-->

رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - اقتباس الفصل 13 - 2 الأربعاء 27/11/2024

  قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 




رواية حارة الدخاخني

للكاتبة أسماء المصري


قراءة رواية حارة الدخاخني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء المصري




الفصل الثالث عشر

2

تم النشر يوم الأربعاء

27/11/2024


مسحت عبراتها وتنهدت:

-أعل ايه بس، قلبي قايد نار يا بنتي على حالك وحال أخوكي.


تسائلت بنبرة منكسرة:

-هو فين يا ماما؟


أشارت لغرفته:

-جوه هيكون فين، لا بيخرج ولا بيدور على شغل وقاعد القاعدة دي ليل نهار.


تحركت من أمامها دون تعقيب وطرقت بابه فأذن لها:

-ادخلي.


جلست بجواره على فراشه تربت عليه:

-كفايه يا يوسف، بلاش تتحداه عشان خاطري واديك شوفت انه عارف كل حاجه وساكت بمزاجه، احنا مش أده.


ترقرقت عينيه بالعبرات وهي تكمل:

-أنا ضحيت عشان انت تفضل كويس، بس بطريقتك دي هنتعاقب كلنا، أنا وانت وماما وورد.


صر على أسنانه هاتفا بغل:

-ورد مبقاش فارق معاها حاجه، بعد ما كانت دايما بتشتكيلي منه ومن جوازاته، خلاص بقى الموضوع عادي و...


قاطعته ضاحكة بشكل تعجب له:

-عشان طول الوقت كانت خايفه يتجوز تاني ويطلق ويتجوز فعلى طول حاسه بالتهديد، بس خلاص بقى جوز الأربعه ومبقاش في خوف يدخل عليهم حد جديد إلا بقى لو قرر يطلق واحده، وبما إن آخر جوازه له كانت من 6 سنين وبعدها جيت انا فمظنش يعني انه يفكر يتجوز قبل 5 سنين مثلا.


علت ضحكتها وهي تقول:

-بس ساعتها هيبقى عنده 60 سنه تفتكر ممكن يفكر يطلق واحده مننا عشان يتجوز غيرها؟ هينفع يعني يتجوز في السن ده؟


رمقها بنظرة حادة ولكن حزينة من تصنعها المكشوف ليس له وحده، ولكنه لم يعقب سوى بتنهيدة واحدة فوقفت منتفضة:

-احيييه بجد، ده رشوان واقفلي بره عشان هيفسحني وأنا لطعاه كده وقاعده بتكلم معاك.


تحركت صوب الباب ولكنها التفتت تقول له كلمة أخيرة قبل مغادرتها:

-بلاش تستفزه عشان خاطري واللي يقولك عليه اعمله من غير ما تعمل مشاكل وتتحداه، ماشي؟


أومأ فابتسمت وغادرت لتغيير ملابسها والخروج برفقته فقاد سيارته وبسمته تكاد تصل ﻷذنيه، وفور خروجهما من الحارة سألها بمشاكسة وهو يداعب وجهها:

-الجميل يحب يتفسح فين؟


رفعت بصرها نحوه تسأله:

-أطلب عادي؟


أومأ بعد أن صف سيارته بجانب الطريق والتفت لها بجسده يوليها اهتمامه كليا:

-أؤمري مش أطلبي يا روح قلبي.


ابتسمت رغما عنها من طريقته فسحبت نفسا عميقا تقول بخجل:

-خايفه تفتكرني بضايقك ولا قاصده ألون عليك.


ضحك على حديثها:

-عارفه اني ساعات مبفهمش مصطلحاتكم، يعني ايه تلوني عليا؟


ردت وقد أطرقت بصرها ﻷسفل:

-يعني أكون بغلس عليك عشان أحسسك بالفرق اللي بينا.


جعد جبينه متعجبا منها:

-متقلقيش من النقطه دي، أنا في وعيي وعارف كويس انك مش بس صغيره، ومن دور أصغر ولادي بس أنا بحبك وعارف اللي هقابله قدام لما نكون مع بعض ومستعد له.


اختفت شفتيها داخل فمها وهي تستمع له بتوتر:

-يعني متحاوليش تعملي فيها كبيره عشان متحسسنيش بفرق السن بينا، زي ما أنا مستحيل أعمل فيها عيل ولا شاب عشان اقلل الفرق ده.


