباك وخجل وغصة لا تعلم متى ستنتهي، أوصل كل من رانيا وورد لمنزلها وصف سيارته أمام بناية ملك وانحنى مقبلا راحتها:
-هستناكي هنا، متتأخريش.
رمقته بنظرة معاتبة:
-ميصحش تفضل بره، تعالى أدخل عشان تسلم على ماما بالمرة.
زفر بعمق يخبرها:
-اخوكي جوه ومش عايز اتقابل معاه دلوقت، بعد ما أفسحك هرجع هادي وهعرف اتكلم معاه.
لم تسأله بكيفية علمه بوجود أخيها بالداخل فهو يتابعه عن كثب، فهزت رأسها وترجلت من سيارته دالفة منزلها فاستقبلتها والدتها بنفس الوجه الحزين والباكي:
-ايه يا ملوكه.
ابتسمت لها المعنية:
-طيب يعني بدل ما تدلعيني بطلي عياط شويه.