رواية جديدة قلب نازف بالحب لهاجر التركي - الفصل الأخير - 3 - الأحد 24/11/2024
قراءة رواية قلب نازف بالحب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قلب نازف بالحب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هاجر التركي
الفصل الأخير
3
تم النشر الأحد
24/11/2024
❈-❈-❈
." بعد مرور يومين، بـ دولة المغرب ".
كانت الحديقة الخلفية لمنزل والدها في" المغرب" أشبه بلوحة فنية تتنفس الحياة. الأشجار العتيقة بظلالها الممتدة، والأزهار المتناثرة بعشوائية متقنة، تشكلت بألوان حادة: أرجواني الجهنمية، أصفر زهر الخزامى، والأبيض الناصع للياسمين الذي كانت رائحته تطفو مع نسمات المساء. كانت الشمس في آخر مراحل غروبها، تلون السماء بأطياف ذهبية وبرتقالية، وكأنها تحاكي قلب رضوى الذي غمره الحزن بتدرجاته.
جلست على مقعد خشبي في زاوية بعيدة عن الأعين، حيث كانت تتقاطع أغصان شجرة زيتون معمرة فوق رأسها، جلستها المُفضلة مُنذ أن جاءت الي هنا قبل يومين....
ارتدت فستانًا بسيطًا من الكتان بلون أزرق باهت، أطرافه مزينة بتطريز مغربي دقيق بألوان خضراء وبيضاء. كان الفستان يصل إلى آخر ساقيها، أعطتهُ لها زوجة والدها "نرجس"، وضعت حول كتفيها شال ناعم بلون رمادي، بدا وكأنه يحمل دفء حزنها معها.....
شعرها الطويل كان مرفوعًا بتلقائية، وترك بعض الخصل تتناثر على وجهها كأنها ستائر تخفي عن العالم دموعًا حاولت ألا تنساب. قدماها الحافيتان كانتا تغوصان برفق في العشب الرطب، وكأنها تبحث عن ملاذ ما في برودة الأرض.
كانت عيناها مثبتتين على أفق بعيد، وكأنها تحاول أن تجد أجوبة بين طبقات السماء.، يدها اليسرى كانت تعبث بخاتم صغير نزعته من إصبعها منذ وصولها، تقلبه بين أصابعها وكأنها تعيد قراءة فصل قديم من رواية مؤلمة. أما يدها اليمنى فكانت تحتضن كوبًا خزفيًا يحوي شايًا مغربيًا، بدأ يبرد لكنها لم تجرؤ على تركه، تمامًا كما لم تجرؤ هي على ترك ذكرياتها خلفها.....
تقدم والدها نحوها بخطوات هادئة، وابتسم عندما وقعت عيناها عليه. رفع يده يُحييها وقال:
"صباح الفل."
ابتسمت" رضوى"، تُرحب به بنبرة دافئة:
_"صباح النور يا حبيبي "
ضحكت بخفة، وأشارت إلى المقعد بجوارها:
_"اتفضل يا بابا، الجو هنا تحفة فنية بجد."
جلس والدها بهدوء، ناظرًا إليها بعينين يملؤهما الحنان، وقال بابتسامة صغيرة:
_"آه علشان كده بقالك يومين بتقعدي كتير هنا."
تنهدت وأراحت ظهرها للخلف على المقعد الخشبي، تُطلق زفيرًا يشبه اعترافًا خافتًا:
_"الجو مريح للأعصاب، وأنا كنت محتاجة للراحة دي جدًا."
تردد والدها قليلاً قبل أن يسعل بخفة، ثم قال بصوت حذر:
_"طيب، بقولك أي؟"
نظرت إليه بفضول، حاجباها يرتفعان قليلاً:
_"أي يا حبيبي؟"
أدار وجهه للحظات ينظر للأمام، كأنه يبحث عن الكلمات المناسبة، ثم عاد إليها بابتسامة مترددة وقال:
_"رضوى يا حبيبتي... بقالك كام يوم هنا. سهام كلمتني وفهمتني اللي حصل بينك وبين جوزك، بس أنا ما حبيتش أدخل في تفاصيل. دي حياتك الشخصية، وأنا كنت شايف إنك محتاجة وقتك ومساحتك. بس..."
توقف قليلاً، يزن كلماته قبل أن يكمل:
_"جوزك هنا."
رفرفت جفوناها بسرعة، وضرب قلبها دفعة عنيفة أربكتها. حاولت السيطرة على توترها،حينما أخبرها والدها عن وجود" مراد"شعرت وكأن الأرض قد اهتزت تحتها للحظة. قلبها، الذي كان يحاول أن يلتقط أنفاسه في هذه الأيام الماضية، دق بعنف غير متوقع، كأنما يرفض الانصياع لعقلها الذي أراد أن يضع الحدود بوضوح. جلست أكثر استقامة، لكن أطرافها خانتها برعشة خفيفة حاولت أن تخفيها.
نظرت إلى والدها بعينين مترددتين، تسأله بنبرة حملت كل التوتر الذي عصف بها:
_"هنا؟ هنا فين؟"
كان والداها هادئًا، لكنه حازم بما يكفي ليجعل كلماته تنفذ إلى قلبها مباشرة. كلمات تُعيد لها التوازن بينما كانت تحاول استيعاب ما قاله. حينما أخبرها أنه قد واجه مراد بطريقته الخاصة، ضحكت بخفة رغم اضطرابها، تُخفف من ثقل اللحظة بشيء من الحنان تجاه طريقتهم المعتادة في حمايتها. لكنها ما إن انتهت ضحكتها حتى تراجعت إلى صمتها، غارقة في دوامة من الأفكار.
استندت برأسها قليلاً إلى يدها، وكأنها تبحث عن إجابة داخل أعماقها. عضت شفتيها السفلى بتردد، محاولة أن تجد الكلمات المناسبة، لكنها اكتفت بسؤال بسيط يكشف عن حيرتها العميقة:
_"حضرتك رأيك أي يا بابا؟ أنا محتارة!"
رد والدها بنبرة تحمل حكمته الممزوجة بحبه لها:
"أنا مش هقولك تعملي إيه لأن ده قرارك، لكن شايف إنك فكرتي بما فيه الكفاية. أنتِ عارفة كويس إنه غلط وندمان، وعارف إنه لو في فرصة حقيقية للتغيير، هتكون من دلوقتي. العتاب مطلوب، والزعل حقك، لكن القرار يرجعلك... حياتك معاه تستحق فرصة تانية لو قلبك وعقلك شايفين ده. المهم... خلي اللي حصل درس ليه وعتابك يكون بداية لقواعد جديدة في حياتكم مع بعض."
ارتسمت على شفتيها ابتسامة خفيفة، لكنها كانت مليئة بالتفكير. رفعت رأسها، تنظر إلى الحديقة وكأنها تبحث في المسافة عن إجابة تشعرها باليقين....
_"شوفي هو هنا من بدري جاي يصالحك... بس أعذريني مقدرتش أمسك نفسي وأعدي حتة أنه مد إيده عليكِ، وإديتلُه اللي فيه النصيب، وكرامتك رديتها بطريقتي وهو ندمان فعلاً عن اللي عمله.... عايز يتكلم معاكِ، شُوفي أي اللي يرضيكِ ويردلك كرامتك بالنسبة ليكِ..بس عايز أفهمك حاجة، مفيش حد فينا معصوم من الخطأ، أنا شايف أنك تديله فرصة تانية، أنتِ عارفة أنك مش هتقدري تعيشي من غيره... هو غلط ومعترف بغلطه وندمان، أنا هناديله دلوقتي، لو مش حابة تقابليه والله العظيم أخليه يرجع مصر تاني زي ماجه قفاه يقمر عيش".
اومأت برأسها مُوافقة علي حديث والداها، وبداخلها تعلم أنها توافق علي حديث قلبها اولاً..... تركها والداها ونهضَ يخرج من الحديقة، دقيقتين ووجدت"مُراد"يحتل المكان وقد سبقهُ عطره وقفت ، يدها تتشبث بطرف الطاولة كأنها تحاول الإمساك بتوازنها بينما عينها تراقبه يخطو نحوها ببطء. لم تكن تتوقع حضوره، لكن مجرد رؤيته كان كفيلاً بأن يُشعل اضطرابًا عميقًا في صدرها. شعرت بضربة قلبها تتسارع، ثم ترتبك، وكأن نبضها يعلن عصيانًا ضد تلك الجدية التي طالما حاولت أن تتمسك بها.
وقف" مراد" على بعد خطوات، يحمل بين يديه تلك النظرة التي عرفتها جيدًا، نظرة ملأتها مزيج من الاعتذار والرجاء. خفق قلبها للحظة، تكاد قدماها تهويان بها. لوهلة، خيل إليها أنها ستنهار، لكنها سرعان ما استجمعت شتات نفسها. ابتلعت غصة تشبه البكاء وأجبرت جسدها على الاستقامة.
نظرت إليه بجدية مصطنعة، رفعت ذقنها قليلًا، وكسرت حاجز الضعف الذي شعرت به منذ الوهلة الأولى. جمدت ملامحها كأنها نحتت صخرة باردة مكان وجهها، زمت شفتيها قليلاً، وأسقطت يدها عن الطاولة ببطء لتضعها على جانبها، كأنما تعلن لجسدها أن يتوقف عن ارتعاشه. ثم ببرود متكلف، لكنها تعلم أنه هش من الداخل، رفعت ذقنها وقالت بصوت بدا أقوى مما شعرت به في داخلها:
_"جاي لي يا مُراد؟ ".
لكن صوتها، رغم هدوئه، حمل رجفة صغيرة، خافتة، كأنها زلة لم تستطع السيطرة عليها، زلة قالت له دون كلام إنّ حصونها ليست منيعة كما تبدو، وإنّ قلبها لم يتعلم بعد كيف يتجاهله.... كانت كلماتها جامدة، لكنها لم تستطع منع نفسها من ملاحظة ارتجافة خفيفة في نبرة صوتها، عينيها تُرسل له خطاب طويل من كلمات العتاب
رغم الحزم الذي حاولت رسمه، كانت عينها تتحدث لغة أخرى تمامًا. لغة مليئة بذكرى الليالي الطويلة التي اجتاحها الفقد، ومليئة بالشوق الذي قاومته بكل ما استطاعت....
حدّق" مراد" فيها للحظة، كأنه يحاول قراءة كل ما عجزت عن قوله، ثم خطا خطوة أخرى نحوها. كانت المسافة بينهما قصيرة، لكنها بدت له كأنها حاجز من الزجاج المشحون بالذكريات والخلافات. ارتسمت على وجهه ابتسامة باهتة، محاولة بائسة لتخفيف التوتر الذي طغى على الأجواء، لكنه لم يستطع إخفاء الثقل في عينيه، ثقل رجل أدرك متأخرًا حجم ما أفسده.
قال بصوت منخفض، لكن كل كلمة حملت معها وزناً لا يستهان به:
_"جيت لأنك أغلى حاجة عندي يا رضوى. وعشان لو في فرصة واحدة إنك تسامحيني، ما ينفعش أسيبها تضيع."
شعرت بشيء في صدرها يهتز، كأن كلماته تلك أصابت جداراً هشاً بداخلها، لكنها رفضت أن تتركه يرى ذلك. استقامت في جلستها، تقاطع ذراعيها أمام صدرها وكأنها تصنع درعًا واقيًا، وردت بحدة لم تتوقعها من نفسها:
_"اسامحك؟ على إيه بالضبط يا مراد؟ على إنك مدّيت إيدك عليا؟ ولا على إنك كسرت حاجة جوايا عمري ما هعرف أصلحها؟"
كانت كلماتها مثل شظايا، كل واحدة منها أصابته في مقتل. أطرق برأسه لثوانٍ، ثم رفع عينيه مجددًا إليها، وقد تجردت نظراته من أي دفاع أو عناد. كان أمامها رجل يتعرى من كل كبريائه، يتخلى عن كل قناع حمله طوال عمره.
قال بصوت كاد يختنق من صدقه:
"عارف إني غلطت، غلطت أكبر غلطة في حياتي. مش جاي أبرر اللي حصل، ولا أقولك إني كنت مضغوط أو أي كلام فارغ. أنا جاي أقولك إني ندمان... ندمان جدًا، وعارف إن الندم لوحده مش كفاية. لكن صدقيني، مستعد أعمل أي حاجة علشان أثبتلك إني مش هسمح لنفسي أكرر اللي حصل، ولا حتى أفكر فيه."
لم تستطع منع نفسها من النظر إليه. كان كل حرف ينطقه يُشعل صراعًا في داخلها، بين عقلها الذي يطالبها بالتمسك بكرامتها، وقلبها الذي كان ينهار أمام صدقه.
استدارت بنظرتها بعيدًا، وكأنها تحاول الهروب من عينيه، ثم قالت بصوت منخفض لكنه لا يخلو من الألم:
_"مراد، فيه حاجات لو انكسرت... ما بتتصلحش. أنا بحبك، وأنت عارف، لكن... الحب لوحده مش كفاية."
اقترب أكثر، كاسرًا المسافة التي أصرت على إبقائها بينهما. جلس على طرف الطاولة أمامها، يقول بصوت خافت لكنه حاسم:
_"عارف إن الحب لوحده مش كفاية، وعشان كده مش جاي أطلب منك تسامحيني من غير ما أثبتلك إني أستحق الفرصة دي. قوليلي أي حاجة، أي شرط، وأنا مستعد أعمله. بس ما تقفليش الباب بيني وبينك، رضوى."
التقت عيناهما من جديد، وكانت تلك اللحظة الأكثر صدقًا بينهما. شعرت بشيء ثقيل ينسحب من قلبها، لكن عقلها ما زال يصر على البقاء متماسكًا.
أكمل هو يقول بنبرة نادمة:
_"عارف أن أي تبرير هقوله دلوقتي مش هيعمل حاجة، بس أنا عايز أقولك حاجة، أنا غلطان وعارف وندمان أشد الندم، عصبيتي كانت عمياني يا رضوى، أنت مش متخيلة الطفل ده كان بالنسبة ليا أي، خصوصًا أنه منك أنتِ، وكمان فكرة أنك أتكلمتي مع نادر وأتفقتوا عليا وكل ده، ولع النار جوايا مكنتش شايف قدامي اقسم بالله العظيم، علشان بحبك مستحملتش ".
طالعته تقول بعتاب:
_" انتَ محاولتش تسمعني يا مُراد، صدقتهم بسرعة".
_"مكانش فيا عقل أفكر، حُطي نفسك مكاني، أنا في ثواني لقيت كل حاجه بتتهد فوق دماغي ".
_" المُشكلة إني حطيت نفسي مكانك مليون مرة، ولقيت نفسي لو أي حصل عُمر مهيكون ده رد فعلي".
مرر "مراد" يده على وجهه بتوتر، وكأن الكلمات كانت تثقل على لسانه، ثم قال بنبرة مكسورة:
_"عارف، عارف إن ردي كان غلط، وعارف إنك أحنّ وأطيب من إنك تعملي اللي أنا عملته. يمكن عشان كده أنا ندمان أكتر... عشان عارف إنك كنت تستحقي مني رد فعل تاني، احترام أكبر، وسماع أحسن. بس اللي حصل كان فوق احتمالي، رضوى. حسيت إنك خدعتيني... وإنك خدتوا مني حاجة غالية من غير ما حتى تديني فرصة أشاركك القرار."
رفعت حاجبها قليلاً، مزيج من الغضب والحزن في نظرتها، وقالت بحدة:
_"واللي حصل بعد كده كان مشاركة؟ لما مدّيت إيدك عليا... ده كان قرار اخدته لوحدك، وما فكرتش للحظة أنا حاسة بإيه أو هتحمل إيه بعد كده."
خفض مراد رأسه، كأنه لا يحتمل مواجهة نظرتها. صمته كان ثقيلًا، لكنه كسر الحاجز أخيرًا وقال بصوت خافت:
'"ما عنديش مبرر، رضوى. اللي عملته غلط، وأنا بكره نفسي عليه كل يوم. بس لو هتسمحيلي أصلح اللي حصل، لو فيه طريقة أرجع بيها ثقتك فيا، قوليلي. لأن حياتي من غيرك ما بقتش حياة، وكل لحظة بعيد عنك بتاكل فيا من جوه."
صمتت رضوى للحظات، تُحاول أن تزن كلماته، لكن قلبها كان يخوض معركة عنيفة مع عقلها. ثم قالت بنبرة هادئة، لكنها لم تخلُ من الجفاء:
_"فرصة واحدة يا مراد... مش أكتر. ولو حسيت للحظة إنك هتكسّرني تاني، هسيبك من غير ما أبص ورايا."
أومأ برأسه ببطء، كأنه يعاهدها على ألا يُخطئ ثانية، وقال بصوت مفعم باليقين:
_"وعد يا رضوى... وعد قدامك وقدام نفسي."
رفع رأسه إليها، نظرة رجاء صادقة ترتسم في عينيه، نظرت إليه بعمق، وكأنها تبحث عن بقايا الأمان الذي كانت تعرفه فيه. ثم قالت بصوت خافت:
"الفرصة دي مش عشانك بس يا مراد... عشاننا إحنا الاتنين. لو حسيت إنك مش قادر تكمل، أو مش قد الوعد ده، أنا اللي هقفل الباب المرة دي... للأبد."
أومأ برأسه ببطء، كأنه يعاهدها من جديد، ثم قال بصوت مفعم باليقين:
_"مش هخذلك، وعد يا رضوى. وعد بصدق قلبي، مش بكلامي."
وبين كلماتهم المتشابكة، كانت المسافة بينهما تضيق رويدًا،هزت رأسها بخفة، ثم أشارت إلى الباب بحركة خفيفة، وقالت بابتسامة لم تخف مزيج المشاعر بداخلها:
_"يلا، عشان بابا هيبدأ يسألنا أسئلة إحنا مش جاهزين نرد عليها."
ضحك بخفة، ضحكة بدت كأنها أول نسمة أمل بعد عاصفة طويلة. وتقدمت هي أمامه بخطوات ثابتة، بينما لحق بها ببطء، يحمل في قلبه وعدًا جديدًا، وإصرارًا على أن يجعل تلك الفرصة بدايةً جديدة، وليست نهايةً أخرى... مراد سار خلفها، عينيه معلقتان على تفاصيل خطواتها، كأنها البوصلة التي أعادته إلى المسار الصحيح. كان يعلم أن الطريق إلى قلبها لن يكون سهلاً، وأن كل خطوة قادمة ستكون اختبارًا لصبره، لكن شيئًا في داخله أقسم ألا يخذلها مرة أخرى.
عندما وصلوا إلى الباب، كان والدها واقفًا هناك، عيناه تتنقلان بينهما بنظرة اختلط فيها الفضول بالحرص الأبوي. ابتسم ابتسامة صغيرة وقال بنبرة مليئة بالدفء، لكنها لم تخلُ من الجدية:
_"خلصتوا كلامكم؟"
نظرت رضوى إلى والدها، ثم إلى مراد، وشبكت يدها بيدهِ تقول بنبرة بدت سعيدة للغاية:
_"آه يا بابا خلصنا".