-->

رواية جديدة أنا لست هي مكتملة لبسمة بدران - الفصل 17 - 2 - الخميس 7/11/2024

 

  قراءة رواية أنا لست هي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية أنا لست هي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران


الفصل السابع عشر

2

تم النشر يوم الخميس

7/11/2024


فوق الأريكة كان يجلس بجانبها محتـ ضنًا إياها وهم يشاهدان فيلمًا في التلفاز باندماج شديد حتى لاحظت شرود زوجها فسألته باهتمام: في شو صافن يا حسن؟


 زفر بقوة ثم أجاب بما يضيق فؤاده ويشغل عقله في الآونة الأخيرة: "رائف يا ماجي. رائف محيّرني علاقته بليلى جنّنتني خايف يتعلّق بيها على أنها سيلا والبنت الفترة اللي فاتت خيبت كل توقعاتي تخيّلي بذكاء شديد قدرت تاخد دور سيلا لنفسها."


تطلّعت إليه ماجي بعدم فهم: "ماني فاهمة شي."


أجابها مستطردًا: "أقصد يعني إنها بتعمل كل حاجة كانت بتعملها هي قبل كده بحجة إن سيلا اتغيّرت بعد ما اتعرضت للحادثة. فهماني؟ بقت بتحاول تكون محتشمة ده غير إنها اتعلّقت برائف جدا وده اللي أنا مش عايزه."


سألته بهدوء: "ليش؟"


أجابها بجدية: "عشان رائف لسيلا والبنت دي مش سيلا هي مجرد واحدة بتمثّل دور دورها لحد ما سيلا ترجع. عشان كده لازم أقف وأحطّ حد للموضوع ده."


"كيف راح تعمل هيك؟"


زفر بضيق مغمغا:"والله ما أنا عارف. المهم خدي بالك أنتِ من نفسك وأنا هقوم أرجع البيت ويومين تلاتة بالكتير وهفتح معاهم الموضوع خصوصًا إن بطنك كبرت ومحتاجة رعاية ومش هآمن عليكِ تبقي لوحدك في الشقة."


ضمّته إلى قلبها هاتفةً بسعادة: "الله لا يحرمني منك يا حسن.


 وما يحرمنيش منك يا قلب حسن."


❈-❈-❈


 ببراعة وخفة كانت تتمايل على أغنية "ألف ليلة وليلة" لأم كلثوم وابتسامة بلهاء تزين وجهها فهي كلما شعرت بالملل ترقص فتلك الهواية التي كانت تمارسها برفقة شقيقتها ليلى وعند تذكرها باللحظات الجميلة التي كانت تجمعهما شعرت بالحزن وأغلقت الهاتف ثم ألقت بجـ سدها على الفـ راش مستغرقة في ذكريات جلساتها مع أختها التي كانت تشاركها كل شيء يخصها.

 والآن هي غير موجودة. ترى أين ذهبت؟ وماذا تفعل الآن؟ والأهم من ذلك هل هي بخير؟



 استفاقت من شرودها على صوت رنين هاتفها، فتلقائياً تبدل الحزن بابتسامة عندما تعرفت على هوية المتصل وفتحت الخط قائلة: "أيوة يا سالم" 


استمعت إلى صوته على الطرف الآخر: "وحشاني أوى يا ندوش بتعملي إيه؟"


 أجابته بمرح: "بعدين هبقى أقول لك المهم إنت صاحي ليه؟"


 قال مبتسماً: "ما جاليش نوم قلت أكلمك أنام على صوتك."


 خفق قلبها من كلماته البسيطة وشعرت أنها تحلق في السماء، فنحن النساء، هكذا نتأثر بالكلام المعسول خاصة من الشخص الذي نحبه.


 صمت قليلاً ثم قال بجدية: "ندى، إيه رأيك لو نتجوز الشهر اللي جاي؟"


❈-❈-❈


 على اليخت الخاص به كان يجلس برفقة صديقه يتحدثان، والآخر ينصت إليه وابتسامة صغيرة تزين وجهه.

 وبعد أن انتهى، هتف بسعادة: "وأخيرًا يا صاحبي أول مرة أشوفك بتضحك من قلبك ومبسوط."


تنهد بحرارة مغمغمًا: "الحب ده أحلى حاجة في الدنيا يا رحيم متتخيلش لما شفتها بالحجاب إيه اللي حصل لي حسيت إني نسيت كل حاجة وحشة هي عملتها ومش فاكر غير الملاك اللي قدامي دلوقتي."


رد رحيم مازحًا: "سيدي يا سيدي خلاص بقى ده أنا هعيّط منك أمال أختك مش طالعة رومانسية زيك كده ليه! دي بتنشف ريقي على ما تقول لي كلمة عدلة."


قهقه رائف بمرح: "ما تقلقش خلاص هعلمها لك. المهم أنا النهاردة مبسوط قوي وقررت أبدأ صفحة جديدة مع سيلا وأديها فرصة تانية ومش بس كده، ده أنا هكلم بابا عشان أتجوزها في أسرع وقت مش هقدر أصبر أكتر من كده يا رحيم."


أجابه رحيم باندفاع: "بسرعة! طيب إيه رأيك تصبروا شهرين لحد ما رانيا تسافر وترجع وتتجوزوا معنا؟"


استحسن رائف الفكرة لكنه سرعان ما غير رأيه هاتِفًا بسعادة: "لأ، أنا عايز أعمل لسيلا فرح ليها لوحدها مش عايز حد يشاركنا فرحتنا أنا وهي."


وضع رحيم يده على كتفه مازحًا: "آه يا قلبي! يا ابني حرام عليك أنا عندي جفاف عاطفي ومش ناقصك قم قم خلينا نروح بدل ما هتشلّ منك."


❈-❈-❈


مستلقٍ على فـ راشه يحدق في سقف الغرفة بشرود. فمنذ لقائه بها وهي تتجنب حتى الحديث معه وإن رأته صدفة اتجهت بعيدًا عنه وكأنها رأت شبحًا.

 صكّ على أسنانه بقوة فهو غير معتاد على تعامل إحدى النساء معه بتلك الطريقة لطالما كان جذابًا للنساء حتى لو لم تعجبه إحداهن.


استقام جالسًا وهو يفكر في طريقة ليلتقي بها مرة ثانية ويكتشف ما يدور في داخل تلك المرأة غريبة الأطوار تلك.

 استفاق من حديثه مع نفسه على صوت ابنته التي قالت فجأة: "قاعد لوحدك ليه يا بابي؟"


أجابها بهدوء: "كنت هنام يا ليو. إنتِ صاحية ليه لحد دلوقتي؟"


قالت: "ما جاليش نوم. أنا زهقانة قوي يا بابي إيه رأيك نسافر أنا وانت كام يوم نغيّر جو؟"


أجابها مبتسمًا: "حاضر يا حبيبتي هشوف كده. بس قولي لي إنتِ مش رحتِ تزوري عيلة نصار الفترة اللي فاتت، في حاجة حصلت بينك وبينهم هناك؟"


عقدت حاجبيها بغضب من حديث والدها فهي على يقين أنه يقصد تلك المرأة المسماة "هيام نصار"، لكنها حاولت الثبات قدر المستطاع وأجابت مغمغمة: "لا خالص، أنا بس كنت مشغولة في الكورس الجديد اللي باخده. حضرتك بتسأل ليه؟"


رد بتلعثم: "عادي أصلك جه عليكِ فترة كنتِ بتروحي هناك على طول. عمومًا أنا هحاول أنام وإنتِ كمان ما تسهريش يلا تصبحي على خير."


"وانت من أهله يا بابي"


 قالتها بعد أن طبعت قبـ لة خفيفة على وجنته وغادرت الغرفة مغلقة الباب من خلفها.


كانت نيران الغضب تؤجج فؤادها إذ يبدو أن والدها ما زال يفكر في هذه المرأة. 

راحت تفكر في طريقة أخرى لإبعاد تلك المرأة عن والدها فهي لن تسمح بأن تنكشف كذبتها أولًا، ولن تسمح لامرأة أخرى أن تحتل مكان والدتها ثانية.


❈-❈-❈


بِدلالٍ شديد جلست بجواره تُمسِد فوق صـ دره بإغـ راء قائلة بميوعة زائدة: " تحب نتعشى هنا يا حبيبي ولا ندخل ناكل جوه؟"


رمقتها حماتها باستياء ثم لوت فمها بعدم رضا مغمغمة: "شوف البت وبجاحتها!"


مطت نرجس شفـ تيها بحزن مصطنع وقالت: "ليه بس كده يا حماتي أنا عملت إيه يعني؟ هو انتِ ما فيش كلمة بقولها بتعجبك خالص يا عيني عليّ أنا طول عمري كده غلبانة وما ليش بخت."


أطلقت كلماتها ثم هبَّت واقفة متجهة إلى غرفتها وهي تتعمد التمايل أمام السيد مختار الذي رمقها بنظرات جائعة.

 استدار مختار إلى والدته يخاطبها بلوم: "كده برضه يا أما تكسري بخاطرها ليه؟ هي يعني كانت عملت إيه؟"


ردت والدته بصوت مرتفع: "قليلة الحياء يا عين أمك قاعدة مش مراعية إني موجودة وعمّالة تحـ سس عليك! بنات آخر زمن استنوا يا أخويا لما تدخلوا أوضتكم وبعدين تعمل اللي هي عايزاه."


نظر إليها مختار مترددًا ثم ابتسم

 فتابعت حديثها: "أما أقوم أخش أوضتي وابقى أجري وراها طيب بخاطرها لحسن تزعل منك."


تبعها مختار بعينيه حتى دخلت غرفتها وأغلقت الباب خلفها ثم هب واقفًا وهو يهتف بسعادة: "قال تزعل مني قال! ودي تيجي برضه يا نرجس جايلك يا غزال!"


❈-❈-❈


ترجّل من سيارته ثم دخل وهو يدندن بسعادة.

 لأول مرة منذ وقت طويل يشعر بتلك السعادة والسلام الداخلي والفضل يعود لتلك الصغيرة التي تقبع في الأعلى. 

ارتسمت ابتسامة جميلة على وجهه عندما تذكّر صورتها أمام عينيه وهي ترتدي الحجاب.


تلقائيًا صعد الدرج قاصدًا رؤيتها قبل أن يخلد للنوم فقد استطاعت أن تحصل على غفرانه لقد بذلت قصارى جهدها لتثبت له وللجميع أنها تغيّرت، لذا استحقّت فرصة ثانية بجدارة.


توقف أمام باب غرفتها تنفّس بعمق ثم رفع يده ليطرق على الباب لكن يده تجمّدت في مكانها عندما سمع صوتها من الداخل. 


تجمّدت أطرافه وارتعشت شفـ تاه وهو يهتف بعدم تصديق: "مستحيل! مستحيل تكون البنت اللي جوة دي سيلا!"


يتبع..

إلى حين نشر فصل جديد للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة