-->

رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 13 - 3 الجمعة 29/11/2024

 قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 




رواية حارة الدخاخني

للكاتبة أسماء المصري


قراءة رواية حارة الدخاخني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء المصري




الفصل الثالث عشر

3

تم النشر يوم الجمعة 

29/11/2024

❈-❈-❈

بالرغم مما تمر به إلا أنها وﻷول مرة تشعر بالفرح وتضحك بهذا الشكل الهستيري والغير مصطنع، ومما زاد ضحكاتها هو محاولاته الدئوبة لإضحاكها واللعب معها غير عابئ بالفارق العمري، حتى أرادت ركوب الأفعوانية وهنا ابتعد عنها خطوة للخلف لينظر للعبة من أسفل ومدى كبر حجمها وشكلها المهيب وتكلم رافضا:

-مش للدرجة دي يا ملك، أنا ممكن يجيبلي ذبحة وأنا راكبها.


تدللت عليه تتوسله وهي متعلقة بذراعه بشكل طفولي فمن يراهما يظنهما أب وابنته:

-عشان خاطري اركب معايا دي وخلاص والله.


قرص وجنتها مداعبا:

-أمري لله بس لو جرالي حاجه ذنبي في رقبتك.


ابتسمت وقد تناست حالها وعادت تلك الطفلة المرحة وربما تذكرته وهو يصطحبها برفقة ابنته للعلب واللهو وينهي اليوم بشراء المثلجات وربما بعض الألعاب المحشوة.


انتهيا من اللعب فحاولت الإسراع للوقوقف أمام لعبة أخرى حتى تستبق المصطفين ينتظرون دورهم، ولكنه شدها من ذراعها وهتف بحزم:

-كفايه كده.


رمقته بنظرة حائرة فتابع:

-تعبت مش قادر خلاص، على الأقل نقعدو نرتاحو شويه وناكلو حاجه.


رفضت تخبره:

-لو أكلنا هنتعب أكتر ومعدتنا هتقلب، خلينا نخلصو الكام لعبة اللي فاضلين وبعدها...


قاطعها حاسما توسها ونقاشها معه:

-خلاص يا ملك كفايه هبقى اجيبك مره تانيه تكملي باقي الألعاب.


قفزت تتعلق بذرعه:

-بجد! امتى؟


ضحك عاليا والتف يضع ذراعه على كتفها يسحبها تجاه المقهى الحديث:

-الوقت اللي تحبيه يا روحي حتى لو بكره،


انتبهت فورا لنبرته المتغزلة وكأنها عادت لوعيها لتتذكر أنها ستدخل معه قفص الزوجية الذي يطليه لها بالذهب الخالص وكأنه سيفرق معها لو القبضان ذهبا كانت أم من حديد، يكفي أنها محاطة بلهيب من نار حارقة ستحرق عمرها وشبابها.


انتبه لتجهمها المفاجئ فتعجب من تغيرها وظن أنها حزنت بسبب رفضه لاستكمال مرحها فشدد على كتفها بذراعه وهو يحتضنها بقوة وهمس لها:

-خلاص تعالي اركبي اللعبة دي كمان بس مش هركب انا بقى.


حركت رأسها نافية:

-ﻷ خلاص يلا بينا نروح.


انحى بطوله ناحية أذنها وداعبها متمتما:

-طيب ينفع برده نمشي من غير ما نختم الملاهي بجيلاتي وغزل البنات زي زمان.


تصنعت الابتسام وهزت رأسها توافقه فأمسك راحتها يخلل أنامله بخاصتها وتحرك صوب بائع المثلجات وطلب طلبها المفضل الذي يعلمه تمام العلم:

-جيلاتي لمون وحليب في بسكوته.


رفعت وجهها متعجبة فهل يتذكر طلبها بالرغم من توقفها عن الخروج معه منذ أن كانت بالعاشرة:

-لسه فاكر؟


أومأ مبتسما بسمة واسعة:

-فاكر كل حاجه يا روحي، كل حاجه بتحبيها وبتكرهيها عارفها وحافظها صم.


شعرت بالغصة تتسع بحلقها فكيف لها أن تتخطى معاملته الحنونة والرقيقة تلك وبنفس الوقت ما لها لا تنسى إرغامه لها على الزواج والأكثر هو معرفته وصمته عن قاتل والدها:

-طيب مش يلا بينا عشان منتأخروش.


هز كتفه رافضا:

-ورانا ايه؟


أجابته وقد بدأت بتناول المثلجات:

-عشان ماما متقلقش عليا وكمان ورايا حاجات كتير كنت مأجلاها لبعد الامتحانات.


وافقها على الفور:

-معاكي حق ده احنا ورانا حاجات بالهبل، ولا نسيتي إن دخلتنا الخميس الجاي.


اتسعت حدقتيها ورفعت وجهها ترمقه بنظرة حزينة وكأنها ترسل له تلك الإشارة الرافضة والتي قرأها بسهولة ولكنه لم يعطها أي اهتمام فتجاهلها تماما وفتح لها باب سيارته لتدلف ويقود صوب المطعم لتناول الطعام.


جلست أمامه وتلك المرة لم يقم بحجز المطعم كاملا كما اعتادت منه فقادها فضولها لسؤاله:

-غريبه يعني مش حاجز المطعم كله.


ضحك عاليا وأجابها:

-ده شغل الخطوبه يا روحي، بما انك بقيتي مراتي فخلاص بقى.


قوست حاجبيها لتتشكل كرقم ثمانية فضحك على شكلها وتحدثت برفض:

-يعني ده كان رسم بس وقت الخطوبه وبعد كده خلاص! أنت هتخوفني منك ليه، أومال هتتغير بعد الدخله لايه؟


استند بمرفقيه على المائدة ورد بوقار وجدية:

-مش هتغير بس طريقتنا مع بعض هي اللي هتتغير، هنبقى زوج وزوجة، ليكي حقوق وعليكي التزامات، وأنا راجل فاتح 4 بيوت وكل بيت منهم ليه عليا حقوق وله عليا التزامات.


توقف عن الكلام عندما حضر النادل فأخبره طلب الطعام دون الرجوع لها مما أثار حفيظتها بالرغم من انتقاؤه لأنواع الطعام المحبب لها، وعاد يكمل حديثه فور ابتعاد النادل:

-احنا وقفنا فين؟ اه في الحقوق والواجبات وطبعا واجبي ناحية كل واحده منكم اني اصرف عليها واعاملها بما يرضي الله، والحمد لله عندي من المال اني اقدر اصرف على 10 بيوت مش 4 بس.


ظلت صامته تستمع له:

-لكن مش قادر اعدل بينهم في موضوع الايام عشان الوقت بقى هو اللي ضيق، عشان كده ساعات باجي على بيت من البيوت على حساب التاني.


ظلت صامته تستمع لحديثه الذي سيشكل حياتها بعد ثلاثة أيام فقط لا غير:

-الأول كنت بقضي في كل بيت يومين بس من ساعة اخوات ورد ما اتجوزو وبقت زيارتي تقيلة على قلب أم محمد فخفيت رجلي شويه زي ما انتي أكيد عارفه.


هزت رأسها تؤكد معرفتها فتابع:

-بالنسبة لمرتاتي الاتنين فعندك  ناهد لا بتقول كاني ولا ماني، اروح ولا مروحش مش بتتكلم ولا تعترض، بس طبعا بعد ما جوزت البنتين وبقت عايشه لوحدها بقيت بحاول ازود زيارات لها عشان متحسش بالوحده.


اكمل حديثه والنادل يرص أطباق الطعام أمامها:

-ماهيتاب بقى قماصه شويتين وبيفرق معاها موضوع تقسيم الأيام ده جدا، فأنا كنت مخصص لها يومين وأحيانا 3 و 4 كمان، بس هي قلقانه بعد جوازنا ملتزمش بأيامها عشان كده أنا عايزك تعرفي إن ليكي يومين بس في الاسبوع بس طبعا ده هيكون بعد شهر العسل.


سحبت نفسا عميقا وانتظرته فهل انتهى من اخبارها بنمط حياتها أم لازال هناك مفاجآت قد تهدم عليها حياتها:

-وزي ما وعدتك انك لو عايزه امك تعيش معاكي فأنا مش همانع ابدا بس اليومين اللي هجيهم تروح بيتها عشان اعرف آخد راحتي في بيتي.


هزت رأسها تستمع له حتى بدأ بتناول الطعام وأشار لها لتشاركه الأكل ففعلت وشاركته الحديث أيضاً:

-يعني أفهم من كلامك إن الدخله كمان ٣ ايام بس؟


هز رأسه مرات متتالية فأضاقت:

-بس ده وقت مش كفايه ابدا عشان....


قاطعها رافعا حاجبه الأيسر:

-اي نواقص تتجاب بكره والحنه تتعمل بعد بكره، والدخله زي ما اتفقت معاكي هتكون من غير هيصه يعني تقدري ببساطه تعملي قاعده كده مع اهلك وصحابك وانا هاجي اخدك ونروحو على طول.


حاولت الرفض ولكنها قرأت بعينيه أن غضبه قادم وهي تعلم تماما أن عنق شقيقها أسفل سلاحه:

-ويوسف وورد؟


زفر بضيق وتكلم فورا والطعام لازال بداخل فمه:

-عملة اخوكي الاولانية عدت عشان انتي اللي شيلتي الليلة ووقفتيله، إنما عملته الأخيرة مش هتعدي بالساهل يا ملك عشان حكمها مش في ايدي لوحدي.


نهجت بخوف تستعطفه:

-أنت مش وعدتني انك مش هتأذيه؟


أومأ مؤكدا:

-عشان وعدي ده هو لسه عايش، هو انتي فاكره إن الناس اللي شغال معاهم هتطبطب عليه عشان خاطري! ده انا لو رفضتلهم أمر ممكن اروح فيها.


ارتعشت فعاد يطمئنها:

-متخافيش عليه، أنا اتوسطت له عندهم وقولت ده يعتبر جوز بنتي واخو مراتي، بس موضوع اخو مراتي ده اللي خلاهم حطو عليه عقوبه.


لم تفهم مغذى حديثه فابتسم يخبرها بعدم اكتراث:

-حمايا العزيز مش عاجبه اني اتجوزت على بنته فضرب ضربه عندهم وخلاهم حطولي حوار كده مع اخوكي لازم يتنفذ عشان يطمنو من ناحيته انه حتى لو مش معايا مش هيكون عليا.



الصفحة التالية