رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى 5 لنورا محمد علي - الفصل الأخير 1 - الجمعة 15/11/2024
قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر
من قصص وروايات
الكاتبة نورا محمد علي
الفصل الأخير
1
تم النشر يوم الجمعة
14/11/2024
كانت تدخل مكتب الوحش؛ لتخبر زوجها بما حدث بينها وبين أمجد، الذي كاد أن ينفعل عليها! إن لم يكن أنفعل فعلاً..!!
لكنها صُدمت حينما وجدته يرفع أمير من عنقه، وكأنه طفل صغير ليس رجلاً ورغم كلام أمير المستتر معها إلا أنها شعرت بالدهشة وهي تتساءل عن ما يحدث:
_ في ايه مالك يا وحش سيبه..
_ آه يا نبغة خليه يسيبني، وهو عارف أن ممكن اخربها عليه بس ساكت عشان خاطرك..
كادت ان تضحك فهي ترى أن أحمد يتسلى ولم يصل للغضب الفعلي ومع ذلك يتعامل مع أمير باندفاع… فقالت:
_ ما انا شايفة يا كينج أنك تقدر تخربها..
ودون أن تقصد فلتت منها ضحكة.. مما جعل أمير ينظر لأحمد بغضب وهو يقول:
_ والعذرة ام النور لولا خايف عليها كنت اتكلمت فـ نزلني أحسن ليا وليك..
_ وانا ما بتهددش اتكلم ولا تحب اتكلم انا..
بهت وجه أمير من تلك الجرأة في عين أحمد وهو ينظر له بتحدي ولسان حال أمير يسأل هل جن؟ هل يريد أن يدمر بيته بيده؟ ألم يقل أن ما فعله كان "نزوة" ماذا يحدث له؟ هل يبحث عن ثغرة ليبقى مع تلك التي رآها معه؟ كان يهز رأسه بالنفي وحرب من المشاعر تتصاعد على وجهه وأولها أتهام..
بينما سهام تساءلت :
_ في ايه يا احمد عمل ايه مخليك كده ده لسه كان بـ يوصيني عليك وانا جاية اسأل انت محتاجة توصية؟ ومن امتى محتاج وسيط يا وحش؟
_ انا لا وسطته ولا حاجة بس البيه حشري وحط نفسه مصلح اجتماعي
الدهشة على وجهها كانت واضحة ولكنها قالت:
_ طيب نزله هو اكيد شاف حاجة وألا ماكنش ادخل الكينج بيتعامل أنه أخوك وأخويا
ارتبك أمير من تفكيرها الذي قد يوصلها لمَ حدث وأن ذلك قد يألمها لا لن يقتصر الأمر على الألم فقد تموت.. كل ذلك العشق كان مقابله الخيانة كما يظن.. فقال بتسرع:
_ حاجة ايه يا نبغة مفيش حاجة بس بس..
_ بس ايه؟!
تركه أحمد يسقط وهو يقول:
_ أنا اقولك البيه شافني أنا وواحدة يوم الحنة في جناح رحيم..
بهت وجه سهام وهي تزدرد لعابها وتشعر باحتقان وجهها، بعد أن أدركت ان أمير رآها في أحضان زوجها في ذلك اليوم، ولكن كلمة أحمد شافني مع واحدة تعني انه لم يدرك أنها هي فهل تبرر.. لكن التبرير جاء من امير الذي نفى كلام أحمد وهو يقول:
_ لا طبعا يا أم رحيم الوحش بيهزر هو انت هـ تتعرفي عليه النهاردة هو بس بـ.. بـ…
لكنها ليست في وضع يسمح بالتبرير بالاضافة انها لا تستطيع أن تخبره أنها هي لذا تركت المكتب وانصرفت دون ان تنبث حرف بينما أمير نظر لأحمد بغضب وهو يقول:
_ ليه؟ كنت بتفكر في ايه وانت بتقولها حرام عليك دى ممكن تموت فيها يا زفت .
_ انت بتشتمني يا ابن… لا بجد انت لحد الوقتي ما فهمتش يا غبي
_ انا اللي غبي
_ طبعا غبي أنت هتتعرفي عليا النهاردة؟ هو انا الخيانة في طبعي؟! أنا بكره الخيانة بكل أنواعها، يبقى اعملها ويوم ما عملها يبقى في بيتي ويوم حنة ابني يا حـ يون!
_تقصد ايه؟
_ اقصد أنك حـ مار هو مين اللي حضر الحنة مش العيلة بس، يعني كل واحدة جوه جوزها كان بره يا متخلف انت، يبقى انا خونت مين فيكم ومراتي سابتني اطلع مع واحده فوق يا زفت؟
_ اكيد ماتعرفش؟
_ اكيد انا لازم انحيك عن مهامك، وأنهي خدمتك في القطاع لان واحد بذكائك ده يخرب الدنيا، ليه ما كلفتش نفسك وسألت مراتك مين كانت لابسه ساري اسود يمكن وقتها ما كنتش احرجت ام رحيم؟
_ تقصد انها سهام…؟
_ما هو لو انت لسه ما فهمتش يبقى عليه العوض، اطلع بره يا أمير بدل ما طلع روحك على انك بـ تناديها بأسمها مش كنيتها..
_ انا اسف انت عارف السبب اصل هي من غير حجاب مختلفة و ..
الجحيم في عين أحمد كان سبب في صمت امير ومحاولته الخروج من المكتب قبل ان يجعله رجل بالأسم..
اما هي كانت تشعر بالخجل ينخر قلبها وهي لا تعرف كيف تنظر في وجه أمير بعد اليوم.. رفعت هاتفها المحمول و اتصلت على احمد..
_ حبيبتي روحتي فين بدور عليكي في القطاع مش لقيكي..
_ شوفت أخرت عمايلك ابقى قابلني لو دخلت القطاع تاني
_ نعم يا سو انت بتهزري ده شغل؟
_مش وقته دلوقتي، امجد اتصل وطلب مني اسلمه السيستم الخاص بالمدينة، بس انا قولت ليه مش هينفع إتجنن، وانا كنت جايه اقولك تفهمه بس ياريتني ما جيت، الوقتي كلم صاحبك وفهمه وجهة نظري
_ حاضر يا قلبي بس انت فين؟
_في العربية مروحة سلام دلوقتي عشان مش عارفة اتكلم..
أنهى الاتصال معها واتصل بالهاتف الآمن، بأمجد الذي كان يتحرك في مكتبه على غير هدى، يشعر بالغضب مما جعله يحطم كل شئ أمامه، أخذ جرعة من دواء الضغط الخاص به لأنه في هذه اللحظة يشعر أن شرايينه ستنفجر.. فهو لا يصدق أن تفعل به سهام ذلك!
هل طمعت في أمانته؟ لكن لمَ! منذ متى يغريها المال؟ هو يدرك أن المال شهوة لمن يسعى له، ولكنها كانت نافرة منه حتى وهي في حاجة إليه، فما الذي تغير؟
أخذ يتساءل هل يتصل بالوحش؟ أم أنه على علم بالأمر هو الآخر! اخذت أمواج الشك تأخذه وتترك وتعصف به الغضب يتصاعد والقلق يزداد ورد فعله قد يكون غير متوقع؟
أخرجه من بحر أفكاره المتلاطم صوت الهاتف الآمن الذي يعرفه إلا القليل ومنه هو.. رد بحدة غير مقصودة وهو يقول:
_ هلا والله يا طويل العمر
_ اعدل كده يا غالي مالك زي ما اكون قا.. تل ليك قـ .. تيل
_ وبتسأل يا وحش ما تدري ويش صاير
_ عسى ماشر يا ابو الفهد فاضي أنا لاجل أتصل عليك من دون ما اعلم ويش السالفة..
_ تتمسخر عليا
_ ليه يا امجد هو انت تتمسخر لما تتكلم مصري
_لا والله
_ عارف بس انت لازم تعرف ليه ام رحيم قالت ليك كده، ولو ردك عليها
زي طريقة كلامك معايا دلوقتي يبقى بينا حساب طويل
_ والله صدق!
_ارسى على لهجة يا زفت انا اصلا مش فايق ليك، وبدل طلعت مش فاهم يبقى ربنا يصبرني عليكم، دلوقتي لما ترجع سيطرتك على المدينة من غير شركة برمجة قوية يبقى ازاي؟
_ ويش تقصد..؟!
_ صبرني يا رب يا ابني ركز انت تقدر تقدم ظابط مخابرات من عندك تقول انه هو اللي استعاد السيطرة على المدينة
_ هذا كيف؟ تبيني اضحي بيه!
_نعم يا حيلتها، انت مش عايز تضحي بحد من طرفك، وانا احط قلبي في وش المدفع..
_ما قصد وأنت تدري أن حين أغضب ما افكر ؟
_عارف.. بس العقل يقول أنك تشوف ليك شركة برمجة قوية في قارة ثالثة خالص تبعد عن الصين والهند وروسيا وامريكا وطبعا أوربا كلها يبقى إيه؟!
_ ايه يا ابو رحيم؟
_ أستراليا في شركة هناك اسمها المجرة للاتصالات .. هتحول ليهم مبلغ 5 مليون دولار وهيتم أرسال نظام برمجة تحمله على السيستم وتغير الباسورد ويبقى معاك لوحدك وتبدأ تكمل الخطوات النهائية للمدينة خلينا نخلص
_ انت عايزني اثق في الشركة دي
_ آه ومن غير ما تسأل نفذ..
_ الشركة دي تخصك..
_ أمجد يا ريت تفكر في مشكلتك بس
_ بيصير لكن ابغى اعتذر من أم رحيم، و احول ليها المبلغ اللي اتفقنا عليه
_ ام رحيم مش عايزة حاجة، لانها عملت الموضوع خدمة ليك، مش أكتر وعلى رأي المثل جزات المعروف..
_ اسف يا بعد عمري
_ اغرب عن وجهي قال بعد عمرك قال..
ضحك امجد بصوت مرتفع
_ وطلع لك صوت يا ابن العايدي كنت بتاكل في نفسك زي النار
_ خوفت يا وحش
_ الخوف الاسم التاني للهزيمة يا صاحبي..
اغلق الخط وهو يجد له عذر فـ تلك المدينة مسئولية وتكلفات مئات المليارات علها تنقله إلى المستقبل..