رواية جديدة مقيدة في بحور عشقه لتوتا محمود - الفصل الأخير - 3 - الجمعة 15/11/2024
قراءة رواية مقيدة في بحور عشقه كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية مقيدة في بحور عشقه
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة توتا محمود
الفصل الأخير
3
تم النشر يوم الجمعة
15/11/2024
كانت هى مقيدة بذلك الكرسى تتألم ، فهى كل يوم تتعذب على يـ ـد «بيجاد» ، فـ «بيجاد» خطفها في ذلك اليوم ، وسجنها هنا ، يريد أن يجعلها تدفع الثمن ، وفعل حادث و وضع جثة وقال إنها «ياسمين» ، فهو فعل ذلك حتى رجالها لم يبحثوا عنها ، اللعنة ، فهى أحبت «بيجاد» كثيراً ، والأن يقيدها فى تلك الغرفة المظلمة ، فهى تريد أن تخرج من ذلك القفص ، وتنتقم منه على فعلته تلك .
تصاعدت انفاس «ياسمين» وهى تقاوم القيد الذي يحيط بمعصميها ، الالم يؤلم جـ ـسدها بقوة مع كل محاولة للهرب من السجن الذي وضعها فيه .
تذكرت الأيام الماضية ، حين كانت تعتقد أن مشاعرها تجاهه ستجعلها أقرب إليه ، لكنها الأن فى قاع الظلام ، محاصرة بيديه التي أغلقت عليها هذا الجحيم
لم تكن تعلم أن حبها له سينتهي بهذه الطريقة .
جلست ياسمين في صمت، عيناها تحدقان في اللاشيء، فيما عقلها يعيد شريط حياتها. لم تكن تلك المشاعر التي تغلي بداخلها مجرد كراهية، بل مزيجاً من الغضب، الحب، والخذلان. بيجاد... الرجل الذي اعتقدت يومًا أنه خلاصها، تحول إلى قيدها الذي لا ينفك، ومع كل يوم يمر، تتضاعف رغبتها في الانتقام منه ومن سلا.
كانت ياسمين تعلم أن عليها الخروج من هذا السجن، ليس فقط لاستعادة حريتها، ولكن لرد اعتبارها.
"لقد كنتِ كل شيء... والآن، لا شيء يا بيجاد "
فهى تعلقت بـ «بيجاد» لان فى وسط العالم اختارته هو ، قلبها اختاره ، ولكن تعلم أنه يحب سلا، صديقتها ، حباً لا يمكن تجاوزه.
لكنها كانت مصممة على جعله يراها ، كل كلمة، كل تصرف كان مخططاً له بدقة، لكنها لم تحسب أن الأمور ستنقلب ضدها .
ولكن الآن فهى تريد الانتقام منه ، حبها تحول لكراهية الآن ، عليها أن تهرب الأن حتى تخطط ماذا ستفعل به ، الأن طريق دمرك بدأ يا «بيجاد الجمالى» .
وتباً لذلك القلب الذي عشقك
❈-❈-❈
وقفت السيارة أمام قصره ، ترجل من السيارة «بيجاد» و«مالك» ، اقترب «بيجاد» من الراجل وهو يعطى له نقود باهظة :
ـ شكرا يا راجل يا طيب على التوصيلة الجميلة دى ، انا مش هنسالك انك وصلتنى فى عز ما انا محتاج اوصل بأسرع وقت .
نظر الراجل الى النقود ويهتف بنبرة مُحبة بابتسامة بشوشة :
ـ انت كده هتزعلنى منك يا بنى ، وهضيعلي الثواب ، روح يابنى ربنا يكرمك ويوسع عليك ، ويخليلك عائلتك ومتشوفش فيهم حاجه وحشه ، انا مش عايز فلوس ، كفاية عليا اوى انكم وصلتوا .
ابتسم له «بيجاد» بسمة أمتنان على دعواته وقفته معاه ، ذهب هو و «مالك» بعد أن ودعوا الراجل الطيب ذو قلب أبيض ، دخل الي القصر وجد العديد والعديد من الحراس قد فارقوا الحياة واقعين في الأرض ، مما اتجه الى الاعلى فى غرفة «سلا» ولم يجد أحد ، فكانت الغرفة رأسا على عقباً ، ضرب «بيجاد» يـ ـده على الحائط بعصبية ، هم قتلوا حراسة ورجاله وخطفوا زوجته وشقيقته وصديقه ، الأن لا مزيد من الهروب ، فـ عليهم أن يتحملوا فعلتهم تلك ، فسوف يحرقهم فى نار الجحيم من تجرؤوا واقتربوا من عائلته ولكن صبراً ..
نظر الى الأرض بعد ما رأى شيئا لم يكن عادياً ، أمسك اختبار الحمل ، وجد انه ايجايبي ، قلبه تراقص بجنون ، فـ زوجته «سلا» حامل وتحمل في احشائها طفل..
شعور الفرحة والقلق والخوف والعصبية يغمره الأن ، فهو لم يسمح لهم بأذى زوجته وطفله ، الآن عليه أن يواجه تلك الافاعى ويجعلهم يشعرون بالندم .
دخل «مالك» غرفة «بيجاد» بعد ما بحث على زوجته ولم يجدها ، الآن تأكدوا من صحة حديث ذلك الرجل الذي تحدث معهم ، وقال له عليه يسلم ذلك البضاعة والصفقة و«ياسمين» ، عليه أن يسلم له مثل ما قال له ، حتى يسلم زوجته وشقيقته وصديقه ، ولكنه لا يثق بهولاء الناس ، عليه أن يخطط بدقة .
اقترب «مالك» وهو ينظر الى اختبار الحمل الذي بيـ ـد «بيجاد» مما شعر بالحزن على صديقه فهو مثله الأن ، خائف على زوجته وطفله ، يا له من شعور سئ لا يتمنى لا أحد ابداً .
نظر «بيجاد» الى «مالك» بعد ما خطرت له افكار شيطانيه وابتسامة خبيثة تظهر على ثغره :
ـ جاه وقت اللعب يا مالك ، اتصل برجالتك كلها ، وانا هتصل على الرجاله الباقية ، وكلم الضابط عشان يعرف اللي حصل ، وصدقنى هخليهم يدفعوا التمن غالى اوى .
❈-❈-❈
بعد نصف ساعة
كانت «ياسمين» تنظر بشرود وتفكر كيف تهرب من هنا ، و الى اين ستتجه ، فـ الجميع يعرفون انها قد فارقت الحياة ، ولكن تتمنى أن المجهول الرابع الذى تعمل معه لا يصدق تلك الكذبة اللعينة ، ويبحث عنها ، تتمنى ذلك ، حتى تخرج من ذلك القفص اللعين .
قطع خيوط افكارها صوت الباب ، مما رفعت انظارها نحو الباب ، وجدت «بيجاد» يدخل ويغلق الباب خلفه مما ابتسمت بسخرية وهتفت ببرود :
ـ تصدق انى كنت هنساك فعلا ، معذبتنيش اسبوع بحاله ، بس اهو أديك جيت ، عشان تعرف بس انك متقدرش تعيش من غيري .
جلس امامها وابتسم هو الأخر بسخرية ولكن ملامحه كانت تبدوا عليه أن في شئ بالتأكيد حدث معه ، فـ ملامحه مرعبة بالنسبة لها ، فهى تعرفه أكثر من اي أحد :
ـ هو انتِ ليه فاكره انك محور الكون ، والله يا ياسمين انتِ ولا حاجه فى حياتى ولا حتى تهميني .
قلبها تألم من حديثه وقلبها تألم أكثر حين رأت ملامحه المرعبة ، تجاهلت حديثه وهتفت باهتمام واضح على نبرتها :
ـ مالك يا بيجاد ، حصل حاجه؟؟؟ .
ابتسم بسخرية من اهتمامها ، هتف بقسوة واشمئزاز منها :
ـ مش عايز واحد زيك تهتم بيا ، انتِ المفروض اخر واحد يهتم .
صرخت به بجنون وقد اكتفت من ألم قلبها وقد تنسات انتقامها منه حين رأت ملامحه المرعبة وحالته التى لا يرثى لها :
ـ انت ليه مش عايز تفهم انى عملت كل ده عشان بحبك ، اتقربت من جميلة عشانك ، عملت كل حاجه انك تكره سلا و تحبني انا ، وبرضوا مكرهتهاش ، انا عملت اكتر من اللى عملته سلا ، سلا معرفتش تحبك أكتر ما انا ما بحبك ، انا عايزه افهم ايه اللي لقيته في سلا ، خلاك تحبها اوى كده ومتعلق بيها ومش متعلق بيا .
عقد حاجبيه بحيرة وهتف بحب مجنون لـ «سلا» :
ـ انتِ بتقارنى مين بمين؟؟؟ ، الفرق شاسع بين الاتنين ، لما حبيت سلا حبيت حنيتها ، حبيت طيبه قلبها ، حبيت شقاوتها ، حتى عصبيتها حبيتها ، سلا زي الطفلة مبتعرفش تاذى حد ولو بالغلط ، مش انانيه زيك ، وعلطول بتفكر فى غيرها ، عمرها ما أذيت حد ، حتى لو مكنتش هحبها وهى حبتنى مكانتش هتعمل القرف اللى انتِ بتعمليه ، في فرق بين الاتنين يا ياسمين ، ومينفعش تقارني بينهم ، انما انتِ قتلتى اقرب حد ليكي اللى هى ملك ، وشغاله مع المافيا ومستعده تقتلى ميه حد بس ميقفوش في طريقك ، انتِ مؤذية بطريقة بشعة ، وبتحبي نفسك أكتر من اي حد .
كادت أن تتحدث بجنون ولكن اوقفها وهو يقترب منها أكثر ويهتف بنبرة شيطانية جعلتها تخاف منه :
ـ انا مش جاي اتناقش معاكى ، انا جاى احررك واسلمك للمجهول الرابع
بينما أكمل بخبث وهو يضغط على نقطة ضعفها :
ـ انا كده كده عارف انك مش هتتغيرى ، ومش هتقولى مين المجهول الرابع ، فـ انا جاية احررك ، وهخليكي تروحى عند المجهول الرابع ، كان نفسي تتغيرى بس للاسف .
نظرت له بلهفة وعينيه يشتعلون حباً له :
ـ يعنى لو اتغيرت ، وقولتلك على المجهول الرابع ومين اللي بيساعده؟؟ ، وهبعد عن السكه دى خالص ، هتحبنى وهتتجوزنى؟؟ .
ابتسم لها ابتسامة لم تصل لعينيه وهتف بنبرة حُب كاذبة :
ـ اكيد يا ياسمين ، انتِ متعرفيش انتِ غالية عندى قد ايه .
ابتسمت له بفرح ، واقترب منها يزيل تلك الأحبال وهو يعتذر له عن ما فعله معها بندم كاذب ، وبعد ما انتهى من أزال الأحبال ، اقتربت منه وعانـ ـقته بحُب وهى تـ ـقبل عنـ ـقه بعشق :
ـ أنا مستعدة دلوقتى اقولك مين المجهول الرابع وليه بيعمل كده ، انا بحبك اكتر من اي حاجه يا بيجاد .
ابتسم «بيجاد» ابتسامة شيطانية ، وهو يعانـ ـقها وهتف من داخله " الأن انا فى طريقي اليكم ايهما الاوغاد وستدفعون الثمن غالى "
❈-❈-❈
خرج من المخزن الذي كان مقيد بـ «ياسمين» ، وجهه ملئ بالصدمة بعد ما عرف من هو المجهول الرابع ، كاد أن يقع أكثر من مرة ولكن «مالك» لحقه وهو ينظر له بقلق :
ـ فى ايه يا بيجاد مالك .
نظر لـ «مالك» بصدمة وجهه لا يبشر بالخير ابداً :
ـ عرفت من هو المجهول الرابع ، و يارتنى ما عرفت .
ختم جملته وذهب بسيارته بدون ما يسمع رد «مالك» على حديثه ابداً ، وهو يقود سيارتة اتصل على ضابط الشرطة وهو يهتف بنبرة لا تبشر بالخير :
ـ عرفت من هو المجهول الرابع.