رواية جديدة بحر ثائر لآية العربي - الفصل 4 - 3 - الثلاثاء 19/11/2024
قراءة رواية بحر ثائر كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية بحر ثائر
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة آية العربي
الفصل الرابع
3
تم النشر الثلاثاء
19/11/2024
في التاسعة صباحًا..
أبصرت تفتح عينيها تترقب السمع فقد هُيّءَ لها أنها سمعت جرس الباب ، ارتفعت قليلًا تشعر بتخدر وجنتها لتجد أنها غفت أمس على الصفحة رقم ( ٢١ ) من كتاب بحر ثائر والتي دون في منتصفها نصيحة راقت لها كثيرًا وأثارت إعجابها بهذا الشخص الغريب ، لقد ساورها الشك بأن هذا الكتاب لنفس الشخص الذي ينشر منشورات مثيرة للجدل على موقع انستجرام .
فالكتاب عبارة عن بحر بحق ، بل أنه متاهة تدخلها ولا تستطيع الخروج منها بسهولة ، غامض غريب مثير للتعجب .
تلك النصيحة التي دونها جاءت لتربت على مأساتها قليلًا ، حيث دوّن بالفرنسية
( que je voulais Expression sur Ta colère démontrer Froidement Et attends un peu .. alors ... Hacher tasse Et prie Ça arrive par erreur , Ou brisé corps Et prie Que tu es exercé boxe , alors Isoler La nuit Dans ta chambre Quand Il pense tout le monde Que tu es Tu vas t'endormir situation Votre stylo entre Tes deux doigts Et écris dans Votre carnet Quoi que tu ressens Enfiler que Il te sent Dimanche)
( إن أردت التعبير عن غضبك الداخلي تظاهر بالبرود وانتظر قليلًا ... ثم ... كسّر كأسًا واِدّعِ وقوعها بالخطأ ، أو كسّر جسدًا واِدّعِ أنك تمارس الملاكمة ، ثم انعزل ليلًا في غرفتك حينما يظن الجميع أنك ستغفو وضع قلمك بين أصبعيك وخط في دفترك كل ما تشعر به دون أن يشعر بك أحد )
انتفضت حينما عاد الرنين يمحو نعاسها لتتأكد أن أحدهم يرن بالفعل لذا نهضت واتجهت ترتدي مئزرها ثم تحركت صوب الباب ومالت تتساءل بترقب :
- مين ؟
- أنا داغر يا ديما .
انشرح قلبها من سماع صوت شقيقها وفتحت الباب تطالعه بعيون تشتكِ وشفاهٍ متناقضة تبتسم مردفة :
- تعالي يا حبيبي ادخل .
طالعها بتفحص يحاول استكشاف ما بها ثم تساءل بنبرة قلقة :
- برن عليكي من بليل موبايلك مقفول ، إنتِ كويسة ؟
تذكرت أمر هاتفها وأخفت ملامح الانزعاج بسهولة تقول بوجهٍ بشوش :
- أيوة يا حبيبي بخير تعالى ادخل ، كنت خارجة أنا ويسرا والموبايل وقت مني واتكسر .
نظر لها بعدم تصديق ونطق بما شغل عقله :
- عمل فيكي حاجة يا ديما ؟
- كمال ؟ لا طبعًا .
نطقتها باستنكار كاذب يمكنها أن تبرع فيه أمام أي أحد عاداهُ هو لذا زفر بضيق وتحدث بنفاذ صبر :
- عمل فيكي إيه يا ديما ؟
مسحت على وجهها تستغفر ثم أبعدت كفيها تطالعه بهدوء واسترسلت بتروٍ :
- مافيش يا داغر ولو فيه حاجة ياما بيحصل في البيوت يا حبيبي وصدقني لو احتجت مساعدتك هتلاقيني مكلماك علطول ، وبعدين إنت عارف إن كمال من وقت تعب مامته وهو متغير مع الكل ، أدخل بقى تعالى ، هعمل فطار ونفطر سوا .
لا يعلم أيضحك أم يحزن على هذه الجميلة ، أتخدعه بكلماتها ؟ ألا يعلم من هو كمال وما هي طباعه التي ترعرع عليها ؟
دس يده في جيبه يخرج هاتفه ثم فتحه سريعًا ونزع شريحة الاتصال منه وناولها إياها يسترسل بصرامة :
- خدي خلي ده معاكي .
اتسعت عينيها وهي تعيده إليه مردفة برفضٍ صارم :
- لاء طبعًا هاخد موبايلك ؟ الموبايل معايا أهو هصلحه ماتقلقش ، أدخل بقى .
لن يدخل بالطبع ولكنه أعاد إليها الهاتف وتبدلت ملامحه للجدية المطلقة التي تعلمها جيدًا وأردف بنبرة لا تحتمل الاعتراض :
- خلي الموبايل معاكي يا ديما ومش عايز كلام كتير ، أنا هروح اشتري واحد دلوقتي وانتِ انقلي شريحتك هنا وابقي رني عليا لو فيه أي حاجة .
تنهدت بقوة تنظر له نظرة امتنان تعادل الدنيا ، شقيقها وسندها الذي تشدد به أزرها وتخشى عليه من نفسه وغضبه لذا اومأت وهي تتمسك بالهاتف وتردف بنبرة حنان خاصة به :
- طيب حاضر ، مش هتدخل بردو ؟
- معلش علشان الورشة ، يالا سلام وابقي هاتي العيال وتعالي هستناكي .
أومأت له تودعه بعدما تحرك يغادر وتركها تطالع أثره بشرود ثم أغلقت الباب ودلفت تفعل ما قاله لها .
❈-❈-❈
لم تكن المرة الأولى التي ينام فيها هنا ، بل أنه اعتاد أن يعاقبها بالهجر في الفراش فكان يصعد عند والدته ينام في الشقة العلوية لعدة أيام ولكن بعد مرض والدته ومكوثها معهما في نفس الشقة وجد أنه لن يكون عقابًا قاسيًا إن صعد ونام في الأعلى لذا قرر أن يأتي للنوم هنا في المحل التجاري الخاص به وليتركها تواجه سوء أفعالها .
هذه المرة الثانية التي يفعلها فهنا يبيع مستلزمات العرسان لتجهيز بيت الزوجية .
لم يأتِ العمال الذين يعملون معه بعد لذا نهض يزفر بضيق شاعرًا بالجوع ليسب ويلعن تلك البريئة من ذنبه .
سمع طرقات على باب المحل الزجاجي فتعجب واتجه ليرى من جاء الآن ظنًا منه أنهما العمال برغم أنهم يملكون المفاتيح ولكنه حينما وصل تفاجأ بسيدة شابة على قدرٍ من الجمال تلوح له .
اتجه يفتح الباب ويطالعها بترقب فتحدثت بأريحية :
- صباح الخير ، أنا لقيت الباب اللي برا مرفوع قلت أكيد فاتحين .
لم يزل تعجبه ولكنه تحدث بنبرة هادئة متسائلًا :
- صباح النور ، اتفضلي خير ؟
نظرت زينة إلى المكان من حولها ثم استقرت عند عينيه واسترسلت بنبرة مترقبة :
- طب ممكن أدخل ونتكلم جوة ؟
صمت لبرهة ثم أومأ وأفسح لها المجال فدلفت تتلفت يمينًا ويسارًا ثم اتجهت نحو المكتب بعدما لاحظت انكماشًا فوق أحد الأسرة المعروضة لتبتسم بخبث ثم جلست واتجه كمال يجلس خلف مكتبه متسائلًا :
- اتفضلي أقدر أساعدك إزاي ؟
تنهدت زينة بعمق ثم رسمت ملامح الأسف والحزن على وجهها واسترسلت :
- بص هو بصراحة أنا اتجوزت شهرين وماحصلش نصيب ، وأهلي كانوا شاريين جهازي من عندك هنا وأنا دلوقتي مش محتاجاه ، فلو ينفع يعني تشتريه بالتمن اللي إنت عايزه وماتقلقش الحاجة كلها لسة زي ماهي متقفلة بكياسها كمان .
تمتلك في نبرتها وطريقتها وسيلة جذب تجذب أمثاله لذا ابتسم وأومأ يردف بهدوء:
- طيب خليني أبص بصة على الحاجة ولو زي ما بتقولي كدة اشتريها مافيش مانع .
تسلطت عليه بعينيها لثوانٍ ثم ابتسمت تلف وجهها نحو السرير المعروض لتعود إليه وتردف بجرأة فاجأته :
- هو إنت كنت نايم هنا ولا إيه ؟
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة آية العربي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية