-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة نصف عذراء لخديجة السيد - الفصل 6 - 4 الأربعاء 13/11/2024

  

قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة نصف عذراء كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة 

نصف عذراء

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



الفصل السادس

4

تم النشر يوم الأربعاء 

13/11/2024

رمقته بنظرة مطولة لكنها جامدة تحمل كل معاني الغيظ والحقد ولم تجيب عليه، ليقول مرددًا بنبرة عازمة 


= برده ما فيش أمل براحتك عن اذنك.. بس حاولي تفكري فيها تستحمليني شهر واحد وبعد كده تخلصي مني مدى الحياه لا أما هتفضلي كده .


سادت في ملامحها لمحاتٍ من التوتر، فهو كان محق هي لم تستطيع الإقدام على هذه الخطوة حتى الآن لضيق الامور عليها من طرف والدتها التي حدثتها بمنتهى الصراحه عن خطوره هذه الخطوه ولإنفاقه الكامل على ابنهما في المستقبل وبالوقت الحالي، نظرت إليه مترددة فتنحنحت قبل أن ترد بعد تنهيدةٍ خافتة


= آآآآ استني... طب انا اضمن منين انك بعد الشهر ده فعلا هتطلقني ومش هتضحك عليا 


تبدلت تعبيراته المتجهمة وصارت أكثر ارتخاءً وسرورًا ثم أطلق تنهيدة بطيئة من صدره وقد تألق في عينيه نظرة متحمسة


= خدي كل ضمانتك، المهم انك وافقتي!. ايه رايك نروح من بكره وانا اديتها خلفيه عن علاقتنا ببعض ؟!. 


❈-❈-❈


بهدوءٍ حذر سحبت الطبيبه أمل المقعد و جلست أمامهما وفي يدها عده اوراق، لتطالعها بتركيزٍ دقيق ما كُتب على الورقة ظلت على هذه الوضعية الساكنة لعدة دقائق ريثما فرغت من مراجعة الاوراق بأكملها دون أن تنبس بكلمة، أعطاه للزوجين الجالسين امامها، ثم نظرت إليهم من طرف عينها وبدأت تبتسم مرددة 


= تمام انا خدت خلفيه بسيطه عن علاقتكم ببعض! وبعض المعلومات اللي تخص استاذ طارق فدلوقتي دورك يا حنين.. عاوزاكي تقولي كل حاجه تخطر على بالك ونفسك تقوليها وتتخيليها


تنحنحت حنين قبل أن تجيبها بارتباك 


= هو مش المفروض اكون لوحدي؟ انا كنت بشوفهم كده في التلفزيون بالعيادات النفسيه 


اجابتها الطبيبة بهدوء وهي تطوي نظارتها الطبية بعد أن نزعتها من على أنفها 


= صحيح بس كل واحد وطريقته وبعدين انتٍ هنا مش في عياده نفسيه مجرد استشاره بتستشيريها من حد قريب منك او بعيد عنكم وحاسه انه عنده خبره عندكم في الحاجات دي فبلاش تفكري في الامور كده.. وبعدين انا قصده انكم تكونوا قصاد بعض وكل واحد بيحكي اللي جواه عشان ده هيفيد في علاقتكم جدآ قدام والفرق هتشوفوا بنفسكم! صحيح الموضوع في البدايه هيكون صعب بس بعد كده هتتعودوا وده هيشيل عنكم حاجات كثير قدام 


تنهد طارق براحه فكان لدي فضول كبير ان يعرف أسبابها، بينما راحت حنين تردد بلا صوتٍ في توجسٍ طفيف


= مش عارفه احكي ايه ولا ابدا منين،اول مره ممكن اتحط في المواقف دي ولا حد يسالني اصلا 


ابتسمت بتشجيع ثم هتفت أمل بصوت جاد


= ابداي من البدايه يا حنين! كل مشكله بتحصل بتبقى سببها لاما الاهل اما مواقف حصلت واحنا صغيرين وبتتراكم لحد ما نكبر معانا عشان كده يلا احكي من البدايه.. و بالتحديد لما كنتي طفله صغيره وطفولتك كانت فيها ايه حلو ووحش .


فركت يدها بتوتر وهي تنظر إلى الاثنين على استحياءٍ، ثم بدأت تشرد بالفعل في الماضي وبالتحديد عندما كانت طفله صغيره، وبدات مقتطفات تمر على ذاكرتها !!. 


بدت علامات الانزعاج جلية على قسماتها، ثم لوت ثغرها معبرة عن ألمها 


= ما فيهاش حاجه حلوه يعني انها تتحكي او افتكرها، انا ليا اخين وانا البنت الوحيده بينها بس اخويا الكبير مات وهو عنده 37 سنه في حادثه عربيه... وماما و آآ بابا.. اللي سابنا و احنا صغيرين وراح يتجوز وخلف وما سالش فينا بعد كده ولا كان يعرف عننا حاجه خالص ولا كان بيهتم.. بس ما بقاش يوحشني ولا بفكر فيه ولا بقيت عاوزه يرجع أصلا.


سألتها الطبيبة بهدوء مستفهمة 


= طب لو قلت لك يا حنين حاولي ترجعي بذكرتك لورا شويه ايه اللي هتفتكري اول حاجه من طفولتك؟!. 


ظهر على ملامح وجه حنين الضيق، فعبرت لها عن مخاوفها بصوتٍ شبه مهموم


= عادي يعني كنت بلعب زي اي طفله صغيره مع ولاد الجيران وقرايبي! وبروح المدرسه واتعلم و...


أردفت الأخري علي الفور مهتمة


= كملي يا حنين ايه اللي افتكرتي وجي في بالك في اللحظه دي... 


انحشرت أنفاسها وتحشرج صوتها وهي تكرر

بهروب من الذكريات والواقع القاسي عليها 


= خناقات بابا وماما اكتر حاجه بفتكرها مش بنساها خالص، كانت بتتكرر كثير قدامي حتى وانا نايمه بصحى على صوتهم! 


أبقت بعدها على سكوتها المرير فاستمرت الدكتورة في الاستفسار بشيءٍ من الاهتمام


= كانت خناقاتهم عباره عن ايه فاكره إيه اكتر حاجه كانوا بيتخانقوا عنها..


نظرت إليها بعينين زائغتين وخاطبتها في صعوبةٍ


= كانت خناقاتهم دوشه كبيره وصوت عالي وزعيق وتكسير وضرب! و في الاخر بابا يغضب ويختفي كام يوم ويرجع يتعامل عادي ولا اكنه اهانه قصاد بعض.. كبير وصغير.. 


زوت ما بين حاجبيها متسائلة بإصرارٍ


= ايه هي كانت اكتر حاجه بتتخانقوا عليها يا حنين.. قولي إللي بيجي بعقلك على طول وتفتكريه 


انتفض كامل جسدها رهبة منها عندما تذكرت شئ ما لكنها خاطبتها مجددًا في إحباطٍ بائس


= عادي بيتخانقوا على المصاريف والاكل و الشرب ولو ماما نسيت تعمله حاجه هو طلبها منها حاجات تافهه أوي يعني هو انا كنت شايفاها كده في الاول.. و .. آآ و. وكمان كانوا بيتخانقوا على حاجه ما كنتش فاهماها في الأول أوي بس عرفت في الآخر ان هي دي كانت سبب كل المشاكل اللي هم فيها .


عقدت حاجيبها للاعلي قليلاً وهي تهتف بحذر


= ايه هي الحاجه دي! 


علق في حواف رأسها تلك الذكريات التي تسببت لها الحزن وإثارة حنقها بالوقت الحالي وهي تراهم في قمة سعادتهم الآن وهي تعاني هنا، عدلت عن رأيها في التمنع عن الحديث وحافظت على ابتسامتها المهزوزة وهي تجيبها 


= العلاقة بينهم! ماما جتلها فتره على 30 كده وتعبت جدآ وصحتها ما كانتش قد الأول! ويا دوبك كانت بتقدر تخدمنا وتشوف طلباتنا بالعافيه.. بس هو ما كانش عاجبه الوضع لان كان عاوز منها اكتر من كده.. لما كانوا بيتخانقوا بصوت عالي كنت ساعات بسمعهم  وكرهتها هنا العلاقة وبعد كده بابا كان بيقولها قدامنا عادي اوقات أصلا من غير خجل ولا كسوف، بس انا ما كنتش فاهمه في الاول هي ايه عشان كده ما كانش هو ده اللي بيضايقني اكتر من آآ اللي كان بيحصل بعد كده 


صمتت ولم تنطق فسألتها أمل محاولة حثها على الحديث معها


= لو قلتلك مسميها ساعتها كان ايه هتفتكري؟!. 


كفكفت ما انساب من دمعها بظهر كفها وهي تردد برفض


= مش عاوزه افتكر !. 


أصرت الدكتورة علي قولها هاتفه بنبرة جاده 


= حنين معلش حاولي وكملي.


هزت رأسها بضيق شديد وصاحت بها في وجوم


= عادي كان بيطلبها قدامنا ذي أي راجل مش بيهمه في حياته غير مصلحته بس ورغباته اللي ما بيفكرش غير فيها حتى لو على حساب غيره؟؟ يقول لها عاوزك جوه.. خلصي اللي في ايدك وتعالي.. أو نيمي العيال عشان ما يحسوش بينا.. أو كان في كلمه على طول بيرددها انا عاوز حقي فيكي عشان الملايكه ما تلعنكيش وربنا يغضب عليكي.


ظلت الطبيبه هادئه وهي تقول بعدم فهم زائف


= بس الكلام ده مش كفايه عشان يوضحلك ايه نوعيه العلاقه اللي بتحصل ما بينهم!. لا الا لو كان في حاجات اكتر بتوضحلك 


سدد طارق إلي الدكتورة لها نظرة نارية قبل أن يحيد ببصره عنها ضائق من ضغطها عليها وهي بتلك الحاله، لتشيح حنين بعدها بوجهها

وبدأت تتذكر ذكرى سيئه مع والدتها وابتسمت ابتسامة باهته وراحت تردد بانكسار 


= تعرفي بسبب الموضوع ده! امي عملتلي الختان.. لما فكرت اواجهها ان انا بعرف حاجه زي كده وهي ازاي بتعملها وهي مش طايقه ابويا أوي كده ؟!. وعشان ما لقيتش اجابه على سؤالي اتهمتني ان انا بنت مش كويسه وبدات افكر في مواضيع اكبر مني وعيب وكان الحل بالنسبه لها أنها تكتم اي رغبة او فكره جوايا ناحيه الموضوع ده 


بالماضي كانت حنين ترتعش بخوف شديد وهي تنظر الى والدتها وتلك المراه بقلق شديد في حين ردت الطبيبه باقتضابٍ وهي تتفرسها بنظرتها الثاقبة


= بس البنت مش محتاجه اي عمليه يا مدام زينب! هي عندها الأمور تمام جدا ما فيش حاجه محتاجاها زياده .


تفاجأت الأم من قولها لكنها نهرتها في نظرة صارمة وهي تخبرها بإصرار جامد 


= يا دكتوره شيلي واسمعي كلامي انا أدري ببنتي وبقول لك انها محتاجه؟؟. 


أدمعت حنين عيناها وذلك الشعور القوي بالقهر يسيطر عليها، باعدت عينيها عنها وهي لا تزال تتذكر ما اعتبرته تعاستها الأبدية، هتفت في تحفزٍ وهي لا تفهم فعل والدتها بتلك اللحظه هل كانت قاصدة تصيد الأخطاء لها لفعل ذلك الأمر 


= ما فهمتش هي بتعاقبني ولا خايفه عليا بجد؟ بس فاكره نظرتي ليها وانا بستنجدها وبترجاها ما تعملش فيا كده وهي تجاهلتني خالص.. عشان كده بعدت عنها من بعدها وانا مش قادره انسى ظلمها ليا، هل كان نتيجه جهل منها انها تقطع في لحمي أو كانت زياده حرص منها لما فهمت الموضوع ده بدري.. بس في كل الحالات الموضوع ده عملي عقده اكتر وما قدرتش اتخطى !. 


❈-❈-❈


مددت حنين جسدها فوق فراش العيادة لتبدا الدكتوره أمل بالكشف عليها من خلف الستاره، ثم أبتعدت عنها بأسف لتردد بحذرٍ وهي تخشى من وقعه الإجابة عليه


= الختام فعلا للاسف اتعمل لها بطريقه بدائي أو ممكن نسميه تشوه كمان، والموضوع ده مقصر عليها من ضمن العقد اللي عندها عشان كده هي مش عارفه تبدلك ولا حاسه بالاثاره النفسيه اللي بتعمل رهبه في العلاقه كلها .


أخفض رأسه بيأس و حزن عليها، وأبد ندمه الكامل هامس 


= كمان!. 


تحركت الطبيبه لتعود الى مكانها وتركت حنين خلف الستائر تعدل ثيابها وتقدمت خلفها ببطء، لتهتف الدكتوره أمل بجدية 


= للاسف بنات كتير بتتحط في نفس المواقف معلش بيبقى جهل منهم، عادات قديمه حصلت من أيام الفراعنه وبنمشي وراها من غير ما نفكر فيها كويس وايه اضرارها، هو صحيح في ناس بتبقى محتاجاها عشان تساوي وده اللي ربنا أمرنا بيه انما قصه لازم كل البنات تعمل عافيه حتى من غير كشف مبدئي ده اللي غلط وهنتحاسب عليه .


ظلت حنين متسمرة في مكانها، تُطالعهما بنظرات تحبس الدموع فيهما، لكنها لم تستطع وأطلقت العنان لأنهار العبرات متحدثة باعتراف موجع 


= أنا سمعت اهلي كذا مره وهم مع بعض و الموضوع ده عاملي عقده واتكلمت فيه

مع ماما علي فكرة ان احنا كبرنا وانا بقيت بفهم كل حاجه، و آآ بعرف أمتي حصل وامتي محصلش وهي عنفتني بالكلام وزعقتلي جدا ومفهمتنيش خالص واكتر حاجه بتضايقني أن في مشاكل اصلا بينا وبين ابويا وكل يوم كنا كلنا بنتجمع و نقعد ونبقا زعلانين من تصرفاته الوحشه معانا ومتضايقين من اللي بيعملوا فينا.. طب إزاي؟؟ وفي آخر الليل الاقيهم سوا فبقيت بقرف من العلاقة و من امي حقيقي بجد.. عشان كده ما بقيناش قريبين زي زمان حصلت بينا فجوه .


تبعثرت دموعها هنا وهناك أحست وكأن طاقة صمودها قد تبددت بالكامل، فانخرطت في نوبات بكاء أعنف متذكرة كيف أضاعت طفولتها وحياتها كلها وراحت تصيح بجنون 


= ما بقتش فاهمه حاجه طب ازاي هي كانت عماله تدعي عليه عشان ظلمنا معاه و تروحله في الاخر !! أنا حقيقي نفسي افهم ليه الموضوع ده موجود و ربنا خلقه عشان الراجل يتبسط ويتمتع ويظلم الست اكتر ويتحكم فيها مثلاً؟ ما هو اللي بيتمتع في الموضوع ده وهي لا، يبقى إيه لازمته في حياتنا كاستات.. غير ان في بنات ممكن تموت بسببه؟!. 


استصعب طارق البحث عن الكلمات المناسبة للتعليق عليها وهو يراها على تلك الحالة الخطيرة ومع ذلك الحديث الذي لم يتوقعه بأنها عاشت تلك اللحظات الصعبه، أستمر بالصمت وكأنه يمنحها الأخر فرصه بالفصح...


❈-❈-❈


تابعت حنين فرجة من شباك منزلها حركة سير المارة، إلى أن لمحت إحدى جاراتها المقربات تدني من بيتها، لحظتها تحركت من موضع جلوسها لكن أسرعت والدتها تجاه الباب لتستقبلها في الحال وبداوا التحدث حول موضوع تلك الفتاه التي لم تكمل عمرها 14 عام وقد توفت في ليله زفافها....

الصفحة التالية