رواية جديدة أنا لست هي مكتملة لبسمة بدران - الفصل 17 - 1 - الخميس 7/11/2024
قراءة رواية أنا لست هي كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أنا لست هي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة بسمة بدران
الفصل السابع عشر
1
تم النشر يوم الخميس
7/11/2024
يمكث في غرفته يتذكر حديث والد خطيبته
فبعدما تناولوا وجبة الغداء جلس برفقته في غرفة المعيشة ثم هتف بجدية وهدوء: بص يا سالم يا ابني دلوقتي معزتك عندي بقت من معزة فضل وندى وربنا يعلم فكرت اني اتكلم مع والدك بس قلت ليه ما سالم راجل ومالي هدومه واقدر اتكلم معاه براحتي ومن غير حزازية.
تنحنح سالم بعد أن فهم ما يرمي إليه زلك الرجل خاصة بعد حديث ندى معه صباحا
آخر نفسا عميقا كي يهدئ من روعه ثم غمغم بهدوء: اؤمرني يا عمي وما فيش داعي للمقدمات اتكلم معايا على طول من فضلك مش برضه بتعتبرني زي ابنك.
أومأ له بابتسامة خفيفة مستطردا: الست والدتك كانت معترضة على جوازك من بنتي يا ابني؟
أجابه سالم سريعا: لأ خالص يا عمي بس حضرتك عارف إن والدتي ما خلفتش غيري فعشان كده خافت يعني لندى تخطفني منها وكده يعني حضرتك عارف الحموات بقى هو انا اللي هقول لك.
ضحك الحاج ربيع بوقار ثم هتف بجدية: الموضوع كده بس يا ابني؟
اومأ له مؤكدا.
طيب الحمد لله لو الموضوع كده يعني انا واثق ان ندى هتقدر تكسب محبتها ومش كده بس دي هتخليها تعاملها زي بنتها واكتر. أهو الشاي جه أهو هتشرب احلى كوباية شاي من ايدين خطيبتك.
استفاق من شروده على صوت والدته التي ولجت دون أن يشعر بها بسبب شروده: ما لك يا سالم في حاجة مزعلاك؟
هز رأسه نفيا.
فتابعت وهي تجلس بجواره يحرص: فيه حاجة حصلت عند مقصوفة الرقبة خطيبتك ولا حاجة؟
لأ خالص يا امي بالعكس ده انا دقت احلى اكل اكلته في حياتي الظاهر ان ندى طباخة شاطرة.
رفعت كلا حاجبيها هاتفة بغضب: نعم احلى اكل دقته في حياتك اومال اكلي يبقى ايه يا واد!
اجابها بسرعة: انا قصدي احلى اكل دقته في حياتي بعد اكلك يا جميل ما تقومي كده اعملي لي كوباية عصير اصلي حاسس ان ريقي ناشف.
يا سلاام من عينيا يا حبيبي بس تعال اتفرج معايا على فيلم ابيض واسود ولا حاجة اصل ابوك نزل يقعد على القهوة وانا قاعدة زهقانة.
منحها ابتسامة ثم هب واقفا ملتقطا يدها: بس كده ده انت تؤمري يا ست الكل.
❈-❈-❈
شعر ماجد بالغضب من حديث ابن شقيقه فهب واقفا يخاطبه بحزم: هو احنا مش اتكلمنا في الموضوع ده قبل كده يا رائف!
رمقه رائف بتحذير مغمغما بصوت جاد: بعدين يا عمي نبقى نتكلم في الموضوع ده.
استدار موجها حديثه لوليد الذي كان يستشيط غضبا: ايه يا وليد هو مش انت وكل الناس عارفين ان انا وسيلا مخطوبين ولا انت مفكر ان المواضيع هتتغير بعد الحادثة.
تحدث وليد بثقة: وانت بتتكلم بالنيابة عنها ليه ما تسألها مش جايز توافق.
شعر عم وليد بتوتر في الأجواء فهتف بجدية: طب يا جماعة اقعدوا وفهمونا فيه ايه وصحيح الكلام اللي بيقوله رائف ده يا وليد؟
فتح وليد فاهه ليتحدث إلا ان رائف سبقه: والله يا عدلي بيه انا مش هكدب في حاجة زي دي وسيلا عندك اهي تقدر تسألها.
دنت إليهم بخطوات مترددة حتى باتت بجوار رائف ثم تطلعت إليه وكأنها تستمد منه القوة والثقة.
فمنحها ابتسامة خفيفة ونظرات مطمئنة وكأنه يخبرها بأنه معها ولن يتركها أبدا
فتنهدت بقوة ثم هتفت بثبات: والله ما عنديش كلام اقوله بعد اللي رائف قاله رائف خطيبي وهيبقى جوزي وابو ولادي.
خفق قلبه بجنون بعد حديثها ذاك فلأول مرة يسمعها تتحدث عنه بتلك الطريقة لطالما كان هو البادئ في كل شيء هو الذي اعترف لها بمشاعره اول مرة وهو الذي كان يصر على الزواج منها باستماتة والآن باغتته تلك الصغيرة بحديثها الذي اثلج قلبه فيبدو حقا أنها تغيرت.
تعلقت عينيه بعينيها في حديث صامت حتى أنهم لم يشعروا بذهاب وليد وعمه.
فقطع تواصلهما البصري صوت السيد ماجد الغاضب الذي جذب ابنته بجواره هاتفا بتحذير: اقدر افهم ايه اللي عملته ده النهاردة هو احنا مش اتكلمنا في الموضوع ده قبل كده وقلنا ان انت وسيلا خلاص؟
أيد السيد حسن حديث شقيقه فهو لا يريد لرائف أن يتعلق بتلك الفتاة الغريبة: عمك عنده حق يا رائف انت وسيلا مش متفاهمين ودايما في ما بينكم شد وجزب عشان كده ما…
قاطعه رائف عندما جذب سيلا من يدها محيطا منكبها بذراعه: سيلا بتاعتي من يوم ما اتولدت على الدنيا يا عمي ومش هسمح لا لوليد ولا لغيره انه يقرب منها لو عايز بنتك تعنس بقى ما تجوزهاليش وده الكلام اللي عندي.
سحب سيلا من يدها صاعدا بها الدرج وهي تسير خلفه وسعادة عارمة تجتاحها فهي تشعر بقربه أنها مسلوبة الإرادة.
بينما تطلع السيد ماجد ببلاهة لذلك المشهد وغمغم بعدم تصديق: هو ايه اللي بيحصل ده ابنك اتجنن ولا ايه يا حسن؟
غمغم حسن بشرود: ما تقلقش يا ماجد سيب لي الموضوع ده وانا هتصرف.
❈-❈-❈
بعد أن رحب به بحفاوة استقبله إلى غرفة الجلوس وهو يهتف بصوت مرتفع: ده احنا ظرنا النبي يا باشمهندس.
اجابه بابتسامة: الله يعزك يا حاج حسين.
ها تحب تشرب ايه؟
ما لوش لزوم يا حاج والله انا متغدي وشارب شاي ومش قادر.
لا عليا الطلاق لازم تشرب حاجة ولا عايزني اطلق الحاجة ام جميله.
لا ودي تيجي ما يرضينيش طبعا خلاص يبقى فنجان قهوة مظبوط.
من عينيا فنجانين قهوة يا ام جميلة ها المهم انا عايزك في موضوع ضروري.
اعتدل في جلسته ثم هتف بجدية: اؤمرني يا حاج حسين؟
الامر لله وحده يا باش مهندس.
تلك الكلمات الرقيقة قالتها جميلة التي ولجت للتو.
ابتسم بداخله فهو أراد أن يراها مجددا وها هي ذي تقف أمامه ترتدي جلبابا واسعا وحجابا يماثل لون الجلباب مما جعلها جميلة وانيقة.
فتنحنح بحرج: اهلا يا انسة جميلة.
أشار لها والدها لتجلس بجواره فانصاعت لأوامر والدها ثم هتفت بجدية مخاطبة فضل: انا خريجة تربية اطفال قررت اني افتح حضانة وكنت عايزاك يعني تعمل لي التصميم بتاعها ممكن؟
اجابها بلهفة: طبعا ممكن من عيوني هعمل لك احلى تصميم بس انتم وروني بس الارض اللي هتعملوا فيها الحضانة وسيبو الباقي عليا.
يبقى على بركة الله يا فضل يا ابني وطبعا مش هنختلف في الاتعاب.
اتعاب ايه يا حاج حسين ده احنا جيران والنبي وصى على سابع جار.
عليه الصلاة والسلام.
غمغم بها كل من جميلة ووالدها.
ثم هتفت جميلة بجدية: لا الشغل شغل يا باش مهندس وبعد اذنكم بقى هقوم اجيب لكم القهوة زمان ماما عملتها.
تنهد بقوة فهو سيراها كثيرا بسبب ذلك المشروع الذي اسندته اليه فهو روضته مشاعر غريبة منذ أن رأى تلك الفتاة الجميلة الهادئة.
❈-❈-❈
مر شهر بأكمله حدث فيه الكثير من الأحداث
ندى وخطيبها علاقتهما بين شد وجذب لكن ندى كانت دائما وأبدا تبدأ بالصلح وهذا كان يسعد سالم كثيرا.
ليان تشعر بسعادة كبيرة لقد اخبرها والدها برفض هيام نصار له غافلة عن تعلق والدها بتلك المرأة وإصراره على الزو اج بها مهما كلفه الأمر.
اصطحب ماجد زوجته إلى الطبيب والذي طمأنهما بأن ما يحدث مع نهال هو مجرد وقت وفي أي لحظة ستستطيع الحديث فقط عليهما الصبر.
رانيا ورحيم قررا أن يتزوجا بعد أن تسافر تناقش رسالتها وتعود
ماجي وحسن يعيشان في سعادة عارمة وقد وعدها حسن بأنه سيعرفها على عائلته في أقرب وقت فالوضع مستتب الآن ولا داعي لإخفاء الأمر أكثر من ذلك خاصة وهو يخاف عليها كثيرا فحملها صعب للغاية.
نورسين تزور سيلا دائما وتعاونها في كل شيء تريده فهي أحبت تلك الفتاة النقية وقررت أن تدوم صداقتها بها حتى بعد انتهاء مهمتها في قصر نصار.
تزوج مختار بنرجس بعد أن طلبها من عمها والذي رحب بحفاوة بعدما علم من ابنة شقيقه ثراء ذلك الرجل واستطاعت نرجس بشقاوتها وصغر سنها أن تعوضه عن سنوات عمره الماضية حتى أنها استطاعت ان تنسيه زوجته التي كان يعشقها
ووالدته ما زالت غير راضية على تلك الزيجة وتخشى على ابنه من تلك الفتاة اللعوب بالنسبة لها.
أما عن ثنائي الحب رائف وسيلا كانا يعيشان في سعادة كبيرة استطاع رائف أن يجعل سيلا متيمة به كان يدللها ويحضر لها الكثير من الهدايا ولا ينكر أنها فعلا تغيرت للأفضل كان يقنع نفسه كل يوم بأن تعلقه بها انتقام منها لا يعلم أنه وقع أسير حبها مرة أخرى.
❈-❈-❈
كفراشة جميلة تدور حول نفسها وهي لا تصدق أنها استطاعت أخيرًا تحقيق حلمها. اليوم ستعود ليلى قلبًا وقالبًا بعد أن ارتدت الحجاب. لقد عملت خلال الشهر المنصرم بمساعدة نورسين على التمهيد لهذه الخطوة.
قالت أكثر من مرة إنها تريد تعلم الصلاة وبالفعل بدأت تصلي. والآن حان الوقت لتعيش بشكل طبيعي كليلى وليست سيلا.
تأملت هيئتها بابتسامة فقد كانت ترتدي فستانًا باللون السماوي بنقوش بيضاء وحجابًا أبيض. ألقت على نفسها قبـ لة في الهواء وبدأت تخطو بخطوات بطيئة متجهة إلى الخارج.
هبطت الدرج وهي تشعر بالحماس لرؤية رد فعل رائف عندما يراها بهذه الهيئة.
وقفت أسفل الدرج تأخذ نفسًا عميقًا وزفرته ببطء ثم حسمت أمرها ودخلت ملقية تحية المساء بمرح شديد وما زالت تلك الابتسامة السعيدة مرسومة على ثغرها الوردي.
تطلع إليها الجميع بانبهار بينما هو قام واقفًا يسير نحوها كالمسحور حتى بات قبالتها يتأملها بشغف وافتـ تان هامسًا بعدم تصديق: "إيه الجمال ده يا سيلا؟"
دارت حول نفسها بسعادة ثم وقفت قبالته مجددًا: "بجد الحجاب حلو عليّ؟"
أجابها قائلاً: "زي القمر."
ثم مد يده نحوها لكنها رفعت يدها أمام وجهه هاتفة بابتسامة: "ممنوع ممنوع التلامس يا أستاذ رائف!"
تفهّم عبارتها ثم استدار عائدًا إلى مكانه وأشار لها كي تجلس بجواره لكنها هزّت رأسها نفيًا ثم اتجهت نحو والدتها وجلست بين والدتها وعمتها قائلةً بمرح: "لأ أنا هقعد جنب ماما وعمتي القمر دي."
حاولت أن تخفي ضحكتها حينما رأت نظرات الجميع المندهشة وخاصة رانيا التي هتفت بعدم تصديق: "والله يا سيلا لو ما كنتيش نفس الملامح كنت استبعدتِ إنك تكوني هي أصلاً."
أيّدت السيدة هيام حديثها: "عندك حق والله يا رانيا بس سيبك انت بقيتي احلى من الأول كمان.
مسدت فوق خصلات عمتها وهمست بحنو: إنتِ كمان هتبقي زي القمر يا عمتي لو اتحجبتي إيه رأيك؟ وكمان مامي الحلوة دي."
قالتها وهي تطبع قبـ لة على خد والدتها التي ضمّتها إلى قلبها وبداخلها شعور بالتشتت الشديد فهي على يقين أن الفتاة الماثلة بين أحضـ انها لا تمت لابنتها بصلة.
أما عن رائف فقد كان يشعر بأنه أسعد رجل على وجه الأرض فهو تأكد الآن أن سيلا تغيّرت وأنها لا تمثّل عليه البراءة والشرف.
لذا قام واقفًا وهتف بجدية: "طيب أنا هسيبكم بقى يا بنات عشان شكلي وحش وأنا الراجل الوحيد وسطكم كده وهروح أقعد مع رحيم شوية."
قامت سيلا وهي تهدف بمرح: "طب ما تاخدني معاك تخرجني وتكنسل رحيم!"
أجابها بابتسامة صادقة: "بكرة هخرجك ونقضي طول النهار سوا بس دلوقتي محتاج أتكلم معاه في حاجة مهمة."
لوّحت له بيدها ثم انطلق وقلبه يخفق بجنون.
❈-❈-❈
سكب الكثير من الخمر ثم وضع قطعة من الثلج وناولها لصديقه هاتِفًا بسخرية: "ما تقولش إن رائف علم عليك مرة تانية العيال بيقولوا إنه رايح جاي بيها وما بيفارقهاش تفتكر سامحها على اللي عملته معاك؟"
تناول الكأس من يده ثم ارتشفه دفعة واحدة وألقاه قائلًا: "ما أعتقدش بيتهيق لي إن ابن نصار بيكيدني بس وحياة أمي ما أنا ساكت والبنت دي دخلت دماغي زيادة دي احلوت قوي بعد الحادثة يخـ رب بيت أمها ولو ما بقتش لي مش هتكون لابن نصار ولا لغيره."
جلس صديقه بجواره بتوجس: "قصدك إيه؟"
أجابه بغموض: "هتعرف بس اصبر لما نشوف الدنيا هتمشي إزاي. المهم قل لي البنت اللي جاية النهاردة اتأخرت كده ليه؟"
أجابه وهو يعبث بهاتفه: "اصبر هكلمها لك."
أراح ظهره على المقعد ثم أغمض عينيه وعلى وجهه ترتسم ابتسامة شيطانية فسيلا تعجبه كثيرًا خاصة بعد رفضها له أمام الجميع ولا يخفى عليه نظراتها لرائف التي كانت تشعره بضعفها أمامه في وجود الجميع. تُرى ما الذي حدث؟ ومنذ متى وهي تعشق ابن نصار؟ لطالما كانت لا تكنّ له أي مشاعر.
هاجمت الأفكار رأسه بلا رحمة والإجابة عن كل تلك الأسئلة لا تزال مجهولة بالنسبة له.