رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 25 - 1 - الأحد 24/11/2024
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الخامس والعشرون
1
تم النشر الأحد
24/11/2024
اللهم أرحم أبي واغفر له ، اللهم اجعل قبره روضه من رياض الجنه، اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم أغفر لنا وتولنا في من توليت.
"ما بك أيها القلب؟ لما تشتعل هكذا من كثرة العشق ! أليس أنت من وئد هذا العشق قبل أن يرى النور؟ فلتتحمل عاقبة إختيارك"
بعد مغادرتها، ظل واقفاً يتأملها قليلاً، وبعدها عاد أدراجه مرة آخري إلي المشفي كي يطمئن علي نفسه، استقل المصعد ووصل إلي الطابق المنشود، اتجه إلي المكتب،وطرق الباب بخفة وولج المكتب، نهض عصام باحترام وتقدير وقال:
-ياسين باشا أهلاً بحضرتك.
مد ياسين يده ورد بهدوء:
-أهلا بحضرتك.
أشار له عصام بالجلوس وقال:
-حمد الله علي السلامة وألف مبروك نجاح العملية.
رد بإقتضاب:
-الله يبارك فيك.
آخذ نفس عميق وتحدث بحذر:
-بقالي فترة بيجي ليا صداع نصفي هل ده طبيعي ؟
أومأ بإيجاب وعقب:
-طبيعي جداً أطمئن الصداع النصفي قد يكون ناتج عن أرق أو ضغط عصبي يعني ملوش علاقة بالعملية.
تنهد براحة وعقب:
-طيب مفيش طريقة نتأكد بيها أن الصداع ده طبيعي؟
رد بهدوء:
-أطمئن أنا واثق أن مفيش حاجة بس زيادة إطمئنان هنعمل أشعة نطمئن ونشوف الوضع أكتر.
تنهد براحة وقال:
-يبقي كويس أوي.
صمت قليلاً يفكر في أمر ما وتسأل بضيق:
-مين دكتور حسن ؟
قطب الآخر جبينه بحيرة وتسأل :
-دكتور حسن مين بالظبط في خمسة هنا إسمهم دكتور حسن؟
رد ياسين بضجر:
-قصير كده ولابس نضارة نظر.
أومأ بإيجاب وعقب:
-أه دكتور حسن دياب ماله ؟
صاح بضيق:
-هو قسم أيه وأيه علاقته بدكتورة صفا ؟
ضيق عصام عينيه متسائلاً:
-مش فاهم ؟ الشوال الصراحة أعتقد إنك أنت ودكتورة صفا انفصلتوا علي حد علمي؟
زفر الآخير أنفاسه بضيق وقال:
-مش مهم تفهم المهم يبعد عن شغل وتواجد دكتورة صفا نهائي سامع مش عايز يلمح طيفها لو وصلت أنه يترفد يبقي يترفد سامع.
تبسم عصام ساخراً بعد معرفته سبب غضبه الناشب عن غيرة لا محالة ولكن بعد ماذا يغار؟
فاق من شروده علي صوت ياسين:
-حضرتك سامعني ؟
أنتبه له وردد ببرود:
-أه سامع حضرتك بس أطمئن دكتورة صفا سابت المستشفي أصلاً ريح نفسك أنت.
أتسعت عيناه بصدمة وتسأل بعدم إستيعاب:
-نعم سابت المستشفي أزاي وامتي ؟ ومين سمح لها أصلاً تمشي ؟
زفر الآخير بنفاذ صبر وقال:
-من شوية جت قدمت أستقالتها ومشيت.
صاح بضيق وقال:
-حضرتك أزاي توافق علي حاجة زي دي ؟ أزاي تقبل أستقالتها؟
قلب عصام عينيه بضجر ورد:
-أولاً أنا مدير المستشفى يعني معايا كلا الصلاحيات ثانياً والأهم بقي واحدة قدمت إستقالة طبيعي أقبلها أتفضل حضرتك عشان تعمل الأشعة.
رمقه ياسين شذراً وقال:
-مفيش داعي بعد إذنك.
غادر ياسين، بينما نظر عصام في آثره بضيق:
-لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم ولا بترحموا ولا بتسيبوا رحمة ربنا تنزل ؟! سيب البنت بقي يا أخي تعيش حياتها أنا مش فاهم صفا الرقيقة البسكوتة تحب التنين المجنح ده علي أيه الله يعينك يا بنتي بجد مفيش مقارنة عصفورة مع نسر.
❈-❈-❈
مر اليوم بثقل شديد عليها، منذ بداية اليوم أما حالات طارئة، وأما عمليات، تشعر بخدر بثائر جسدها، غادرت المشفي وهي تطلع حولها بحثاً عن سيارة أجرة، تفاجأت بسيارة تقف أمامها، والزجاج المقابل لها يفتح، وظهر وجهه البشوش:
-ينفع تركبي لو سمحتي محتاج نتكلم ؟
عضت علي شفتيها بإحراج وهي تنظر حولها بتردد:
-ها مش هينفع أتاخر.
أومأ بإيجاب وعقب:
-هوصلك ونتكلم في الطريق يا نور أطمني.
هتفت بتردد:
-بس مينفعش أركب مع حد غريب.
تبسم ساخرا، وتدراك مستفهماً:
-بجد ؟ علي أساس أن سواق التاكسي إبن خالتك يعني ؟ يا دكتورة أعتبريني سواق يا ستي مفيش مشكلة.
ردت بتوتر:
-ها لأ مش قصدي بس مينفعش.
تسأل بنفاذ صبر:
-مش هينفع ليه ؟ علي فكرة أنا أعتبر في مقام خطيبك.
حركت رأسها نافية وعقبت بتبرير:
-لأ طبعاً هو في حاجة رسمي لسه؟
تحدث بهدوء:
-أنا مستعد أروح أتقدم ليكي حالاً لو تحبي أظن أنتِ عارفة كويس أوي أننا مستنين موضوع ياسين وصفا تتحل لكن أنا شايف أن مشكلتهم مش هتخلص.
تنهدت بحزن وقالت:
-عندك حق فعلاً في الموضوع ده.
قطب جبينه بحيرة وتسأل:
-ليه هو في حاجة حصلت ولا أيه ؟
أومأت بإيجاب وردت:
-أيوة صفا سابت الشغل خلاص.
اتسعت عيناه بصدمة وتدارك قائلاً:
-بجد؟ يعني أيه سابت الشغل؟ طيب عملت أيه ؟ ولا هتشتغل فين؟ مش فاهم وبين سابت الشغل أصلاً وتدمر مستقبلها كده مهما كان ياسين وحش معتقدش يفكر يأذيها في شغلها من الأساس.
رفعت كتفيها بحيرة وعقبت قائلة:
-والله ما عارفة دكتور عصام كان جاب ليها في مستشفى كويسة بس مع الأسف اعتذرت وقالت هتشتغل في مستشفى حكومي.
شهق بصدمة وتسأل:
-نعم بقي بعد ما كانت شغالة في مستشفى إستثماري تشتغل في مستشفى حكومي؟ هما بيدوا فلوس أصلاً صاحبتك دي غريبة الصراحة؟
أسترسلت بإيضاح:
-هي مش بتدور علي الفلوس من الأساس هي حابة تبعد عن الوسط ده خالص وتشتغل في مستشفى حكومي عشان تتعامل مع ناس بسطاء ولا يعرفوا غدر ولا أذية.
تبسم بتفهم وقال:
-أنا فاهم كويس بتلمحي لأيه بس أظن خلاص بقيت عارفة أصلي أيه من البداية يا نور ها هنفضل نرغي كده قدام الناس إلي رايح وإلي جاي يتفرج علينا مش كنا روحنا أي كافيه نقعد فيه.
تنهدت بحزن وقالت:
-طيب هنتكلم في أيه ؟ ولا هنعمل أيه ؟
رد ممازحاً:
-قلبظ بجنيه.
رمقته شذراً وصاحت موبخة:
-خفيف أوي الأخ.
غمز عينه بخفة وعقب:
-مش أحسن ما أبقي تقيل زيك كده أتقل براحتك يا جميل مسيرك يا ملوخية تيجي تحت المخرطة.
تبسمت بخجل وهتفت متهربة:
-ينفع أروح بقي ؟
حرك رأسه بإيجاب وقال:
-تمام بس أنا حابب تفاتحي أهلك في موضوعنا ممكن حتي لو خطوبة قراية فاتحة بس أنا مش حابب نفضل كده علاقتنا محلك سير.
أومأت بإيجاب وردت:
-حاضر يا أمير حاضر ممكن أمشي بقي ؟
هتف برجاء:
-طيب ممكن أوصلك علي الأقل كأني تاكسي يا ستي ووفري حق التاكسي وياستي أركبي وراء ها بقيت سواق خصوصي أهو أن شاء الله نعجب يا ست نور.
تنهدت بقلة حيلة وقالت:
-حاضر يا أمير بس يكون في علمك أول وآخر مرة تحصل أتفقنا ؟
تبسم بإتساع وقال:
-مؤقتاً لغاية ما تبقي حرمنا المصون .
فتح لها باب السيارة الخلفي وأشار لها بطريقة مسرحية:
-أتفضلي يا برنسس.
ابتسمت بخجل واستقلت السيارة مردد بشكر:
-شكراً يا سواق.
تبسم ضاحكاً:
-بقي كده ماشي ماشي .
❈-❈-❈
عاد إلي المنزل حانقاً تتراقص أمامه شياطين الجن والإنس، هل تركت المشفي بالفعل ولما؟ عقله أصبح كالجمر المشتعل لو كانت ترغب المال أو تسعي له كيف لها أم تترك مستشفى كهذه وتذهب إلي مشفي حكومي وعائدها لا يقدر بمال من الأساس، ولج إلي الجناح الخاص بهما وأستلقي فوق الفراش بشرود، انتبه إلي طرق الباب نهض بتثاقل وفتح باب الجناح وجد فريدة هي الطارقة إمتعض وجهه وتسأل بنفاذ صبر:
-عايزة أيه؟
ردت بدلال مصطنع:
-عايزة أتكلم معاك في موضوع مهم.
تنهد بنفاذ صبر وقال:
-خير؟
قلبت عينيها بضجر وردت متهكمة:
-هنتكلم وأحنا واقفين علي الباب كده؟
صاح بنفاذ صبر:
-أخلصي عايزة أيه أنا مش فاضي لجنابك.
رمقته بضيق وقالت:
-ياسين متنساش أني مراتك.