داعب وجهها براحته الغليظة وتابع:

-بس انا مش فاهم ده ايه علاقته بالفسحه بتاعة دلوقت!


ابتسمت بخجل بعد أن أبعدت وجهها عن راحته:

-عشان عايزه اروح الملاهي.


ضحك ضحكة رجولية عالية ورمقها بنظرة فرحة وسعيدة غامزا لها بعينه اليمنى:

-بس كده؟ بينا على ملاهي المعمورة.


قاد سيارته وهو يتابع حديثه معها:

-بس خلينا الأول ناكلو لقمه أحسن واقع من الجوع وبعدها نطلعو على الملاهي.

❈-❈-❈

نظرت من شرفة غرفتها تراقبه وهو يقف بمحله يتابع عملية البيع والشراء، فمنذ تلك الليلة التي سلمت له كيانها وروحها وحالته أصبحت أفضل وعاد نفسه الشاب العاشق الذي يتوق فقط لنظرة يختلسها من نافذتها، ولكنه الآن لم يكتف باختلاس نظرة فحسب بل أصبحت اختلاس لقبلة يتبعها موعد أحبة زاد شوقهما كلما تقابلا.


رفع وجهها وكأنه شعر بها تختبئ خلف نافذتها فابتسم فورا وأمسك هاتفه فأجابت من الرنة الأولى:

-أبو علي.


رقق صوته بعد أن ابتعد قليلا عن الزبائن:

-قلب وحياة أبو علي.


تغلغل شعور لذيذ بالخدر لداخلها وهو يضيف:

-مش هنتقابلو انهاردة؟


حركت كتفيها رافضة:

-مش هينفع بقى، ابويا أخد باله من نزولي كل يوم وارجع معايا طقم سرير ولا كوبايات وبقى يقولي نزولك ع الفاضي.


تنهد مبتلعا ريقه بتباطئ:

-أصلي عمال أفكر فيكي ومش عارف أركز في الشغل خالص.


توردت وجنتيها والتفتت تنظر حولها تراقب الطريق حتى تتكلم بأريحية وهي مطمئنة أن أحدا لا يستمع لها:

-أنت كده ضيعت زهوة الفرح خالص يا حسن، تقدر تقولي هنعملو ايه ليلة الدخله على كده؟


ضحك ملئ فاهه:

-هنعملو أحلى عمايل، هو انتي متخيله إن الجواز هو كده بس! ده لسه في حاجات كتير اوي بس أنا واخدك واحدة واحدة.


خجلت من حديثه المبطن والوقح بنفس الوقت فهتف هو عاليا:

-الصبر من عندك يارب.


ضحكت ضحكة رقيعة خرجت بعفوية:

-اللي يشوفك يقول صبرت بجد.


رد متعجلا بعد أن زاد الزحام أمام دكانه:

-هانت يا سهوره، هخلص الشغل واكلمك نقعدو نتفقو هنعملو ايه.


أغلقت معه وخرجت تبحث عن والدتها، ولكن استوقفها مشهد تلفزيوني لفتاة أخطأت مع حبيبها وأكتشفت بحملها فلمعت عينيها مذعورة وهرعت ممسكة بالهاتف تنظر للتقويم وموعد زائرتها الشهرية فتشعر على الفور بانسحاب دمائها من عروقها بعد تأخرها لاسبوعا كاملا وهي مغيبة بحلاوة عشقه.


ارتمت على المقعد المقابل للتفاز شاردة تفكر ما العمل ومن يمكن أن تتحدث معه لتتأكد من شكوكها فهي بالرغم من تخطيها الخامس والعشرون  من عمرها إلا أن خبرتها بتلك الأمور ضئيلة ومعرفتها محدودة.


فكرت وفكرت حتى هداها عقلها أنه لا يمكن أن يحفظ سرها سوى أختها الكبرى فوضعت عبائتها عليها وتوجهت لوالدتها بالمطبخ تخبرها:

-أنا رايحه لسالي يا ماما احسن بعتتلي ع الواتس عايزاني.


وافقت دون الدخول بنقاش:

-طيب متتأخريش عشان أبوكي على وصول وابن عمتك جاي معاه.


لم تهتم بحديثها فهو أصبح شبه مقيما لديهم ويوميا يعود برفقة والدها لتناول الغداء والجلوس والتسامر قليلا ثم المغادرة عندما يصعد حسن له مظهرا ضيقه.


