-->

رواية جديدة مقيدة في بحور عشقه لتوتا محمود - الخاتمة - 1 - الأحد 17/11/2024

  قراءة رواية مقيدة في بحور عشقه كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية مقيدة في بحور عشقه 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة توتا محمود


الخاتمة

1

تم النشر يوم الأحد

17/11/2024


رد عليه «بيجاد» بصدمة وهو يهتف بحيرة  :  


ـ ليه ده كله وعشان ايه؟؟؟  . 


نظر له «مازن» بنبرة هادئة هذه المرة ونظر الى «سلا» التى كانت مصدومة من تصرفاته  :  


ـ ياريت ينفع اقولك  ، بس هقولك حاجه يمكن تفهمها  ، مش عايز اكرر غلطتي للمرة التانية  . 


ختم حديثه ونظر إلى رجالته ونظر الى الراجل الذي يمسك «فريدة» وهو يهتف بنبرة أمره  :  


ـ سيب فريدة  . 


وبالفعل ترك الراجل «فريدة» مما اسرعت الى اعنـ ـاق زوجها  ، نظر إلى الراجل حتى يأخذ «سلا» من أمام عينيه  ، وبالفعل فهم عليه وأخذ «سلا» من أمام عينيه  ، نظر الى «بيجاد» وهتف بهدوء  :  


ـ لو عايز سلا وشريف  ، هات البضاعة وهات ياسمين  ، انا ممكن احمى اختى  ، لكن استحالة احمى شريف  . 


نظر «بيجاد» الى «شريف» الذى كان صامتاً ولم يتحدث وبالفعل غادروا من امام عينيه بدون أن يفعل شيئا  ، مما صرخ «مالك» لـ «بيجاد» وهتف بعصبيه  :  


ـ أنت سبتهم يمشوا ليه؟؟  ، ليه سبتهم يمشوا قدام عنينا  . 


صمت «بيجاد» ونظر الى المكان الذي غادروا منه  ، نظر الى «مالك» وهتف بثقة  :  


ـ كانوا هيأذوا شريف  ، وشريف عمل كل حاجه عشانى انا  ، ضحى بحياته وساب بنته عندي  ، وكل ده ساكت  ، اجى انا منقذش حياته؟؟؟  . 


نظر له بحدة وهتف بعصبية  :  


ـ انت ناسي سلا  ، المجهول الرابع كشف لعبتك  ، وكشف كل حاجه  ، حتى عرف أن ياسمين عايشه  ، هيوجعك  ، وهيستخدم نقطة ضعفك اللي هي سلا  . 


نظر له «بيجاد» هو الأخر بحده وهتف بثقة  :  


ـ ميقدرش يعمل لـ سلا حاجه  ، عشان سلا الورقة الكسبانه لى  ، ممكن يعمل حاجه في شريف  ، لكن ميقدرش يجي جنب سلا  . 


صمت يكسر الزمان والمكان...


شهقة "فريدة" كانت كفيلة بتحويل الجو المتوتر إلى عاصفة مشتعلة  ، كل كلمة نطقت بها الحقائق التي تكشفت كانت كطعنة في قلبها.


 لم تستطع استيعاب أن "إيلا" ليست ابنة "بيجاد"، ولا أن "ياسمين" ما زالت على قيد الحياة، لتصبح كل الأمور التي كانت تبدو واضحة، الآن محاطة بغموض مخيف.


التفت "مالك" إلى فريدة سريعًا، رأى الدموع ترتسم في عينيها، وكأنها تطلب تفسيرًا، لكنه لم يجد الكلمات التي يمكن أن تشرح كل هذا الخراب. 


حاول الاقتراب منها، لكن خطواته توقفت حين رفعت يدها، وكأنها ترفض أي محاولة تهدئة.


نظر «بيجاد» لهم وأخذ  يتحدث بثقة قاتلة وكأن صوته يخفي عاصفة :

ــ "الوقت ده مش مناسب للدراما دي  ، إحنا عندنا معركة أكبر... وأنا مش هسمح لحد يهزمني  ، ومش هسمح لحد يأذى شريف او سلا  . 


لكن تلك الكلمات لم تطمئن أحدًا  ، شعرت «فريدة» بالانكسار يتملكها أكثر  . 


