رواية جديدة مقيدة في بحور عشقه لتوتا محمود - الخاتمة - 2 - الأحد 17/11/2024
قراءة رواية مقيدة في بحور عشقه كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية مقيدة في بحور عشقه
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة توتا محمود
الخاتمة
2
تم النشر يوم الأحد
17/11/2024
خرج من غرفة شقيقته واغلق الباب خلفه حتى لا تهرب وبعد ذلك هاتفه اهتز يعلن عن اتصال ، مما مسك هاتفه وجد المُتصل «بيجاد» ، مما رد عليه ، وسمع صوت «بيجاد» يهتف بنبرة لا تحمل النقاش :
ـ أقول للمجهول الرابع موافق اسلم ياسمين والبضاعة ، مقابل اخد سلا وشريف ، وقولى اجى امتى والمكان فين .
رد عليه «مازن» بهدوء :
ـ تمام .
ختم حديثه واغلق الهاتف بدون أن يسمع رد «بيجاد» ، وبعد ذلك اتصل بالمجهول وهتف بنبرة هادئة :
ـ بيجاد مستعد يسلم البضاعة وياسمين مقابل ياخد شريف و سلا ، ومستنى اقوله على المكان والساعة .
ابتسم المجهول الرابع فى الظلام ابتسامة مرعبة وهتف بنبرة خبيثة :
ـ تمام متردش عليه دلوقتي ، وابعتله العنوان والساعه قبلها بنص ساعة ، بكره المعاد هيكون في بيت أحمد الغمارى ، وهيبقي الساعة 9 ، ابعتله العنوان والساعة قبلها بنص ساعة يعني الساعة ، 8 ونص .
ختم حديثه واغلق الهاتف في وجهه ، مما عقد حاجبيه بحيرة وهو لا يعرف لما اختار بيت والده؟؟ ، ولما اختاره؟؟ ، ظن أن فى شئ خطأ يحدث ولكن ما هو؟؟ ، لا يعرف ما الخطأ ولكن الذي يعرفه أنه عليه أن يحمى شقيقته مهما كان الثمن .
❈-❈-❈
في صباح اليوم، الساعة الثامنة والنصف...
كان "بيجاد" يجلس في مكتبه، عينيه ملتهبتان من قلة النوم، وأعصابه مشدودة كوتر على وشك الانقطاع. لم يستطع النوم طوال الليل، كيف يمكنه؟ زوجته بعيدة، مختطفة، وفي خطر لا يستطيع تقديره.
أمسك هاتفه، يتحقق من الوقت، ثم استدار نحو «مالك»، الذي كان يجلس على الأريكة المقابلة، محاولًا كبح توتره هو الآخر.
ــ لسه ما بعتوش العنوان... حاجة غريبة.
رفع «مالك» رأسه وقال بحدة :
ــ مازن مش بيثق فيك، وده طبيعي، هيستنى اللحظة الأخيرة عشان ميديلكش وقت تخطط .
وقف «بيجاد» فجأة، يضع يديه على المكتب بقوة، وصوته ينفجر كالرعد :
ــ وأنا لازم أتحرك قبلهم، مش هستنى لحد ما يجروا اللعبة على مزاجهم.
اقترب «مالك» من «بيجاد» ، يحاول أن يهدئ :
ــ انت مش لوحدك، وإحنا مجهزين كل حاجة، بس لازم تستنى لحظة التحرك الصح.
نظر «بيجاد» إلى «مالك» بعينين تحملان عاصفة من القلق والغضب، وقال بهدوء قاتل :
ــ سلا حياتي، مش هسمح لأي حد يمسها، ولا حتى شريف .. لو مازن فاكر إنه يلعب معايا ، هيشوف مين اللى هيلعب اللعبة الأخيرة .
ختم جملته وأخذ يذهب إياها وإياباً ، وهو ينتظر اتصالاً أو رسالة تحتوى على العنوان ، فـ يبدو أن يوجد شيئا مريباً ، ولا يعرف ما هو ، ولكن الأهم هى زوجته وصديقه .
بعد ثوانى اهتز هاتفه الى رسالة من «مازن» تحتوى على المكان والساعة ، مما عقدت حاجبيه ، فـ المكان هو بيت أحمد الغماري والد «سلا» ، لما المجهول الرابع اختار هذا المكان تحديداً؟؟؟ .
مما رفع رأسه نحو «مالك» وهو يهتف بسرعة ولهفة :
ـ المكان فى بيت أحمد الغمارى ، انا هروح من طريق ، وانتوا تروحوا من طريق ونتقابل هناك .
ختم حديثه وغادر على الفور بسيارته وحده ، وبعد دقائق ما اقترب من بيت أحمد الغمارى ، جاءت له سيارتين قطعوا له طريقه ، كاد أن ينزل من سيارته ومعه مسدسه يقتلهم ، ولكن رنين هاتفه قاطعه وكان من رقم مجهول ليس مسجلاً ، مما رد عليه وهتف بهدوء :
ـ الو .
اجابته سيدة مجهولة لا يعرف مصدر صوتها جيداً :
ـ انت كنت فاكرها بالبساطة دى يا بيجاد ، تبلغ البوليس اللي شغال معاهم و يقبضوا علينا و تاخد مراتك وصحبك وكده اللعبة انتهت ، يؤسفني اقولك مش ده اللي هيحصل ، بس هكون طيبة برضوا ومش هعمل حاجة فى مراتك وصحبك ، مع انى لو حد بدالى كان اتعصب وقتلهم ، بس انا مش هعمل كده ، عشان انا قلبى ابيض .
اجابها بهدوء بعد ما الرجال فتحوا باب سيارته وانتظروا ينتهى المكالمة ، مما اجابها بهدوء :
ـ المطلوب منى دلوقتى اعمل ايه؟؟ .
اجابته بخبث ودلال زائد وهى تبتسم بشر :
ـ المطلوب منك يا روحى تروح مع الرجالة اللى معاك دى ، وتسيب موبيلك وسلاحك وكل حاجة في عربيتك ، عشان عيب اوى نتعامل بالاسلوب ده ، ومتنساش مراتك وصحبك تحت ايدى ، يلا سلام يا حلو .
ختمت حديثها وأغلقت الخط فى وجهه مما ترك الهاتف وترك سلاحه فى سيارته وخرج مع الرجال الذى كان ينتظرونه ، خرج من سيارته وفتشوا ثيابه بحرس ، واي شئ يجدونه يضعوا في سيارته ، وبعد ذلك وضع قماش على عينيه ، حتى لا يعرف الطريق .
وبعد ذلك وضعوه في السيارة وبجانبه اليمين راجل ، وجانبه اليسير راجل أخر حتى لا يهرب ابداً ، وبعد دقائق توقفت السيارة وترجل منها الرجلين و امسكوه وكل هذا يوجد قماش على عينيه يحجبه عن الرؤية ، والرجلين الذي يمسكونه هم الذين يتحكمون في ذهابه بأي اتجاه .
وبعد ثوانى توقف حين الرجلين امسكوه بقوة حتى يقف ، وبعد دقائق ، أزالوا تلك قطعة القماش التى كانت على عينيه ، وبعد ثوانى افتح عينيه ينظر حواله ، وجد «سلا» امامه جالسه على الأرضية وراجل بجانبها يضع المسدس فوق رأسها ، ومن الناحية الأخرى رأى «شريف» يجلس على الأرضية مثلها ، وبجانب «شريف» راجل يضع المسدس فوق رأسه ، كاد أن يتحرك خطوة اتجاهم ولكن وجد الرجلين يمسكونه بقوة ، حتى يجعله يثبت مكانه .
جاء راجل بملامح مرعبة ، واقترب منهم و هتف بنبرة هادئة ولكن مليئ بالرعب :
ـ جاه الوقت يا بيجاد بيه ، انك تشوف المجهول الرابع .
ختم حديثه ونظر خلفه وبعد ثوانى كانت كل الأنظار تنتظر المجهول ، يسمعون خطواتها التى تعلن عن مجيئها ، وبعد ثوانى شهقوا الجميع من الصدمة ، هتف «شريف» بصدمة ومازالت عينيه لم يفارق تلك المجهول :
ـ طلعتى انتِ ، انتِ المجهول الرابع؟؟؟ .
صرخت «سلا» هى الأخرى بصدمة ، وهى تهز رأسها بلا ، لا فهى لا تصدق أن المجهول الرابع الذى دمر كل شئ ودمر عائلتها ودمر حياة «تمارا» انها هى :
ـ مش معقول ، مش قادره اصدق انه انتِ .
وكانت الصدمة الكبرى للجميع أن المجهول الرابع هى والدة «سلا» ، كانت تلبس فستان قصير أزرق ، وتترك شعرها القصير بحرية ، وتضع مساحيق التجميل ، كانت عينياها تنظر الى «بيجاد» بحيرة وهي تهتف بسخرية :
ـ ايه ده انت كنت تعرف انى المجهول الرابع ولا ايه يا حبى ، أصل شايفاك متصدمتش زيهم؟؟ .
ختمت حديثها ونظرت «سلا» بصدمة لـ «بيجاد» وجدت البرود على ملامحه كأنه لم يتفاجأ ابداً ، فهى كانت تعرف انه يخفى حقائق كثيرة عنها ، ولكن لا تعرف أنه يخفى حقيقة هكذا عليها .
