-->

رواية جديدة أرهقته حر با لتوتا محمود - الفصل 16 - 1 الجمعة 22/11/2024

رواية أرهقته حربًا الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية أرهقته حر با الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة توتا محمود


الفصل السادس عشر

1

تم النشر بتاريخ الجمعة

22/11/2024

وقف الجميع في حالة ذهول، ولم يكن "نوح" يصدق أن الأمور وصلت إلى هذا الحد. صوت "يمن" كان يقطع الهدوء وهي تهتف بغضب وقوة:

ــ "مش هسكت! لازم أيان ياخد حقه، ومحدش يقدر يتدخل عشان يوقفني!"


اقتربت الجدة "حميدة" من "يمن" بخطوات سريعة، وعينيها تشتعلان بالغضب، وهتفت بقسوة :



ــ "إزاي تتجني على أخوكِ بالشكل ده؟ إنتِ فاكرة إنك بكده بتخلي أيان ينتصر؟ بالعكس، إنتِ بتحط راسك في الوحل!"


لكن "يمن" لم تهتز ولم تتراجع، نظرت إلى جدتها مباشرة وقالت بحدة :


ــ أنا مش طفلة عشان حد يربيني زي ما كنتوا بتعملوا زمان! أنا بعرف حقي وبعرف آخده! ونوح يستاهل  


تقدم الشرطي بخطوات ثابتة نحو "نوح"، ومد يده ليضع القيد حول معصمه، لكن "نور" قفزت لتحول دون ذلك، ووقفت أمام الشرطي وقالت بثقة : 


ــ حضرتك أكيد في سوء تفاهم هنا نوح مستحيل يعمل كده  . 


لكن الشرطي رد بنبرة صارمة :

ــ إحنا بس بننفذ الإجراءات بناءً على بلاغ رسمي، لو عندكم إثباتات، ممكن تقدموها في النيابة.


نظر "نوح" إلى "نور"، وعينيه تحملان مزيجاً من الامتنان والقلق، ثم قال بهدوء :

ــ سيبيني أروح معاهم يا نور، مش عايز مشاكل أكتر من كده  ، وطالما انا معملتش حاجه اكيد هاجى  . 


ختم جملته وهو يمسك يـ ـديها يطمئنها أن لا داعى للقلق  ، اجتمعت غيوم داخل عين «نور» بقلق على «نوح» ولا تعرف لما هى قلقة عليه وخائفه عليه هكذا.. 


مشاعر بداخلها لا تعرف عنها أي شئ سوىٍ انها يهمها «نوح» كثيراً  ، اقتربت منه وهى تهتف بأطمئنان ولكنه مزيج بالخوف داخلها  :  


ـ متخافش يا نوح انا معاك  ، ومش هسيبك  . 


تدخلت هنا «وعد» ونظرت باطمئنان داخل عين «نوح»  :  


ـ متخافش يا نوح  ، انا هاجى وراك وهجيب المحامى  ، متقلقش  . 


هز رأسه بلا ورفع يـ ـده يلمس خد «نور» التى تكاد تبكى  وينظر الى «وعد» و «جدته» التى تحاول وتحاول أن تبقى واقفة على قدميها  :  


ـ مش خايف  ، طالما انتوا معايا  ، خلى بالكم من نفسكم  ، وانتِ يا وعد اتصلى بـ أسر وملكيش دعوه بالباقى  ، ومتجيش القسم  لا أنتِ ولا نور ولا حتى تيته  ، أسر هيعرف يحل كل حاجه  ، خليكم قاعدين هنا  ، وانا مش هتأخر  . 


ختم جملته و قـ ـبل قبـ ـلة فوق فروة رأس «نور»  ، واقترب من جدته وقبـ ـلها أيضا فوق فروة رأسها  ،  وغادر مع الضباط بهدوء  ، ولكن قبل أن يغادر نظر الى «يمن» نظرة خدل  ، كأنه يقول لها لا أتوقع منك هكذا  . 


وبالفعل غادر مع الشرطة بهدوء  ، وحين غادر انهارت حصون «نور» وهي تبكى حين خرج من القصر  ، لا تعرف ما بها  ، وماذا حدث لها  ، ولكنها تشعر بالخنقة تضيق صـ ـدرها وتجعلها غير قادرة على التنفس  . 


كل هذا و «كاميليا» تراقب ما يحدث  ، مما شعرت بالنار تشعـ ـلها من الداخل  ، مما اقتربت اتجاه «يمن» وتصفعها صفعة جعلتها تسقط على الأرض من قوة الصفعة  ، هتفت بقسوة وهي ترفع سبابتها عليها  :  


ـ انتِ اللي زيك تموت  ، ياريت نموت ونخلص منك ومن مصايبك اللي مش بتخلص  ، انتِ النهاردة اثبتلنا انك مش من العيله  ، مش من عيلة النويري ولا هتكونى شخص منها  ، روحى يا شيخة ربنا يحرق قلبك زي ما حرقتى قلوبنا كلنا   ، وعارفة بتمنالك ايه تانى انك تتجوزى أيان  ، عشان يوريكى اللى عمرك ما شوفتيه  ، عيلة النويري مش مسامحكِ ولا هتسامحك  .  


تفاجأت بوقوف «يمن» سريعاً وهى تنظر لها بقسوة لأول مرة تراها داخل عينيها  :  


ـ لو رفعتى ايدك عليا تانى ، هبلغ ليكى بلاغ فى القسم  ، هخليكى تقعدى جنب نوح في الحبس   . 


وهنا قد اكتفت الجدة «حميدة» مما مسكت ذراعها بقسوة آلمتها جعلتها تصرخ من الألم  :  


ـ كفاية انتِ عدتى كل الحدود  ، و كاميليا صح  ، يارب يوجع قلبك زى ما وجعتى قلوبنا كلنا  ، احمدى ربنا أن لبنى مش هنا  ، عشان لو كانت هنا كانت هتندم اوى انها ربت واحدة زيك وفضلتها على أبنها  ، وانتِ من بعد النهاردة ملكيش مكان بينا  ، و يمن النويري ماتت بنسبالنا  ، والنهاردة هناخد عزاها  . 


ابتسمت هى بسخرية مريرة وهتفت بقسوة لاذعة وقلبها يؤلمها من حديثها  :  


ـ انا أصلا موت بنسبالكم من زمان اوى  ، و انتوا برضوا بنسبالى انتوا مش عايشين  ، ومن النهاردة يا ست حميدة  ، لسه هتشوفوا انتقامى منكم  ، وده وعد منى ليكم  . 


ختمت حديقها و أبتسمت «حميدة» بسخرية وعينيها يشتعلون من نـ ـار انتقامها  :  


ـ هنشوف  ، ومتنسيش انا اللى علمتك ازاى تقضى على عدوك  ، ازاى الطالب بقى يتوفق على المعلم بتاعه  . 


ابتسمت «يمن» بسخرية وهتفت بنبرة أستفزاز وهى تنظر لها من أعلاها الى أسفلها  :  


ـ احيانا الطالب بيبقى اشطر من المعلم  ، انتِ خلاص راحت عليكي يا ست حميدة  ، كبر سنك ومش هتعرفى تعملى حاجه  . 


ابتسمت «حميدة» وهي تقترب من أذنيها وتهتف بخُبث ونبرة ماكرة  : 


ـ هنشوف مين اللى كبر سنه ومش هيقدر يعمل حاجه  ، متستعجليش اوى على رزقك يا يمن  . 


ابتعدت عنها  ، وأمسكت ذراعيها بقسوة أكبر واتجهت بها خارج القصر ودفعتها حتى سقطت على الأرض من كثر الدفعة  :  


ـ الكلاب اللى زيك ملهومش مكان فى القصر  ، ولا حتى في حياتنا  . 


وقفت «يمن» وهى تتحدها وتهتف بثقة  :  


ـ متسعجليش اوى على رزقك يا ست حميدة  ، قريب اوى هدخل علي البيت ده وانا عروسة أيان وهعيش معاكم  ، وانتِ مش هتعرفى تعملى حاجه  ، ولا حتى هتطرديني زى كل مره 


ابتسمت «حميدة» بسخرية من سذاجتها وتفكيرها الأحمق وهتفت بتحدى هى الأخرى  :  


ـ ورينى شطارتك  . 


ختمت حديثها واغلقت باب القصر فى وجهها  ، وعندما اغلقت باب القصر تنهدت تنهيدة محملة على صـ ـدرها بضيق  ، فهى لا تصدق أن هذه حفيدتها المدللة والمحبوبة بين الجميع  ، تفعل هكذا بـ عائلتها   . 


فهي تخاف الآن على شعور زوجة إبنها رحمة الله عليه  ، فهى إذا عرفت أن إبنها أخذته الشرطة بسبب «يمن» فسوف تنهار كل حصونها  . 


نظرت الى «نور» التى كانت تجلس على الأرضية بصدمة  ، دموعها تسيل على خديها  ، ونظرت الى «كاميليا» التى كانت تضع الوسادة على وجهها وتصرخ بعصبية من رد «يمن» عليها  ، واتجهت انظارها نحو «وعد» التى كانت تجلس على الأريكة بصدمة غير مدركة بكل ما يحدث  . 


الآن لا مجال للمشاعر اللعينة  ، عليها أن تحارب حتى يخرج حفيدها بأسرع وقت  ، مما اقتربت منهم وهتفت بجمود مزيف ولكن بنبرة عالية  :  


ـ وبعد ما تزعلوا وتتعصبوا وتحسوا بصدمة  ، هل ده هيخرج نوح من القسم؟؟؟  . 


رفعوا أنظارهم اتجاها كأنهم أنتبهوا لها  ، هتفت هى بجدية ولكن مليئة بالقسوة  :  


ـ تعالوا نحط ايدينا فى ايد بعض  ، ونخرج نوح الأول  ، وبعد كده نخلى أيان يندم على اللى عمله غالى اوى  . 


بينما اكملت وهى تنظر بقسوة لـ «وعد» و «كاميليا»   :  


ـ عيلة النويري عمرها ابداً تاخد الضربة وتعيط  ، احنا نرد الضربة وفى وقتها  ، وبعد ما نرد للضربة نبقى نشوف حوار المشاعر ده  . 


ختمت حديثها ونظرت الى «نور» التى كانت تجلس على الأرضية وهتفت هى بجمود لا يليق الا بها  :  


ـ و انتِ من عيلة النويري  ، يبقى لازم تقومى معانا  ، ولازم تتعلمى تردى الضربة فى وقتها وتعلمى العدو ميقربش منك ويعرف انك قوية  ، مهما عمل فيكى مش هيعرف يغلبك  . 


اقتربت منها وامسكت يـ ـدها حتى تجعلها تقف  ، وبالفعل وقفت ونظرت لها بحدة جعلتها تعرف قيمة نفسها  :  


ـ متقعديش فى الارض لان مرات نوح النويري مكانها مش فى الأرض  . 


تركت يـ ـدها  ، وقفت فى الوسط بينهم ورفعت يـ ـدها وهتفت بحدة  :  


ـ لازم نقف كلنا مع بعض  ، لان العياط مش هيخرج نوح من القسم  ، لازم كلنا نبقى ايد واحده ومع بعض دايما   ، هتبقوا معايا ونبقى ايد واحده ولا؟؟.  


اقتربت «وعد» وامسكت يـ ـد جدتها التى كانت تمدها لهم وهتفت بقوة  :  


ـ معاكى يا تيته  . 


اقتربت «كاميليا» منهم وهى تضع يـ ـدها فوق يـ ـد «وعد» وعينيها يشتعلون من الغضب وهتفت هى بجمود ولكن نبرتها تحكى الكثير والكثير  :  


ـ معاكى  


اقتربت «نور» منهم وهى تضع يـ ـدها فوق يـ ـد «وعد» وهى تزيل دموعها وهتفت بهدوء ولكن هذا الهدوء يسبق ما قبل العاصفة الذى بداخلها  :  


ـ معاكم  . 


وكانوا هما الثلاثة ينظرون الى بعضهم البعض وعينيهم تحكى الكثير من غضبهم الذى يشعل المعركة حتى يعلنوا عن وصلهم  


❈-❈-❈

نوح في قسم الشرطة


داخل غرفة التحقيق، جلس «نوح» أمام المحقق، ويده المقيدة تكاد تحرقه من شدة الغضب المكتوم  ، سأله المحقق بنبرة جادة :


ــ إنت متهم بالتعدي على أيان وضربه بشكل فظيع، إيه ردك على التهمة دى  ؟؟ 


رفع "نوح" عينيه بثقة، وقال بثبات :


ــ اللي حصل ده انا معملتوش  ،  و اللي عمل كده في أيان عايز يوقع بيني وبين يمن  . 


نظر له الضباط بسخرية ونظر الى الشاشة الصغيرة الذى امامه التى كان موجود فيديوه ضرب «أيان» وحين الراجل اقترب من «أيان»  ، جعله يلف الشاشة اتجاه حتى يسمع هذه النبرة من الراجل الذى سمعها من قبل  :  


ـ عائلة النويرى بتسلم عليك  ، وبتقولك ده جزاة الكلاب اللى زيك  ، لو فضلت ورا يمن تانى  ، العلقة الجاية هتكون فيها موتك  . 


وحين «نوح» سمع هذه الجملة من الراجل تجمد مكانه وجحظت عينيه من حديث هذا الراجل  ، معنى ذلك أن يوجد شخص فى عائلته فعل هكذا فى «أيان» بدون أن يدرى  . 


ابتسم الضباط وهو يرى رده فعله  ، نظر له بسخرية  :  


ـ ايه ردك على الكلام اللى قاله ده؟؟؟  . 


صمت ولم يتحدث وبعد مدة تحدث بهدوء ولكن داخله لم يكن هادئا ابداً  :  


ـ حضرتك الراجل ده انا معرفوش و اول مره اشوفه  ، و اكيد في سوء تفاهم 


نظر له الضباط بهدوء وهتف بجدية  :  


ـ نوح بيه أنا عايز دليل عشان اقدر اساعدك  ، احنا شويه ونروح عند أيان ناخد أقواله  ، ولو أقواله اتثبتت عليك فـ صدقنى مش هعرف اساعدك  . 


أغمض عينيه و أدرك الآن أنه في ورطة لا محال له  ، ولكنه يريد يعرف من الذى فعل هذا بـ  «أيان» فـ أقوال هذا الراجل الذى بالفيديو أثبتت أن يوجد أحد داخل عائلته فعل هكذا بـ «أيان» بدون أن يقول له  .

الصفحة التالية