رفعت  «فريدة» رأسها، وكانت عيناها مليئتين بالدموع والغضب  ، نظرت مباشرة إلى "بيجاد" وقالت بنبرة مختنقة، لكنها مليئة بالعتاب :


ــ "إيلا... مش بنتك؟... كنت مخبي علينا الحقيقة دي ليه؟؟ 


صمت «بيجاد» ولم يتحدث، لكنه لم يتحرك من مكانه تلك النظرة الحادة التي ميزته طوال حياته لم تتغير، ولكنه شعر بالذنب في أعماقه  ، أجاب بصوت هادئ لكن ثقيل :


ــ "عملت كده عشان أحميها. إيلا تستحق الأمان. وده كان الحل الوحيد قدامي وقتها  ، ان محدش يعرف انها مش بنتى  . 


صرخ "مالك" بغضب، قاطعاً الحوار المتصاعد بين «فريدة»  و«بيجاد» :

ــ سيبكم من حقيقة إيلا دلوقتى ومين ابوها وركزوا إزاي هنحل مشكلة سلا دلوقتي  ، بعد ما سقطت الأقنعة؟ المجهول الرابع عارف كل حاجة  . 


 تحرك «بيجاد» أخيرًا، اقترب من «مالك» ونظر إليه مباشرة، ثم رد بثقة، وكأن كلماته تحمل خطة مُحكمة :


ــ محدش هيكسب في اللعبة دي غيري انا  ، المجهول الرابع كشف نفسه لما قرر يتحرك ضدنا  ، وأنا مش هديهم فرصة  ، عندي ورقة كسبانة ممكن تدمرهم  . 


لكن "مالك" لم يقتنع، كان الغضب يسيطر عليه، وأردف بسخرية مريرة :


ــ وإيه هي الخطة العبقرية دي؟ تسلم ياسمين مقابل سلا؟ ولا تديهم البضاعة اللي همّا مستنينها؟ 


نظر له «بيجاد» بهدوء واجابه بثقة، لكنه يخفي الكثير :


ــ لا ياسمين هتتسلم، ولا البضاعة هتروح ليهم  ، أنا هخليهم يندموا إنهم قرروا يواجهوني .


لكن تلك الثقة لم تهدئ "فريدة"، التي شعرت أن كل هذا لا يعيد لها شيئًا، اقتربت منه وقالت بنبرة مُحطمة :


ــ إنت بتتكلم وكأنك دايمًا على حق... بس الحقيقة؟ كل حاجة حواليك بتنهار. سلا في خطر، و شريف كمان فى خطر ، وأنا... أنا مش عارفة أصدقك تاني. 


الصمت الذي تبع كلمات "فريدة" كان مرعبًا، 

 لم يرد «بيجاد»على حديثها ، ولكنه في أعماقه أدرك أنها على حق  ، كان يعلم أن كل قراراته السابقة، مهما كانت مُحكمة، بدأت تظهر آثارها الآن  ، أخطاء الماضي تطارده، وفي كل زاوية من هذه الحرب، هناك وجه جديد للدمار.


اقترب "مالك" من "فريدة"، ووضع يده على كتفها، محاولاً التخفيف عنها، لكنه لم يستطع منع نفسه من النظر إلى "بيجاد" بحدة، وكأنه يُحمله كل اللوم  ،أنه ترك «سلا» لهؤلاء الذئاب .



❈-❈-❈


فى مكان بعيد نسبياً  . 


كانت هى تجلس فى غرفة وحدها  ، تفكر بهدوء  ، كيف شقيقها يفعل ذلك بها  ، كيف تقبل أن هؤلاء الذئاب أخذوها بعيداً عن زوجها  . 


فهى لا تتوقع ابداً أن «مازن» يعمل مع المافيا التى قتلت شقيقتها «تمارا»  ، كيف ترك نفسه يعمل معهم؟؟  . 


كانت الغرفة باردة وهادئة، ولكن ذهن "سلا" كان يغلي بالأسئلة التي لا تجد لها إجابة واضحة  ، وضعت يدها على بطنها المنتفخ قليلاً، محاولة أن تستمد بعض القوة من الجنين الذي ينبض داخلها، وكأن روحه الصغيرة تمنحها عزيمة للصمود أمام كل ما تواجهه.


لا تعرف كيف تواجهه «مازن»  ، وأن يستمع لها ويتراجع عن ما يفعله  ، ولكن كانت تعرف تماماً أن «بيجاد» لم يتركها ابداً ويظل يبحث عنها  . 



في الغرفة المجاورة، كان "مازن" واقفًا، يحدق في النافذة بنظرة غارقة في الماضي والحاضر  ، عقله يعيد شريط الذكريات التي قادته إلى هذه اللحظة ، كان يعلم أن قراراته مؤلمة، لكنها بالنسبة له كانت ضرورية  . 


دخل أحد الرجال الغرفة وقال بهدوء :


ــ باشا، كل شيء جاهز ، منتظرين تعليماتك .


هزّ «مازن» رأسه دون أن يلتفت إليه، ثم قال بصوت بارد:


ــ محدش يقرب من سلا، لو حد لمسها... هيدفع التمن غالي. 


خرج الرجل دون أن ينبس ببنت شفة، بينما جلس «مازن» على المقعد القريب، يضع رأسه بين يديه، وكأن الصراع بداخله يأكل روحه، لا يعرف كيف يواجهه «سلا» بالحقيقة  ، ولكن الأن مضطر أن يواجهه شقيقته  الأن. 


لم تمضِ دقائق حتى دخل «مازن» الغرفة التي تجلس فيها «سلا»  ، نظرت إليه بعينين مليئتين بالغضب والخوف، لكنها لم تنطق بحرف  


 وقف أمامها للحظات، ثم قال بنبرة متعبة :


ــ عارف إنك مش هتسامحيني... بس صدقيني، كل اللي بعمله ده عشان أحميكِ.  


رفعت «سلا» رأسها ونظرت إليه بحدة، وقالت بصوت مليء بالعتاب :

ــ "تحميني؟! أنت اللي حطتنى في الخطر  ،  انت دلوقتى بتساعد المافيا اللي خربت حياتنا ، والناس اللي قتلت اختك  . 


أغمض «مازن» عينيه للحظة، كأنه يحاول امتصاص الألم في كلماتها، ثم قال :

ــ "مش كل حاجة تعرفيها، يا سلا، وأنا مش مضطر أشرح لكن تمارا ماتت بسبب غلطتي، وأنا مش هكرر نفس الغلطة معاكي  ، اللي بعمله دلوقتي هو عشانك، عشان اضمن انك تعيشي . 


نهضت "سلا" فجأة، عيناها تلمعان بالغضب :


ــ عشان أعيش؟ وأنا هنا، محبوسة بعيد عن بيجاد وعن حياتي؟؟، عشان أعيش  ، جبتنى هنا عشان اعيش  ، تمارا ماتت بسببك برضوا عشان انا اعيش صح؟؟  


اقترب منها "مازن"، محاولًا أن يسيطر على غضبه :


ــ اسمعيني كويس، المافيا دي ما بتتعاملش بالمنطق، كل حاجة ليها تمن، وأنا اخترت إني اعيش عشان أحميك  ، لو فاكرة إنك مع بيجاد في أمان... تبقي مش فاهمة حاجة  . 


نظرت "سلا" إليه بعيون مليئة بالتحدي، وقالت بعصبيه وقد طفح به الكيل :


ــ إنت فاكر إنك بتحميني؟ الحقيقة إنك بتخسرني... أكتر واحد كان ممكن أثق فيه، أكتر واحد كنت أعتبره ملجئي، هو اللي وادنى النار  . 


تراجع "مازن" خطوة إلى الوراء، كأن كلماتها كانت أقوى من أي رصاصة  ، لم يكن لديه ما يرد به، لكنه شعر أن كل ما فعله حتى الآن كان هباءً.


هتف هو بنبرة مُتعبة ونظر لها بثقة  :  


ـ مش هتفهميني يا سلا مهما اقول مش هتفهمى بس مسيرك هتفهمى مع الأيام  . 


ختم جملته وخرج من الغرفة واغلق الباب خلفه بالمفاتيح  ، نظرت له مكان مغادرته بخذل  ، وهى لا تصدق أن هذا شقيقها التى يحبها أكثر من أي شئ  ، شقيقها التى يضحى بأي شئ من أجلها  ، فـ بعد ما اكتشفت حقيقته وهي لا تعرفه  ، لا تعرف من هو  ، ولما يتصرف هكذا  ، فـ تصرفاته مُريبة ولم تعرف التفسير لها  .

الصفحة التالية