رد عليها ببرود وهتف بسخرية مثلها :
ـ اصل للاسف صحبتك باعتك عشان كلمتين حلوين منى ، تصورى يا نرجس ضربتها وعزبتها ، ودوست على كرامتها ميه مرة ، حبستها ومخلتهاش تشوف وش الشمس ، وكل ده معترفتش ولا رضيت تقولى مين هو المجهول الرابع .
شاور بيـ ـده على أثنين من يـ ـده وهو يهتف بسخرية :
ـ كلمتين حلوين منى نسيتك ، ونسيت الشغل معاكى .
ضحكت «نرجس» بسخرية وهي تهتف ببرود :
ـ بيني وبينك انا كنت عايزها اصلا عشان اقتلها واخلص منها ، مش اكتر ولا اقل .
بينما اقتربت منها وهى تلعب بأزرار قميصه بوقاحة وهتفت بهدوء :
ـ انت كنت عجبنى و داخل دماغى ، بس شغلت دماغك عليا يا حبى ، وانا مبحبش حد يشغل دماغه عليا .
بينما أكملت وهي تبتعد عنه وتجلس على الكرسي الذى أمامه بجانبها الأيمن إبنتها التى تنظر لها بصدمة من حديثها وطريقة تفكيرها ، وجانبها الأيسر «شريف» الذى يود قتلها :
ـ بس انت يا حلو قررت تعاندنى يوم ما تتجوز سلا عشان تحميها منى ، ومكتفتش بـ كده لا ، ده انت وقعت واحد ورا واحد من المافيا ، كونك عميل سرى و تشتغل مع الظباط ، لا ومكتفتش بكده ، دخلت صحبك في اللعبة و فهمتنا انكم اعداء ، وطلعتوا فى الاخر ولا أعداء ولا نيلة ، وخطفت ياسمين وقررت انك توقعنى ، قال ايه عايز تنتقم من اللي قتل تمارا .
ختمت حديثها وقفت امامه وهى تهتف بحده وعينيها يشتعلون نار من الانتقام :
ـ ايوا انا اللى قتلت تمارا ، انا اللى كنت السبب فى موتها ، وانا اللى زورت التحليل بتاع شريف انه مش بيخلف عشان اكسرها ، وانا اللي خليت ياسمين تكلمها يوم الحادثه انها تروحلك عشان اثير الشك أنك قتلتها ، بس يوم ما فكرت فيها بين وبين نفسي قلت لا ، انا عايزك عشان اعرف اخرك ، عشان كده بعت مازن اخوها يخلص عليها ، عشان اكسرها قبل ما تموت .
بينما اكملت بغضب وهى تبتعد عنه وتصيح بجنون :
ـ وانا اللي ودتها الميتم وضغطت على احمد يبعدها عن سلا ومازن ، قولتله يا انا يا ولادك يا البت دى ، وساعتها اختارنا ، وروحنا ودنها الميتم بعد ما امها ماتت ، انت متعرفش انا كنت بحس ازاى وهى شاغله فى القصر بتاعنا ، وجوزى يهرب منى ويروحلها هى ، انت متعرفش انا كنت بحس ازاي لما اعرف انه رايح ليها ، انا قلبي كان بيتكسر مية حته وقتها ، عشان كده بكرها هى وامها .
بينما أكملت بحزن هذه المرة ولكن عينيها يشتعلون من الغضب والكره تجاه «تمارا» :
ـ حتى بعد ما قولت انى اتخلصت منها بعد سنين ، جوزى بنفسه دور عليها لحد ما لاقيها ، وكان ناوى يعلن عنها بعد ما تفضح سلسلة المافيا ، بس انا مسمحتش ليها تعمل كده ، خليت المدير بتاع القناة يبعتلها ورق فصلها عن العمل ، وبعت مازن يقتلها عشان اكسرها ، وكسرت عينيها يوم ما زورت تحليل شريف انه مش بيخلف ، مسبتهاش في حالها حتى بعد ما ماتت .
نظرت إلى ابنتها «سلا» وهتفت بغضب :
ـ حتى انتِ يا سلا كنت عايزه انتقم منك ، عشان كده زورت تحليل DNA انا ويا ياسمين ، عشان نخرب بيتك وعلاقتك انتِ وجوزك ، انتِ أسوأ غلطة عملتيها انك فضلتى تدورى على المذاكرة وتدخلى فى طريق مش طريقك .
شهقت «سلا» من البكاء وهى تكتم أذنيها وهتفت بجنون :
ـ مش عايزه اسمع ، مش عايزه اسمع حاجه ، كفاية ، كفاية ، انتِ استحالة تكونى أم استحالة .
اقتربت منها وهتفت بقسوة سمعتها جيداً «سلا» :
ـ تعرفى انى محبتكيش ، وحبيت مازن بس ، عشان كده مكنتش بسأل عليكي ولا يهمنى اخبارك ولا يهمنى انتِ ميتة ولا عايشة ، انا كل اللي يهمنى البيزنس وابنى مازن ، غير كده لا انتِ تهمني ولا ابوكى يهمنى ، انتِ شبه ابوكى نسخه من ابوكي عشان كده محبتكيش ، إنما مازن حته منى تصرفاته وطريقة كلامه ، وحتى شكله شبهي أنا .
بكت «سلا» وهى لا تصدق مما تسمعه أذنيها ، هذه والدتها أما وحش ، فهى كانت تتمنى حديثها معاها ، جلستها معاها ، حُبها ، حنانها ، ولكن كل هذا يبدو انه وهم ، فـ التى امامها ليست سوى شيطانة .
وقفت بحدة واعطت لـ «بيجاد» المسدس وبعد ذلك نظرت له وهتفت بحماس قاتل قلب «بيجاد» :
ـ قدامك دلوقتى تنقذ حد من الاتنين دول ، يا مراتك او صحبك ، ولو مخترتش حد بعد خمس دقائق هيتقتلوا هما الاتنين قصاد عينك .
ابتسمت بسخرية وهي تنظر الى «شريف» :
ـ تختار صاحبك اللي ضحى بحياته كلها عشانك ، وساب بنته عندك ، وفضل معاك على المُرة قبل الحلوة
بينما اكملت وهي تنظر الي «سلا» التى تبكى بقوة من حقيقة والدتها :
ـ ولا مراتك حبيبتك اللى متقدرش تعيش من غيرها؟؟ .
بينما أكملت بهدوء وعينيه يمتلئون بالحماس :
ـ ها يا بيجاد ، قولت ايه ، الدقائق بدأت ولو مخترتش بعد خمس دقائق هيموتوا هما الاتنين قصاد عينك ، يا تقتل سلا وتنقذ شريف ، يا تقتل شريف وتنقذ سلا ، مفيش وقت يا بيجاد .
ختمت حديثه وابتسمت له بخبث ، نظر الى صديقة للحظة ونظر الى «سلا» للحظة ، فـ «شريف» صديق عمره وأيامه ويستحيل أن يقتـ ـله بعد ما ضحى بكل شئ حتى يبقى معاه ، و «سلا» فهى الحياة التي يعيشها ، الذى لا يستطيع ابداً أن يعيش بدونها ، فهو فعل كل شئ حتى هذه اللحظة حتى لا يخسر صديقه ولا زوجته .
قطع خيوط افكاره صوت «شريف» الذى تحدث بكل لهفة وسرعة :
ـ اقتلني انا يا بيجاد ، اقتلني انا يا صحبي ، اختار مراتك حبيبتك وام عيالك اللى فى المستقبل ، واقتلني انا ، وبنسبة لـ إيلا انا واثق انها لما تبقى معاك هتبقي فى امان ، واثق انك هتربيها صح انت و سلا ، متفكرش يا صحبى ، الوقت بيعدى ، اقتلنى انا ، واقول لامى الحقيقة انى مش وحش ، وان تربيتها مرحتش في الأرض ، وخُد بالك من اخواتى و امى و إيلا .
هز رأسه بـ لا ، لا يستطيع أن يفعل هكذا مع صديق عمره الذى دخل هذا الطريق بسببه هو ، لا يستطيع أن يؤذيه ولو بالخطأ .
هتفت والدة «سلا» بملل وهي ترى المشاعر الحمقاء التى تظهر امامها نظرت الى هاتفها :
ـ يبقالك دقيقتين .
رفع مسدسه واغمض عينيه وقلبه ينبض بجنون كيف له أن يقتل صديق عمره كيف؟؟ ، كيف يرد عليه هكذا بعد ما ضحى بحياته وعمله وعائلته بسببه هو ، كيف يا الله كيف يفعل هكذا .
ادمع «شريف» عينيه وهو يهتف بنبرة لينة :
ـ يلا يا بيجاد مفيش وقت .
ابتسمت والدة «سلا» بحماس وهتفت مثل ابتسامتها تماماً :
ـ يبقى دقيقة .
ختمت حديثه واغمض «بيجاد» عينيه واضغط على الزناد وخرج الرصاصة اخترقت جانب «شريف» اليسار ، وحين الرصاصة اخترقت جـ ـسده وقع «شريف» على الأرضية ، مما صرخت «سلا» بجنون وهى تهز رأسه بـ لا .