رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة نصف عذراء لخديجة السيد - الفصل 5 - 1 الأحد 10/11/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة نصف عذراء كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة
نصف عذراء
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الخامس
1
تم النشر يوم الأحد
10/11/2024
فتحت زينه باب منزلها سارت هي أولاً ثم لحق بها طارق وأوصدت باب المنزل بعد أن دلفوا داخل.. أطرقت رأسها في خجل وسعادة ولم تستطيع السيطره عليها بينما الآخر كان شارد الذهن غير مصدق تسرعه هكذا.. وكل ما حاول التفكير في حنين يشعر بتانيب الضمير ليتذكر على الفور كل حديثها وكيف طعنته وجرحته ليعود من جديد يفكر بالانتقام منها هكذا...
اقتربت زينه منه وارتبكت حينما وجدته مازال واقفاً بجوار الباب لا تعرف ماذا ينتظر او ربما متردد.. حاولت ألا تنظر إليه ونظرت أسفل قدميها ثم تحركت إلي الداخل ولكنها تعثرت في خطوتها وكادت أن تسقط ولكن كانت ذراع طارق الأسرع إليها فأمسكها من خصرها و أسندها ناحيته فمالت هي بجسدها عليه واستندت هي بساعديها على صدره ..
نظر طارق إلى عينيها مباشرة بنظرات تحمل
توتر وتردد بادلته هي تلك النظرات أيضا ولكن امتزجت معه الشعور الشغف والإعجاب لذلك بادرت هي بالاقتراب أولا... شعر الآخر بتوتر و أنفاسه المضطربة لكن مع ذلك لم يمنعها فأحطاها بذراعه الأخر وضمها أكثر إليه ثم انحنى برأسه عليها واقترب من شفتيها ببطء وهي بدلته على الفور بلهفه شديدة.
❈-❈-❈
جذبت زينه الفراش أعلي جسدها بعد أن أبتعد عنها طارق، أطرقت رأسها في خجل وحمرة الخجل تعلو وجنتيها لا تصدق بأنها أخيراً عاشت تلك المشاعر مع شخص حتى اذا كان لا يحبها فيكفي ان يكون زوجها وهي معجبه به ومن يعلم ماذا سيحدث بالمستقبل...
صحيح ان ذلك الشخص نفسه متزوج أيضا من اعز اصدقائها لكن حاولت ان لا تفكر في ذلك وتعيش تلك اللحظه التي انتظرتها منذ فتره طويله ان تشعر بالحنان والدفء من أحد فلم تشعر ذلك الشعور بحياتها مع أسرتها او زوجها السابق.. وحتى تريح ضميرها فكرت بان حنين لم تحب طارق من الأساس ومع الوقت ربما أن تتركه لها وحدها.
نظرت إليه مبتسمة باتساع ثم حاولت زينه أن تحضنه لكنها تفاجأت به يبتعد عنها وتتحرر منها فشعرت هي به فتوقفت عما تفعله و نظرت إليه بتعجب.. بادلها النظرة بندم واضح وهو يقول باختناق
= مش شايفه ان احنا اتسرعنا في جوازنا او في اللي حصل بينا من شويه؟ آآ أنا كنت فاكر بالطريقه دي هرد كرامتي وهكون مبسوط لكن بصراحه....
شعرت زينه بالصدمة والإهانة وكل احلامها طارت وهي تسأله ببطء ثقيل
= بصراحه ايه؟ هو انت مالك مش ده اللي كنت عاوزه واللي طلبته مني..
ابتلع ريقه بصعوبة وأجاب بصوت نادم
= عارف كل ده! وللاسف لسه فاكر كلامها كله ان اهلها ضغطوا عليها وهي ما كانتش بتحبني وكانت بتمنع نفسها عني عشان قرفانه مني، و اتهمتني اني راجل مش كامل في نظرها و العيب مني.. احساس وحش أوي انك تكوني بتحبي حد و مستعده تعملي المستحيل عشانه وفي الآخر يكون هو شايفك بالطريقه دي ويتهمك كمان الاتهام القاسي ده..
شعرت بألم حاد يعتصرها فكانت معتقده طلبه للزواج منها كان طلب جاد وليس لحظه تسرع نشأت عليها احلامها الوهميه! وانه سيعاملها مثل ما كان يعامل حنين بالضبط لكن كان الفرق واضح هو كان يعامل زوجته هكذا لانه أحبها بصدق انما هي لم يحبها.. فحتى عندما كان معها للتو كان كل تفكيره بها، لترد بصوت أشبه للبكاء
= هو انت ممكن توضح كلامك لما انت مخنوق منها أوي كده ومش طايقها؟ ليه من شويه وضحتلي انك مش مبسوط معايا واحنا لسه ما فاتش على جوازنا حتى يوم واحد .
هز رأسه بيأس وهو يقول بصوت متحسر
= عشان مهما عملت هفضل احبها! ومهما تعمل برده هحس ان انا جرحتها باللي انا عملته من شويه ده حتى لو جرحتني... انا اسف يا زينه على كلامي لكن مش قادر اخبي بصراحه يا ريتك وقفتيني أو كان حد مننا عاقل على الخطوه دي وحذر التاني.
وضعت زينه كفي يدها على يديه وهي تنظر إليه برجاء فنظر هو إليها بقله حيله فتراجع للخلف بعيداً عنها ليتابع بنبرة حزينة
= حتى كمان كنت فاكر لما اقرب من غيرها هتغنيني عن تقصيرها في كل حاجه في حياتي لكن لقيت نفسي حتي في النقطه دي ما لقيتش ليها بديل! والشعور اللي بحسه كل مره بقرب منها مش حاسه معاكي خالص...
الظاهر ان حنين دي بالنسبه لي زي المرض اللي مش عارف اتعالج منه انا مش عارف مالي حتى وهي جرحاني شايل همها لما تعرف المصيبه دي كأنها بتحبني أوي وقلبها عليا.
وقبل أن يتحدث أحد منهم مجدداً تعالى فجاه صوت حنين بالخارج تطرق الباب وهي تهتف بصوت مرتفع قليلاً
= زينه... زينه من فضلك افتحي عاوزه اتكلم معاكي انا عارفه ان انتٍ جوه من الجيران
نظرت إليه بسرعه برعب ولكنها استجمعت رباطة جأشها وقالت بصدمة
= دي حنين! هنعمل ايه دلوقتي؟؟.
❈-❈-❈
فتحت زينه الباب أخيراً الى حنين بعد وقت طويلاً قبل أن تسرف في وضع مساحيق التجميل على وجهها لتخفي بكائها وحزنها الشديد وحاولت أن تبدو طبيعية على قدر الإمكان مع مقابلتها مع صديقتها الوحيده حتى لا تكشفها ولكن كانت حنين تنظر لها بتعجب من هيئتها الجديدة فهي معتاده عليها لا تضع الكم الهائل هذا من المكياج بالاخص بان الوقت متأخر وبالتاكيد لم تخرج فاذن هل تضع هذا لأجل جلوسها في المنزل فقط....
لم تعبء زينه بنظراتها فقد كان ما تخشاه أخطر بكثير من مجرد نظرات و زيادة كمية مساحيق التجميل، جلست أمامها مسرعة ثم تحدثت بقلق
= خير يا حبيبتي مش عوايدك تعدي عليا في وقت متاخر زي كده في حاجه حصلت .
لاحظت حنين أن زينه على غير عادتها لكنها لم تعطي الأمر اهميه كبيره الآن فهي جاءت الى هنا حتى تتحدث معها لعلها تساعدها في أمرها مع زوجها، بدأت تتحدث بصوت حزين بينما كان في الخلف يقف طارق مختبئ ويتابع الأمر بتوتر مبالغ
= انا في مشكله كبيره يا زينه مش لاقيه غيرك هيساعدني عاوزه اتكلم مع حد يكون قريب مني وبيحبني عشان يدلني على الصح و يقولي انا غلط في ايه، انا معترفة أني غلطت في طارق جوزي كتير أوي بس والله كان غصب عني! انا تعبت بجد عشان كده انفجرت فيه وما عرفتش انا بقول ايه
سردت حنين لصديقتها زينه ما حدث معها و علاقتها الفاترة مع طارق زوجها، وتحدثت عن اجزاء بسيط من مشاعرها السلبيه من تلك العلاقه وكيف كانت تضغط على نفسها لاجله ولم تعرف ماذا تقول عن شيء كذلك وهي بالأساس لا تعرف لما تشعر هذا الشعور... لذلك عندما ضغط هو عليها وواجهها بالحقيقه او اتهامها بالبرود لم تستطيع تمالك نفسها وقالت ذلك الحديث الذي ندمت عليه مؤخرا.
شعرت حنين أنها أزاحت هماً يثقل صدرها حينما أفضت بما تحمله بين طياتها إلى صديقتها الوحيدة، ورغم هذا هي تريد حلاً لما هي فيه لتتابع بأعين باكية
= المشكله بدل ما أحاول أصلح ولا اعترف بالحقيقه نيلت الدنيا اكتر وخد عني فكره غلط انا والله في مشاعر جوايا ناحيته لما كان بيجي يزورنا زمان كنت بفضل مستنياه وابص عليه من بعيد وانا مكسوفه ولما بيغيب فتره بحس انه واحشني... بس ما كنتش بقدر اقول كل ده حتى يوم ما عرفت أنه اتقدملي فرحت وزعلت في نفس الوقت!.
كانت الأخرى تسمعها بصدمه فلم تتخيل ان تكون صديقتها تعاني من شئ كذلك بينما طارق لم يصدق بانها اعترفت انها تحمل مشاعر داخله حقا مثل ما كان يظن ويتوقع وليس كما أساء الظن بها قبل قليل بسبب تصرفاتها السيئه معه، ثم أضافت بصوت باكي
= لان مشاعر النفور والكره من ناحيه العلاقه دي كانت جويه من قبل ما اتجوز ولا أحب، حاولت ادي لنفسي فرصه اقول جاهز عشان بحبه ما احسش كده والمشاعر دي كلها تتمحي بس اتفاجئت اللي بيحصل العكس وانا كرهت أكثر الموضوع ده... بس والله مش بكرهه هو العيب مش فيه فيا انا محدش عارف انا بعاني قد ايه من الموضوع ده من اللي بشوفه حواليا واسمعه... وكل ما كنت بحاول اعترف بخاف من رده الفعل ما انا مش عارفه ولا متخيله هيكون معايا ولا ضدي
إنما بالداخل كان طارق يسمع صوت شهقات حنين والتي أجهشت بالبكاء بطريقة مقلقة مما جعله ينزعج أكثر من حالتها المنهاره و حديثها التي لم تصارحه به منذ البدايه.. حيث اعترت الدهشة جميع خلجات وجهه و هو لا يصدق أذنيه حينما سمع تلك العبارات لأول مرة
= انا عارفه ان انا صلحت الغلط بغلط لما مثلت عليه ان انا مبسوطه بس والله ما كنت موافقه على كده بس لما لقيته زعلان و متضايق وما كانش في حاجه بايدي اعملها غير كده بالذات قبلها اتنيلت حكيت لايمان مرات اخويا وهي اللي دلتني على الموضوع ده وقالتلي ما كل الستات كده انتٍ فاكراهم مبسوطين أوي بالموضوع ده ولا حد بيهتم، دخلت في دماغي ان هي دي طبيعه العلاقه أصلا..
اتسعت عينا طارق فور سماعه لعباراتها الأخيرة وتدفقت آلاف من الأسئلة إلى عقله في تلك اللحظة ما الذي تعنيه حنين بعبارتها؟ رغم الحديث كان غامض لكنه يوحي الى مأساة قد عاشتها وهو لا يعرف عنها شيء... فاكتر ما صدمه هو وجهه نظرها نحو العلاقه الـ.ـحـ.ـميميه والتي لم يكن يعرفها طول فتره زواجهم الخمس أشهر...
لم تتحدث زينه وإنما ظلت صامتة استغربت الأخري أكثر من صمتها، لذا أكملت بحرج شديد و بتانيب ضمير
= وأنها موجوده عشان تسعد الرجاله والستات مش مهم... رغم ان اتضايقت وحسيت بالظلم اكتر لكن قلت مش مهم طالما حاجه هتسعده بس اديها جت فوق دماغي اكتر.. قوليلي اعمل ايه عشان اصالحه انا ما اعرفش هو راح فين بس اكيد هيرجعلي زي كل مره مش كده؟ زينه انتٍ مش بتردي عليا ليه عشان خاطري قوليلي اي حاجه .
نظرت إليها بأعين مرتبكه ومتشتته بحيره لتردف بقلق واضح
= معلش يا حنين اصل عندي شويه مشاكل كده في البيت هناك مخلياني مش عارفه اركز، بس هخلص كل اللي ورايا وافضلك ونحل مشكلتك مع بعض ان شاء الله .
تنهدت بزعل من نفسها وهي توميء برأسها
هاتفه بأسف
= آه تمام انا اسفه انتٍ واضح فعلا انك متضايقه من حاجه بس انا مشاكلي خلتني ما ركزتش ولا اسالك على العموم براحتك طالما عاوزه تقعدي لوحدك.. بس انا في ايدي حاجه اساعدك لو عايزه تحكيلي حاجه اتفضلي احنا ما لناش غير بعض يا زينه مش كده قوليلي ايه اللي مضايقك وادينا بنفضفض لبعض.
هزت رأسها باختصار وهي تقول مدعيه الآلم
= لا كفايه اللي انتٍ فيه مش وقته هنتكلم ان شاء الله بعدين... اصل دماغي مصدعه أوي وعاوزه انام
عقدت حاجيبها للاعلي قليلاً بانتباه وهي تهتف بصوت عجيب
= طارق!.
نظرت زينه إليها بتوجس وهي تسألها بعدم فهم
= هاه! مـ.. ماله طارق .
أشارت بيدها على شيء ما امامها، وهي تتحدث بغرابة
= القميص دي شبه بتاعته! هو بيعمل إيه عندك.. مش ده قميص رجالي أصلا
تذكرت على الفور بانه تركه هنا ولم تراه إلا الآن، حاولت رسمت ابتسامة زائفة وهي تقول بثبات
= لا يا حبيبتي ده قميص اخويا ما هو انا نسيت اقول لك أننا اتصالحنا مع بعض فهو نسيه هنا.. قصدي يعني كان جايب واحده معاه غيره عجبه وقالي خالي القديم عندك يبقى جيبها لي لما تعدي علينا... وبعدين يعني يا حبيبتي هي ما فيش غيره قميص زي اي قميص وفي منه اشكال كثير أكيد...
نظرت حنين إليها عدة ثواني بعدم اقتناع و شك، فهي تعلم جيد الأمور بينها وبين أسرتها وبالاخص شقيقها العلاقة متوتره للغايه بسبب انفصالها عن طليقها و كان الجميع ضد طلقها هذا لذلك هيا انفصلت عنهم في مكان اخر، فأخيها تبرأ منها حرفياً حسب حديثها عنه فكيف بمده قصيره هكذا يتصالحون بهذه السرعه ودون مقدمات او تخبرها بذلك مسبقا، لكنها مع كل ذلك هتفت بهدوء عجيب
= هاه آه صح ممكن... المهم انكم اتصالحتم انا همشي بقى عن أذنك عشان اتاخرت كمان...
نهضت لترحل بخطوات ثقيلة واول ما اغلقت زينه الباب خلفها بسرعه التفتت حنين لتنظر إليها باستغراب شديد و رغم عنها بدأت تفكر باشياء سلبية لم يستطيع عقلها استوعبها من الأساس، لتهمس محاولاً أن تطمئن نفسها
= ايه اللي انا بفكر فيه ده مستحيل طبعا حتى لو كده أنا مش عاوزه اعرف.. زينه صديقتي الوحيده ومستحيل تخوني ولا كمان طارق هو بيحبني والاثنين ما يقدروش يزعلوني....
بينما في الداخل لم ينطق طارق بحرف مع زينه وحاول بسرعه إكمال ارتداء ملابسه ليسرع ويلحق حنين! فهذا كل ما خطر بباله بعد ان جاءت الى هنا وسمع الحديث الدائر منها، وكانت زينه تراقبه باعين حزينه ولم تستطيع التحدث هي الاخرى! لكنها أكدت حديثه لنفسها عندما اخبرها بانهم قد تسرعوا في هذا الزواج.....
وأول ما فتح باب المنزل ليرحل باستعجال، تسمر طارق في مكانه فور رآه حنين تقف أمامهم! شهقت زينه بصدمة كبيرة وهي تردد بصوت مرتجف
= آآآآ... حـ.. حنين.