تقابلت معه أمام دكانه فأوقفها متسائلا بحيرة من هلعها:

-فيه ايه مالك؟ واخده في وشك ورايحه فين كده؟


أجابته كذبا بعد أن خافت من مصارحته بشكوكها:

-رايحه لأختي عيزاني ضروري، مش هتأخر متقلقش.


هز رأسه فأسرعت صوب منزل أختها التي تفاجئت بها ومنظرها الخائف فصرخت بخضة:

-في ايه يا بت؟


دلفت وأغلقت وراؤها تسألها:

-جوزك هنا؟


نفت فورا:

-ﻷ، أنا لوحدي.


زفرت زفرة ارتياح وجلست تتنفس بتوتر فجلست أختها تسألها باهتمام:

-مالك يا سهر؟


رفعت وجهها المصبوغ بحمرة غريبة:

-خايفه أقولك.


بكت فنهرتها أختها:

-قولي يا بت متوقعيش قلبي في رجليا.


ردت متحاشية النظر لها:

-أنا شكلي حامل.


ضربت صدرها بكفها صارخة بخضة:

-يا مصيبتي! شكلك ايه يا روح أمك؟


وضعت سهر راحتها أعلى فم أختها تكتم صوتها:

-وطي صوتك هتفضحيني.


صاحت توبخها:

-أفضحك يا مفضوحه! حصل امتي الكلام ده؟


ابتلعت ريقها وبكت خوفا:

-عايزة اتأكد الأول وبعدها هحكيلك على كل حاجه.


لطمت وجهها براحتيها:

-دي عمله تعمليها يا سهر؟ ياولينا من ابوكي لو عرف.


بكت سهر بانهيار فزفرت الأخرى تسكتها:

-خلاص بلاش تعددي، استني اشترليلك تحليل حمل من الصيدليه بالتليفون.


أجرت الأختبار فظهر ما لم يكن بالحسبان فصرختا بنفس واحد:

-يا نهار أسود.


ارتعددت سهر تتوسلها:

-اعمل ايه يا سالي أنا خايفه أوي من بابا.


فكرت الأولى وهزت رأسها باستنكار:

-يا خوفي يكون الحمل من وقت طويل؟ ده أنا متجوزة داخلها في سنه ولحد دلوقتي...


قاطعها متذمرة:

-هو ده وقته؟ أخلصي يا سالي أنتي بتروحي الدكاتره وعارفه تتحسب ازاي عشان أعرف الحمل في أد ايه.


امسكت تقويم الهاتف وبعد احتساب الوقت أخبرتها:

-كده يا تكوني حامل في شهر يا 3 أسابيع.


ظلت تلطم خديها بقوة حتى احمرتا:

-يا مصيبتي السودا، ده كده مفيش حل.


ردت سالي رافضة طريقتها:

-الحل تتجوزو بسرعه قبل ابوكي ما يشم خبر عشان أي تأخير بعد كده هيتفهم أنك حملتي قبل الفرح.


بكت بنهيار:

-حسن وبابا منشفين دماغهم ولو حسن ميل دماغه فبابا مستحيل يتنازل عشان انتي عارفه انه بيتلكك عشان راهن شبكتي.


هزت الأخرى رأسها بتفهم:

-وشغله مع ابن عمتي مدخلوش فلوس كويسه؟ ده ماما بتقول انه ماشاء الله بيكسب حلو أوي.


أكدت عليها:

-ايوه بس كله رايح يا سالي، أنا خايفه أوي شوفيلي صرفة.


تنهدت الأخيرة تؤكد لها:

-بصي يا سهر مفيش حل غير تقولي لحسن وتخليه يسرع الجواز ويقبل بكل شروط أبوكي حتى لو هتعرفيه موضوع الشبكه وخليه يعمل نفسه مش عارف أو حتى خليه يفهم بابا إنه عرف وموافق عشان....


قاطعتها رافضة بنبرتها:

-عشان ابوكي يلاقي السربعة دي فيفهم انه دخل عليا وبعدها لما اولد بدري يتأكد مش كده!


ضربت كف على كف متذمرة:

-عندك حل تاني؟


أومأت تخبرها:

-ايوة، لا حسن ولا بابا يعرفو، انزله وخلاص.


الجزء الثاني من الفصل غدا بأمر الله
يتبع..

إلى حين نشر فصل جديد من رواية حارة الدخاخني للكاتبة أسماء المصري، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة