رواية جديد وللرجال فيما يعشقون مذاهب لنور إسماعيل - الفصل 2 - 1 - الجمعة 22/11/2024
قراءة رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة نور إسماعيل
الفصل الثاني
1
تم النشر الخميس
22/11/2024
فلو خُيّرتُ في وطن .. لقُلتُ هواكَ أوطاني
و لو أنساك يا عمري .. حنايا القلب تنساني
( فاروق جويده )
❈-❈-❈
_مِنك لله ،مِنكم كُلكم لله ،ياريت كان إنتِ حسبي الله ونعم الوكيل،حسبي الله ونعم الوكيل
أوراق مالية يعطيها عبداللاه ل وليد إبنه فينظر له وليد متعجباً مُردفاً
_إيه كُل دا يابوى؟
_روح الأقصر مع عمار ولد عمك وهات أحسن وانضف لبس هناك ، إنت دخلت هندسة يا ولدى
ولدى الوحيد لازم يكون أنضف واحسن واحد فچامعة القاهرة كلها
أبتسم وليد وقام ب إحتضان والده بقوة ومن ثم قبّل يده وهرول إلى منزل عمّاريُخبره ف وجده يقوم ب عدّ مبلغ مالى أيضاً ،فقال وليد ساخراً
_اتعكمت إنت كمان!!
ضحك عمار وقال
_المبلغ كبير جوى على شوية هدوم يا وليد
_يابوى نچيبو ونتدلعوا ونعيش ونتدلع فخيرهم ، بُكرة الفچر الاقيك مستنى ونطلع عالاقصر ماشى
غمز عمار ب إحدى عينيه وأومأ إيجاباً ، وفى اليوم التالى
كانا الاثنين خطواتهم تقودهم من محل لآخر ويديهم تختار من ثوب لآخر ودخول وخروج من غرفه تبديل الملابس ،يروا ماهو مناسب ماهو جميل ماهو لايليق!
فى كثير من الأوقات كانت اختياراتهم واحدة ..ويفاجئون بها أمام المرآة فتتعالى أصوات ضحكاتهم.
ومن بعد مضى أكثر من ثُلثى اليوم ، تمت مهمتهم ..ف ذهبا إلى أحد المطاعم يتناولا طعامهما
ومن بعد الغداء ...طلب عمّارفنچان من القهوة أما عن وليد فقد طلب كوباً من الشاى الساخن
_بطّل الجهوة يا عمار ، خدت عليها من المذاكرة أنت
كان عمّار يحتسي قهوته بهدوء ومن ثم قال
_بجت لى إدماااان مش عارف ،حتى فالبيت وأمى بتزعج لى لو شربت أكتر من فنچانين فاليوم
تنهد وليد وهو ينظر ناحية التلفاز المشغل ويحتسي مشروبه ،فقال عمّار
_عاوزين نجولهم نچيبوا موبايلات
إنتبه وليد ف أردف
_موبايل !!! مش عارف بس مش هيرضوا ياعمّار إحنا جولنالهم ورضيوش جبل سابق
وضع عمّار فنچانه وعاد بظهره للخلف
_دا عشان كنا نذاكروا وكانوا خايفين علينا وعايزين ندخلوا كلّيه كويسه ،دلوكتى إحنا فهندسه وهنروح القاهرة وفين وفين ع بال م ناچو ولازم نتطمنوا عليهم ويتطمنوا علينا صح ولا إيه
أعجب وليد بفكرة عمّار ،ف أردف
_ومين هيفاتحهم ؟!
_إنت !!
إتسعت عين وليد وأردف
_إنت صاحب الفكرة وأنت تفاتحهم ،مش دايما مصدرنى فالوش
إعتدل عمّار فى جلسته وقال ب جدية
_وميتى صدّرتك فالوش ياسعادة الباشا ولا هو أى كلام فالهوا
_لا مش كلام فالهوا ، ساعة درس رياضه ٢إنت كنت عاوز تروح لأستاذ صفوت وهمّا حچزولنا عند استاذ غطاس وخلتنى انا أروح واجولهم أنى انا الل عاوز وچت فيّا انا التهزيج اننا عارفينش مصلحتنا
_وطلع استاذ صفوت احسن ولا لاه!
تمايل وليد ساخراً من عمّار وأردف وهو يتراقص برأسه له
_طلعت البنات الل معانا فدرس أستاذ صفوت احسن يا چالوس طين حياتى
ضحك عمّاربشدة ومن ثم قال حينما تذكر
_طيب وأنا موجفتش فضهرك ساعه اشتراك الكورة فعز المذاكرة وخدت أنا كُل الكلام
هز وليد رأسه وهو ينظر لأسفل معترفاً
_ايوة ماشى حصل ، بس والله ماهفاتحهم على حوار الموبايلات تجولهم إنت ليش فيه !
نظر عمّار له ب امتعاض وقال له ينهره
_دم أما يتلافاك ياشيخ ، يالا طيب عشان نلحجو الجطر ونعاود ..
❈-❈-❈
يقال أن جميعنا تم نحتنا بنوع عظيم من الحزن .. ذلك الذي ظل عالقا من بقايا ماضينا .. تخيل أننا جميعا في الحقيقة لسنا سعداء .. نحن نصف سعداء فقط .. لا يزال جزء منا مصنوع من الحزن نحن فقط لا نراه .. كالشمس وسط الليل .. هي ثابته لا تتحرك .. نحن فقط لا نراها لأن الأرض استدارت .. وبالتالي عليك أن تتعلم العيش كنصف إنسان وكنصف سعيد .. هكذا فقط يحل الليل ويتوالي بعده النهار ..
___
تهمّ حفصه لفتح الباب ، فتجد طفلة صغيرة صديقه حبيبة بالمدرسة
_عاوزة ايه ياعسل
_عاوزة حبيبة تلعب معايا
هرولت حبيبة حينما سمعت صوت صديقتها ،ممسكة بدُميتها وتهم لإرتداء حذائها وفى طريقها للخروج ف أوقفها صوت والدها
_رايحه فين يا حبيبة ؟
_هروح ألعب يابابا معاهم فالشارع
نظر درويش بصرامة وقال
_مفيش خروچ ولعب فالشارع ،الل عاوزة تلعب وياكِ تيچيلك تلعب معاكِ فالبيت
بدا على حبيبة الإعتراض وقالت بصوت مُعترض
_ماهما كلهم بيلعبوا برة وانا معاهم يابوى
_جولت لاه يعنى لاه
نظر درويش للطفلة الواقفه جانب باب المنزل ووجّه لها حديثه
_تعالى يابتى العبي معاها هنا انتِ وأصحابك
أومأت الطفلة بالنفى وقالت
_لاه ياعمى إحنا بنلعبوا برة كلنا ، مش فالبيوت
سلام يا حبيبة
إنصرفت الطفلة ،ف وقفت حبيية عيناها على مشارف الدموع وهرولت إلى غرفتها الدور العلوى تبكِ ف ألحقت بها حفصه ولكنها توقفت تسأل عمّها
_ليه ياعمى ،ماتخليها تلعب حبيبة تجريباً مابتشوفش الشارع إلا فالمدارس وزيّها زى العيال
_حبيبة مش زى العيّال يا حفصه ، حبيبة بتّى مش زى حد
تركها وانصرف، فصعدت حفصه لتجد حبيبة تبكِ بشدة ف أحتضنتها وقالت لها
_متزعليش ، أنا هلعب معاكِ هنيتى ...يلا هاتى العرايس ونلعب بيت بيوت
على بُكاءها حبييه ، فشردت حفصه وقالت لها
_طب انا انهاردة رايحه بيتنا هناخدك معايا ،ايه رأيك
انفرجت اسارير حبيبة نسبياً ، فعانقتها حفصه وهمّت لتبدل ملابسها وتساعد حبيبة فى تبديل ملابسها .
وصلت حفصه الى المنزل مصطحبه حبيبة ،وبعد السلامات
جلس "مناع" والد حفصه وقال لها وقد يبدو على ملامحه الجدية
_چايلك عريس يا حفصه
تعجبت حفصه وأردفت لوالدها
_مين يابوى
أتت أم زكريا وأنضمت لجلستهم بعدما وضعت الشاى وقالت
_وَلد خالك الكبير
شَعرت حفصه بالضيق وقالت وهو تشح بنظرها بعيداً
_انا مش عاوزة اتچوز من بيوت اخوالى ،مش عاوزة حاچه من ناحيتهم اصلاً
إلتوت شفتى "جمالات "أم زكريا شقيق حفصه وقامت من المجلس ،فدنى مَناع من ابنته
_إسمعى يابتّى ، بيت أخوالك حاچه وو
قاطعته حفصه
_يابوى أحب على يدك ، عايزاش دا چواز ياناس
_طب شوفيه الأول !
_أمانه عليك يابوى ...جولهم مش راضية
_عارفه عندك كام سنة إنت ِ دلوك ؟! أنا سايبك براحتك تعيشي عند عمّك درويش
هو أخوى وبيته بيتى وأنا عارف أنك مرتبطه ب حبيبة بتّه
لكن دا مش معناه إنك تطلعى عن طوعى
قامت حفصه وقبّلت يد والدها وقالت بتوسل
_يابوى ماعاش ولاكان اللي يطلع عن طوعك ،بس والله م هجدر
وعارفه ان بجيت 21سنة ومانيش البت الجمره الل بيچيلها كل اسبوع عريس
بس يابوى بالعَدل والجبول ...
صمت مَناع ،ف ابتسمت له حفصه وهمت تبحث عن حبيبة هرباً من أبيها ومن الموضوع ككل ، وبعد مُضى وقت عادا للمنزل .
كانت ترتب المنزل بعدما رتبت الحظيرة وأماكن الماشية التى يربيها درويش فشعرت بالتعب فقالت لعمّها
_أجولك ياعمى ، معلش يعنى نبجا نجيبوا أم بَخيته تاچى تساعدنى ،جدراش عالبيت كُله لوحدى
شعر درويش ب تعبها حقاً فقال لها
_ماشى يا بتى الل تشوفيه،شيعيلها حد تاچيلك من السبوع الچاى
إثر حديثهم ، أحدهم طرق الباب فهمّت حفصه بفتحه ل تجده همام
_همام ،تعالا اتفضل
على ابتسامته الهادئه وتقاسيم وجهه التى تتسم بأنها بارزة ومنحوته نازلها حزمة من عُشب البرسيم وقال
_چبتلكم البرسيمات ، عبده اخوى عنده درس چبتهم انا عشان البهايم
تناولت منه حفصه البرسيم وقالت له
_طب ادخل تعالا،عمك درويش چوا
_لا نبجا ناچى وكت تانى
همّ بالرحيل ومن ثم توقف
_حفصه هو إنتِ صح چالك عريس؟
تعجبت حفصه وسألته
_عرفت منين
_خالتى چمالات جالت لأمى ،صح يا حفصه هتتچوزى
إلتوت شفتى حفصه وقالت
_وإنت مالك هنتچوز ولا هنتربرب ، مش چيب البرسيمات غور كنك غاير على بيتكم
إبتسم همام وانصرف من أمامها ومن ثم اغلقت الباب.
❈-❈-❈
_چاك وچع بطنك منه له ،تلافونات ايه الل نجيبهالكم
قالتها الحجه دهب وهى تقوم ب لكز عمّار ووليد بعكازها إعتراضا فقال وليد
_ياچدة نبوس يدك كانوا هيوافجوا ،دايما عاملة زى المُفراك فالزور
_لا يواجفوش يا خِلفة الندامة ،رايحين تتعلموا ولا رايحين تتمسخروا إنت وهو
وتتكلموا فالتلافونات
مرّت مروة شقيقة وليد أمامهم وهى تضحك وتقول
_ماهمّا هنيتى كانوا ماسكين التليفون الارضى ليل نهار وخصوصا عمار عيحكى مع بنات الدرس،جال ايه عيراجع ...يبجى فالكُليه هيتكلموش فالموبايلات
قالتها ومرت سريعاً وهى تضحك، ف لكمها وليد بقوة فى ظهرها وقام عمار ب_شنكلة_أحدى قدميها وهو يتوعد لها مشيرا إلى ذقنه ، فقالت عظيمة أم وليد
_طيب أنا هنفاتح ابوك ولو مرضيش ليش صالح
اقترب وليد من والدته وقال ب رجاء
_أمانه يا أماه ،وإحنا فمصر هتطمنوا علينا كيف طيب !
_أتصل عالارضى يا وليد
تقدم عمار منهم وقال
_يعنى يامرت عم كل شوية ننزلوا نتكلموا فالشوارع ومن الكباين !! طب وليه جلة الجيمة دى
ضيقت عظيمه عيناها ل عمار وقالت وهى تقوم بفعل_مصمصة_شفتيها
_يا وااااد على مرت عمك ،دا انا مربياك مع أمك ...عشان متنزلوش الشوارع ولا تتكلموا مع البِنته ليل ونهار
ابوك كان يشكى من فاتورة التلافون ،والله ماعارفه چبت مچموعك العالى منين
قامت دهب من مكانها وامسكت بقوة عمار من شعره الاسود الناعم وقالت
_هو ديتى ،فجرى وعاوز يكلم البنات ويتمسخر وممشى وليد زى البجرة وراه
نظر وليد إلى جدته ب إمتعاض ملتوية شفتيه وقال
_أنا بجرة ياجدة! طب الله يسامحك
وتمتم الى نفسه بصوت منخفض
_خليكِ جاعدة أنت على جلوبنا زى الهمّ لا إنت هتموتى ولا إحنا هنرتاحوا
دا هوايل علينا وعلى الل چابونا
نظر عمار الى زوجة عمه ووالدته وقال
_هاه هتجوله لهم ولا ايه ؟! خلاص إحنا مسافرين إنچزوا!
ضحكت تحية والدة عمار ونظرت إلى عظيمة وقالت
_شوف الواد !!! والله يا حبييى لو علىّ نجيبلك الدنيا كُلها بس لازم ابوك يوافج