رواية جديدة بحر ثائر لآية العربي - الفصل 2 - 4 - الثلاثاء 12/11/2024
قراءة رواية بحر ثائر كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية بحر ثائر
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة آية العربي
الفصل الثاني
4
تم النشر الثلاثاء
12/11/2024
تجلس على الأريكة تسرح شعر صغيرتها بعناية حتى انتهت ليرن هاتفها معلنًا عن اتصال من صديقتها يسرا لذا لفت صغيرتها إليها تطالعها بنظرة إعجاب وحب ثم مالت تحتضنها بعمق وتأخذ منها مخزونًا كافٍ من الطاقة الإيجابية ثم حررتها قائلة بمرح :
- يالا روحي العبي مع مالك .
أومأت الصغيرة وأسرعت تركض نحو شقيقها بحماس لتزفر ديما وهي تحمل هاتفها وتجيب على صديقتها قائلة بمرح :
- يااااسو ، أخبارك إيه يا بنت الإيه ؟
شخصيتها تختلف كثيرًا حينما تهاتف يسرا ، تعلم جيدًا أن يسرا تحمل طباعًا جادة لهذا تحاول كسر جديتها بنبرتها المرحة التي تستقبلها يسرا بابتسامة حقيقية دومًا تنجح ديما في إظهارها لذا أجابتها الأخرى بحبٍ صادق :
- مادام كلمتك هبقى كويسة ، وياسلام لو سي كمال وافق نخرج النهاردة شوية هبقى كويسة جدًا ، محتاجة اشتري شوية حاجات ومحتاجة أشوفك ، وحشتيني يا ديما .
زفرت ديما بإحباط فهي تعلم رفض زوجها المسبق ولكنها نطقت بعكس ما تشعر :
- نسأله مانسألوش ليه يعني سي الأوستـــــــــــاذ كمال الدين أفندي .
ضحكت يسرا على نبرة ديما واسترسلت :
- أيوة إسأليه ، بصي خلصي اللي وراكي ولما يرجع اديله شوية رومانسية كدة على أكلة حلوة وهو هيوافق .
شهقت ديما بصدمة كاذبة ونطقت بضحكة ظاهرية :
- ابقى بتاعة مصلحتي ؟ دي عمرها ماحصلت ، بس ومالو خليني اجرب .
شجعتها يسرا قائلة :
- أيوة جربي ، وهاتي الولاد بالله عليكي يا ديما .
نطقتها يسرا بلهفة خرجت من جوفها ، لهفة وحنين حينما تذكرت مالك ورؤية التي تحبهما حبًا جمًا لتومئ ديما كأنها تراها وتجيبها بالقبول وهي تدعو سرًا أن يقبل زوجها :
- بس كدة دانت تؤمر يا جميل انت ، يالا خليني أخلص اللي ورايا واشوف هعمل إيه وهبلغك .
تمتمت يسرا لتتخذ ديما نبرة الخذلان في حديثها المتبقي مستطردة :
- بس لو ماوفقش يا يسرا ماتزعليش علشان خاطري ، أوعدك نتقابل عند ماما أول ماروح عندها ، تمام ؟
تنتظر من يسرا التمام كمن ينتظر الإذن حتى يتنفس لتجيبها الأخرى بنبرة مرحة كي تهون عليها :
- طب تصدقي فكرة ممتازة ، أصلًا طنط منال وحشاني جدًا ، خلاص شوفي هتعملي معاه إيه ولو ماعرفتيش مافيش مشكلة نتقابل عند منولة .
تنفست الصعداء وابتسمت وهي تجيبها :
- عيوني يا عيوني ، يالا سلام دلوقتي .
أغلقت معها ونهضت تنهي أشغالها بطيب خاطر ، ليته هين لين رحيم لكانت هانت الدنيا وما فيها ولكنها تحمل أعباء الخوف والترقب والحيطة لتتجنب الدخول معه في ضغوطاتٍ لن تخرج منها سالمة .
❈-❈-❈
انتهت حفلة معاذ وجلس في الكرسي الخلفي من سيارة والده بوجهٍ عابسٍ بعدما صممت مارتينا على المكوث في المقعد الأمامي .
كان ثائر كل دقيقة يطالعه في المرآة ويغمز له بينما الأخرى تجلس تثرثر وتتحدث عن حفلة هامة ستقام في فيلا والدها .
انتبه ثائر لها لتتابع بترقب :
- هل يمكننا أن نجلس في منزلك إلى أن تنتهي حفلة والدي ؟ أنا أكره حفلاته كثيرًا .
تساءل ثائر بنبرة فضولية لا تمثله وهو ينعطف وينظر نحو الطريق :
- وما سبب تلك الحفلة ؟
أجابته بحماس من حديثه معها :
- من المؤكد هناك احتفالًا بشيء لا أعلمه ولا أريد أن أعلمه .
أومأ لها ثم تابع بثبات :
- حسنًا يا مارتينا أخبريني موعدها وسأنتظركما في المنزل وقتها .
انتابتها سعادة هجمت عليها لذا عبرت عنها بطريقة مندفعة مثلها وهي تميل عليه وتقبله من وجنته قبلة هجومية وعادت أدراجها تردف بحماس :
- أعدك ستكون سهرة ممتعة .
لم يحرك ساكنًا إلا عينيه التي نظرت لابنه في المرآة ليجده يلف وجهه للجهة الأخرى بضيق ثم نطق بتجهم :
- لن آتي معكِ ، سأجلس مع جدي ، أنا أحب حفلاته .
هزت كتفيها بلا مبالاة واسترسلت :
- حسنا كما تريد .
وهذا ما تتمناه من الأساس ، تريد أن تختلي بثائر بأي وسيلة يكفيها قبوله لذلك الاختلاء وها هو قبل للتو .
أما ثائر فشرد في الطريق ولم يعلق لا على حديث ابنه ولا على ردها بل واصل قيادته إلى أن توقف أمام الفيلا ليترجل معاذ قاصدًا الداخل وقبل أن يفعل ناداه والده الذي ترجل واتجه إليه ثم انحنى لمستواه يقبله من وجنتيه ويودعه قائلًا بترقب :
- أنت تعلم أنك أغلى ما لدي ، أليس كذلك ؟
ابتسم الصغير برضا وأومأ لوالده بثقة يجيبه :
- أعلم يا أبي .
ابتسم ثائر ولكمه بخفه على ذراعه قائلًا :
- هيا استمتع ، وبلغ سلامي إلى جدك .
ركض الصغير للداخل ونهض ثائر يتجه عائدًا لسيارته ولكن مارتينا نادته ليتوقف ثم اتجهت إليه تقف قبالته وكالعادة تسلط عينيها على شفتيه متسائلة :
- وهل أنا غالية لديك أيضًا ؟
قلب عينيه وأشار برأسه نحو الفيلا ينطق بملل :
- هيا مارتينا ادخلي .
قبل أن تنفذ طلبه لبت نداء رغبتها وقبلته على شفتيه قبلة لم يحرك فيها ساكنًا ولم يعترض ولم يشعر بأي شيء إلا بالهواء الذي عاد لرئتيه بعدما ابتعدت تطالعه بابتسامة انتشاء مردفة :
- حسنًا أراك قريبًا عزيزي .
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة آية العربي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية